رواية همس القلوب الفصل الاول والثاني


 ليلي الحنونه

نظرت المعلمه الرقيقه إلي طفله الحضانه حيث تعمل متعجبه
فبرغم أن الحضانه بحد ذاتها متواضعه شأن كل من فيها
إلا أن الصغيره همس ذات الثلاثة أعوام تبدو رثة المظهر بإستمرار
إقتربت ليلي من مقعد همس الصغير المناسب لحجمها وحثت علي ركبتيها أمامها علي الأرض لتقترب منها
وتمس برفق .....همس فين ماما موصلتكيش ليه النهارده
نظرت لها الصغيره بوجهها البرئ الملوث ولم ترد
ربتت ليلي علي ظهرها بحنان وقالت إتكلمي يا حبيبتي
تعبانه قالتها همس بطريقه طفوليه وهي تتلفت حولها
ليلي ...وإنتي جيتي مع مين
هزت رأسها بلامبالاه
لوحدك ......سألتها ليلي بتعجب تستحث الصغيره علي مزيد من التوضيح
وبالفعل قالت الصغيره بطريقه متقطعه....مع بنت في الشارع رايحه مدرستها ...
ربتت ليلي علي كتف الصغيره بعد أن مرت بمنديل ورقي نظيف علي وجهها
لتبتسم الصغيره بإستمتاع وهي تستنشق عبير ذلك المنديل الورقي ...
حينما آن ميعاد الإنصراف حضر جميع أولياء أمور الصغار ليصطحبوهم
وظلت همس تبكي بصمت
قالت ليلي بتودد للعامله المصاحبه لها
روحي يا عبير وصلي همس بيتها لو سمحتي
لتستاء عبير وتنظر إليها بسخط قائله ......
لأ يا أبله ليلي دا بيتهم بعيد وأمها مبتدنيش حاجه ناقص أغسلها مريلتها كمان
دي مريله تبعت بنتها بيها الحضانه
ليلي بقلة حيله .....طب إوصفيلي بيتها
بالفعل وصفت لها عبير المكان
للمره الأخري تنحني ليلي لتقترب من مستوي الطفله الجميله بلونها الخمري وعيونها السمراء الواسعه المحاطه برموش كثيفه وحاجبان باللون العين الأسمر
وأنفها المستقيم وفمها الطفولي وشعرها القصير الذي يحيط بوجهها ليمنحها براءه
إيه رأيك ....أنا ال هوصلك لماما
فوجئت حينما حاوطت الطفله رقبتها بذراعيها ببراءه فإبتسمت ليلي لرد فعل الطفله العفوي
فالأطفال غير مجاملين بالعاده إنهم صادقي المشاعر والأحاسيس لم يتلوثو بعد بعالم الرزيلة والنفاق
بالفعل إصطحبت ليلي الصغيره إلي بيتها مترجلتين فهم في منطقه شعبيه بمدينة المنصوره تدعي حي الأشجار
وفي الغالب يترجلون فالمسافات قصيره
عند بيت قديم متهالك أشارت الصغيره بفرح للشقه في الطابق الأرضي وقالت ...بيتنا
همت ليلي بترك الصغيره لتدخل ولكنها تراجعت وقرر ت أن تصطحبها للداخل فؤجئت حينما انطلقت الطفله لتصعد فراش تتمدد عليه والدتها
تأملت ليلي شمس النائمه إنها شاحبه يبدو عليها المرض
حاولت شمس الإعتدال والنهوض حينما إلتفتت لوجود ليلي لكن يد ليلي الحانيه أجبرتها علي البقاء علي وضعها ..
مالك يا حبيبتي ألف سلامه عليكي
شمس بضعف .....أصلي راجعه إمبارح من جلسة الغسيل الكلوي بالمستشفي يا أبله ليلي وتعبانه قوي
رق قلب ليلي كثيرآ وسألتها ....مافيش حد قاعد معاكي
شمس ....ما فيش إلا أنا وهمس
ليلي بحنان ....طيب تحبي أعملك حاجه تشربيها أوتاكليها
إزدردت شمس ريقها وقالت ....لا شكرآ
تجولت ليلي في المكان بحيره سرير متهالك تنام عليه شمس في حجره كل ما فيها متهالك. كذلك دولاب ومرآه
وصاله بها أريكتان ومنضده
ومطبخ وحمام علي نفس المستوي إقتربت ليلي من المطبخ علها تصنع مشروبآ دافئ لشمس لكنها لم.تجد به ما يسد الرمق
مجرد قطعه من الجبن عفا عليها الزمن وبعض الأرغفه اليابسه
سمعت الصغيره تطلب من أمها الطعام لتشير إليها فتفح الثلاجه الصغيره وتخرج قطعه من الخبز الجاف وتقضمها بهدوء من إعتاد ذلك
تركتهم ليلي وإنصرفت وهي تحمل في قلبها غصه وألمآ
في اليوم التالي لم تذهب ليلي للحضانه مباشرة وإنما ذهبت لبيت همس لتتفاجئ بها الصغيره تطرق الباب
وضعت ليلي الاكياس الكبيره التي تحملها والتي تحوي الطعام وبعض الفاكهه
ووضعت كيس جانبي به حقيبه جديده ومريول وحذاء للصغيره
كانت شمس وإبنتها سعداء بما فعلته ليلي
ولم تكن المره الأخيره
لقد تكررت زيارات ليلي لهم جالبه معها من الخيرات ما تستطيع حمله
كانت ليلي ذات وجه ناعم مريح صغيرة الحجم
انها في التاسعه عشر وتبدو كما كانت فتاه صغيره في الخامسة عشر عشر بوجهها المستدير وعيونها العسليه بفم صغير ممتلئ وشعر بني اللون يسترسل بنعومه لمنتصف ظهرها يتواري خلف حجابها الطويل
ظلت ليلي تتردد علي شمس علي فترات متقاربه
وشجعتها جدتها عندما أخبرتها بظروف تلك الأرمله الصغيره
وفي يوم خرجت ليلي من الحضانه وذهبت تتفقد شمس
إستقبلتها شمس بإبتسامه هادئه وكانت في حال أفضل من المرات السابقه
إقترحت ليلي أن تصطحب شمس وهمس للحديقه حتي تلعب همس ومن باب التغيير لشمس التي رحبت بالفكره
جلست ليلي مع شمس وهمس بالحديقه الصغيره
كانت شمس تشعر بالضعف والإرهاق عكس الصغيره التي كانت تجري بسعاده بين الأشجار
سألت ليلي شمس لأول مره عن والد همس كانت تشعر أنهما أصبحتا أكثر قربآ
إن شمس تكبرها عمرآ فهي في الخامسة والعشرون لكن المرض الفتاك أنهك قواها وجعلها كفتاه كعجوز شاحبه ورغم ذلك تشعر بأنها كانت ذات جمال فائق لم يستطع المرض رغم ضراوته إخفاؤه
إنها بيضاء بعيون عسليه وشعر كستنائي متوسط الطول وفم ممتلئ إن ليلي وشمس بينهما تشابه في الملامح
وببساطه وحزن قصت شمس علي ليلي
قصتها الحزينه
كانت صغيره جميله كالشمس المشرقه
حينما تعرفت علي مجدي والد همس إبن العائله الكبيره المرموقه
التي رفضت أن يرتبط إبنها الكبير بإبنة بواب فقير تعرف عليها بالجامعه
حاول أن يقنع والده شاكر الخرافي رجل الأعمال المرموق
همست ليلي ....شاكر الخرافي الرأسمالي المعروف دا مشهور جدآ
شمس بحزن ....أيوه هو
ف الآخر هربنا سبنا القاهره وجينا هنا
إشتغل مجدي موظف صغير وأخفي نسله لعيلة الخرافي وكنا يا دوب عايشين بس سعداء هربنا من عيلته الكبيره وسطوتها
وعشنا سوا أجمل خمس سنين وبعدها
صمتت شمس لتستحثها ليلي
كملي يا شمس ايه ال جري
مرضت وإحتجت علاج وكنت ساعتها خلفت همس
ليلي مبتسمه ....مين سماها همس
شمس بشبه إبتسامه .....أبوها سماها همس
لكن التعب إشتد عليه جدآ ومجدي كان بيتألم لما يشوفني كده وبعدين رجع لأبوه يترجاه يسامحه ويقف جنبنا.



لكن أبوه هدده لو مبعدش عني وعن البنت اللقيطه كان بيقول علي بنتنا لقيطه
واتجوز بنت عمه أو واحده من مستواه وعاش حياته ال تلائم عيلة الخرافي هيغضب عليه للأبد
رجع مجدي من عند أبوه حزين مش شايف قدامه وللأسف ....صمتت وبكت
ليلي ....كملي إيه ال حصل
شمس ....مات ضربته عربيه وجرت والحقيقه هو ال كان ماشي شارد والخبر ملا الجرايد
ومشفتوش أبوه دفنه وتقبل عزاه
ودلوقتي كل همي أحمي همس منهم من ابوه الظالم وإخواته كلهم ظلمه
ليلي أنا هديكي كل الورق ال عندي قسيمة جوازي من مجدي الخرافي
وشهادة ميلاد بنتنا همس مجدي الخرافي
وكل الورق والمستندات خليهم معاكي ولو جرالي حاجه
إوعي حد ياخد همس ....همس أمانه في رقابتك لو جرالي حاجه يا ليلي إوعديني
إنتي الوحيده ال أمنتها علي سري
وهأمنها علي همس
ربتت ليلي بحنان علي كتف شمس
كم تشفق عليها شابه صغيره جميله علي وشك الهلاك بمرض فتاك لا يرحم
لا تعلم ليلي لما تشعر بالحزن كلما نظرت لشمس وطفلتها الصغيره التي لا تعي ما يحدث حولها وتعجبت أن ليلي خريجة جامعه وشابه صغيره تصارع المرض والفقر والبؤس في حين أن إبنتها ذات الملابس الباليه هي حفيده لعائله من أكبر العائلات في مصر...
همست ليلي
الحب هو السبب الحب يدمر لن أقع أبدآ في ذلك الفخ سأمتلك قلبي وعقلي دائمآ لن أسمح لأحد بتدمير حياتي تحت مسمي العشق والهيام
لقد تركها عاشقها مات وتركها تعاني الوحده والفقر والمرض والخوف من عائلته مسكينه أنتي يا شمس أوشكت علي الغروب
في المساء جلست ليلي مع جدتها العجوز لأمها نعمه تتحدثان
ليلي بآسي... بس يا تيته دا ال حصل وال قالتهولي
نعمه : لا حول ولا قوة إلا بالله مسكينه قوي الشابه دي
ليلي بتأثر : إدعي لها يا تيته ربنا يشفيها
اللهم آمين قالتها الجده ثم قالت
بالحق يا ليلي المزارع جاب إيراد الأرض بكره شيلي ال يكفينا و روحي شيلي الباقي في الدفتر الله يرحمه أبوكي كان بيحب الأرض دي قد عنيه
ليلي بغضب : عارفه يا تيته أنا مش عاوزه شمس يجري لها حاجه علشان بنتها متبقاش يتيمه زيي
نعمه بلوم : كده يا ليلي هوأنا قصرت في حقك يا بنتي من يوم الحادثة ال راحت فيها بنتي وأبوكي وسمر اختك وأنا مسبتكيش لحظه واحده حتي خالتك بتزعل مني
يا دوب أزورها مره ولامرتين في السنه
ضحكت الجده وقالت : علي رأيها لو جوزتك إبنها هنروح كلنا نعيش سوا في طنطا ربنا يرجعهولها بالسلامة
ليلي ساخره : لأ خليه في الكويت أحسن. بدال خالتي متشتغل في الزن من أول وجديد ........................................................
يوم بعد يوم تتعرض شمس للغسيل الكلوي لتعود منهكه متألمه تحتضن صغيرتها وتتوسل الله أن يحميها ويجعل لها حظآ جميلآ في الحياه.....
تتدهور صحتها وتهمل الصغيره ولا يسأل عليها سوي بعض الجارات وليلي حتي ظن سكان حارتها أن ليلي إحدي قريباتها....

الفصل الثاني (شمس تغرب)
فيها دار الحضانه
وقفت ليلي في منتصف الفصل تقص علي الأطفال قصة ذات الرداء الأحمر
والأطفال مبهورين بأداء ليلي التمثيلي فهي تقلد الصغيره وتقلد الذئب
نظرت ليلي لمكان همس وكأنها تذكرتها
قالت تسأل الأطفال .....همس مجتش يا حلوين
جاوبت إحدي الصغيرات ....همس مجتش يا مس ليلي
بعد إنتهاء اليوم الدراسي بالدار
لم تذهب ليلي لبيتها الذي تعيش فيه مع جدتها العجوز وإنما إتجهت لبيت صديقتها شمس فغياب الصغيره جعلها تقلق وفكرت بشمس وقالت... لعلها مريضه
عند الباب فؤجئت بزحام شديد كل الجيران يلتفون حول الفراش الممدده عليه شمس بهدوء وسكينه وتجلس همس بجوارها تحتضنها وتبكي وهي تطلب منها ببراءه أن تردعليهاوتحاول إيقاظها......
إقتربت ليلي متسائله ....مالها شمس تعبانه
تعيشي إنتي .....قالتها إحدي الجارات
لتهرع ليلي إلي فراش شمس تنظر إليها بذهول. .... .. غربت الشمس ......تاركه الصغيره تلف ذراعيها حول عنقها وتبكي
نظرت ليلي لشمس شعرت كأنها تراها وتذكرها بتحمل الأمانه
دموع ليلي الغزيره المنهمره علي رحيل شمس لفتت الأنظار فهي تبكي بهستيريا وتشهق من شدة البكاء
وأخذت إحدي الجارات تواسيها إلي أن هدأت قليلآ وإسترجعت وإحتسبت.....
وبسرعه إلتقطت ليلي الصغيره لتحملها وتحتضنها وتنام الصغيره علي صدرها فقد شعرت بالأمان
تم تجهيز الجسد النحيل وتكفينه ودفنه في مقابر أعدها المسجد كصدقه للفقراء
وجلست ليلي تتقبل العزاء في صديقتها بحزن وغصه....
ظنها البعض قريبه لها من فرط إهتمامها
إستلمت صاحبة الشقه مفتاح شقتها وإيجار متأخر دفعته ليلي بطيب خاطر
وأخيرآ خرجت وهي تحمل الصغيره النائمه وحقيبة الأوراق التي أعدتها شمس وأعلمتها بمكانها قبل موتها وترجلت حتي
وصلت لبيتها وذكريات حديثها هي وشمس يدور برأسها تنهدت وضمت الصغيره المتدلي رأسها علي كتف ليلي بعدإستغراقها في النوم.....
طرقت الباب لتفتح الجده العجوز متسائله
كنتي فين يا ليلي ومين دي يا بنتي
لترتمي ليلي في أحضان العجوز وتنتحب لقد مرت ليلي باليتم من قبل
نعمه جدة ليلي .....مالك يا قلب جدتك بتبكي ليه....
ليلي بحسره ....دي همس ال حكيت لك عنها يا تيته وأمها ماتت النهارده ومالهاش حد يا تيته جبتها تعيش معانا
نعمه بتأثر ....يا ضنايا يا بنتي دي نايمه علي كتفك طيب إدخلي نيميها علي السرير
حاضر قالتها ليلي وهي ترجو جدتها أن تترك همس تعيش بينهم. ...
طلبت نعمه من ليلي أن تحضر همس لتنام بغرفتها ولكن ليلي رفضت وأصرت أن تقضي همس ليلتها الأولي بأحضانها هي فهي تألفها وقد تفزع ليلآ
في الثانيه ليلآ همست الصغيره ....ماما ..ماما
لتحتضنها ليلي وتقول ....نعم حبيبتي أنا هنا
بكت الصغيره قليلآ حينما لم تسمع صوت أمها كما إعتادت.....
فأضاءت ليلي الغرفه وجلبت الماء لها لتشرب وتعاود النوم بأحضانها ثم أخذت تربت علي ظهرها بحنان وتقاوم دموعها الحبيسه داخل مقلتيها
وبسرعه إعتادت الصغيره أن تنادي ليلي ماما فهي صغيره بريئه لم تدرك الحياه بعد.
وأصبحت ليلي تصطحبها معها الي الحضانه وتعودان معآ لتمر الشهور وينقضي عام من عمر كلا من الصغيرتين همس وليلي فيزيد إرتباط كلآ منهما بالأخري ولم تعد الصغيره تتذكر والدتها فبالنسبه لها أصبحت ليلي هي أمها التي تحنو عليها وترعاها
عادت ليلي من.عملها تصطحب همس



وأخذتا تصيحان
جعانين يا تيته
ليلي ضاحكه .....همس جعااااااانه
همس تقلدها ......ماما جعااااااانه
لتحضر العجوز حامله آواني الطعام ضاحكه
ويتتناولن ثلاثتهن الطعام في سعاده
وجود همس أضاف جو من السعاده والمرح علي العائله الصغيره
إن منزلهن صغير لكنه نظيف ومريح
وما يجعل ليلي سعيده تلك الشجره العتيقه التي توجد خارج المنزل قبل المدخل الطويل ببوابته الخشبيه الجميله وسوره العالي الذي صممت الجده أن تبنيه مرتفع لتشعر بمزيد من الأمان هي وحفيدتها ليلي
تتسلي ليلي وهمس كثيرآ باللعب معآ حول الشجره العتيقه وتحاولن تسلقها لجلب ثمرات التوت اللذيذه
بينما تجلس الجده علي مقعد خشبي صغير تتلقي ما تقذفه لها ليلي من ثمرات
وبالداخل غرفتان
غرفة الجده المريحه وغرفه لليلي وهمس
كل غرفه بها فراش واحد نظيف ومرتب وخزانه للملابس ومرآه كبيره مثبته علي الحائط
وبالصاله منضده للطعام وبعض المقاعد الخشبيه وبالجانب اريكتان مريحتان وشاشه تلفاز معلقه علي الحائط
البيت من الداخل بسيط ومرتب.....
إندمجت همس بسرعه مع عائلتها الجديده
وحفظت ليلي الأمانه فعاملت همس كأبنه حقيقيه
تلعب معها وتستذكر معها دروسها وقليلآ ما توبخها إذا أساءت التصرف وسرعان ما تعتذر همس وتلقي نفسها في أحضان ليلاها .....
في المساء نامت الصغيره وجلست الجده مع ليلي تتحدثان ....
ليلي بمرح....معقوله عدت سنه وهمس معانا والله ملت علينا البيت يا تيته صح
نعمه.....أكيد بس يا بنتي يا ريت بلاش ماما ال إتعودت تقولها لك دي خليها تقولك طنط أحسن ولا أبله
ليلي بتذمر ....ليه يا تيته أنا فرحانه قوي إنها بتقولي ماما بتفكرني بسمر الله يرحمها
نعمه ....بس سمر كانت بتقولك يا لولو
ليلي بحزن .....سمر كانت أختي الصغيره ولما حصلت الحادثه ال مات فيها بابا و ماما وسمر كنت بعيط وأقول عاوزه سمر
بالنسبه لي ربنا بعتلي همس حبيبتي علشان تعوضني سمر الصغيره وأنا مش هتخلي عنها أبدآ يا تيته طول ما أنا عايشه...
نعمه بقلة حيله.....ولما يجيلك عريس بقي ويسمعها بتقولك يا ماما
ضحكت ليلي وقالت ....شوفي يا تيته العريس ال يجي يا ياخدنا شروه يا يسبنا شروه
ضحكت العجوز وقالت .....شروه
ليلي باسمه ....أينعم أنا وبنتي وجدتي حبيبتي....
ضحكت العجوز وإحتضنت ليلي قائله
ماما صغيوره قوي يا ليلي
ليلي بسعاده .....أنا وبنتي بنكبر سوا يا تيته
ثم همست بحزن .....الله يرحمك يا شمس
نعمه بطيبه...الله يرحمها يا بنتي كانت حلوه شكل همس كده ياليلي
ليلي بنفي ....كانت جميله بس مختلفه عن همس قالت لي إن همس شكل أبوها الله يرحمه ......
يلا يا تيته تصبحي علي خير أنا هدخل أنام إبقي صحيني بقي أصلي الفجر
نعمه .....حاضر يا بنتي
دخلت ليلي حجرتها وصعدت إلي فراشها لتحتضن صغيرتها وتناما متعانقتين ..... في الصباح خرجت ليلي تمسك همس بيدها لتذهبا إلي الحضانه التي تعمل بها
لقد إلتحقت بها ليلي بمجرد تخرجها من معهد السكرتاريه
في البدايه تقدمت للعمل الإداري بالدار ولكن مديرة الدار لمحت حسن تعاملها مع الأطفال فعينتها كمدرسه للأطفال
راتبها ليس مجزي ولكنها بحاجه إلي العمل فهي تعشق صغارها وتعتبر معلمه مثاليه يرغب جميع أولياء الأمور في إلحاق أطفالهم بفصلها المعروف بالنظام والنظافه......
وعرف الأطفال الأبرياء أن همس إبنة معلمتهم ليلي فهي تناديها ماما
الأطفال أبرياء سرعان ما يندمجون وينسون طالما يجدوالعنايه والرعايه والحب
و شغل ليلي الشاغل أصبح همس
طعام همس....... ملابس همس..... تعليم همس كل مايخص همس تقوم به ليلي بحب شديد يزداديومآ بعد يوم ليصبح إرتباط عميق بينهما....
لو بكت همس لأي سبب تبكي ليلي من فرط حنانها عليها
تشعرليلي أن الله رزقها بهمس ليملأ فراغ حياتها ويعوضها عن أهل ماتو وتركوها صغيره وحيده
تعرف ليلي اليتم و الوحده ولن تدع همس تعاني أبدآ ستعمل علي أن تجعلها طفله سعيده بكل ما تحمله الكلمة من معاني




عاهدت أمها علي رعايتها وحمايتها وهاهي تفعل... .
مرالعام الأول بسلام وقد أوشك عامها الثاني مع ليلي علي الإنتهاء. لتكبرالصغيره سنه أخري قضتها سعيده مع ليلي وجدتها لتصبح ليلي لها كل شئ وتصبح هي كل شئ ...
لم تدرك ليلي أن هناك عيون تراقبها هي والصغيره
وترصد تحركاتهما معآ بل وتسجل كل ما تراه بدقه ...??
في القاهره في أحد أكبر مصانع الغزل والنسيج بالشرق الأوسط
جلس رجل عجوز علي مقعد محيط بمكتبه الفخم يتحدث مع شاب ثلاثيني وسيم نسخه مصغره منه إنه إبنه الشاب
عيناه سمراوتان ثاقبتان كصقر بشعر أسود ناعم قصير وملامح دقيقه جذابه
وزاده طوله وسامه
وقف مراد الخرافي يضع يده اليمني في جيب سرواله الجانبي
ويتحدث لوالده شاكر الخرافي ويبتسم بمكر ...
خلاص يا بابا لقيناهم بعد كل الوقت ال قضيناه ندور وصلنا وهما دلوقتي متراقبين كمان
صاح شاكر .....لأ يا مراد أنا عاوزهم عاوز بنت مجدي يا مراد
مراد بحيره .....طيب وأمها يا بابا البنت لسه صغيره جدآ دا ال وصلني
شاكر بغيظ....أمها دي سبب بعد إبني عني سبب موته
مرادبتأثر ....إستغفر الله يا بابا مجدي مات في حادثه
شاكر يقاوم دموعه ......كان خايف عليها لحسن تموت
وهو ال مات وسبها عايشه حياتها مع بنته لكن لأ أنا مستحيل أسيب بنت مجدي
روح يا مراد إ ديها فلوس
إديها فلوس كتير وهات حفيدتي
حفيدة الخرافي لازم تتربي في بيت جدها
مراد وقد لاحظ شحوب والده ......أرجوك يابابا خلي بالك من صحتك
والبنت هتيجي .....بأي طريقه هتيجي
شاكر بحنق..... . إنت كنت بره بتتعلم يا مراد ومتعرفش حاجه من ال حصلت البنت ال إتجوزها دي هيه السبب في البلاوي كلها هيه ال خلت إبني الكبير يهرب معاها ويتجوزها ويسيب أبوه ويسيب مستواه العالي المحترم ويناسب بواب
وبنزل لمستواها دي شيطانه يا بني شيطانه مش إنسانه
روح يا مراد روح المنصوره دور عليها وهات حفيدتي
عاوز احس فيها إبني ....مجدي
كان نفسي يسمع كلامي..... كان نفسي يرجع لكن عاندني وتحداني
مراد بتأثر : الله يرحمه مجدي كان طيب قوي يا بابا وأكيد مقصدش بتحدي حضرتك
شاكر بحنق : وطيبته دي خلت بنت زي دي تضحك عليه وتخليه بتحدي أبوه وياخدها ويهرب.....
في المنصوره
خرجت ليلي من الحضانه تتبعها همس بملابسها النظيفه المرتبه وشعرها المنظم
ولم تدرك أن ذلك الشخص يتبعها
إستوقف ذلك الشخص عبير العامله ليسألها
لو سمحتي البنت الصغيره ال ماشيه مع الآنسه دي
عبير بتعجب .....همس دي ماشيه مع مامتها .....مدرسه هنا في الحضانه
لو عاوز تقدم لأطفالك عندنا الحضانه ممتازه
نظر لها الرجل قصير القامه البدين شاكرآ وقال متسائلآ
هيه الأموره الصغيره إسمها إيه
همس قالتها عبير .....همس مجدي الخرافي
إبتسم الرجل فقد نال ما يكفيه من المعلومات القيمه
في قسم الشرطة جلس مراد مع صديقه الحميم وخطيب أخته كرم ضابط الشرطة ودار الحوار
مش عارف أعمل إيه يا كرم بابا شكله تعبان جدا
كرم بهدوء... إهدي يا مراد عمي شاكر إنسان قوي وعنيد متخافش عليه
مراد ضاحكا..... اممممم وإنت بقي هتشرفنا بكره ولا ناوي تخفف
كرم... عيب عليك يا مراد دا أنا سايب خطيبتي الحلوه أمانه في بيتكم ولازم آجي أزورها
وأكل أكلها الحلو متخليك جدع يا مراد وتقنعها نتجوز وبلاها أخر سنه دي تخلصها وإحنا متجوزين
مراد ضاحكا..... ٱه وبعد ما إنت بتتذل وتيجي كل خميس آجي أنا أزوركم لا يا عم خلي فنانتنا عندنا
كرم ضاحكا..... طب يلا إتجدعن وإخطب إنت عجزت يا مراد البت شهد بنت عمك سالم بتموت فيك يا عم توكل علي الله ويبقي زيتكم في دقيقكم
مراد بتأمل..... شهد دي دلوعه قوي زياده عن الزوم أناعاوزه واخده جدعه زي ماهي كده
يا بني هيه ماهيتاب واحده بس
ماهيتاب شاكر الخرافي عروستي وحبيبتي يا أخو عروستي إنت يا خا ل ولادي
مراد ساخرآ... ولادك
كرم.. بجديه . أينعم علي إعتبار ما سيكون إن شاء الله
ضحك مراد وقال.... طيب أنا ماشي
كرم بتصميم..... لأ إقعد الشاويش عطوه هيجيب لك شاي معتبر دلوقتي
دخل العسكري يحمل صينيه عليها كوبان من الشاي وضعهم بعنايه أمام كرم وحياه تحيه عسكريه وإنصرف......
إلتقط مراد كوب الشاي وتذوقه ثم قال
يعني إنت رأيك أتفاوض معاها يا كرم
كرم بهدوء..... طبعاً دي حاضنه والعنف مش هيفدكم في حاجه ومهما كانت يا مراد دي أم
وإنت بتقول السواق ال بعته يراقبها بيقول إنها محترمه وملتزمه
هز مراد رأسه موافقآ وقال.. .. المشكله ان بابا مش صابر عاوز ينتقم منها بيقول هيه السبب في موت مجدي
كرم بتعجب...... وإنت معقول تصدق الكلام ده يا مراد ال أعرفه إن هيه وأخوك كانو بيحبو بعض قوي دا ال سمعته
مراد بتساؤل...... هيه ماهي تعرفها
كرم... لأ محدش يعرفها إلا مجدي الله يرحمه واهو خدها وهرب عمي شاكر علي ما عرف الموضوع ده ومجدي الله يرحمه قاله وعمل معاه مشكله
راح مجدي خدها ومشو معرفناش علي فين ولا شفناها بس ال أعرفه إن أبوها إتسجن بعدها
مراد بتساؤل ....ليه يا كرم إتسجن
كرم بهدوء.....والله معرف أنا كنت خريج جديد وبشتغل ساعاتها خارج القاهره
مراد وهو ينهض للإنصراف ويبتسم بمكر .....طيب أنا ماشي وهقول لماهي إنك مش جاي
كرم بطريقه مضحكه ...روح إن شالله تتطب علي بوزك ف وحده تطلع عنيك يامراد وأشوف اليوم ده بعيني
مراد ضاحكا .....لسه متخلقتش الست ال عين مراد شاكر تطلع عليها يا كركرثم أضاف يلاسلام
بعد إنصراف مراد إستعمل كرم هاتفه وطلب رقم أرملةأخيه الراحل إيناس وقال
سلام عليكم إزيك يا إيناس
ردت عليه إيناس بود..
الحمد لله يا كرم عامل إيه وماهي عامله إيه
كرم : تمام الحمد لله إنتي والولاد مش محتاجين حاجه أبعتهالكم
إيناس بهدوء ..... شكرآ يا كرم منتحرمش منك أبدآ
خد عمر عاوز يكلمك
يحمل الصغير عمر التليفون ويقول ببراءه يعشقها كرم.....
عمو كمر
يضحك كرم ويقول : كرم يا عمور كرم مش كمر إزيك يا حبيبي
يسمع ضحكات الصغير ويضع السماعه
قائلآ.بوجل ... الله يرحمك يا خويا ويحتسبك عنده شهيد




الفصل الثالث والرابع من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-