(الفصل الثالث)
هندسه.. كمان مهندسه..
دا ايه العظمه دي.. جمال وعلم مشالله...
حدث بهذه الكلمات نفسه...
ولكنه انتبه عليها تقول...
اهلا ياسياده العقيد تشرفنا..
مش عقيد برده..
صوتها كعود الكناري..
افاق علي نفسه..
قائلا ايه اللي بفكر فيه دا دي مرات أخويا.. الله يسامحك ياشريف..
انا قادر علي وحده لما تبليني بالتانيه..
افاقوا علي صوت طفل صغير....
يحبو ببكاء باتجاه والدته...
وعمتها تجري خلفه...
تقول معلش ياتولين مش قادره عليه يابنتي..
قالت ولا يهمك ياعمتو..
انا هأخده..يتعرف علي عمه...
انحنت تاخذه...
الا ان يد التقطته مسرعه لم تلحقها...
قائلا.. اهلا بحبيب عمو..
ايه دا كأني شايف شريف الله يرحمه...
واخذ يقبل الطفل بلهفه وحب جعلت الطفل يستكين بين أحضانه بصمت غريب..
نطقت العمه وقالت..
دا أول مره يعملها ويروح لحد غريب ويسكت كدا..
نظر لها أيهم وقال..
انا مش غريب ياحاجه....
انا أيهم المهدي... أخو شريف الله يرحمه وعم سليم..
فرحت العمه وقالت..
اهلا يابني نورتنا..
من ريحه الغالي الله يرحمك ياشريف يابني..
تمتمو جميعا بالرحمه وقال..
معلش ياجماعه كنت عاوز مدام تولين لوحدنا ممكن.
ارتعشت من الداخل تعلم مايريده..
وتخشي منه..
وافق الجميع...
ومدت العمه ذراعيها كي تاخذ سليم ولكن الطفل رفض وكذلك عمه...
وقال لها سيبيه ياحاجه متخفيش...
قالت..
ماشي يابني عن اذنكوا..
اغلقت الباب خلفها..
تنحنح وقال..مدام تولين..انا عارف الموقف صعب عليا وعليكي..
بس في الاول وفي الاخر...
دي وصيه ولازم ننفذها..ومع ذلك اللي انتي عوزاه هنفذه..
بس ياريت تفكري في مصلحه سليم ومتبقيش أنانيه وتحرميه وتحرمينا انو يتربي وسطينا....
وياخد حقه في ورث أبوه..
نطقت بضعف واستسلام.. ظهر علي ملامحها..
أنا موافقه..
انا مقدرش منفذش وصيت شريف...
اصلا هو كان كل حياتي وهيفضل....
وزواجنا هيبقي صوره ادام الكل وبس..
انما بيني وبينك انت هتفضل أخو جوزي..
شعر بالحزن قليلا عليها ومنها..
ولكنه تجاهلها قائلا...
وانا موافق علي كل شروطك..
اكملت تقول..
دراستي انا..
أوقفها قائلا..عمري مهمنعك عنها..
هزت رأسها وقالت..
انا حابه أقعد هنا زي مانا..
نظر لها وقال بنفي قاطع...
لا مش هتفضلي زوجه في السر....
ولا دقيقه بعد كدا..
انت هتبقي مرات أيهم المهدي...
ومحدش يقدر يمسك
بحاجه....
خافت من حدته وقالت ولكنها شعرت بشئ ما...
ربما الامان الذي التي افتقرته في وجود شريف..
فلطالما عهدته خائفا من والده..
وطوال السنتين كان حريصا علي سريه زواجهم.. ولكنها نفضت ذلك
وقالت..بس..
اندفع يقووول...
مفيش بس اسمعيني...
لو نفذت اللي انتي عوزاه دا....
يبقي معملناش حاجه..
نظر لها ولمس الخوف الواضح علي وجهها..
وقال متخافيش....
انا هفضل جمبك مش هسيبك...
لمست الامان بعينيه واومأت موافقه..
طفله..هي.
.ضائعه....
لا..تعلم الصواب من الخطأ..
ولكن ستنتظر ما يخبئه لها القدر...
قام....
وقال خلاص اول ما العده تخلص هنكتب الكتاب انشالله.. واستأذن بعدما أشبع ابن أخيه تقبيلا...
وانطلق علي وعد باللقاء...
......
طوال الايام التي تلت ذلك لم تنقطع...
زيارات أيهم... الي تولين وطفلها حكي لها كل ظروفه....
وكانت أكتر من متفهمه شرح لها كل شئ بالمنزل ووضح لها طبيعتهم جميعا....
نشأت صداقه بينهم...
واحبت مجلسه...وأحب روحها البسيطه...
انتهت العده..واليوم كتب الكتاب..
تم كتب الكتاب.....
وذهب الشهود والماذون.....
وتبقيت عمتها التي ستذهب بعدقليل.....
مع ابنها لبيتها فهي اتت تمكث مع تولين بعدما توفي زوجها....
والان اطمئنت عليها..
بعد مده كان المنزل..
قد خلي من الجميع الا... هيا وهو وطفلها النائم..
قال لها مش يالا بينا..
بكت بشده..وخوف اوجع قلبه.....
وقالت....
الله يخليك يأايهم خليني هنا مش هقدر مش عاوزه...
انامبسوطه هنا...
وجعه قلبه علي منظرها ودموعها واقترب منها وامسك يديها....
واجلسها علي الاريكه...
وجلب لها منديلا واعطاه لها..وقال.
لحد امتا...
بس ياتولين احنا مش كنا اتفقنا خلاص..
ملوش لزوم التأخير..
نظرت له بنظره أهلكت قلبه ببراءتها وقالت..
طب بص..
فاضل أسبوع وتبدأ الامتحانات خليني هنا لحد مخلص عشان خاطري....
هناك مش هقدر...
وعبست بشفتيها كالاطفال..
نظر لهم وقال في سره....
استغفر الله العظيم ربنا يسامحك ياتولين....
انا ماسك نفسي بالعافيه..
سيطر علي نفسه وقال..
خلاص ياستي موافق....
بس انتي متعيطيش..
بس عمتك مشيت...
مين دلوقت هيقعد معاكي..
نظرت له وقالت ببساطه..
عادي انا هقعد انا وسليم....
احتقنت عيناه وقال بحده..
نعم دا اللي هوا ازاي دا...
نظرت له بخوف..وقالت..طب ايه..
انا مش عاوزه اروح في حته..