رواية نوح والامانة الفصل الرابع


 الفصل الرابع

نوح محاولا استيعاب ما سمعه من سهر : اغير على مين ….أمانة …..انتى هبلة ، بلاش شغل ستات فاضى ، انا مش عاوز وجع دماغ ، ثم هى اصلا بتقعد معانا واللا بشوفها، ده انا نسيت شكلها ايه
سهر بغضب : بس كلامك وخناقك معاها ومحاسبتك ليها امبارح مايقولش كده ابدا يانوح
نوح بغضب : بقولك ايه ياسهر ، مش هنبتديها خناق وعكننة ،خلى الحكاية تمشى سلسة كده وبلاش عكننة الله لا يسيئك
سهر بامتعاض : بس انا مش حابة وجودنا هنا ، مش حاسة بخصوصيتى
نوح بتعجب : خصوصيتك ...ده اللى هو ازاى مش فاهم ، مانتى قاعدة براحتك اهوه وانا سايبك على حريتك وماما مابتتدخلش ، عاوزة ايه تانى
لتنفخ سهر اوداجها قائلة : وهى مامتك هتفضل كتير قاعدة معانا
ليستدير إليها نوح بغضب : لا طبعا
وقبل أن تبتهج سهر لحديثه يكمل نوح حديثه قائلا : لان احنا اللى قاعدين معاها مش العكس ياسهر ولازم تاخدى بالك كويس من الحكاية دى
سهر بامتعاض: بس انا عاوزة شقة لوحدى ، مش عاوزة اقعد مع حد انا
نوح : بس ده ماكانش كلامك معايا قبل مانتجوز ، انا ماكدبتش عليكى وقلتلك من أول لحظة انى عايش مع امى
سهر : بس ماقلتليش أن الست أمانة هتفضل لازقة لنا العمر كله
نوح بفضول : انتى ايه حكيتك بالظبط ، من ساعة ماشفتيها قدامك وانتى اتبدلتى ، وبعدين ماهى هتبقى فى شقتها وبعيد عننا ، مالك ومالها
سهر بامتعاض : ااه..بعيد عننا اوى ، بأمارة مامتك اللى ملبسهالنا وملزقاهالنا من دلوقتى ، وطبعا بعد كده هتبقى كل شوية ، مرة فطار ومرة غدا ومرة سهرة ومش هنخلص
نوح وهو يحاول أن يتمالك أعصابه : وتفتكرى ايه الحل من وجهة نظرك دلوقتى
سهر بحذر : انا عاوزة ارجع دبى
نوح بغضب شديد : نعم ...دبى ، انتى بتستهبلى ، ده اللى هو ازاى يعنى
سهر : انت عارف ان انا كده كده مش بقعد فى مكان واحد ، وكل شوية هبقى فى بلد عشان شغلى
نوح : طب وانا



سهر : ماهو انت اللى صممت تنزل مصر عشان عاوز تبقى متطمن على مامتك ، واديك اتطمنت ، يبقى خلاص بقى
نوح بسخرية : انا مش راجع دبى ولا هتغرب تانى يا سهر ، وانا قلتلك الكلام ده من واحنا لسه هناك ،ثم ما انتى لسه بتقولى انك كده كده كل شوية هتبقى فى بلد ، يفرق معاكى بقى الترانزيت فى ايه ، ده انتى هتبقى هنا ضيفة مش اكتر
سهر : احنا هنبتديها تريقة ، انت عارف طبيعة شغلى وموافق عليه من قبل الجواز
نوح بإحباط : ما انكرش ، بس برضة ما انكرش انى لما جربت لقيت أن الموضوع مش لذيذ بالمرة
سهر : كل شئ وله مميزات وعيوب وادينى اهوه ، شوف رصيدى فى البنك بقى كام
نوح : بس ماتنسيش أن شغلك ده حارمنا لحد دلوقتى من أن يبقى لنا حتى عيل واحنا ماباقيناش صغيرين ، انتى عديتى التلاتين وانا اهوه كملت الخمسة وتلاتين ، يبقى امتى هنعمل الخطوة دى
سهر برفض شديد : لا لا لا لا ، ولاد ايه وكلام فاضى ايه ، انسى خالص الكلام ده دلوقتى ، انا شغلى عندى اهم من الدنيا ومافيها
نوح : ولحد امتى
سهر : لحد ما اشبع من الدنيا
لينظر لها نوح بامتعاض شديد ثم يتركها ويخرج من الغرفة ليجد أن المنزل خالى لا يحوى أحد غيرهما فعلم أن أمه ذهبت لأمانة ولكنه عندما اتجه مرة أخرى إلى غرفته وجد سهر تمسك هاتفها وهى تقوم بطلب طعام من أحد المطاعم الشهيرة ليقول لها باقتضاب : ماتعمليش حسابى فى الاكل ده ، انا هاكل من الاكل اللى موجود
سهر بعد أن أغلقت هاتفها : انت حر ، وياريت تفهم مامتك انى ماليش فى الاكل البابت ونظام المحاشى والمشمر والمحمر ده ، انا مش عاوزة جسمى يبوظ
نوح : وماما مالها ومال الكلام ده ، افهمها واللا ما افهمهاش
سهر : مش مامتك اللى هتطبخ
نوح وهو يحاول استيعاب حديثها : تطبخ لمين
سهر : لينا يا بيبى ، مش هى هتبقى موجودة معانا ، يبقى هى اللى هتعمللنا الاكل ، مش كنت لسه بتقوللى أن هنا هيبقى غير دبى
نوح : ااه قلت ، بس ماقلتش أننا هنشغل امى عندنا
سهر بنعومة: ليه بتقول كده ياحبيبى ، ماهو لو كنا قعدنا مع مامتى ..كانت برضة هى اللى هتعمللنا الاكل ، عادى يعنى مامتى ومامتك واحد ، وبعدين انت عارف انى مابحبش وقفة المطبخ وبتخنق منها ، لكن لو حابب نجيب اكل جاهز زى ماكنا فى دبى يبقى خلاص it's up to you
نوح : خلينا نشوف الكلام ده بعدين ليستمعوا إلى رنين جرس الباب ليجد أمه وأمانة وهما يدخلان وبيد أمانة وعاء طبخ تتجه لتضعه على مائدة الطعام ثم تتجه إلى المطبخ فى صمت وتبدأ فى تجهيز المائدة
نوح لوالدته : اومال ايه اللى أمانة جايباه ده
نعمة : ده كشك ، أمانة عملته عشان سهر لما قالت إنها مابتاكلش اكل بايت
نوح ببعض الخجل : طب وليه كده ، سهر طلبت لها اكل من برة وخلاص
نعمة : هى حرة بقى يابنى خير ربنا كتير وتبقى تاكل من اللى عاوزة تأكله
وعندما انتهت أمانة من تجهيز المائدة انتبهت إلى جرس الباب ونوح يستلم طعام سهر من التوصيل ويذهب ليضعه على المائدة
فلم تعلق أمانة وعاودت الاتجاه للمطبخ ولكنها توقفت عند سماعها لنوح قائلا : تسلم ايديكى على الكشك بس ماكانش فى داعى تتعبى نفسك
لتقول أمانة بهدوء دون أن تستدير له : تعبك راحة يا ابن عمى



ما أن حان موعد الإفطار حتى تحلقوا حول مائدة الطعام وكان أول مابدأ نوح به طعامه هو الكشك الذى أعدته أمانة مع رفض سهر تذوقه ولكن نوح قد اغتال الوعاء بأكمله كما قالت نعمة ضاحكة ليقول نوح بابتسامة : مانتى عارفة انى بعشقه وكان نفسى فيه الصراحة
نعمة : صحتين وهنا ياحبيبى
سهر بسخرية : قصدك ..كرشين ، مش صحتين
نوح ضاحكا : بالاكل ده ..ماتستبعدوش ابدا ، انا حاسس انى هنفجر
نعمة : اشرب قهوتك وانزل صلى التراويح فى المسجد وانت تهضم
نوح : انا فعلا كنت نأوى اعمل كده
سهر : ايه ده ، احنا مش هنخرج
نوح : لما ارجع من الصلاة ، احنا لسه بدرى
……………………….
فى اليوم التالى بعد صلاة العشاء والتراويح تجلس نعمة بالمطبخ مع أمانة وهم يقومان بصنع كعك العيد وسط ضحكات أمانة التى لا تنتهى فكلما تفرغ من تزيين كعكه تريها لنعمة وهى تضحك بعد أن توصف كعكتها بإحدى الشخصيات
أمانة وهى تريها إحدى الكعكات: طب بصى دى ، مش بذمتك عاملة زى صاحبة هنيدى فى فول الصين العظيم لما كانت كل شوية تقولله مالناش دعوة يا موهيي
نعمة ضاحكة : واشمعنى يعنى
أمانة وهى تضحك بشدة : عشان النقشة دى مالهاش اى دعوة بالكحك
نعمة : بت انتى ، اخلصى ….ماكانش كيلو كحك اللى هنقعد نعمل فيه للسحور ده
أمانة بطفولة : الله يانعمة ...ماتسيبينى العب شوية
نعمة : اخلصى عشان ماتتعبيش وتعرفى تنامى ، لسه هنعمل البسكوت بكرة لما تيجى من الشغل
لتدخل عليهم سهر وهى مكفهرة الملامح وتقول : ايه اللى انتو بتعملوه ده ، وايه الدوشة دى ، انا مش عارفة اتفرج على المسلسل من صوتكم
لتنتفض أمانة من فورها وهى تقول : طب يامراة عمى ، انا هاخد الحاجة أسويها عندى
نعمة وهى تحاول مجاراتها : ماشى يابنتى ، روحى ، وانا هروق الدنيا واحصلك
لتتجه أمانة إلى الخارج بسرعة وهى تحمل بيدها صاجات الكعك لترتطم بنوح بشدة ليقع كل مابيدها ارضا مصدرة صوتا عاليا لكنها لا تغطى على صوت شهقة أمانة والتى يبدو أنها شهقة بكاء وليست لوقوع الكعك ارضا
سهر بعصبية شديدة : انتى غبية ، ايه البهدلة اللى بهدلتيها للدنيا دى ، اتفضلى نضفى الكلام ده بسرعة
نعمة بغضب : أمانة
لتلتفت لها أمانة بصدمة ، لتكمل نعمة ، عاوزاكى تروحى على شقتك ، وانا هحصلك
أمانة بصوت يتضح عليه الارتعاش : طب أما انظف ال ……
نعمة بغضب حازم : قلت على شقتك بسرعة
لتومئ أمانة رأسها وتسرع إلى شقتها مغلقة الباب وراءها ، لتقول نعمة بصرامة موجهه حديثها لنوح : البيت ده عمر ماحد رفع حسه فيه على امانة ، ومش هسمح لحد ابدا مهما كان أنه يهينها أو يضايقها ، ولو مش هتعرف تسيطر على الكلام ده ، انا هعيش مع أمانة لحد اما اموت ومش هعتب البيت ده تانى ابدا رغم أنه بيتى مش بيت حد تانى
بس البيت اللى كرامة بنت عمك تتهان فيه انا ماليش قعاد فيه
وعندما تحاول نعمة الانحناء لتنظيف المكان يمنعها نوح قائلا : انا اللى وقعت الحاجة مش أمانة ، فأنا اللى هنضف الكلام ده ، روحيلها انتى وطيبى خاطرها على ما ابقى أشوفها واعتذر لها بنفسى
لتنظر نعمة بامتعاض الى سهر وتتركهم ذاهبة إلى الشقة المقابلة ، وبعد ذهابها يوجه نوح حديثه الى سهر قائلا بحزم: اللى حصل من شوية ده لو اتكرر تانى هيبقى لى معاكى تصرف تانى …. انتى فاهمة
سهر بامتعاض: وايه بقى اللى انا عملته ومش عاوزنى اكرره تانى
نوح : اسلوب كلامك وعنجهيتك مع ماما وأمانة
سهر بدفاع عن نفسها : على فكرة انا كلامى كان موجه لأمانة مش لمامتك
نوح : ولما تكلميهم بصيغة الجماعة أنهم عاملين دوشة ومش مخليينك عارفة تتفرجى على المسلسل ..ده يبقى اسمه ايه
وبعدين انا اللى خبطت أمانة ووقعت منها الحاجة ، تقومى تكلميها بالاسلوب الزبالة ده
سهر بغضب : انا اسلوبى زبالة يانوح
نوح بغضب: انتى مش شايفة روحك بتعامليها ازاى ، ايه ...هى شغالة عندك ، دى حتى لو شغالة مش هتعامليها كده
ولسه امبارح قايلك ، أمانة عند ماما خط احمر ، وانتى حاطة نقرك



من نقرها ، وبعدها لك ، انا مش فاضى لوجع القلب والمشاكل دى كل شوية
لتنظر له سهر بغضب ولا ترد على حديثه ، لينفخ نوح قائلا : بما أن انتى السبب فى أن ماما مشيت زعلانة ، يبقى انتى اللى هتنضفى الكلام ده
سهر بغضب : نعم ، وانا مالى ، هو انا اللى وقعتهم
نوح : جوزك اللى وقعهم ياسهر ، وانتى هتساعديه أنه ينضفهم ، لانك لو كنتى بلعتى لسانك ده شوية ..كانت زمانها أمانة نضفتهم ، أو ماكانوش وقعوا من الاساس
وبعدين اعملى حسابك انتى هنا مش ضيفة ، انتى زوجة وعليكى مسئوليات ، ومش هيفضلوا هم يخدموكى على طول
سهر : انت ملزم تجيبلى شغالة
نوح : ولنفترض انى هعملك كده ، وحصل اللى حصل والشغالة مش موجودة ، ايه ...هتسيبى كل حاجة لغاية ما الشغالة تجيلك
سهر باعتراض : انا ماليش …………
ليصرخ بها نوح قائلا : قلت ياللا ، مش هنقعد نرغى للصبح ، وأحمدى ربنا أن انا اللى هعتذر لأمانة وماخلتكيش انتى اللى تعتذريلها
لتقول سهر وهى تفتح عينيها بذهول : وانت كنت عاوزنى اعتذرلها
نوح : بعد طريقتك دى فى كلامك معاها ..ااه طبعا المفروض تعتذريلها
سهر : دى هتبقى موظفة عندى
نوح : تقصدى تحت إدارتك ..مش عندك ، فى فرق جامد اوى ، وماتنسيش كمان أن مركزها مش قليل فى الشركة واكيد انتى عارفة ده كويس ، وبعدين سيبى الشغل للشغل ، انتى هنا مراتى ، وأمانة بنت عمى وعايشين مع بعض ولازم نتعود على الوضع ده عشان نعيش مرتاحين
سهر وهى تتصنع الرضوخ : ماشى ياحبيبى ، انا هعملك كل اللى انت عاوزه ، عشان بس ماتقولش انى بعمللك مشاكل
ليربت نوح على كتفيها بابتسامة قائلا : تسلميلى ياحبيبتى
…………………
أما فى الشقة المجاورة فكانت نعمة تجلس على أريكة متوسطة وتأخذ أمانة باحضانها وهى تربت على كتفيها وتطيب من خاطرها حتى سمعوا جرس الباب لتقول نعمة : ده تلاقيه نوح جاى يصالحك



أمانة : انا مش عاوزة حد يصالحنى يامراة عمى
نعمة وهى تتجه للباب : مافيش الكلام ده ، اللى اقوله يتنفذ
لتفتح الباب لتتفاجئ بمن امامها


تعليقات



×