رواية بنت الشوارع الجزء الخامس

 



ظل عبدالشكور يبحث عن الحوش ...
إلى أن رأى أولاده الاربعه يصطفون أمام الحوش
حمد الله كثيرا و هرول إليهم
😻🔸️😻
ايه يا أولاد ؟؟؟ ايه اللى مقعدكم كدا ؟؟؟
قفز الابناء الاربعه قائلين :
احنا خايفين يا أبا


خايفين ليه بس ؟؟؟
اسماء قالت لنا : أن فى ناس مدفونه هنا وفى عفاريت هتطلع لنا !!!
ليه كدا يا اسماء ؟ دا انتى الكبيره عيب لما تخوفى اخواتك كدا
نظرت اسماء إلى الأرض خجلا من أبيها
يلا يا اولاد انا جبت لكم لحمه و رز
صحيح يا أبا ... وحشتنا اللحمه اوى
طيب يلا هاتوا الجركن اللى هناك ده و تعالوا معايا اوريكم الجامع فين عشان بعد كدا تبقوا تروحوا تملوا منه لما تحبوا
اخذ عبدالشكور أبناءه الاربعه ليريهم المسجد و الذى كان يبعد عن المقبره حوالى خمس دقائق سيرا على الأقدام
عاد الأب و أوقد الشعله ثم قام بطبخ اللحم و الارز
اطعم صغاره ثم أخرج لهم العسليه
فرح الصغار كثيرا و خاصة عبدالله


يلا يا عبدالله عشان تاخد الدوا و تنام يا ابنى
حاضر يا أبا
يلا يا اولاد ناموا على السرير و انا هنام هنا قدامكم على الكنبه دى
بس يا أبا ...
ما خلاص يا اسماء بقا ... نامى و انتى ساكته
اطفئ عبدالشكور الضوء و اكتفى بالضوء الموجود بوسط الحوش
🔸️😻🔸️
وضع عبدالشكور رأسه على الوساده و ظل يفكر ماذا سيفعل بعد ذلك ؟؟؟ هل سيظل فى المقابر طوال حياته ؟؟ و ماذا بعد انتهاء إجازته كيف سيترك أبنائه الاربعه بمفردهم هنا
إن من حسن حظه أن ما حدث له حدث بإجازة المدارس و لولا ذلك لأصبح فى مشكله كبيره
اغمض عبدالشكور عينه و سلم أمره لله


دقائق وسمع صوت صراخ لسيده فى وسط الحوش
حاول عبدالشكور تجاهل الصوت لكن الصراخ ارتفع لدرجه انه أيقظ أبنائه الاربعه
ايه دا يا أبا ؟؟؟ فى ست بتصرخ بره فى الحوش
متخافيش يا اسماء متخافش يا عبدالله دى تلاقيها عيال صايعه عاوزين يخوفونا
لا يا أبا دا صوت واحده ست و عماله تقول ولادى ولادى مش انتوا سامعينها
اومئ الاخوه الثلاثه برؤسهم لاسماء بالموافقة على كلامها دون أن ينطقوا بكلمة واحده
تكتل الاخوه فى كتله واحده فى أحد أطراف السرير
اسرع الأب إلى أبنائه ليطمنهم و يربط على أكتافهم
متخافوش يا اولاد متخافوش انا هطلع اشوف مين اللى بيعمل كدا
لا يا أبا متروحش دى عفريته
اسكتى يا اسماء عفريتة ايه بس ؟
متسبناش و النبى يا أبا
استنى بس يا اسماء هروح اشوف ايه دا و اجى
لا لا


اخذ الصغار فى البكاء بصوت مرتفع فجلس عبدالشكور بجانبهم و أخذهم بحضنه
متخافوش يا عيال خلاص الصوت راح ناموا يلا يا حبايبي
احنا عاوزين نمشي من هنا يا أبا
نمشي نروح فين بعد ما امك طردتنا يا سامح ؟
امى كانت اهون من اللى سامعينه دا يا أبا
لا الصراحه هنا اهون مية مره من امكم
ناموا متخافوش دى اكيد عيال هى اللى بتعمل كدا ... ما هى المقابر ساكنه بناس كتير زينا و اكيد لما عرفوا أن دى اول ليله لنا هنا حبوا يخوفونا
نام الصغار حول ابوهم و هم متشبثون بصدره و اقدامه من الجهات الاربعه
😻🔸️😻
اصبح الصباح ...
تناسي الاطفال ما حدث و انشغلوا بإحضار الماء و الطعام من إحدى المطاعم القريبه من المقابر
جاء الليل و خلد الصغار الى النوم بينما ظل عبدالشكور ينتظر ليتسمع اى صوت
و ما أن انطفئ الضوء و صمتت الاطفال


فإذا به يسمع صوت سيارة إسعاف بصوت مرتفع جدا كأنها تقف أمام الحوش
اصاب عبدالشكور الخوف الشديد من أن يستيقظ أبنائه و يصابوا بالهلع من صوت السياره
و فجأه صمت صوت السياره كأن لم يكن و ظهر صوت السيده التى سمعها بالأمس و قد بدأت بالبكاء بصوت منخفض ثم تعالت شدة الصوت شيئا فشيئا إلى أن أصبح صريخ مرتفع جدا مع ترديد كلمه
ولادى ... ولادى
استيقظ الأبناء مره اخرى على الصوت و ارتفع صراخهم و انتابهم حاله من الهلع الشديد
فى هذه المره لم يستطع عبدالشكور تهدئتهم لانه أيضا اصابه الخوف و الهلع
و ما كان منه إلا أنه قام مسرعا اوقد الضوء و اخذ أطفاله بحضنه و اخذ يقرأ الفاتحه و ايه الكرسي و المعوذات
اختفى الصوت بعد فتره ... ظل الاطفال ينتحبون و يطلبوا من أبيهم أن يتركوا المكان بأى طريقه
وعدهم الاب أنه بحلول الصباح سوف يبحث لهم عن مكان آخر غير هذا المكان
🔸️😻🔸️
دعونا نذهب سويا لنرى ماذا حدث لتحيه ...
بعد ترك عبدالشكور لها
‏تحية تجلس أمام الباب بملابس رثه ... قذره الوجهه و اليدين تحضر حميده ‏اليها لتجلس معها أمام غرفتها الخشبيه
‏مسا الخير يا تحيه


‏يسعد مساكى يا حميده
‏ايه مفيش اخبار عن عبدالشكور و العيال ؟
‏و لا اخبار و لا اهرام يغور فى داهيه مش عاوزه اسمع عنه حاجه
‏استهدى بالله بس متشمتيش المعفنين فيكى
‏و لا حد يقدر يشمت فيا دا انا اضربهم بالجزمه كلهم
‏و انتى هتمسكى بق الناس يا تحيه ؟؟؟ انا مش عاوزه اقولك بيقولوا عليكى ايه فى الحاره
‏بيقولوا ايه النسوان العرر دول ؟؟؟
‏خلاص بقا ملوش لازمه
‏لا قولى عشان اوقف كل واحده عند حدها
‏بيقولوا أن الراجل طفش منك يا تحيه و انك خربتيها و قعدتى على تلها و أنه ما صدق نفد بجلده منك و انك ميطقيش الجن و ازاى هو كان مستحمل دا كله
‏هنا هاجت تحيه و ماجت و انتصبت واقفه و أخذت تصرخ


‏اه يا حاره معفنننننه ... الجدع فيكوا يطلع لى و انا اوريله مقامه ... و دينى لأوريكوا يا شويه خرفان
‏اقعدى بس يا تحيه ... الله ... انتى هتفرجى الناس عليكى و تخليهم يشمتوا فيكى اكتر ؟
‏قوليلى يا حميده مين اللى اتكلم عليا و انا اقوم اجيبهم من شعرهم
‏يا ستى سيبك من اللى اتكلم عليكى ... انتى لازم تفرسيهم اكتر لما ترجعى جوزك ليكى
‏لااااا ... حد الله بينى و بينه انا حالفه
‏يا ستى افهمى ... حالفه ايه بس؟؟؟ رجوع جوزك هو اقوى رد على الستات العرر دى ... و بعدين اشرطى عليه اللى انتى عاوزاه عشان تأدبيه كويس
‏اشرط عليه بإبه يا حسره هو حيلته حاجه اتشرط فيها ؟


‏يا ستى انتى ادرى بقا ... تشرطى يشوف شغل تانى و الا يشغل العيال معاه
‏فكره حلوه دى يا حميده و نفسي فيها من زمان بس هو رافض و قال ايه عاوز يعلمهم
‏يعنى وافقتى ؟؟؟
‏وافقت على ايه ؟
‏انى اروح لمتولى صاحبه يشوفوا راح في انهى داهيه و يجيبه و يجى ... زمانه متمرمط بالعيال
‏احسن عشان يعرف قيمتى
‏خلاص انا هروح لمتولى دلوقتى وربنا يقدم اللى فيه الخير
‏بس مش عاوزاكى تقولى لمتولى انى اعرف حاجه ... خليها تيجى منك انتى كأنك انتى اللى عاوزه كدا
‏طبعا عيب عليكى ... اكيد هقوله كدا متخافيش عليا دا انا حميده و الاجر على الله

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×