(الفصل الثامن والعشرون)
ابتلعت كوثر صدمتها على الفور حتى لا تجعل احد يشعر بها او يلاحظ تغير ملامحها الذي بالتأكيد سيطرت عليها الدهشة والاستغراب ... ابتسمت باضطراب وهي تقترب من والدة رغد وتحييها مرحبة بها في بيتها ،، ثم اتجهت ناحية رغد التي اقتربت منها بسرعه وقد رسمت على شفتيها ابتسامه عريضه ثم مدت يدها لتحييها فردت كوثر لها تحيتها وهي تهتف بها بنبرة ودودة " ماشاء الله جميله للغايه ،، احسنت الاختيار يا بني ..."
ابتسم سيف بهدوء الا انه في داخله كان يشعر بما يعتمل داخل والدته من رفض وكره لهذه الزيجه ،، الا ان والدته تستطيع جيدا اخفاء ما تضمره في داخلها وافتعال العكس بطريقة لطالما ادهشته ...
تقدم سيف ناحية الصغير واخده من نورا ثم قبله على وجنتيه ثم تقدم به ناحية رغد والتي استقبلته منه فورا بابتسامه واسعه وحملته منه ،، قبلت رغد الصغير على وجنتيه ثم قالت بحبور " انه يشبهك للغايه ..." فابتسم سيف لها وحمل الصغير مره اخرى منها ثم طلب من نورا ان تأخذه فقد حان وقت إطعامه ...
رحب بعدها كلا من معتز وليان برغد ووالدتها ثم جلس الجميع بصالة الجلوس بعد ان تعرفوا على بعض وبدئوا يتحدثون في شتى الأمور ...
بعد مدة زمنيه تقدمت جميله منهم وأخبرتهم بان الطعام جاهز لتطلب كوثر من الجميع النهوض والتوجه نحو المائدة ليتناولوا سويا طعام الغداء الذي اعدته كلا من جميله وبتول بعناية فائقة تليق بضيوف سيف المهمين للغايه ...
ترأس سيف مائدة الطعام وجلست كوثر على جانبه الأيمن وبجانبها كلا من ليان ومعتز بينما في الجهة الاخرى جلست كلا من لميس على جانب سيف الأيسر وبجانبها رغد ...
بدأ الجميع يتناول طعامه في هدوء تام قطعه سيف والذي تحدث بجديه قائلا " لقد حددت موعد الزفاف ..."
تطلع اليه الجميع بترقب وتعجب في آن واحد فهم توقعوا ان تكون هناك فترة خطوبة تسبق حفل الزفاف ،،
نظر سيف بعينيه ناحية رغد وهو يكمل ما بدأه " سوف يكون بعد ثلاث ايام ..."
شهقت ليان بصوت عالي جعل سيف يكز على اسنانه بغيظ منها وهو يرميها بنظرات متوعده بينما اتسعت عينا والدة رغد بصدمه جليه ولم تكن صدمة رغد بما قاله سيف اقل منها ...
هنا لم تستطع والدة رغد السكوت وتقبل ما قاله سيف فتحدثت قائلة بضيق " كان عليك ان تأخذ رأينا اولا قبل ان تحدد موعد الزفاف ..."
" هذا شيء يخصني انا ورغد في نهاية الامر ،، واظن ان رغد موافقه على ما قاله ،، أليس كذلك عزيزتي ...؟ " سألها سيف وهو يرمقها بنظراته الواثقه من موافقتها مما اشعرها بالاضطراب وقلة الحيلة في وضعها هذا ،، فهي تريد ان تتزوجه وبشده لكنها ما زالت خائفه منه ومن تكبره وجبروته الذي يجعلها تتخيل اشياء سيئة للغايه سوف تحدث معها في المستقبل ...
أردفت والدة رغد قائله باستياء واضح " لما الاستعجال ؟ لتكن هناك فترة خطوبه على الأقل ..."
فأجابها سيف معترضا " انا ورغد نعرف بعضنا منذ وقت طويل ،، نحن لسنا بحاجة لفترة خطوبه نهائيا ..."
ثم عاد وكرر سؤاله مره اخرى قائلا " أليس كذلك عزيزتي ...؟ "
تطلعت اليه رغد بصمت وهي تشعر بانظار الجميع مصوبه نحوها فلم تملك حل اخر سوى ان تهز رأسها كموافقه على ما قاله ...
***************************
دلفت رغد الى داخل الغرفة التي أعدت لها مسبقا لتقيم فيها ...
اغلقت الباب خلفها جيدا ثم اخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت بكريستين ...
اجابتها كريستين فورا فهي كانت تنتظر اتصالها هذا على احر من الجمر ليدور الحديث بينهما حول احداث هذا اللقاء
" رغد ،، واخيرا اتصلتي ..."
" كيف حالك ؟..."
" ليس المهم حالي الان ،، اخبريني ماذا حدث معك ؟..."
" تعرفت على والدته ..."
" جيد ،، وكيف بدت لكِ..."
" بدت لي سيدة لطيفه للغايه ،، كما انها جميله جدا ،، شقراء وعيونها زرقاء لامعه تشبه ..."
قاطعتها كريستين بسرعه
" ما علاقتي بشكلها انا ،، ماذا سأفعل به مثلا !! حدثيني عن طباعها ،، كيف تعاملت معكِ ..."
" اخبرتكِ منذ قليل بانها تبدو لطيفه و ودوده ... اما طباعها فبالتأكيد لن اعرفها منذ اول لقاء ..."
" معك حق ..."
استمر الصمت بينهما للحظات قليله قطعته رغد وهي تقول " لقد حددنا موعد الزفاف ،، سوف يكون بعد ثلاثة ايام ..."
ما ان سمعت كريستين كلمات رغد حتى صرخت بشكل لا إرادي " ماذا ...؟ "
ثم اردفت بعدم تصديق
" انت تمزحين ... أليس كذلك ...؟ "
فاجابتها رغد مؤكده ما قالته
" كلا ، انا لا امزح ... زفافي بعد ثلاثة ايام ... وانت يجب ان تأتي قبله بالتأكيد ..."
زفرت كريستين انفاسها بحنق ثم تحدثت بضجر
" لما أنتما مستعجلان هكذا ..."
" سيف هو من قرر هذا ،، لقد حدث ما حدث ... متى ستأتين انتِ ...؟ "
اجابتها كريستين بجديه
" لا أعلم ،، يجب ان اتحدث مع السيد كريستيان لأاخذ اجازة اولا ..."
" تعالي فورا كريستين ،، انا في حاجة لك ..."
" تتحدثين وكأن الامر بهذه السهوله يا رغد ...." قالتها كريستين بسخريه تشوبها عصبية خفيفه ...
" ما بك يا كريستين ...؟ تبدين متضايقه ..." سألتها رغد بقلق وترقب فاجابتها كريستين بسرعه
" متضايقه من هذا الاستعجال الغريب ..أنتما حتى لم تقيما حفل خطوبة اولا ..."
" قلت لك ان سيف هو من قرر هذا و ..."
قاطعتها كريستين بملل وضجر شديد
" سيف سيف ،، كل شيء يقرره سيف ... وماذا عنك ...؟ "
شعرت رغد بالإحراج من سؤال كريستين ولم تعرف بماذا تجيب فالتزمت الصمت ...
احست كريستين هي الاخرى بانها ضايقت رغد فيما قالته و أنبت نفسها لانها تحدثت معها بهذه الطريقه الحديه نوعا ما ...
تحدثت كريستين بلطف قائله
" حسنا يا رغد ،، يبدو انني بالغت قليلا ،، اعتذر للغايه منكِ ... سوف أاتي في اقرب وقت ممكن ..."
" لا تعتذري يا كريستين ،، لم تقولي شيء خطأ لتعتذري عنه ..." ثم اردفت بعدها " حقا سوف تأتين ...؟ "
" بالطبع رغد ..."
ابتسمت رغد بسعاده حقيقيه فهي تحتاج كريستين لتقف بجانبها في الثلاثة ايام المقبله ... فهي تظل صديقتها الوحيده وأقرب شخص اليها ... ووجودها معها سوف يساندها ويدعمها كثيرا ...
اغلقت رغد هاتفها بعد ان اكملت مكالمتها مع كريستين ... تنهدت بصمت وجلست على السرير وهمت ان تخلع ملابسها الا انها توقفت عما تفعله وهي ترى والدتها تقتحم غرفتها ...
" رغد ،، اريد الحديث معك حالا ..."
قالتها لميس وهي تلج غرفة رغد والانزعاج واضح عليها فاجابتها رغد بالرغم من معرفتها ما تريد والدتها قوله مسبقا ...
" نعم ماما ،، ماذا هناك ...؟ "
"ماذا يعني الزواج بعد ثلاثة ايام !! كيف توافقين انتِ على شيء كهذا ...!! "
" ماما ، ما المشكله في هذا ...؟ لما انت متضايقه هكذا ...؟ "
" ألا ترين اي مشكله في هذا ...؟ "
سألتها لميس بتعجب شديد فاجابتها رغد بعد ان مطت شفتيها بضجر
" كلا ، لا اجد اي مشكله ... سيف يحبني ويريد ان نتزوج في اسرع وقت ،، اين المشكله في هذا ؟ انا لست بمستعده لان اخرب علاقتي به من اجل سبب سخيف كهذا ..."
" اريد ان افهم فقط ، لما الاستعجال ...؟ كما انه ليس بسبب سخيف كما تقولين ..."
" ماما ،، لا داعي لكل ما تقولينه ،، زواجي بعد ثلاثة ايام ،، لنجهز أنفسنا ونرتب امورنا استعدادا له بدلا من هذه الأحاديث الجانبيه ..."
سألتها لميس بشك
" هل هناك شيء انا لا اعرفه يا رغد ..."
ازدردت رغد لعابها بتوتر ثم اجابتها بصوت متحشرج وهي تهز رأسها نفيا
" كلا ،، لا يوجد شيء لا تعرفينه ... "
قاطع حديثهم طرقات على الباب فسمحت رغد للطارق بالدخول ،، فدخلت الخادمه وأخبرت رغد ان سيف يريدها في الأسفل ...
" اذهبي اليه الان ،، و نكمل حديثنا فيما بعد ..."
قالتها لميس بجديه فهزت رغد رأسها بتفهم و خرجت من الغرفة تتبع الخادمه متجهه الى الطابق السفلي حيث سيف ينتظرها هناك...
******************************
" اخبروني انكِ تريديني في امر هام ..."
قالها سيف بعد ان تقدم الى داخل غرفة والدته ووجدها جالسه هناك في انتظاره لتحدثه في امر معين كما أخبرته الخادمه ...
" اجلس لنتحدث قليلا ..."
" لدي مشوار مهم بعد قليل ،، فأرجو ان ننهي حديثنا بسرعه ..."
قالها سيف وهو يجلس على الكرسي المقابل لوالدته ،،
سألته والدته قائله
" وما هو هذا المشوار المهم ...؟ "
" سوف نذهب انا ورغد لاختيار فستان الزفاف ...."
تنهدت والدته بصمت ثم تطلعت اليه بنظرات غير راضيه فهمها على الفور ،، سألته بهدوء
" اين تعرفت على هذه الفتاة يا سيف ...؟ "
" لما هذا السؤال ...؟ "
" مجرد سؤال عادي ..."
" حسنا ،، كانت تعمل مهندسه لدى كريستيان شريكي الفرنسي ... تعرفت عليها هناك ..."
" وهل تعرف عنها كل شيء ...؟ "
سألها سيف بعدم فهم
" ماذا تقصدين ...؟ "
فاجابته والدته موضحه
" اقصد عائلتها ،، اصلها ،، فصلها ..."
" نعم ،، سألت واستفسرت عن كل شيء يخصها حتى عائلتها ..."
ضيقت كوثر عينيها وهي تسأله
" هل انت متأكد ...؟ "
" امي ،، لا تتحدثي بالألغاز ... قولي ما لديك ِ..."
التزمت كوثر الصمت قليلا ثم تحدثت بعدها بنبرة جديه صريحه
" انت لا يمكن ان تتزوج هذه الفتاة يا بني ..."
سألها سيف وهو يضع قدما فوق الاخرى
" لماذا ...؟ "
احنت كوثر جسدها قليلا اتجاه سيف مقربه وجهها منه وهمست له متسائلة
" والدتها ،، ماذا تعرف عنها ..."
تشدقّت شفتي سيف بابتسامه خفيفه وهو يرمق والدته بنظرات متهكمه جعلتها تتراجع الى الخلف وهي تحملق به بعدم تصديق ثم همست قائله " انت تعرف ..."
انزل سيف قدمه على الارض ثم عقد كفيه يديه ببعضهما متجها بجسده قليلا ناحية والدته
" وهل يفوتني شيء كهذا ..."
أردف بعدها " لميس والدة رغد هي نفسها والدة قصي ..."
" ما معنى هذا ...؟ لماذا سوف تتزوجها اذا ..."
سألته باستغراب فأجابها سيف ببساطه قائلا
" لأني اريدها ..."
تحدثت كوثر هذه المره بنبرة حاده
" سيف ،، لا تصبني بالجنون ... تريد ان تتزوج اخت قصي العمري ..."
وضح لها سيف مدافعا
" رغد لا علاقة لها بهذا الموضوع ... هي لا تعرف حتى بوجود اخ لها هنا ..."
" حتى لو ما تقوله صحيح .. كيف ستؤمن بها وتدخلها بيتك وهي اخت اكبر اعدائك ... انت لن تتزوجها يا سيف ..."
" سأتزوجها يا امي ..."
نهضت كوثر من مكانها وهي تقول بنبرة حازمه
" انت لن تتزوجها يا سيف ... لن تتزوج ابنة تلك المرأة ..."
نهض سيف هو الاخر من مكانه وهتف به قائلا
" بلى ،، سأتزوجها يا امي ... سأتزوجها ولا احد قادر على منعي ،، وانت تعلمين هذا جيدا ..."
" ولكن ..."
قاطعها سيف بسرعه قائلا بحسم
" امي ،، هذا الموضوع منتهي بالنسبه لي ...انا سأتزوج رغد وانت يجب ان تتقبلي هذا الشيء ..."
*****************************
دلف رامي الى داخل مكتب قصي في قصره فوجده جالسا يعمل على حاسوبه الشخصي بتركيز شديد ...
اصدر رامي صوتا دلالة على وجوده فرفع قصي رأسه عن حاسوبه الشخصي وأشار له بالجلوس على الكرسي المقابل له ...
تحدث قصي بنبرة متهكمه
"هل تحتاج الى إذن للدخول والحديث معي ..."
" هذا ليس وقت مزاحك يا قصي ... اريدك في موضوع مهم للغايه ..."
قالها رامي بنبرة جديه للغايه جعل قصي يتسائل بترقب
" تحدث ،، ماذا هناكً...؟ "
مد رامي ظرف ابيض اللون لقصي فأخذه منه وفتحه بسرعه واخرج الصور التي بداخله والتي لم تكن سوى صور لرامي وليان ...
قلب قصي الصور وراء بعض بعدم تصديق ثم وجه حديثه لرامي قائلا " منذ متى وانت لديك هذه الصور ...؟ "
حك رامي ذقنه بأنامله بتوتر ثم اجابه بعد لحظات
" منذ حوالي سنتين ..."
انتفض قصي من مكانه ما ان سمع ما قاله رامي ... انحنى بجسده الى الامام قليلا مستندا بكفي يده على مكتبه متحدثا بنبرة مرتفعه
" سنتين ،، سنتين يا رامي ولم تقل لي ..."
" انتظرت حتى يأتي الوقت المناسب واخبرك ..."
" ولماذا اخترت هذا الوقت بالذات ...؟ "
سأله قصي وهو يراقبه بطرف عينيه ليجيبه رامي بجديه
" لانه هذا الوقت المناسب لنحقق انتقامنا من سيف النصار ونقضي عليه ..."
سأله قصي مره اخرى
" وماذا تنوي ان تفعل ..."
فأجابه رامي بجديه
" سأخبرك بكل شيء ..."
بدأ رامي يقص على مسامع قصي خطته التي جهز لها منذ وقت طويل وقصي يستمع له بتركيز شديد ويبدو على وجهه علامات الاستمتاع بما يقوله رامي ...
سأله رامي بعد ان أنهى حديثه
" ما رأيك بما قلته ...؟ "
اجابه قصي بابتسامه وهو مستندا بظهره على كرسيه
" رائع ،، ما قلته رائع يا رامي ..."
ثم تقدم بجسده نحو الامام مره اخرى قائلا
" ولكن متى سوف ننفذه ..."
فأجابه رامي
" ليس الان ،، بعد زواج السيد سيف ..."
سأله قصي بدهشه
" سيف النصار سوف يتزوج ،، متى ...؟ "
اجابه رامي موضحا
" بعد ثلاثة ايام ... "
" ومتى سوف ننفذ نحن ما نريده ...؟ "
" في الحفل السنوي لذكرى تأسيس شركته ..."
تلكأت على شفتي قصي ابتسامه خبيثه متوعده ودب الحماس في أوصاله لتنفيذ هذه الخطه التي سوف تكون بداية انتقامه المنتظر منه
خرج قصي بعدها من غرفة مكتبه يتبعه رامي ،، توقف في مكانه وهو يستمع الى صوت هاتفه يرن ... اخرج هاتفه من جيبه ليجيب على الفور بعد ان رأى اسم المتصل ...
لحظات واغلق قصي هاتفه ثم توجه ناحية غرفة يارا ...
طرق الباب عدة طرقات ثم دلف الى الداخل بعد ان أذنت له بالدخول ...
هتف بها قائلا
" جهزي نفسك ،، سوف نذهب الى الطبيب الان ..."
سألته يارا
" لماذا ...؟ "
اجابها قصي
" لنطمئن على صحة الجنين ..."
تأففت يارا بضجر فحدجها قصي بنظرات محذره ،، ثم خرج بعدها وتركها لتجهز نفسها ...
خرجت يارا بعد لحظات من غرفتها وهي ترتدي تنوره بيضاء طويله فوقها قميص وردي اللون ذو أكمام طويله ،، هبطت الى الطابق السفلي ثم تقدمت ناحية غرفة مكتبه وطرقت على الباب بطرقات خفيفه ...
امرها قصي بالدخول فولجت الى الداخل متقدمه بخطوات حذره متردده ثم قالت بنبرة حاولت ان تجعلها طبيعية " انا جاهزه ..."
رفع قصي رأسه عن الملف الذي كان معه ،، تطلع الى ملابسها بنظرات راضيه للغايه ،، نهض من مكانه بعدها وتقدم خارجا من غرفة مكتبه ويارا تتبعه ...
بعد لحظات كان كلا من يارا وقصي يسيران في رواق المشفى متجهين الى عيادة الطبيب الذي حجز قصي مسبقا لديه ليارا ...
دلف الاثنان الى داخل العيادة ليجدا عددا من النساء الحوامل اللواتي ينتظرن دورهن وأزواجهن معهن بالطبع ...
جلس هما الآخران ينتظران دورهما ... بعد حوالي نصف ساعة من الانتظار صاحت السكرتيره باسم يارا لتنهض من مكانها وتتقدم الى الداخل وقصي يتبعها ...
وقفت يارا امام غرفة الطبيب معترضة طريق قصي وهي تهتف به قائلة " الى اين ...؟ "
فسألها قصي بعدم فهم
" ماذا يعني الى اين ...؟ سوف ادخل معك للاطمئنان على الجنين ..."
" كلا لن تدخل ... انا سوف ادخل لوحدي ..."
" هل جننت يا يارا ،، ماذا يعني لن ادخل ..."
" كما سمعت يا سيد قصي ،، انت لن تدخل معي ،، وإذا اصريت على هذا فأقسم لك انني لن ادخل الى الطبيب وافعل ما بوسعك حينها ..."
كز قصي على اسنانه بحنق وانتفخت أوداجه بغضب شديد يهدد بالانفجار ،، حاول ان يخفف من غضبه قليلا فهو لا يريد ان يفتعل فضيحه في مكان عام فسألها قائلا
" لماذا ...؟ اريد ان افهم ... لماذا تفعلين هذا ..."
" عناد ... عناد لا اكثر ..."
رمقها قصي بنظرات متوعده وهو يهتف بها قائلا
" تفضلي يا يارا ،، ادخلي لوحدك وانا سأنتظرك في الخارج ... لكن تأكدي بان هذا لن يمر على خير ... "
******************************
وقفت رغد في منتصف الممر الداخلي للقصر تنتظر قدوم سيف الذي طلبها منذ لحظات ...
تقدم سيف منها وهو يرسم على وجهه ابتسامه واسعه ثم قبلها على شفتيها بخفه وهو يقول
" هيا بنا ،، يجب ان نذهب الان ..."
سألته رغد قائله
" الى اين ...؟ "
اجابها سيف وهو يغمز لها بعينه
" سنذهب لنختار فستان زفافك يا عروس ..."
ابتسمت رغد بحبور حقيقي وهي تقول
" حقا ،، سوف تأتي معي يا سيف ..."
عقد سيف حاجبيه وهو يقول
" نعم ،، بالتأكيد سوف اذهب معك ... لما انتِ متفاجئة ..."
" ظننت انك لن تأتي معي ... "
" كلا ،، سوف اذهب معك ... انا لن افوت فرصه كهذه ابدا ..."
ثم قبض بعدها على كف يدها وسحبها خلفه متجها بها الى احد ارقى المحلات المخصصة لتصميم فساتين الزفاف في البلاد ...
وقفت رغد تتطلع بتمعن بأحد فساتين الزفاف المعروضه في المحل ،، كان الفستان بسيط للغايه ضيق من الاعلى بربع أكمام ويتسع من الأسفل ،، ذيله أطول بقليل من مقدمته ...
أعجبها الفستان بشده فارادت ان تجربه وقد شعرت انه الفستان المناسب لها ،، وبالفعل دخلت الى غرفة القياس وارتدته واعجبها كثيرا كما توقعت ...
خرجت بعد لحظات وهي ترتدي هذا الفستان الذي انسدل على جسدها بشكل رائع مضيفا مظهر جذاب ومميز اليها خصوصا مع شعرها القصير الذي تركته منسدلا على حريته ...
وقفت امام سيف وهي تتطلع اليه بفرح شديد ،، أخبرته قائله
" انظر يا سيف انه فستان رائع ..."
جال سيف ببصره ناحيتها راميا اياها بنظرة تقييمه من اعلى لأسفل ،، تحدث بجديه قائلا
" لم يعجبني ابدا ،، اخلعيه فورا ..."
رفعت رغد حاجبها الأيمن وهي تقول
" ماذا يعني لم يعجبك ...؟ انه رائع ..."
" انه سيء للغايه ... يشبه فساتين الأطفال ..."
وضعت رغد يدها على خصرها و زمجرته قائله
" انت انسان عديم الذوق ..."
وضع سيف يديه في جيوب بنطاله ثم هتف بها
" أعيدي ما قالته ..."
ضغطت رغد على شفتيها بقوة ثم قالت
" لم اقل شيء .."
امرها سيف بنبرة حاسمه قائلا
" اخلعيه يا رغد ،، سوف نختار فستان اخر يليق بك ..."
تحدثت رغد بإصرار
" كلا لن اخلعه ،، لقد اعجبني كثيرا ..."
" لن أكرر كلمتي مرتين ،، اخلعيه حالا ..."
"انت متسلط للغايه ..."
قالتها رغد وهي تزم شفتيها بعبوس بينما لمعت عيناها بدموع واضحه وامتلأ وجهها باللون الأحمر دالا على مدى قهرها وغضبها
تحدث سيف بنبرة حاسمه دون ان يتأثر للبته بدموعها التي اوشكت على الهطول
"زوجة سيف النصار ترتدي ارقى فستان في العالم كله ،، و ليس فستان أشبه بفساتين لعب الأطفال ..."
التفت سيف بعدها الى الموظفه التي تعمل بالمحل والتي كانت تتابع الموقف بتعجب شديد ،، هتف بها قائلا وهو يشير بيده الى احدى المجلات
" اريد هذا الفستان الموجود على غلاف تلك المجله ،، اريد قطعه منه على مقاس الانسه ..."
فاجابته الموظفه بلهجه عمليه
" حاضر ،، سوف اجلبه حالا بتجربه ..."
ضربت رغد الارض بقدميها ثم استدارت عائدة الى غرفة القياس لتخلع الفستان ودموعها تنساب على وجنتيها بغزارة
*******************************
كان حازم يقود سيارته متجها الى منزل تمارا حينما رن هاتفه باسم سيف ...
ضغط على الزر الاجابه فورا ووضع الهاتف على أذنه ليصل اليه صوت سيف وهو يقول
" مرحبا يا حازم ،، كيف حالك ...؟ "
اجابه حازم بابتسامه
" انا بخير للغايه ،، ماذا عنك ...؟ "
فأجابه سيف بجديه
" انا بخير ... اين انت يا رجل،، لم تتصل منذ يومين ..."
حازم باعتذار
" لقد كنت مشغولا للغايه طوال اليومين الفائتين ،، كانت لدي اعمال مهمه انشغلت بها ..."
سأله سيف مره اخرى
" كيف تسير أمورك في عملك ...؟ "
فأجابه حازم بجديه
" رائعة للغايه ... اطمئن ،، كل شيء بخير ..."
" هناك شيء مهم يجب ان تعرفه ... "
" شيء !! ماذا هناك ...؟ "
"انا سوف اتزوج بعد ثلاثه ..."
هتف حازم بعدم تصديق
" ماذا ...!!"
ثم أردف قائلا
" معقول ،، واخيرا يا سيف ... من هي سعيدة الحظ ..."
" سوف تتعرف عليها عندما تأتي ،، انت ستأتي بالتأكيد ،، أليس كذلك ..."
اجابه حازم مؤكدا
"نعم بالتأكيد ..."
" جيد جدا ،، انتظر مجيئك اذا ..."
أغلق حازم هاتفه وهو يبتسم بتعجب فاخر شيء توقعه ان يتزوج سيف فهو يعلم للغايه طبيعة سيف وعلاقاته النسائية المتعدده التي تشكل بينه وبين الزواج حاجزا كبيرا ...
وصل بعد لحظات الى منزل تمارا ،، اخرج هاتفه مره اخرى ورن عليها لترفض اتصاله دلالة على نزولها اليه ...
بالفعل هبطت تمارا بعد لحظات قليله متجهه ناحية حازم ،، فتحت باب السياره وتقدمت داخلها ثم أغلقتها وهي تلقي التحيه بابتسامه واسعه
" مرحبا ..."
اجابها حازم
" اهلا تمارا ..."
سألته تمارا قائله
" الى اين ستأخذني اليوم ...؟ "
اجابها حازم قائلا
" سوف نذهب الى نادي ليلي قريب من هنا لنسهر فيه ..."
شغل حازم مفاتيح سيارته وقادها متجها بتمارا الى النادي الليلي ...
في اثناء قيادته حدث تمارا قائلا
" انا سوف اسافر خلال اليومين المقبلين الى البلاد ..."
سألته تمارا بتعجب
" حقا ،، لماذا ..."
اجابها حازم
" اخي سوف يتزوج بعد ثلاثة ايام ..."
بالكاد استطاعت تمارا السيطره على نفسها لكي لا يصدر اي تصرف منها يجعل حازم يشك بها ...
تحدثت بصوت حاولت قدر المستطاع ان تجعله طبيعيا عاديا
" مبارك لك وله ..."
شكرها حازم بهدوء
" اشكرك ..."
ثم عاد وقال
" ما رأيك ان تأتي معي ..."
هتفت تمارا بعدم تصديق
" انا !! اذهب معك ..."
" نعم ،، انها فرصه جيده لتتعرفي على عائلتي .."
اجابته تمارا قائله بجديه
" لا اعلم ،، دعني افكر في الموضوع اولا واخبرك بقراري ..."
" حددي قرارك اليوم ،، احتمال كبير ان اسافر غدا ..."
هزت تمارا رأسها بتفهم ثم سرحت بخيالها بعيدا وهي تفكر في القرار المناسب الذي يجب ان تتخذه في هذه الحاله
******************************
كان سيف يسير بجانب رغد في حديقة القصر متوجها بها الى احد المستودعات الموجوده هناك ...
دلف بها سيف الى داخل المستودع واغلق باب المستودع خلفه فتطلعت رغد اليه بخفية وتوجس ...
اقترب سيف منها وهو يقول
" رغد ،، بما انك وافقت على الزواج بي هناك اشياء يجب ان تعرفيها عني ..."
بلعت ريقها بتوتر وهي تسأله بترقب
" اشياء مثل ماذا ...؟ "
اجابها سيف موضحا بصراحه مطلقه مبتعدا عن المقدمات المعتاده في هكذا مواقف
" انا رئيس مافيا ..."
حملقت رغد به بدهشه ولم تستوعب ما قاله في بادئ الامر ،، هتفت به بعدم تصديق
" رئيس مافيا !!!"
ثم اردفت متسائله
" ماذا يعني رئيس مافيا ... ؟ "
اجابها سيف بسخريه على غبائها
"ماذا يعني برأيك ..."
ثم استطرد موضحا
" رئيس مافيا ،، اغلب أعمالي هي غير مشروعه يا رغد ،، سلاح ومخدرات واي شيء اخر يخطر بالك ... انا امام الجميع رجل اعمال لدي اسمي وقيمتي في البلد والسوق ،، لكنني في الحقيقه لست سوى زعيم مافيا يمارس أعماله الغير القانونيه تحت غطاء اسم عائلته و ثروته ..."
ابتسم سيف بهدوء الا انه في داخله كان يشعر بما يعتمل داخل والدته من رفض وكره لهذه الزيجه ،، الا ان والدته تستطيع جيدا اخفاء ما تضمره في داخلها وافتعال العكس بطريقة لطالما ادهشته ...
تقدم سيف ناحية الصغير واخده من نورا ثم قبله على وجنتيه ثم تقدم به ناحية رغد والتي استقبلته منه فورا بابتسامه واسعه وحملته منه ،، قبلت رغد الصغير على وجنتيه ثم قالت بحبور " انه يشبهك للغايه ..." فابتسم سيف لها وحمل الصغير مره اخرى منها ثم طلب من نورا ان تأخذه فقد حان وقت إطعامه ...
رحب بعدها كلا من معتز وليان برغد ووالدتها ثم جلس الجميع بصالة الجلوس بعد ان تعرفوا على بعض وبدئوا يتحدثون في شتى الأمور ...
بعد مدة زمنيه تقدمت جميله منهم وأخبرتهم بان الطعام جاهز لتطلب كوثر من الجميع النهوض والتوجه نحو المائدة ليتناولوا سويا طعام الغداء الذي اعدته كلا من جميله وبتول بعناية فائقة تليق بضيوف سيف المهمين للغايه ...
ترأس سيف مائدة الطعام وجلست كوثر على جانبه الأيمن وبجانبها كلا من ليان ومعتز بينما في الجهة الاخرى جلست كلا من لميس على جانب سيف الأيسر وبجانبها رغد ...
بدأ الجميع يتناول طعامه في هدوء تام قطعه سيف والذي تحدث بجديه قائلا " لقد حددت موعد الزفاف ..."
تطلع اليه الجميع بترقب وتعجب في آن واحد فهم توقعوا ان تكون هناك فترة خطوبة تسبق حفل الزفاف ،،
نظر سيف بعينيه ناحية رغد وهو يكمل ما بدأه " سوف يكون بعد ثلاث ايام ..."
شهقت ليان بصوت عالي جعل سيف يكز على اسنانه بغيظ منها وهو يرميها بنظرات متوعده بينما اتسعت عينا والدة رغد بصدمه جليه ولم تكن صدمة رغد بما قاله سيف اقل منها ...
هنا لم تستطع والدة رغد السكوت وتقبل ما قاله سيف فتحدثت قائلة بضيق " كان عليك ان تأخذ رأينا اولا قبل ان تحدد موعد الزفاف ..."
" هذا شيء يخصني انا ورغد في نهاية الامر ،، واظن ان رغد موافقه على ما قاله ،، أليس كذلك عزيزتي ...؟ " سألها سيف وهو يرمقها بنظراته الواثقه من موافقتها مما اشعرها بالاضطراب وقلة الحيلة في وضعها هذا ،، فهي تريد ان تتزوجه وبشده لكنها ما زالت خائفه منه ومن تكبره وجبروته الذي يجعلها تتخيل اشياء سيئة للغايه سوف تحدث معها في المستقبل ...
أردفت والدة رغد قائله باستياء واضح " لما الاستعجال ؟ لتكن هناك فترة خطوبه على الأقل ..."
فأجابها سيف معترضا " انا ورغد نعرف بعضنا منذ وقت طويل ،، نحن لسنا بحاجة لفترة خطوبه نهائيا ..."
ثم عاد وكرر سؤاله مره اخرى قائلا " أليس كذلك عزيزتي ...؟ "
تطلعت اليه رغد بصمت وهي تشعر بانظار الجميع مصوبه نحوها فلم تملك حل اخر سوى ان تهز رأسها كموافقه على ما قاله ...
***************************
دلفت رغد الى داخل الغرفة التي أعدت لها مسبقا لتقيم فيها ...
اغلقت الباب خلفها جيدا ثم اخرجت هاتفها من جيب بنطالها واتصلت بكريستين ...
اجابتها كريستين فورا فهي كانت تنتظر اتصالها هذا على احر من الجمر ليدور الحديث بينهما حول احداث هذا اللقاء
" رغد ،، واخيرا اتصلتي ..."
" كيف حالك ؟..."
" ليس المهم حالي الان ،، اخبريني ماذا حدث معك ؟..."
" تعرفت على والدته ..."
" جيد ،، وكيف بدت لكِ..."
" بدت لي سيدة لطيفه للغايه ،، كما انها جميله جدا ،، شقراء وعيونها زرقاء لامعه تشبه ..."
قاطعتها كريستين بسرعه
" ما علاقتي بشكلها انا ،، ماذا سأفعل به مثلا !! حدثيني عن طباعها ،، كيف تعاملت معكِ ..."
" اخبرتكِ منذ قليل بانها تبدو لطيفه و ودوده ... اما طباعها فبالتأكيد لن اعرفها منذ اول لقاء ..."
" معك حق ..."
استمر الصمت بينهما للحظات قليله قطعته رغد وهي تقول " لقد حددنا موعد الزفاف ،، سوف يكون بعد ثلاثة ايام ..."
ما ان سمعت كريستين كلمات رغد حتى صرخت بشكل لا إرادي " ماذا ...؟ "
ثم اردفت بعدم تصديق
" انت تمزحين ... أليس كذلك ...؟ "
فاجابتها رغد مؤكده ما قالته
" كلا ، انا لا امزح ... زفافي بعد ثلاثة ايام ... وانت يجب ان تأتي قبله بالتأكيد ..."
زفرت كريستين انفاسها بحنق ثم تحدثت بضجر
" لما أنتما مستعجلان هكذا ..."
" سيف هو من قرر هذا ،، لقد حدث ما حدث ... متى ستأتين انتِ ...؟ "
اجابتها كريستين بجديه
" لا أعلم ،، يجب ان اتحدث مع السيد كريستيان لأاخذ اجازة اولا ..."
" تعالي فورا كريستين ،، انا في حاجة لك ..."
" تتحدثين وكأن الامر بهذه السهوله يا رغد ...." قالتها كريستين بسخريه تشوبها عصبية خفيفه ...
" ما بك يا كريستين ...؟ تبدين متضايقه ..." سألتها رغد بقلق وترقب فاجابتها كريستين بسرعه
" متضايقه من هذا الاستعجال الغريب ..أنتما حتى لم تقيما حفل خطوبة اولا ..."
" قلت لك ان سيف هو من قرر هذا و ..."
قاطعتها كريستين بملل وضجر شديد
" سيف سيف ،، كل شيء يقرره سيف ... وماذا عنك ...؟ "
شعرت رغد بالإحراج من سؤال كريستين ولم تعرف بماذا تجيب فالتزمت الصمت ...
احست كريستين هي الاخرى بانها ضايقت رغد فيما قالته و أنبت نفسها لانها تحدثت معها بهذه الطريقه الحديه نوعا ما ...
تحدثت كريستين بلطف قائله
" حسنا يا رغد ،، يبدو انني بالغت قليلا ،، اعتذر للغايه منكِ ... سوف أاتي في اقرب وقت ممكن ..."
" لا تعتذري يا كريستين ،، لم تقولي شيء خطأ لتعتذري عنه ..." ثم اردفت بعدها " حقا سوف تأتين ...؟ "
" بالطبع رغد ..."
ابتسمت رغد بسعاده حقيقيه فهي تحتاج كريستين لتقف بجانبها في الثلاثة ايام المقبله ... فهي تظل صديقتها الوحيده وأقرب شخص اليها ... ووجودها معها سوف يساندها ويدعمها كثيرا ...
اغلقت رغد هاتفها بعد ان اكملت مكالمتها مع كريستين ... تنهدت بصمت وجلست على السرير وهمت ان تخلع ملابسها الا انها توقفت عما تفعله وهي ترى والدتها تقتحم غرفتها ...
" رغد ،، اريد الحديث معك حالا ..."
قالتها لميس وهي تلج غرفة رغد والانزعاج واضح عليها فاجابتها رغد بالرغم من معرفتها ما تريد والدتها قوله مسبقا ...
" نعم ماما ،، ماذا هناك ...؟ "
"ماذا يعني الزواج بعد ثلاثة ايام !! كيف توافقين انتِ على شيء كهذا ...!! "
" ماما ، ما المشكله في هذا ...؟ لما انت متضايقه هكذا ...؟ "
" ألا ترين اي مشكله في هذا ...؟ "
سألتها لميس بتعجب شديد فاجابتها رغد بعد ان مطت شفتيها بضجر
" كلا ، لا اجد اي مشكله ... سيف يحبني ويريد ان نتزوج في اسرع وقت ،، اين المشكله في هذا ؟ انا لست بمستعده لان اخرب علاقتي به من اجل سبب سخيف كهذا ..."
" اريد ان افهم فقط ، لما الاستعجال ...؟ كما انه ليس بسبب سخيف كما تقولين ..."
" ماما ،، لا داعي لكل ما تقولينه ،، زواجي بعد ثلاثة ايام ،، لنجهز أنفسنا ونرتب امورنا استعدادا له بدلا من هذه الأحاديث الجانبيه ..."
سألتها لميس بشك
" هل هناك شيء انا لا اعرفه يا رغد ..."
ازدردت رغد لعابها بتوتر ثم اجابتها بصوت متحشرج وهي تهز رأسها نفيا
" كلا ،، لا يوجد شيء لا تعرفينه ... "
قاطع حديثهم طرقات على الباب فسمحت رغد للطارق بالدخول ،، فدخلت الخادمه وأخبرت رغد ان سيف يريدها في الأسفل ...
" اذهبي اليه الان ،، و نكمل حديثنا فيما بعد ..."
قالتها لميس بجديه فهزت رغد رأسها بتفهم و خرجت من الغرفة تتبع الخادمه متجهه الى الطابق السفلي حيث سيف ينتظرها هناك...
******************************
" اخبروني انكِ تريديني في امر هام ..."
قالها سيف بعد ان تقدم الى داخل غرفة والدته ووجدها جالسه هناك في انتظاره لتحدثه في امر معين كما أخبرته الخادمه ...
" اجلس لنتحدث قليلا ..."
" لدي مشوار مهم بعد قليل ،، فأرجو ان ننهي حديثنا بسرعه ..."
قالها سيف وهو يجلس على الكرسي المقابل لوالدته ،،
سألته والدته قائله
" وما هو هذا المشوار المهم ...؟ "
" سوف نذهب انا ورغد لاختيار فستان الزفاف ...."
تنهدت والدته بصمت ثم تطلعت اليه بنظرات غير راضيه فهمها على الفور ،، سألته بهدوء
" اين تعرفت على هذه الفتاة يا سيف ...؟ "
" لما هذا السؤال ...؟ "
" مجرد سؤال عادي ..."
" حسنا ،، كانت تعمل مهندسه لدى كريستيان شريكي الفرنسي ... تعرفت عليها هناك ..."
" وهل تعرف عنها كل شيء ...؟ "
سألها سيف بعدم فهم
" ماذا تقصدين ...؟ "
فاجابته والدته موضحه
" اقصد عائلتها ،، اصلها ،، فصلها ..."
" نعم ،، سألت واستفسرت عن كل شيء يخصها حتى عائلتها ..."
ضيقت كوثر عينيها وهي تسأله
" هل انت متأكد ...؟ "
" امي ،، لا تتحدثي بالألغاز ... قولي ما لديك ِ..."
التزمت كوثر الصمت قليلا ثم تحدثت بعدها بنبرة جديه صريحه
" انت لا يمكن ان تتزوج هذه الفتاة يا بني ..."
سألها سيف وهو يضع قدما فوق الاخرى
" لماذا ...؟ "
احنت كوثر جسدها قليلا اتجاه سيف مقربه وجهها منه وهمست له متسائلة
" والدتها ،، ماذا تعرف عنها ..."
تشدقّت شفتي سيف بابتسامه خفيفه وهو يرمق والدته بنظرات متهكمه جعلتها تتراجع الى الخلف وهي تحملق به بعدم تصديق ثم همست قائله " انت تعرف ..."
انزل سيف قدمه على الارض ثم عقد كفيه يديه ببعضهما متجها بجسده قليلا ناحية والدته
" وهل يفوتني شيء كهذا ..."
أردف بعدها " لميس والدة رغد هي نفسها والدة قصي ..."
" ما معنى هذا ...؟ لماذا سوف تتزوجها اذا ..."
سألته باستغراب فأجابها سيف ببساطه قائلا
" لأني اريدها ..."
تحدثت كوثر هذه المره بنبرة حاده
" سيف ،، لا تصبني بالجنون ... تريد ان تتزوج اخت قصي العمري ..."
وضح لها سيف مدافعا
" رغد لا علاقة لها بهذا الموضوع ... هي لا تعرف حتى بوجود اخ لها هنا ..."
" حتى لو ما تقوله صحيح .. كيف ستؤمن بها وتدخلها بيتك وهي اخت اكبر اعدائك ... انت لن تتزوجها يا سيف ..."
" سأتزوجها يا امي ..."
نهضت كوثر من مكانها وهي تقول بنبرة حازمه
" انت لن تتزوجها يا سيف ... لن تتزوج ابنة تلك المرأة ..."
نهض سيف هو الاخر من مكانه وهتف به قائلا
" بلى ،، سأتزوجها يا امي ... سأتزوجها ولا احد قادر على منعي ،، وانت تعلمين هذا جيدا ..."
" ولكن ..."
قاطعها سيف بسرعه قائلا بحسم
" امي ،، هذا الموضوع منتهي بالنسبه لي ...انا سأتزوج رغد وانت يجب ان تتقبلي هذا الشيء ..."
*****************************
دلف رامي الى داخل مكتب قصي في قصره فوجده جالسا يعمل على حاسوبه الشخصي بتركيز شديد ...
اصدر رامي صوتا دلالة على وجوده فرفع قصي رأسه عن حاسوبه الشخصي وأشار له بالجلوس على الكرسي المقابل له ...
تحدث قصي بنبرة متهكمه
"هل تحتاج الى إذن للدخول والحديث معي ..."
" هذا ليس وقت مزاحك يا قصي ... اريدك في موضوع مهم للغايه ..."
قالها رامي بنبرة جديه للغايه جعل قصي يتسائل بترقب
" تحدث ،، ماذا هناكً...؟ "
مد رامي ظرف ابيض اللون لقصي فأخذه منه وفتحه بسرعه واخرج الصور التي بداخله والتي لم تكن سوى صور لرامي وليان ...
قلب قصي الصور وراء بعض بعدم تصديق ثم وجه حديثه لرامي قائلا " منذ متى وانت لديك هذه الصور ...؟ "
حك رامي ذقنه بأنامله بتوتر ثم اجابه بعد لحظات
" منذ حوالي سنتين ..."
انتفض قصي من مكانه ما ان سمع ما قاله رامي ... انحنى بجسده الى الامام قليلا مستندا بكفي يده على مكتبه متحدثا بنبرة مرتفعه
" سنتين ،، سنتين يا رامي ولم تقل لي ..."
" انتظرت حتى يأتي الوقت المناسب واخبرك ..."
" ولماذا اخترت هذا الوقت بالذات ...؟ "
سأله قصي وهو يراقبه بطرف عينيه ليجيبه رامي بجديه
" لانه هذا الوقت المناسب لنحقق انتقامنا من سيف النصار ونقضي عليه ..."
سأله قصي مره اخرى
" وماذا تنوي ان تفعل ..."
فأجابه رامي بجديه
" سأخبرك بكل شيء ..."
بدأ رامي يقص على مسامع قصي خطته التي جهز لها منذ وقت طويل وقصي يستمع له بتركيز شديد ويبدو على وجهه علامات الاستمتاع بما يقوله رامي ...
سأله رامي بعد ان أنهى حديثه
" ما رأيك بما قلته ...؟ "
اجابه قصي بابتسامه وهو مستندا بظهره على كرسيه
" رائع ،، ما قلته رائع يا رامي ..."
ثم تقدم بجسده نحو الامام مره اخرى قائلا
" ولكن متى سوف ننفذه ..."
فأجابه رامي
" ليس الان ،، بعد زواج السيد سيف ..."
سأله قصي بدهشه
" سيف النصار سوف يتزوج ،، متى ...؟ "
اجابه رامي موضحا
" بعد ثلاثة ايام ... "
" ومتى سوف ننفذ نحن ما نريده ...؟ "
" في الحفل السنوي لذكرى تأسيس شركته ..."
تلكأت على شفتي قصي ابتسامه خبيثه متوعده ودب الحماس في أوصاله لتنفيذ هذه الخطه التي سوف تكون بداية انتقامه المنتظر منه
خرج قصي بعدها من غرفة مكتبه يتبعه رامي ،، توقف في مكانه وهو يستمع الى صوت هاتفه يرن ... اخرج هاتفه من جيبه ليجيب على الفور بعد ان رأى اسم المتصل ...
لحظات واغلق قصي هاتفه ثم توجه ناحية غرفة يارا ...
طرق الباب عدة طرقات ثم دلف الى الداخل بعد ان أذنت له بالدخول ...
هتف بها قائلا
" جهزي نفسك ،، سوف نذهب الى الطبيب الان ..."
سألته يارا
" لماذا ...؟ "
اجابها قصي
" لنطمئن على صحة الجنين ..."
تأففت يارا بضجر فحدجها قصي بنظرات محذره ،، ثم خرج بعدها وتركها لتجهز نفسها ...
خرجت يارا بعد لحظات من غرفتها وهي ترتدي تنوره بيضاء طويله فوقها قميص وردي اللون ذو أكمام طويله ،، هبطت الى الطابق السفلي ثم تقدمت ناحية غرفة مكتبه وطرقت على الباب بطرقات خفيفه ...
امرها قصي بالدخول فولجت الى الداخل متقدمه بخطوات حذره متردده ثم قالت بنبرة حاولت ان تجعلها طبيعية " انا جاهزه ..."
رفع قصي رأسه عن الملف الذي كان معه ،، تطلع الى ملابسها بنظرات راضيه للغايه ،، نهض من مكانه بعدها وتقدم خارجا من غرفة مكتبه ويارا تتبعه ...
بعد لحظات كان كلا من يارا وقصي يسيران في رواق المشفى متجهين الى عيادة الطبيب الذي حجز قصي مسبقا لديه ليارا ...
دلف الاثنان الى داخل العيادة ليجدا عددا من النساء الحوامل اللواتي ينتظرن دورهن وأزواجهن معهن بالطبع ...
جلس هما الآخران ينتظران دورهما ... بعد حوالي نصف ساعة من الانتظار صاحت السكرتيره باسم يارا لتنهض من مكانها وتتقدم الى الداخل وقصي يتبعها ...
وقفت يارا امام غرفة الطبيب معترضة طريق قصي وهي تهتف به قائلة " الى اين ...؟ "
فسألها قصي بعدم فهم
" ماذا يعني الى اين ...؟ سوف ادخل معك للاطمئنان على الجنين ..."
" كلا لن تدخل ... انا سوف ادخل لوحدي ..."
" هل جننت يا يارا ،، ماذا يعني لن ادخل ..."
" كما سمعت يا سيد قصي ،، انت لن تدخل معي ،، وإذا اصريت على هذا فأقسم لك انني لن ادخل الى الطبيب وافعل ما بوسعك حينها ..."
كز قصي على اسنانه بحنق وانتفخت أوداجه بغضب شديد يهدد بالانفجار ،، حاول ان يخفف من غضبه قليلا فهو لا يريد ان يفتعل فضيحه في مكان عام فسألها قائلا
" لماذا ...؟ اريد ان افهم ... لماذا تفعلين هذا ..."
" عناد ... عناد لا اكثر ..."
رمقها قصي بنظرات متوعده وهو يهتف بها قائلا
" تفضلي يا يارا ،، ادخلي لوحدك وانا سأنتظرك في الخارج ... لكن تأكدي بان هذا لن يمر على خير ... "
******************************
وقفت رغد في منتصف الممر الداخلي للقصر تنتظر قدوم سيف الذي طلبها منذ لحظات ...
تقدم سيف منها وهو يرسم على وجهه ابتسامه واسعه ثم قبلها على شفتيها بخفه وهو يقول
" هيا بنا ،، يجب ان نذهب الان ..."
سألته رغد قائله
" الى اين ...؟ "
اجابها سيف وهو يغمز لها بعينه
" سنذهب لنختار فستان زفافك يا عروس ..."
ابتسمت رغد بحبور حقيقي وهي تقول
" حقا ،، سوف تأتي معي يا سيف ..."
عقد سيف حاجبيه وهو يقول
" نعم ،، بالتأكيد سوف اذهب معك ... لما انتِ متفاجئة ..."
" ظننت انك لن تأتي معي ... "
" كلا ،، سوف اذهب معك ... انا لن افوت فرصه كهذه ابدا ..."
ثم قبض بعدها على كف يدها وسحبها خلفه متجها بها الى احد ارقى المحلات المخصصة لتصميم فساتين الزفاف في البلاد ...
وقفت رغد تتطلع بتمعن بأحد فساتين الزفاف المعروضه في المحل ،، كان الفستان بسيط للغايه ضيق من الاعلى بربع أكمام ويتسع من الأسفل ،، ذيله أطول بقليل من مقدمته ...
أعجبها الفستان بشده فارادت ان تجربه وقد شعرت انه الفستان المناسب لها ،، وبالفعل دخلت الى غرفة القياس وارتدته واعجبها كثيرا كما توقعت ...
خرجت بعد لحظات وهي ترتدي هذا الفستان الذي انسدل على جسدها بشكل رائع مضيفا مظهر جذاب ومميز اليها خصوصا مع شعرها القصير الذي تركته منسدلا على حريته ...
وقفت امام سيف وهي تتطلع اليه بفرح شديد ،، أخبرته قائله
" انظر يا سيف انه فستان رائع ..."
جال سيف ببصره ناحيتها راميا اياها بنظرة تقييمه من اعلى لأسفل ،، تحدث بجديه قائلا
" لم يعجبني ابدا ،، اخلعيه فورا ..."
رفعت رغد حاجبها الأيمن وهي تقول
" ماذا يعني لم يعجبك ...؟ انه رائع ..."
" انه سيء للغايه ... يشبه فساتين الأطفال ..."
وضعت رغد يدها على خصرها و زمجرته قائله
" انت انسان عديم الذوق ..."
وضع سيف يديه في جيوب بنطاله ثم هتف بها
" أعيدي ما قالته ..."
ضغطت رغد على شفتيها بقوة ثم قالت
" لم اقل شيء .."
امرها سيف بنبرة حاسمه قائلا
" اخلعيه يا رغد ،، سوف نختار فستان اخر يليق بك ..."
تحدثت رغد بإصرار
" كلا لن اخلعه ،، لقد اعجبني كثيرا ..."
" لن أكرر كلمتي مرتين ،، اخلعيه حالا ..."
"انت متسلط للغايه ..."
قالتها رغد وهي تزم شفتيها بعبوس بينما لمعت عيناها بدموع واضحه وامتلأ وجهها باللون الأحمر دالا على مدى قهرها وغضبها
تحدث سيف بنبرة حاسمه دون ان يتأثر للبته بدموعها التي اوشكت على الهطول
"زوجة سيف النصار ترتدي ارقى فستان في العالم كله ،، و ليس فستان أشبه بفساتين لعب الأطفال ..."
التفت سيف بعدها الى الموظفه التي تعمل بالمحل والتي كانت تتابع الموقف بتعجب شديد ،، هتف بها قائلا وهو يشير بيده الى احدى المجلات
" اريد هذا الفستان الموجود على غلاف تلك المجله ،، اريد قطعه منه على مقاس الانسه ..."
فاجابته الموظفه بلهجه عمليه
" حاضر ،، سوف اجلبه حالا بتجربه ..."
ضربت رغد الارض بقدميها ثم استدارت عائدة الى غرفة القياس لتخلع الفستان ودموعها تنساب على وجنتيها بغزارة
*******************************
كان حازم يقود سيارته متجها الى منزل تمارا حينما رن هاتفه باسم سيف ...
ضغط على الزر الاجابه فورا ووضع الهاتف على أذنه ليصل اليه صوت سيف وهو يقول
" مرحبا يا حازم ،، كيف حالك ...؟ "
اجابه حازم بابتسامه
" انا بخير للغايه ،، ماذا عنك ...؟ "
فأجابه سيف بجديه
" انا بخير ... اين انت يا رجل،، لم تتصل منذ يومين ..."
حازم باعتذار
" لقد كنت مشغولا للغايه طوال اليومين الفائتين ،، كانت لدي اعمال مهمه انشغلت بها ..."
سأله سيف مره اخرى
" كيف تسير أمورك في عملك ...؟ "
فأجابه حازم بجديه
" رائعة للغايه ... اطمئن ،، كل شيء بخير ..."
" هناك شيء مهم يجب ان تعرفه ... "
" شيء !! ماذا هناك ...؟ "
"انا سوف اتزوج بعد ثلاثه ..."
هتف حازم بعدم تصديق
" ماذا ...!!"
ثم أردف قائلا
" معقول ،، واخيرا يا سيف ... من هي سعيدة الحظ ..."
" سوف تتعرف عليها عندما تأتي ،، انت ستأتي بالتأكيد ،، أليس كذلك ..."
اجابه حازم مؤكدا
"نعم بالتأكيد ..."
" جيد جدا ،، انتظر مجيئك اذا ..."
أغلق حازم هاتفه وهو يبتسم بتعجب فاخر شيء توقعه ان يتزوج سيف فهو يعلم للغايه طبيعة سيف وعلاقاته النسائية المتعدده التي تشكل بينه وبين الزواج حاجزا كبيرا ...
وصل بعد لحظات الى منزل تمارا ،، اخرج هاتفه مره اخرى ورن عليها لترفض اتصاله دلالة على نزولها اليه ...
بالفعل هبطت تمارا بعد لحظات قليله متجهه ناحية حازم ،، فتحت باب السياره وتقدمت داخلها ثم أغلقتها وهي تلقي التحيه بابتسامه واسعه
" مرحبا ..."
اجابها حازم
" اهلا تمارا ..."
سألته تمارا قائله
" الى اين ستأخذني اليوم ...؟ "
اجابها حازم قائلا
" سوف نذهب الى نادي ليلي قريب من هنا لنسهر فيه ..."
شغل حازم مفاتيح سيارته وقادها متجها بتمارا الى النادي الليلي ...
في اثناء قيادته حدث تمارا قائلا
" انا سوف اسافر خلال اليومين المقبلين الى البلاد ..."
سألته تمارا بتعجب
" حقا ،، لماذا ..."
اجابها حازم
" اخي سوف يتزوج بعد ثلاثة ايام ..."
بالكاد استطاعت تمارا السيطره على نفسها لكي لا يصدر اي تصرف منها يجعل حازم يشك بها ...
تحدثت بصوت حاولت قدر المستطاع ان تجعله طبيعيا عاديا
" مبارك لك وله ..."
شكرها حازم بهدوء
" اشكرك ..."
ثم عاد وقال
" ما رأيك ان تأتي معي ..."
هتفت تمارا بعدم تصديق
" انا !! اذهب معك ..."
" نعم ،، انها فرصه جيده لتتعرفي على عائلتي .."
اجابته تمارا قائله بجديه
" لا اعلم ،، دعني افكر في الموضوع اولا واخبرك بقراري ..."
" حددي قرارك اليوم ،، احتمال كبير ان اسافر غدا ..."
هزت تمارا رأسها بتفهم ثم سرحت بخيالها بعيدا وهي تفكر في القرار المناسب الذي يجب ان تتخذه في هذه الحاله
******************************
كان سيف يسير بجانب رغد في حديقة القصر متوجها بها الى احد المستودعات الموجوده هناك ...
دلف بها سيف الى داخل المستودع واغلق باب المستودع خلفه فتطلعت رغد اليه بخفية وتوجس ...
اقترب سيف منها وهو يقول
" رغد ،، بما انك وافقت على الزواج بي هناك اشياء يجب ان تعرفيها عني ..."
بلعت ريقها بتوتر وهي تسأله بترقب
" اشياء مثل ماذا ...؟ "
اجابها سيف موضحا بصراحه مطلقه مبتعدا عن المقدمات المعتاده في هكذا مواقف
" انا رئيس مافيا ..."
حملقت رغد به بدهشه ولم تستوعب ما قاله في بادئ الامر ،، هتفت به بعدم تصديق
" رئيس مافيا !!!"
ثم اردفت متسائله
" ماذا يعني رئيس مافيا ... ؟ "
اجابها سيف بسخريه على غبائها
"ماذا يعني برأيك ..."
ثم استطرد موضحا
" رئيس مافيا ،، اغلب أعمالي هي غير مشروعه يا رغد ،، سلاح ومخدرات واي شيء اخر يخطر بالك ... انا امام الجميع رجل اعمال لدي اسمي وقيمتي في البلد والسوق ،، لكنني في الحقيقه لست سوى زعيم مافيا يمارس أعماله الغير القانونيه تحت غطاء اسم عائلته و ثروته ..."