(الفصل السابع والعشرون)
ولجت رغد الى داخل احد المطاعم الراقيه لتجد سيف ينتظرها هناك ...
جلست على الطاولة التي تم حجزها مسبقا من قبله ثم سألته بضيق :- " ها قد اتيت ،، اخبرني ، ماذا تريد ...؟ "
اجابها سيف بهدوء جم :- " اهدئي اولا ،، و دعينا نتحدث ..."
" بماذا سوف نتحدث ...؟ "
" بوضعنا الحالي ،، وما نحن عليه الان ..."
" عن اي وضع تتحدث ...؟ انظر اليَّ ،، لا يوجد شيء بيننا لنتحدث به ..." قالتها بنبرة عاليه بعض الشيء ثم ارتدت بجسدها الى الخلف عاقدة ذراعيها امام صدرها محركة شفتيها بحركة عابسه ...
نقر سيف بأطراف أصابعه على الطاوله عدة مرات ،، ثم اخذ نفسه وتحدث قائلا بنفس نبرته الهادئة :- " بلى ،، يوجد بيننا عرض زواج ..."
" اظن ان إجابتي وصلتك مسبقا ..."
ضرب بيده على الطاولة مما جذب الأنظار اليهم ثم صاح بها قائلا وقد بدأ صبره بالنفاذ : -" رغد ،، لا تستفزيني ..."
اخفض رأسه قليلا وقد بدأ صدره يعلو ويهبط من شدة انفعاله بينما ظلت هي تراقبه بنظرات متردده ...
هدأ تنفسه المضطرب قليلا فرفع رأسه بعدها وبث لها نظراته المتوعده مما جعلها تبتلع ريقها بتوتر ،، وضع يده داخل جيبه واخرج علبة السجائر خاصته ،، سحب سيجارة منها وأشعلها ثم بدأ يدخنها ...
زفر دخانها ثم تحدث قائلا وقد استعاد بعضا من هدوئه وسيطرته على نفسه : - " هل لي ان اعرف سبب رفضك لعرضي يا رغد ... ؟ على الأقل تحدثِ وقولي السبب ..."
اخذت نفسا عميقا وزفرته ببطء ،، خرجت الكلمات متردده واهيه من بين شفتيها وهي تقول :- " حسنا ،، انا من يريد ان يسأل في الاساس ...لماذا عرضت علي الزواج يا سيف ...؟"
ارتد بجسده الى الخلف قليلا ثم قال ببساطه " لأني اريدك ...."
أطبقت على شفتيها بقوة حتى تسيطر على ضحكاتها التي باتت على وشك ان تظهر له مما جعل صدغيها يهتزان من شدة الضغط ...
سيطرت اخيرا على ضحكتها ثم تحدثت بصوت متهكم امام نظراته المنزعجه " هكذا بكل سهوله ،، "
" ماذا اذا ...؟ هل هناك شيء اخر يجب ان أقوله ..."
ثم اكمل ببروده المعتاد :- " لا تلفي وتدوري في حديثك ،، قولي ما تريدين سماعه مني ..."
صرخت به بانفعال شديد :- " انا لا الف وأدور ،، انت الذي تتغابى ،، تتصرف وكأنك لا تفهم ما اعنيه ..."
" لا تقللي أدب ..." صاح بها بصوت جهوري اثار انتباه جميع الموجودين في المكان ،، نهضت من مكانها بعد ان حملت حقيبتها بيدها متجهه الى خارج المطعم بينما لحقها هو قابضا على ذراعها مانعا اياها من الذهاب ...
وكأن نفس المشهد يتكرر من جديد ،، في اللقاء الثاني الذي جمعهما ،، وفِي الحالتين كانت تهرب ،، في المره الاولى كانت تهرب من مغتصب وهذه المره تهرب من حبيب وبين الاثنين فرق كبير وندم واضح وذنب صعب الإغفال عنه ...
قبض على ذراعها بيديه وأدارها بالقوه اتجاهه ،، جال ببصره على أنحاء وجهها فشعر بقلبه ينبض بقوة ،، نبضات تحتل ذلك الجزء الصغير من جسده لاول مره ،، نبضات لا يستطيع إنكارها او الهرب منها ...
رمشت بعينيها عدة مرات بارتباك شديد من نظراته التي احاطتها من جميع الجوانب ...
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطء ،، تحدث اخيرا :-" رغد اسمعيني ..."
قاطعته بسرعه :- " لا اريد سماع كلامك المعتاد يا سيف ... اما ان تقل شيء مفيد او اصمت ..."
ظل يرمقها بنظرات مستهجنه تخفي ولعه بها وهو يشعر بحيرة شديد ،، انه يعشقها ،، يعترف بهذا لكن في داخله ،، هناك في الجزء النابض من جسده يتجسد عشقه لها ،، عشق لا يفطنه سوى قلبه ،، فهو سره الذي يخشى منه ،، يخشى ان يخرج امام الملأ فيفضحه ...
شعر بنفسه محاصر داخل قفص حديدي أوصدت هي ابوابه جيدا ،، ولأول مره يجد نفسه امام خيارين لا ثالث لهما ...
اما الاعتراف بحبه لها او الرجوع من حيثما جاء ...
صاح بها بانفعال وهو يشعر بان اعترافه هذا حبل طويل يقيده
"انا احبك ،، هل ارتحت ِ الان ..."
" لا تتحدث هكذا وكأنك مجبر على هذا الاعتراف ..."
ثم اردفت بصراخ حانق وهي تعقد حاجبيها بتوعد " هل انت مجبر حقا ...اجبنــــي ..."
اجابها بصوت حاد ونظرات مشتعله :-" سيف النصار لا احد يجبره على قول شيء لا يريده يا رغد ،،، وانت تعرفين هذا جيدا ..."
" وإذا قلت اني غير واثقه بك ،، ماذا ستفعل ...؟ كيف ستثبت لي صحة كلامك ..."
وضع أنامله على ذقنه وحرك رأسه دليل على التفكير ثم ما لبث ان التهم شفتيها بقبلة جامحه اخرستها فورا و لم تترك لها اي مجال للمراوغه او الرفض ...
****************************
بعد حوالي ساعة كانت رغد جالسه بجانب سيف في منزلها منتظره قدوم والدتها ،، ما زالت غير مصدقه لما يحدث معها ...
لقد اعترف لها سيف بانه يحبها ثم قبلها وسحبها من يدها لكي يقابل والدتها ويخطبها منها ...
كل شيء تم بسرعه كبيره كالعاده ،، وهذا اكثر ما يخيفها ...
استدارت ناحية سيف الجالس بجانبها على كنبه تتسع لشخصين فوجدت ملامحه هادئه ويبدو مرتاحا نوعا ما .......
فتح الباب لتدلف كريستين منه ،، توترت رغد كثيرا حالما رأتها و خافت من ان تتصرف مع سيف بطريقة خاطئة ،، و بالفعل فعلت كريستين ما خافت منه رغد ...
ما ان رأت كريستين سيف حتى صاحت مشيره اليه :- " ماذا يفعل هذا المتخلف هنا ...؟ "
ضغط سيف على انامل رغد بكفه ثم همس لها قائلا : - " اخرسيها حالا والا سأتصرف انا معها على طريقتي الخاصه ..."
نهضت رغد من مكانها بسرعه وقبضت على ذراع كريستين التي كانت ترمي سيف بنظرات محتقره وجرتها خلفها ... ما ان أصبحا داخل غرفة رغد حتى صرخت كريستين قائلة:- " ماذا يفعل هذا الحقير هنا ...."
" هش اصمتي ..." قالتها رغد وهي تضع إبهامها على فمها ثم اكملت قائلة :- " لقد جاء ليخطبني ..."
تطلعت كريستين لها بعدم استيعاب ،، كررت ما قالته رغد لعدة مرات بعدم تصديق لما سمعته ،، واخيرا صرخت بسعاده وضمت رغد بقوة ...
ابتعدت رغد عنها بعد لحظات وهي تهتف بمرح :- " مجنونه ..."
عقدت كريستين حاجبيها وهي تجول ببصرها حول رغد ثم ما لبثت ان قالت " ما هذا الذي ترتدينه .... اذهبي وغيري ملابسكِ فورا ..."
" كلا ، لن اغيرها ... و اذا لم يعجبه ليتفضل ويذهب ..."
" ايتها الغبيه ،، نحن كنا نتمنى مجيئه هاذ منذ وقت طويل ..."
قالتها كريستين وهي تركض خلف رغد التي خرجت من الغرفه ...
بعد حوالي عشر دقائق اخرى فتحت والدة رغد الباب وولجت الى الداخل ...
توقفت في مكانها بعدما رأت سيف الذي يجلس بجانب رغد وهي تنظر اليهم بتساؤل واضح ...
وثبت رغد من مكانها وتقدمت ناحية والدتها ثم وقفت بجانبها وهي تهتف بابتسامه قائلة :- " ماما أعرفك ،، هذا سيف ،، جاء لخطبتي ..."
نقلت لميس أبصارها بين رغد وسيف باستغراب شديد مما جعل سيف ينهض من مكانه ويتقدم ناحيتها بخطوات واثقه ثم مد يده ناحيتها وعرفها على نفسه بنبرة رجوليه قوية :- " سيف النصار ..."
" اهلا بك ،، تفضل ..." قالتها لميس وهي تشير الى احدى الكنبات بعدما ردت تحيتها فاستجاب سيف لها وجلس على المكان الذي اشارت اليه ثم بدأ يتحدث معها بكل أريحيه وثقة ...
**********************
بعد مرور ثلاثة ايام
تقدمت جميله الى المطبخ لتجد بتول جالسه تتحدث مع سعيد ويقهقهان سويا ...
صرخت بهما بعصبية قائلة :- " ما هذا الذي تفعلانه أنتما الأثنان ...؟ انهضا فورا وأكملا أعمالكما ،، السيد سيف وضيوفه سيصلون بعد قليل ..."
انتفض كلا من سعيد وبتول من مكانهما ثم أسرعا لإكمال أعمالهما بينما هزت جميلة رأسها بنفاذ صبر وخرجت من المطبخ متجهه الى الطابق العلوي ...
دلفت الى صالة الجلوس لتجد والدة سيف جالسه وبجانبها ليان وعلى الكرسي المقابل لهما يجلس معتز ...
" كل شيء جاهز لاستقبال الضيوف يا جميله ..؟ " سألتها كوثر لترد جميله بنبرة جادة قائلة :- " نعم ،، اطمئني سيدتي ،، كل شيء جاهز ..."
هزت كوثر رأسها ثم اردفت قائلة بنبرة ممتعضه :- " لنرى من هي تلك الفتاة التي اختارها ابني عروس له ..."
تطلع كلا من ليان ومعتز الى بعضهما بنظرات قلقه بينما استدارت كوثر ناحية ليان وسألتها :- " انت تعرفينها ،، اليس كذلك ...؟ "
" نعم ماما ،، التقيتها مرتين من قبل ،، انها فتاة لطيفه و ...."
" من هي عائلتها ...؟ ما اصلها ..؟ "
" لا أعلم ..." اجابتها ليان بجديه فذهبت كوثر ببصرها ناحية معتز الذي هز رأسه بعلامة نفس دلالة على جهله لأي معلومات عنها ...
" اين حفيدي ،، اريده حالا ..." قالتها كوثر بنبرة أمرة فجائت نورا على الفور وهي تحمل الصغير بيدها بعد ان صاحت عليها جميله ...
تقدمت ناحية كوثر وأعطتها الصغير فأخذته منها ،، استدارت نورا ناحية معتز فوجدته ينظر لها بلا مبالاة فتعجبت في داخلها كثيرا وشعرت بحزن غريب طغا عليها ...
" اجلسي يا نورا بجانبي انت والصغير ،، اريدهم ان يروا حفيدي بجانبي حينما يأتوا ..."
اطاعتها نورا على الفور وجلست بجانبها وهي تشعر بكأبه شديده سيطرت عليها ...
بعد لحظات تقدم سيف الى داخل صالة الجلوس وورائه كلا من رغد ولميس فنهض الجميع على الفور لاستقبالهما ...
نهضت والدة سيف من مكانها وتقدمت عدة خطوات لاستقبال ضيوفها الا انها تصنمت في مكانها وهي تتطلع الى والدة رغد بعدم تصديق ...
أغمضت عينيها وفتحتها وهي تردد بصوت منخفض :- " لميس العمري ،، زوجة عدنان العمري ... والدة قصي العمري ..."
جلست على الطاولة التي تم حجزها مسبقا من قبله ثم سألته بضيق :- " ها قد اتيت ،، اخبرني ، ماذا تريد ...؟ "
اجابها سيف بهدوء جم :- " اهدئي اولا ،، و دعينا نتحدث ..."
" بماذا سوف نتحدث ...؟ "
" بوضعنا الحالي ،، وما نحن عليه الان ..."
" عن اي وضع تتحدث ...؟ انظر اليَّ ،، لا يوجد شيء بيننا لنتحدث به ..." قالتها بنبرة عاليه بعض الشيء ثم ارتدت بجسدها الى الخلف عاقدة ذراعيها امام صدرها محركة شفتيها بحركة عابسه ...
نقر سيف بأطراف أصابعه على الطاوله عدة مرات ،، ثم اخذ نفسه وتحدث قائلا بنفس نبرته الهادئة :- " بلى ،، يوجد بيننا عرض زواج ..."
" اظن ان إجابتي وصلتك مسبقا ..."
ضرب بيده على الطاولة مما جذب الأنظار اليهم ثم صاح بها قائلا وقد بدأ صبره بالنفاذ : -" رغد ،، لا تستفزيني ..."
اخفض رأسه قليلا وقد بدأ صدره يعلو ويهبط من شدة انفعاله بينما ظلت هي تراقبه بنظرات متردده ...
هدأ تنفسه المضطرب قليلا فرفع رأسه بعدها وبث لها نظراته المتوعده مما جعلها تبتلع ريقها بتوتر ،، وضع يده داخل جيبه واخرج علبة السجائر خاصته ،، سحب سيجارة منها وأشعلها ثم بدأ يدخنها ...
زفر دخانها ثم تحدث قائلا وقد استعاد بعضا من هدوئه وسيطرته على نفسه : - " هل لي ان اعرف سبب رفضك لعرضي يا رغد ... ؟ على الأقل تحدثِ وقولي السبب ..."
اخذت نفسا عميقا وزفرته ببطء ،، خرجت الكلمات متردده واهيه من بين شفتيها وهي تقول :- " حسنا ،، انا من يريد ان يسأل في الاساس ...لماذا عرضت علي الزواج يا سيف ...؟"
ارتد بجسده الى الخلف قليلا ثم قال ببساطه " لأني اريدك ...."
أطبقت على شفتيها بقوة حتى تسيطر على ضحكاتها التي باتت على وشك ان تظهر له مما جعل صدغيها يهتزان من شدة الضغط ...
سيطرت اخيرا على ضحكتها ثم تحدثت بصوت متهكم امام نظراته المنزعجه " هكذا بكل سهوله ،، "
" ماذا اذا ...؟ هل هناك شيء اخر يجب ان أقوله ..."
ثم اكمل ببروده المعتاد :- " لا تلفي وتدوري في حديثك ،، قولي ما تريدين سماعه مني ..."
صرخت به بانفعال شديد :- " انا لا الف وأدور ،، انت الذي تتغابى ،، تتصرف وكأنك لا تفهم ما اعنيه ..."
" لا تقللي أدب ..." صاح بها بصوت جهوري اثار انتباه جميع الموجودين في المكان ،، نهضت من مكانها بعد ان حملت حقيبتها بيدها متجهه الى خارج المطعم بينما لحقها هو قابضا على ذراعها مانعا اياها من الذهاب ...
وكأن نفس المشهد يتكرر من جديد ،، في اللقاء الثاني الذي جمعهما ،، وفِي الحالتين كانت تهرب ،، في المره الاولى كانت تهرب من مغتصب وهذه المره تهرب من حبيب وبين الاثنين فرق كبير وندم واضح وذنب صعب الإغفال عنه ...
قبض على ذراعها بيديه وأدارها بالقوه اتجاهه ،، جال ببصره على أنحاء وجهها فشعر بقلبه ينبض بقوة ،، نبضات تحتل ذلك الجزء الصغير من جسده لاول مره ،، نبضات لا يستطيع إنكارها او الهرب منها ...
رمشت بعينيها عدة مرات بارتباك شديد من نظراته التي احاطتها من جميع الجوانب ...
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطء ،، تحدث اخيرا :-" رغد اسمعيني ..."
قاطعته بسرعه :- " لا اريد سماع كلامك المعتاد يا سيف ... اما ان تقل شيء مفيد او اصمت ..."
ظل يرمقها بنظرات مستهجنه تخفي ولعه بها وهو يشعر بحيرة شديد ،، انه يعشقها ،، يعترف بهذا لكن في داخله ،، هناك في الجزء النابض من جسده يتجسد عشقه لها ،، عشق لا يفطنه سوى قلبه ،، فهو سره الذي يخشى منه ،، يخشى ان يخرج امام الملأ فيفضحه ...
شعر بنفسه محاصر داخل قفص حديدي أوصدت هي ابوابه جيدا ،، ولأول مره يجد نفسه امام خيارين لا ثالث لهما ...
اما الاعتراف بحبه لها او الرجوع من حيثما جاء ...
صاح بها بانفعال وهو يشعر بان اعترافه هذا حبل طويل يقيده
"انا احبك ،، هل ارتحت ِ الان ..."
" لا تتحدث هكذا وكأنك مجبر على هذا الاعتراف ..."
ثم اردفت بصراخ حانق وهي تعقد حاجبيها بتوعد " هل انت مجبر حقا ...اجبنــــي ..."
اجابها بصوت حاد ونظرات مشتعله :-" سيف النصار لا احد يجبره على قول شيء لا يريده يا رغد ،،، وانت تعرفين هذا جيدا ..."
" وإذا قلت اني غير واثقه بك ،، ماذا ستفعل ...؟ كيف ستثبت لي صحة كلامك ..."
وضع أنامله على ذقنه وحرك رأسه دليل على التفكير ثم ما لبث ان التهم شفتيها بقبلة جامحه اخرستها فورا و لم تترك لها اي مجال للمراوغه او الرفض ...
****************************
بعد حوالي ساعة كانت رغد جالسه بجانب سيف في منزلها منتظره قدوم والدتها ،، ما زالت غير مصدقه لما يحدث معها ...
لقد اعترف لها سيف بانه يحبها ثم قبلها وسحبها من يدها لكي يقابل والدتها ويخطبها منها ...
كل شيء تم بسرعه كبيره كالعاده ،، وهذا اكثر ما يخيفها ...
استدارت ناحية سيف الجالس بجانبها على كنبه تتسع لشخصين فوجدت ملامحه هادئه ويبدو مرتاحا نوعا ما .......
فتح الباب لتدلف كريستين منه ،، توترت رغد كثيرا حالما رأتها و خافت من ان تتصرف مع سيف بطريقة خاطئة ،، و بالفعل فعلت كريستين ما خافت منه رغد ...
ما ان رأت كريستين سيف حتى صاحت مشيره اليه :- " ماذا يفعل هذا المتخلف هنا ...؟ "
ضغط سيف على انامل رغد بكفه ثم همس لها قائلا : - " اخرسيها حالا والا سأتصرف انا معها على طريقتي الخاصه ..."
نهضت رغد من مكانها بسرعه وقبضت على ذراع كريستين التي كانت ترمي سيف بنظرات محتقره وجرتها خلفها ... ما ان أصبحا داخل غرفة رغد حتى صرخت كريستين قائلة:- " ماذا يفعل هذا الحقير هنا ...."
" هش اصمتي ..." قالتها رغد وهي تضع إبهامها على فمها ثم اكملت قائلة :- " لقد جاء ليخطبني ..."
تطلعت كريستين لها بعدم استيعاب ،، كررت ما قالته رغد لعدة مرات بعدم تصديق لما سمعته ،، واخيرا صرخت بسعاده وضمت رغد بقوة ...
ابتعدت رغد عنها بعد لحظات وهي تهتف بمرح :- " مجنونه ..."
عقدت كريستين حاجبيها وهي تجول ببصرها حول رغد ثم ما لبثت ان قالت " ما هذا الذي ترتدينه .... اذهبي وغيري ملابسكِ فورا ..."
" كلا ، لن اغيرها ... و اذا لم يعجبه ليتفضل ويذهب ..."
" ايتها الغبيه ،، نحن كنا نتمنى مجيئه هاذ منذ وقت طويل ..."
قالتها كريستين وهي تركض خلف رغد التي خرجت من الغرفه ...
بعد حوالي عشر دقائق اخرى فتحت والدة رغد الباب وولجت الى الداخل ...
توقفت في مكانها بعدما رأت سيف الذي يجلس بجانب رغد وهي تنظر اليهم بتساؤل واضح ...
وثبت رغد من مكانها وتقدمت ناحية والدتها ثم وقفت بجانبها وهي تهتف بابتسامه قائلة :- " ماما أعرفك ،، هذا سيف ،، جاء لخطبتي ..."
نقلت لميس أبصارها بين رغد وسيف باستغراب شديد مما جعل سيف ينهض من مكانه ويتقدم ناحيتها بخطوات واثقه ثم مد يده ناحيتها وعرفها على نفسه بنبرة رجوليه قوية :- " سيف النصار ..."
" اهلا بك ،، تفضل ..." قالتها لميس وهي تشير الى احدى الكنبات بعدما ردت تحيتها فاستجاب سيف لها وجلس على المكان الذي اشارت اليه ثم بدأ يتحدث معها بكل أريحيه وثقة ...
**********************
بعد مرور ثلاثة ايام
تقدمت جميله الى المطبخ لتجد بتول جالسه تتحدث مع سعيد ويقهقهان سويا ...
صرخت بهما بعصبية قائلة :- " ما هذا الذي تفعلانه أنتما الأثنان ...؟ انهضا فورا وأكملا أعمالكما ،، السيد سيف وضيوفه سيصلون بعد قليل ..."
انتفض كلا من سعيد وبتول من مكانهما ثم أسرعا لإكمال أعمالهما بينما هزت جميلة رأسها بنفاذ صبر وخرجت من المطبخ متجهه الى الطابق العلوي ...
دلفت الى صالة الجلوس لتجد والدة سيف جالسه وبجانبها ليان وعلى الكرسي المقابل لهما يجلس معتز ...
" كل شيء جاهز لاستقبال الضيوف يا جميله ..؟ " سألتها كوثر لترد جميله بنبرة جادة قائلة :- " نعم ،، اطمئني سيدتي ،، كل شيء جاهز ..."
هزت كوثر رأسها ثم اردفت قائلة بنبرة ممتعضه :- " لنرى من هي تلك الفتاة التي اختارها ابني عروس له ..."
تطلع كلا من ليان ومعتز الى بعضهما بنظرات قلقه بينما استدارت كوثر ناحية ليان وسألتها :- " انت تعرفينها ،، اليس كذلك ...؟ "
" نعم ماما ،، التقيتها مرتين من قبل ،، انها فتاة لطيفه و ...."
" من هي عائلتها ...؟ ما اصلها ..؟ "
" لا أعلم ..." اجابتها ليان بجديه فذهبت كوثر ببصرها ناحية معتز الذي هز رأسه بعلامة نفس دلالة على جهله لأي معلومات عنها ...
" اين حفيدي ،، اريده حالا ..." قالتها كوثر بنبرة أمرة فجائت نورا على الفور وهي تحمل الصغير بيدها بعد ان صاحت عليها جميله ...
تقدمت ناحية كوثر وأعطتها الصغير فأخذته منها ،، استدارت نورا ناحية معتز فوجدته ينظر لها بلا مبالاة فتعجبت في داخلها كثيرا وشعرت بحزن غريب طغا عليها ...
" اجلسي يا نورا بجانبي انت والصغير ،، اريدهم ان يروا حفيدي بجانبي حينما يأتوا ..."
اطاعتها نورا على الفور وجلست بجانبها وهي تشعر بكأبه شديده سيطرت عليها ...
بعد لحظات تقدم سيف الى داخل صالة الجلوس وورائه كلا من رغد ولميس فنهض الجميع على الفور لاستقبالهما ...
نهضت والدة سيف من مكانها وتقدمت عدة خطوات لاستقبال ضيوفها الا انها تصنمت في مكانها وهي تتطلع الى والدة رغد بعدم تصديق ...
أغمضت عينيها وفتحتها وهي تردد بصوت منخفض :- " لميس العمري ،، زوجة عدنان العمري ... والدة قصي العمري ..."