رواية الشيطان حينما يعشق الفصل التاسع عشر


 
(الفصل التاسع عشر)

في قصر النصار
ولجت نورا الى داخل صالة الجلوس وهي تحمل سيف الصغير في أحضانها ثم وضعته على ارضية الصاله المغطاة بسجادة أنيقة للغايه ووضعت بجانبه بضعة مكعبات ملونه جلبتها معها ليتسلى الصغير بها ... جلست نورا بجانبه وبدأت تلعب معه ليدخل سيف بعد لحظات والذي ألقى التحيه عليها ثم حمل الصغير ومنحه عدة قبلات على وجنتيه ثم عاد ووضعه بجانب نورا وجلس على الاريكه يراقبه وهو يلعب باهتمام ...
بعد لحظات اخرى وجدت نورا معتز يدخل هذه المره مما جعل جسدها يرتجف بالكامل لسبب لم تفهمه ... اقترب معتز اتجاهها ثم دَنا ناحية الصغير وقبله على وجنتيه وابتعد عنه دون ان يعيرها أية اهتمام وحاولت نورا هي الاخرى ان تظهر لا مبالاتها اتجاهه ... جلس معتز بجانب سيف وبدئا يتحدثان سويا لتقتحم بعدها ليان الصاله وهي تهتف بصوت عالي " عيد ميلادي بعد أسبوع ... عيد ميلادي بعد أسبوع ..."
" وما المطلوب يا ليان ؟..." سألها سيف بنفاذ صبر لتجيبه ليان بجديه " اريد حفلة ضخمة كالعاده ... حفلة يتحاكى به البلد باكمله ..."
زفر سيف نفسا ثم تحدث قائلا " حسنا كما تريدين ... بالرغم من انه لا يوجد داعي لكل هذا ... لكنني اعلم جيدا انني لن أتخلص منك دون ان افعل لك ما تريدين "
اتسعت ابتسامة ليان لتظهر اسنانها البيضاء الناصعه وهي تقول " سوف ابدأ في التجهيز الحفله منذ صباح الغد ... اريد أموال كافيه لهذا ..."
" غدا سوف تجدين شيك بالمبلغ المطلوب في غرفتك ..." قالها سيف وهو ينهض من مكانه خارجا من الصاله وليان تتبعه تاركين كلا من معتز ونورا لوحدهما ...
ترددت نورا قليلا وهي ترسل نظراتها الحذره ناحية معتز وهي تريد في داخلها ان تبرر تصرفها الاخير له او بمعنى اخر تعتذر منه كونها تجاوزت حدودها معه بالرغم من انه فعل كل هذا لانقاذها ... حاولت ان تتكلم الا انها لم تستطع ولم يعطها معتز الفرصه لهذا فهو قد نهض فجأة من مكانه وترك الغرفه باكملها !!!
******************************
دلفت رغد الى داخل جناحها يتبعها كلا من كريستين وفادي ثم استدارت لهما وهي تقول بتساؤل موجهه حديثها الى كريستين على وجه التحديد " والآن اخبريني ما قصة هذا الشاب ولماذا جلبتيه معك ؟... قلتي دعينا نتحدث عندما نصل الى الفندق ونستقر فيه وها نحن وصلنا ... هيا تحدثي ..."
" لنستريح قليلا يا رغد ..." قالتها كريستين وهي تجلس على الاريكه الموجوده في صالة الجلوس الصغيره التابعه للجناح بينما جلس فادي هو الاخر بجانبها ... تحدثت رغد مره اخرى بنفاذ صبر وهي واقفه امامهما تضع يديها حول خصرها " تحدثي فورا يا كريستين ...."
"اووف يا رغد ... حسنا سأتحدث ... الم تتصلي بي وانتِ غارقه في البكاء وتقولين ان ذلك الحقير دمرك ..."
قاطعتها رغد بصياح وهي تنظر الى فادي الذي كان جالسا يتابع الحديث بلا مبالاة " مالذي تقولينه انت ..."
" لا تقلقي انه يعرف بكل شيء ..." قالتها كريستين ببساطه جعلت رغد تستشاط غضبا منها فصرخت بها قائله " ماذا يعني يعرف بكل شيء ... من يكون هذا البني ادم ليعلم بجميع ما حدث معي ..."
" اهدئي يا رغد ودعيني اشرح لك كل شيء ..."
تطلعت رغد اليها بشك بينما اكملت كريستين " اجلسي بجانبي وسوف اخبرك بكل شيء ... فقط اهدئي واجلسي ..."
زفرت رغد نفسا ثم جلست على الكرسي المقابل لها بينما تحدثت كريستين بجديه هذه المره " الم تطلبي مني ألمساعده يا عزيزتي ؟..."
" نعم ولكن ما علاقة هذا بمساعدتك يا عزيزتي ..." قالتها رغد بسخريه مقلده طريقتها بالحديث بينما لم تبالِ كريستين لسخريتها تلك بل تحدثت بعد ان وضعت خصلة من شعرها خلف إذنهها قائله " لم اعهدك غبيه يا رغد ... فادي هو من سوف يساعدنا ..."
انتفضت رغد من مكانها بعصبيه ثم هتفت بعدم تصديق وهي تشير بسبابتها ناحية فادي " هاذ ... هاذ من سوف يساعدنا ... "
" هاذ !" رددها فادي وهو يشير لنفسه ثم ما لبث ان أردف قائلا " ما به هاذ يا انسه ... كأنني اشعر بقليل من السخريه في حديثك ... اذا لم أعجبك يا حلوتي فيمكنني الذهاب ... اذا أنتم دفعتم لي بضعة أموال فهذا لا يعني انكم سوف تسخرون مني ..."
" أموال !!! دفعتي أموال ايضا ..." صرخت رغد بدهشه بينما اجابتها كريستين بضجر " لا تصرخي يا رغد ... بالتأكيد لن يأتي هكذا بدون مقابل ..."
" وكم دفعتي له ؟..."
" ليس من شأنك ... المهم انني دفعت له ما يريده ..."
تحدث فادي هذه المره قائلا " لعلمك لقد خصمت لكم عشرة بالمئه من المبلغ الأصلي بعد ان علمت بسوء وضعكم المادي وانا بالعاده لا اقوم بتخفيضات نهائيا لأيا كان ..."
"انت اخرس ولا تتحدث نهائيا ..." قالتها رغد وهي تكز على اسنانها بعصبيه بينما تحدث فادي بنفاذ صبر " كريستين جدي حلا مع رفيقتك هذه ذات اللسان الطويل والا اقسم لك انني لن اسكت هذه المره ..."
" ماذا ستفعل هيا اخبرني ..." قالتها رغد بتحدي بينما وقف فادي هو الاخر متحديا لها " من الممكن ان افعل اشياء لا يستوعبها عقلك الصغير هذا ..."
حاولت رغد ان تتكلم الا ان كريستين قبضت على يدها وجرتها داخل غرفة النوم ثم تحدثت قائلة " ماذا جرى لك ... هل جننتي ... افهمي قليلا ما احاول ان افعله قبل ان تثوري علي وعلى هذا الشاب الذي جاء هناك لمساعدتك ..."
عصرت رغد يديها بقوة ثم جلست على حافة السرير وأخذت نفسا عميقا عدة مرات ثم قالت " أسمعك ..."
" بعدما اتصلت بك واخبرتني بما حدث بينك وبين ذلك الحقير كدت اجن ... اقسم لك انني رغبت في ان امسكه بين يدي وأقطعه بأسناني ... لكنني حاولت ان اهدئ نفسي وأفكر بجديه في الحل المناسب للتعامل معه ... خصوصا انه ما زال يتحكم بك ويظن نفسه وصيا عليك ... فادي اعرفه منذ وقت طويل ... اتصلت به وطلبت منه ان يقابلني ... أخبرته ان يأتي معي الى هنا ويمثل دور عاشق لك حتى يفهم ذلك الحقير بأنك مرغوبه وان هناك العديد من الرجال يريدونك ..."
" وماذا سأستفيد انا من كل هذا ؟..."
" سوف يتضايق بالتأكيد عندما يراك انت وفادي سويا ويغار ايضا "
" وإذا حدث العكس ولم يهتم من الاساس ..."
" مستحيل ... بالتأكيد سوف يغار ..."
" تتحدثين وكأنه يحبني ..." قالتها رغد بتهكم بينما جلست كريستين بجانبها وهي تقول بإصرار " حتى لو لم يكن يحبك لكنه لن يتقبل حقيقة انك ستكونين مع رجل غيره ... هكذا هم الرجال ... يتضايقون كثيرا عندما يجدوا امرأة كانت تخصهم مع رجل اخر غيرهم ... صدقيني هذا طبع موجود لدى كل الرجال ... هذاك الحقير حتى لو لم يكن يحبك لكنه سوف ينزعج حينما يرى انك تناسيتيه وبدأتي من جديد مع اخر غيره ..."
" لا اعلم ماذا اقول ... حقا لا اعلم ..."
" قولي انك موافقه ... قوليها واعتمدي علي ..."
تطلعت رغد اليها بتردد بينما هزت كريستين رأسها بابتسامه مشجعه مما جعل رغد توافق فالأخير " حسنا موافقه ..."
صفقت كريستين بيدها بحماس ثم قالت " هيا لنذهب الى الخارج حتى تتعرفي على فادي وتقولي رأيك في ذوق صديقتك ..."
خرجت كلا من رغد وكريستين الى الخارج بينما وقفت رغد تتأمل فادي مليا ... كان فادي شاب طويل القامه عريض المنكبين ذو ملامح غربيه بحته فهو أشقر الشعر بعيون زرقاء وقد كان وسيم للغايه ...
تحدثت رغد اخيرا قائله " حسنا ... لا بأس به ... في الحقيقة ذوقك رائع ..."
**********************************
في صباح اليوم التالي
"لا اعلم لما انتي مصره على ذهابي هناك ..."
قالتها رغد بضجر بينما وهي تقف امام المرأة تعدل من ملابسها بينما وقفت كريستين خلفها وهي تهتف بها قائله " ماذا تنتظرين حتى تعودي الى عملك مثلا ؟... الم نقل ان اليوم هو بداية التغيير ... يجب ان تذهبي الى عملك برأس مرفوعه وتثبتي انك غير مهتمه بتاتا له وأنك تجاوزتي محنتك السابقه ..."
ثم أردفت قائله " كما انني لم اجهز التصميم الذي طلبتيه مني ولم اأتي من فرنسا الى هنا وفادي معي حتى تقولي بأنك تركت العمل ولن تعودي اليه ..."
" هل تعايريني بما تفعلينه ..."
" كلا ... ولكن طالما اردت مساعدتي اذا اسمعي كلامي ونفذيه بالحرف الواحد ..."
هزت رغد رأسها بحركة اليه مطيعة كلامها ثم نظرت الى ذلك الفستان الزهري القصير الذي انساب على جسدها بكل نعومه بعدم اقتناع " هل ما زلتي مصره على هذا الفستان .... لأرتدي بنطال جينز ارجوك ... انا غير معتاده على ارتداء الفساتين في العمل ..."
" سوف تعتادين مع مرور ألوقت ..." قالتها كريستين بحزم ثم أمرتها ان ترتدي حذاء ذو كعب عالي وقد انصاعت رغد في الاخير الى أوامر كريستين بالرغم من تأففها طوال الوقت ...

بعد حوالي نصف ساعة دلفت رغد الى مقر الشركة وقد استطاعت ان تجذب الأنظار نحوها بطلتها الانثويه الراقيه والتي بدت فيها خلابة ومغريه للغايه ... ولجت الى داخل غرفة مكتبها ثم جلست على مكتبها وطلبت كوب من القهوه ... ظلت حائرة بما يجب ان تفعله في الوقت الحالي الا انها لم تجد شيئا مهما تفعله فاخذت تقلب في بضعة تصاميم كانت قد أعدتها سابقا وحاولت ان تشغل نفسها بإضافة بعض التعديلات عليها ...
كانت رغد مندمجه وهي تعمل على تلك التصاميم غير واعية لما يدور حولها حتى شعرت فجأة بيد قوية تربت على كتفها ... انتفضت من مكانها فورا لتجد سيف واقف امامها ينظر إليها بنظرات هادئه الا انها اثارتها بشده ... شعرت بمدى شوقها له عندما رأته بالرغم من عدم إظهارها لهذا امامه ... ضغطت على حافة المكتب بيديها الاثنتين بقوة وهي تتطلع اليه بنظرات جامده تناقض هول المشاعر العاصفه التي اقتحمتها كليا ...
تحدث سيف أخيرا بنبرة رزينه " لقد تفاجئت حينما اخبرتني السكرتيره بمجيئك ..."
" هل كنت تفضل عدم مجيئي الى هنا مره اخرى ..." سألته بنبرة هازئه لم تؤثر به بتاتا فأجابها بنفس نبرته السابقه " كلا تفاجئت فقط ..."
جلست رغد على كرسيها ووضعت قدما فوق الاخرى ثم حدثته قائله " لم اجد فائده لجلوسي في المنزل دون ان افعل اي شيء ... لذا قررت ان اعود الى عملي ... فكرت جديا ووجدت انه لا يوجد احد يستحق ان انهار وأترك كل شيء من اجله ... عملي هو ما تبقى لي ويجب ان احافظ عليه فهو اهم من اي شيء في الوقت الحالي ..."
" برافو ... كلام جميل ..." قالها سيف بسخريه واضحه محاولا ان يغطي على موجة الغضب التي اعترته جراء حديثها معه بينما استطردت رغد في حديثها قائله بلا مبالاة لسخريته " لقد جهزت التصميم الذي طلبته ... اتمنى ان تحدد موعدا للاجتماع وتقرر من منا سوف تستلم هذا المشروع ... لقد مللت الانتظار ..."
" حاضر انسه رغد ... سوف احدد موعدا للاجتماع في اقرب وقت ... هل تأمرين بشيء اخر ..."
" كلا ... لا يوجد شيء اخر اريده في الوقت الحالي ..." اجابته بهدوء اغاظه بشده ثم خرج بعدها من الغرفه تاركا رغد تتبعه بابتسامه احتلت اغلب تقاسيم وجهها ...

بعد حوالي ساعتين خرج سيف من مكتبه متجها الى خارج الشركة الا انه تسمر في مكانه عندما وجد رغد واقفه مع احد موظفي الشركة تضحك بصوت عالي ويبدو انها مستمتعه للغايه في حديثها معه ... ظل واقفا في مكانه يراقبهم من بعيد بعينين مشتعلتين من شدة الغضب كان يود لو يحطم رأسهما سويا بيديه الا انه تماسك ولم يقم باي فعل متهور حتى لا يفضح نفسه امام موظفي شركته ... اقترب منه معتز ثم وقف بجانبه وهو يهتف قائله بسخريه " يا الهي ما هذا الذي اراه !!!"
ثم ما لبث ان تحدث بنبرة متهكمه " يبدو انها استعادت صحتها جيدا ..."
رمقه سيف بنظرات حارقه ثم ابتعد عنه خارجا من الشركة باكملها وشياطين غضبه تلاحقه ...

ابتسمت رغد بخبث بعدما رأت الغضب الواضح على محياه وان حاول قدر المستطاع إخفاءه ثم عادت بعدها الى مكتبها لتتفاجئ بجنا جالسه على كرسيها الخاص بها ...
" انت ! ماذا تفعلين هنا ؟"
قالتها رغد بعصبيه مفرطه بينما نهضت جنا من مكانها وتقدمت منها وعلى وجهها تشدقّت ابتسامه متهكمه ثم تحدثت قائله " سوف اذهب حالا ... لقد جئت فقط لأخبرك بما حدث حتى تباركي لي ..."
" ماذا تقصدين ؟..." سألتها رغد بعدم فهم فاجابتها جنا قائله وهي تشير الى إصبعها المزين بخاتم خطبتها الماسي " لقد خطبتي سيف وسوف نتزوج قريبا ..."
شعرت رغد بالجمود يسيطر على اطرافها بالكامل وغصه قوية احتلت جوفها ... ضغطت على كف يدها بأظافرها حتى كادت تمزقه من قوة الضغط ... تحدثت اخيرا وهي بالكاد تضغط على نفسها كي لا تنهار " مبروك ... مبروك لكما ..."
*********************************
كانت يارا تتحرك ذهابا وإيابا داخل الغرفة الخاصه بها ... لقد امر قصي رجاله بحبسها داخل هذه الغرفه وعدم السماح لها بالخروج منها بتاتا ... لم تره منذ تلك الحادثه نهائيا بالرغم من انها توقعت مجيئه في اية لحظه وفِي الحقيقة لم تكن خائفه من مجيئه نهائيا ولم تندم على ما فعلته ابدا ...
سمعت صوت الباب يفتح ويغلق لتجد سعاد كالعاده تتقدم منها وهي تحمل صينية الطعام بيدها ...
وضعت الصينيه على الطاوله الموضوعه بجانب السرير ثم قالت " هيا حبيبتي ... تفضلي وكلي طَعَامِك ..."
" لا اريد ..."
" حبييتي ما تفعلينه لن يفيدك بشيء ..."
" اريد ان اخرج من هنا ... لقد مللت من حبسي داخل هذه الجدران الاربعه ..." قالتها يارا بملل فحدثتها سعاد قائله " انتظري السيد قصي عندما يأتي عسى ولعل ان يهدأ من ناحيتك ويخرجه من هنا ..."
" ومتى سوف يأتي حضرته .."
" هذه الفتره مشغول بموضوع زواجه ... لا اظن انه يملك الوقت ليأتي ..."
" زواجه .. عن اي زواج تتحدثين ؟..." سألتها يارا باهتمام حقيقي فاجابتها سعاد بعفويه " السيد قصي على أبواب ان يرتبط بإحدى الفتيات ... اخبرتني السيدة مونيا زوجة عمه بهذا ..."
" حقا انه شيء جيد ..." قالتها يارا بخبث فتحدثت سعاد بحنان قائله " كلي طَعَامِك ارجوك ..."
" حاضر سوف أكله ..."
" سوف اتركك الان لتتناوليه ... اريد ان اعود واجد الصحون فارغه ..."
" حاضر .." قالتها يارا بابتسامه متصنعه ثم ما لبثت ان تغيرت ملامحها الى النفور بعد خروج سعاد لتنهض من مكانها وتهتف بحقد شديد " هكذا اذا ... الباشا سوف يتزوج بعدما دمرني واغتصبني بكل حقاره ... لكن لا ليست يارا من تسكت على حقها ..."
ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامه شيطانيه خبيثه وهي تحدث نفسها قائله " لقد حان وقت الانتقام الحقيقي يا سيد قصي ... سوف ترى من هي يارا وماذا بامكانها ان تفعل ..."
*************************************

" حسنا اهدئي حبيبتي ... اهدئي ارجوك ..."
هتفت كريستين بهذه الكلمات وهي تحتضن رغد التي كانت تبكي بقوة بين أحضانها ... ربتت على كتفها بيديها وهي تحاول تهدئتها قدر المستطاع الا ان رغد لم تتأثر باي من محاولاتها بل كانت تزداد شهقاتها علوا كلما تتذكر ما قالته جنا لها ... لقد شعرت بمدى غبائها فطوال الفترة السابقه كانت تفكر برولا و تغار منها بينما كانت هناك اخرى تخطط لتنال كل شيء وبقوة ... لقد اخذت جنا ما ارادته بقوه و ما فشلت بالحصول عليه ... تذكرت بمراره كيف طلبت منه ان يتزوجها الا انه رفض والآن هو سيتزوج اخرى غيرها !!! انتفضت بقوة وازداد بكاءها اضعافها عندما وصلت بأفكارها الى هذه النقطه مما جعل كريستين تصرخ قائله " فادي تصرف ... الفتاة سوف تموت من شدة البكاء ..."
" وماذا بيدي انا ... انا لا افهم لما هي منهاره هكذا ... كل هذا من اجل رجل ... عزيزتي رغد اذا سيف خانك فانا موجود ... لا تهتمي كثيرا سوف أعوضك عنه بالتأكيد ..."
" اخرس ..." صرخت به رغد بعصبيه وهي تمسح دموعها مما جعل فادي يهتف ساخرا " انظري لقد عادت الى طبيعتها المعهودة ... ذات اللسان الطويل ..."
" حبيبتي رغد ... انت بخير اليس كذلك ؟" سألتها كريستين باهتمام حقيقي بينما هزت رغد رأسها قائله بصوت مبحوح " نعم ... اصبحت أفضل الان ..."
ضمتها كريستين بقوة وهي تقول " سوف اخذ حقك منه ... اعدك بهذا ..."
تحدث فادي بملل قائلا " انا جائع للغايه ... اعدا الطعام لي ..."
زفرت كريستين وهي تقول " سوف اتصل بأحد المطاعم القريبه واطلب الطعام لنا نحن الثلاثه ..."

بعد حوالي ساعة كان الثلاثه يجلسون على الطاوله يتناولون طعامهم بشهيه مفتوحه حتى رغد تناست موضوع سيف في الوقت الحالي ووضعت تركيزها مع الاثنين الجالسين بجانبها وحاولت ان تستمع بأحاديثهما الفكاهية ...
رن هاتفها فحملته من مكانه ونظرت الى اسم المتصل لتتفاجئ بسيف يتصل به ... ارتجف جسدها بالكامل ولم تعرف كيف تتصرف فسألتها كريستين اذا ما كان هو المتصل فاومأت برأسها مؤكده شكوكها فطلبت منها ان تجيبه وبالفعل اجابته ...
" مرحبا ..." قالتها رغد بارتباك ليصدح صوت سيف قائلا " انا اقف امام جناحك ... افتحي الباب لي ..."
ثم أغلق الهاتف دون ان يستمع لردها ....
" انه امام جناحي .." قالتها رغد برعب شديد الا ان كريستين حدثتها قائله " وما المشكله في هذا ... اذهبي وافرحي الباب له ..."
" حسنا ..." نهضت رغد من مكانها ثم اتجهت ناحية باب الجناح وفتحتها بتوتر شديد لتجد سيف واقفا امام ثم دلف الى الداخل فورا بعدها واغلق الباب خلفه ...
" خير سيد سيف ... ماذا تريد ... ولماذا جئت في وقت متأخر كهذا ؟..."
" ما معنى هذا ... لما كل هذا الرسميات في تعاملك معي ؟..."
" من الان فصاعدا سوف يكون تعاملنا سويا هكذا ..."
شتم بصمت وقد شعر بصبره بدأ ينفذ امام تلك العنيده الواقفه امامه ... هم بالرد عليها الا انه تفاجئ بشاب يخرج امامه مقتربا منهما ... " حبييتي رغد من هناك ؟..."
قالها فادي وهو يتقدم ناحية رغد قابضا على خصرها بين يديه مقربا اياها منه مما جعل رغد تتوتر اكثر بسبب حركته تلك بينما ظل سيف يتابعهم بنظرات مدهوشه غير مستوعبه بعد لما تراه امامها ...
تحدثت رغد اخيرا بصوت بالكاد يسمع " انه السيد سيف الدين النصار ... مديري في العمل ..."
" اهلًا سيد سيف ... انا فادي صديق رغد المقرب ..."
قالها فادي بترحيب وابتسامه هادئه وقد استطاع ان يمثل دوره بحرفيه شديده بينما سألها سيف قائله " لم اكن اعرف ان لديك أصدقاء هنا ..."
" كلا ليس هنا ... انه صديقي في فرنسا ... جاء هو وكريستين لزيارتي ..."
" اخبرتني كريستين انها متعبه للغايه ... لم استطع تحمل ما سمعته ... اخذت اول طائره وجئت للاطمئنان عليها ..." ثم أردف بخبث " انت لا تعلم كم هي عزيزة علي وغاليه على قلبي ..."
" واضح ... واضح جدا ..."
" تفضل ... لما انت واقف هنا ..." قالها فادي بجديه فتحدث سيف قائلا " كلا يجب ان اذهب الان ... لقد جئت لأطمئن على رغد انا ايضا ... لكن يبدو انها بخير .."
هم سيف بعدها بالمغادرة الا ان صوت رغد القوي أوقفه في مكانه " مبروك سيد سيف ... لقد سمعت انك خطبت الانسه جنا ..."
استدار سيف ناحيتها ليجدها تنظر اليه بسخريه واضحه وعلى شفتيها ابتسامه خافته ... شكرها بهدوء ثم خرج فورا من جناحها والعديد من الأفكار تعصف بداخله
******************************
ولجت جنا الى داخل جناحها ثم اغلقت الباب خلفها ... خلعت معطفها الشتوي لتتفاجئ بشخص ما تعرفه جيدا ينتظرها ...
تقدمت منه وضمته بقوه وهي تقول " متى اتيت ؟"
بادلها ضمتها ثم ابتعد عنها وهو يقول " صباح اليوم ... اخبريني كيف الأخبار لديك ..."
" رائعه للغايه ... كل شيء يتم كما خططنا ..."
ثم أردفت قائله باستياء " ما عدا شيء واحد يضايقني للغايه ويعكر مزاجي ..."
" ماذا هناك ... تحدثي ..."
" فتاة كانت على علاقه معه ... وجودها يضايقني للغايه ... اشعر بانه مهتم بها نوعا ما ..."
عقد الرجل حاجبيه بتعجب وهو يقول " من تكون هذه الفتاة ؟..."
" اسمها رغد ... تعمل مهندسه في الشركة ..."
" وهل تريدين ان تتخلصي منها ..."
" ما هذا السؤال ... بالتأكيد ... هل تستطيع ان تفعلها ؟"
" سؤال كهذا عيب في حقي ... يوم واحد فقط وسوف تسمعين خبر وفاتها في الجرائد ..."
**********************************
في صباح اليوم التالي
خرجت رغد من جناحها متجهه ناحية الشركة ... هبطت الى الخارج ثم تقدمت ناحية سيارتها التي استأجرتها منذ فتره قصيره ... كانت تهم بفتح السياره حتى تفاجئت بيده قويه تكمم فمها بقطعه قماش جعلها تخر فاقده للوعي بينما حملها الرجل وركض بها متجها ناحية سيارته

تعليقات



×