رواية الشيطان حينما يعشق الفصل الثامن عشر


 (الفصل الثامن عشر)

أوقف سيف سيارته امام احد محلات المجوهرات الراقيه ثم التفت الى جنا وهو يقول بجديه " هيا انزلي لتختاري الخاتم المناسب لك ... هذا المحل ارقى محل في البلد ... سوف تعجبك أشياءه بالتأكيد ..."
ابتسمت جنا بإغراء وهي تقول " سوف يعجبني طالما انت من اخترته ... انا متأكده من هذا ..."
بادلها سيف ابتسامتها وهو يقول " هيا اذا لننزل من السياره ..."
هبط كلا من سيف وجنا من السياره ثم تقدما ناحية المحل ودلفا الى الداخل حيث استقبلهما صاحب المحل بترحاب شديد للغايه ثم عرض عليهما مجموعة من الخواتم الماسيه الرائعه بعد ان طلب سيف منه ذلك ...
لمعت عينا جنا بإعجاب وهي تتطلع الى الخواتم الماسيه المرصوصه امامها ... كانت الخواتم رائعه ذات تصميم خرافي لا يرتديه سوى ارقى النساء واغناهن ...
" اي منهم أعجبك ؟..." سألها سيف بترقب بينما اجابته وهي تشير الى خاتم ماسي رائع التصميم " هذا ... اعجبني للغايه ..."
خلعه سيف من العلبة المخمليه المثبت بها ثم ما لبث ان وضعه في إصبعها وهو يهتف بإعجاب حقيقي " ذوقك رائع للغايه ..."
ابتسمت جنا بحبور وهي تقول " سوف أخذه ... انه جميل جدا ..."
اشترى سيف الخاتم لجنا ثم خرج كلا منهما من المحل فهتفت جنا به قائله " متى سوف نعلن خطبتنا رسميا ..."
اجابها سيف بهدوء " انتظري قليلا ... لدي بضعة اعمال انتهي منها اولا ... كما انني يجب ان اخبر والدتي بالموضوع ..."
ابتسمت جنا باصفرار وهي تقول " كما تريد ... لكن اتمنى الا يتأخر الموضوع كثيرا ..."
اجابها سيف بجديه " لن يتأخر ابدا ... اطمئني ..."
هزت جنا رأسها بتفهم ثم تقدم كلا منهما ناحية السياره وذهبا الى الشركة
****************************
كانت جالسه على سريرها تحتضن جسدها بيديها عينيها الخضراوتين مسلطتين على الفراغ الذي امامها ... كانت ملامحها جامده لا توحي باي شيء مما يعتمل داخلها شارده في خيالها الذي تأتيه الأفكار من كل صوب ... أفكار كثيره وهموم كبيره تفوق طاقة تحملها بكثير ... تشعر بانها ضائعه بلا روح ولا حياة ... أغمضت عينيها وهي تتنهد بصمت وسؤال واحد يتردد في داخلها " الى متى ستبقى هكذا ؟..."
لقد كتبت لها حياة جديده بعد ان قررت ان تنهي حياتها بيدها ... هي لم تفعل هذا ضعفا منها فهي لم تكن يوما ضعيفه الى هذا الحد لكن خجلها من وضعها المخزي الذي باتت عليه وما قاله سيف لها وحقيقة انها باتت اسيرة لديه جعلها تتخذ قرار كهذا ... لقد ظنت في بادئ الامر ان حبها له كافي لكنها اخطأت كثيرا في اعتقادها هذا فسيف كل ما اراده منها هو ان يمتلكها مثل اي لعبة أعجبته واشتراها وهي للاسف انساقت وراء مشاعرها بكل غباء وسلمت نفسها له وباتت تحت طوعه يحركها كما يشاء وعندما ارادت التحرر كان الوقت قد فات ولم يعد هناك مجال للخلاص ...
عاد نفس السؤال يتردد في ذهنها مره ... مرتان ... ثلاث ... هل سوف تبقى على هذا الوضع المزري ؟... يائسه محطمه الى هذه الدرجه ...
لا والف لا ... هي لن تبقى على هذه الحال ابدا ... لقد ان الاوان لتعيد ترميم نفسها من جديد ... لان تتحرر من هذا العشق الذي استنزفها كليا ... سوف تعود كما كانت بتمردها وقوتها ... لن تصمت ولن تقف مكتوفة الايدي امامه بعد الان ... سوف تقف بوجهه منذ الان فصاعدا ... لن تسمح له ان يتحكم بها ... من الان فصاعدا سوف يرى رغد اخرى غير تلك التي عرفها لفتره طويله ... رغد الخاضعة العاشقه انتهت وحلت محلها اخرى لا تشبها للبته .. اخرى ماتت روحها وغدرت امالها على يده هو ... سوف تنهض بنفسها من جديد وتجعله يندم اشد ندما ... سوف يبحث عنها ولن يجدها ... سوف يشتهيها ويرغب بها ولن ينالها ... سوف يتعذب كما تعذبت هي وأكثر ... لقد أقسمت بهذا وسوف تحققه ...
قفزت من سريرها فجأة وقد التمعت عينيها بعزيمه ومكر ... مكر امرأة جرحت من اقرب الأشخاص على قلبها ... شعرت بان الروح قد دبت في اوصالها من جديد ... ذهبت باتجاه خزانه الملابس ثم اخرجت منها بنطال وبلوزة شتويه ثم ارتدتهما بسرعه ... لملمت أغراضها الخاصه بها ووضعتها في حقيبتها ثم خرجت مسرعه من الغرفه متجهه خارج المزرعه ...
اوقفها احد الحراس وهو يسألها بهدوء " الى اين سيدتي ؟..."
" الى الخارج ..." اجابته رغد ببساطه بينما أردف هو قائلا بنفس الهدوء " ممنوع !"
" ماذا يعني ممنوع ؟..." سألته رغد وقد بدأ الغضب يتخذ طريقه نحوها بينما اجابها قائلا " هذه أوامر السيد سيف ... ممنوع ان تخرجي من هنا ..."
صرخت به رغد بغضب شديد " هل جننت ... ماذا يعني ممنوع ان اخرج من هنا ... من تظن نفسك ... انا سوف اخرج من هنا حالا ..."
تحدث الحارس محاولا تهدئتها " سيدتي لا داعي للعصبيه ... "
" بلى هناك داعي للعصبيه ... انا لستُ بسجينه لدى سيدك ... انا يجب ان أخرج حالا والا سوف افعل شيء لا تتوقعه مني بتاتا ..."
شعر الحارس بالتوتر من رغد وهيئتها العصبيه هذه فاخرج هاتفه من جيبه واتصل بسيف ...
ما ان اجابه سيف حتى هتف الحارس به قائلا " سيدي الانسه رغد تريد ان تخرج من المزرعه .... أخبرتها انك لا تسمح بهذا ... الا انها مصره على هذا ..."
" أخبره انني اريد الذهاب من هنا فورا ..."
صرخت رغد بهذه الكلمات بعصبيه شديده بينما تحدث الحارس محاولا امتصاص غضبها " سيدتي اسمعيني ارجوك ..."
الا انها لم تستمع له نهائيا فكل ما كان يشغل بالها ان تخرج من هذا المكان فورا ...
فاجأته بعدها وهي تسحب منه الهاتف الخلوي ثم تحدثت بصوت هادر " اسمعني يا هذا ... انا سوف اخرج من هذا المكان فورا ... وانت لا يحق لك ان تمنعني ... اخبر حراسك ان يتركوني وشأني ..."
ثم استطردت بغضب عاصف مهدده اياه " اذا استمريت فيما تفعله فأقسم لك انني سوف ارمي نفسي من الطابق العاشر هذه المره ..."
" رغد اهدئي ماذا جرى لك ..." قالها سيف بهدوء محاولا ان يحتوي غضبها الا انه لم يؤثر بها بتاتا وهي تجيبه " اريد ان اخرج من هنا حالا ... لا اريد ان ابقى في هذا ألمكان لحظه واحده ..."
وصلها صوت زفير انفاسه الغاضبه ثم تبعها تنهده وهو يقول " حسنا يا رغد ... سوف اطلب من السائق ان يعيدك الى الشقة ... لكن عديني الا تتهوري وتفعلي اي شيء يضرك ..."
لم تجبه رغد على جملته الاخيره بل سألته بحنق " لماذا لا اعود لوحدي ؟..."
" انت لا تعرفين المكان اصلا ... وهذه منطقه بعيده للغايه ..."
اضطرت رغد الى الموافقه والعوده مع السائق فسيف كان معه كل الحق فيما قاله فهي لا تعرف الأماكن جيدا ومن الصعب ان تجد شخص يوصلها الى الشقه ....
*******************************
بعد عدة ساعات وصلت رغد الى شقتها فدلفت اليها وهي تشعر بتوتر غريب وقد عادت اليها ذكريات تلك الفتره التي قضتها في هذه الشقه ... بالرغم انها كانت فتره قصيره الا انها مليئة بالذكريات الحلوه والمره في ان واحد ... أبعدت تلك الأفكار من رأسها قدر المستطاع فهي لديها أشياء اهم يجب ان تنفذها ... سارعت الى الدخول الى غرفة نومها ثم اخرجت حقيبة سفرها الكبيره ووضعت فيها جميع أغراضها وملابسها وقد تركت جميع الأشياء التي أهداها سيف لها ... اخرجت بطاقة التأمين الخاصه بها والتي قد اعطاها سيف لها لتؤمن مصاريفها ثم مزقتها الى نصفين وهي تنظر اليها بسخريه فهي لم تعد تريد اي شيء منه ... شكرت ربها انها جلبت معها بضعة أموال من فرنسا وتركتها دون استعمال فهي ستحتاجها الان بالتأكيد ثم حملت حقيبتها وتوجهت الى الخارج واستأجرت تاكسي طالبه منه ان يأخذها الى احد الفنادق القريبه من هنا ...
بعد فتره قصيره ولجت رغد الى داخل الجناح الخاص بها في احد الفنادق الراقيه ... فتحت حقيبتها وأخرجت منها بيجامه مريحه ثم دخلت الى الحمام وأخذت دوش سريع ... خرجت بعدها وجففت شعرها جيدا ثم سارعت وأخرجت هاتفها وحاولت الاتصال بكريستين الا انها لم تجب ...
زفرت بضيق ثم أرسلت رساله لها وهي تقول " كريستين اتصلي بي حالا ... انا بحاجه لك ... " ثم اغلقت هاتفها وجلست على السرير تنتظر اتصال كريستين
*****************************
في أمريكا
شرعت تمارا في إعداد طعام العشاء لها فأخرجت قطع من الدجاج المجمد ثم بدأت في طهوه ...
توقفت تمارا عما تفعله وهي تستمع الى صوت جرس الشقه الذي صدح في ارجاء المكان ... عقدت حاجبيها بتعجب فمن قد يزورها في وقت متأخر كهذا ...
تقدمت ناحية الباب بخطوات بطيئه ثم فتحته لتتسمر في مكانها وهي ترى حازم واقف امامها يطالعها بنظرات هادئه ...
تحدثت تمارا بنبرة متوتره " حازم !..."
" الن تسمحي لي بالدخول ؟..." سألها حازم بهدوء فاجابته بسرعه " بالطبع تفضل ..."
دلف حازم الى الداخل وتمارا تتبعه بنظرات متوجسه بعد ان اغلقت الباب خلفها ...
استدار حازم لها ثم حدثها بنبرة هادئه " لنجلس ونتحدث قليلا ..."
هزت تمارا رأسها موافقه ثم جلست على احد الكراسي الموجوده في صالة الجلوس بينما حازم على الكنبه المقابله لها ...
سألها حازم قائلا " لماذا لم تأت الى الشركة طوال الأيام الفائتة ؟..."
رفعت تمارا عينيها نحوه بتعجب واضح وكأنها تخبره بنظراتها انه يعرف السبب جيدا ... اجابته بصوت مبحوح متقطع " لم استطع ان أاتي بعد ما حدث ..."
اخفضت تمارا نظراتها مره اخرى بعد ان اكملت جملتها بينما ظل حازم يرمقها بنظراته وهو ما زال يتسائل في داخله عن طبيعة شعوره نحوها ... لقد رتب حديثه بشكل جيد و انتقى الكلمات المناسبه لهذا الموقف الذي لا مجال للهرب منه فهو كان يجب ان يواجه تمارا ويضع حدا لما حدث بينهما ولمشاعرها نحوه ...
هو يشعر بالإعجاب نحوها ولا ينكر هذا فهي فتاة جميلة المظهر ومرحه للغايه لكن ما زال غير مدركا اذا ما تعدت مشاعره نحوها الإعجاب ام لا ... لا يريد ان يوهم نفسها ويوهمها معه بمشاعر قد تكون غير حقيقيه ... هو بحاجه الا ان يقترب اكثر منها ويفهم طبيعة ما يدور بداخله نحوها ويقرر على هذا الأساس خصوصا انه بطبيعته لم يكن يوما متسرعا بل دائما ما يفضّل دراسة الأمور جيدا قبل اي قرار يتخذه في حياته الشخصيه ...
تنهد حازم ثم تحدث بجديه " اسمعيني تمارا ... طوال تلك الأيام السابقه وانا افكر جديا بما حدث وما فعلتيه ... في بادئ الامر تعجبت كثيرا ولم استوعب فورا ما حدث ... الا انني تفهمته في النهاية ... " ثم أردف مناديا اياها " تمارا !..."
رفعت تمارا عينيها نحوه منتظره منه ان يكمل حديثه بينما أردف هو قائلا " لا اريد لما حدث ان يؤثر على طبيعة العلاقه بيننا ... لا داعي لان تتركي العمل عندي ... ولا داعي للهروب مني ..."
قاطعته تمارا قائله " كيف تقول هذا يا حازم ؟... ما تطلبه مني مستحيل ..."
" لماذا ؟..." سألها حازم بهدوء فاجابته تمارا " لانه من الصعب جدا ان نعود كما كنا سابقا ... انا لن أنسى اعترافي الغبي لك ولا انت ستنساه ايضا ... سوف يظل ما حدث شرخ كبير بيننا "
اخذ حازم نفسا عميقا ثم زفره وتحدث بعدها بصراحه " انا بحاجه لان نعود سويا تمارا ... لا تستغربي مما أقوله ... لكن انا اريد ان احدد طبيعة مشاعري نحوك ... انا لا أنكر اني معجب بك للغايه ... لكن ما زلت غير متأكد من كون مشاعري هذه تعدت حدود الإعجاب ام لا ... انا اريد ان اقترب منك اكثر واعرف طبيعة مشاعري هذه ..."
صمتت تمارا ولم تتحدث نهائيا ... كانت تشعر بالتوتر الشديد ولا تعرف بماذا تجيبه ... توتر غريب عليها ففي موقف كهذا كان يجب ان تفرح كثيرا كوّن حازم معجب بها الا انها في تلك اللحظه لم تشعر باي نوع من السعاده بعد ما قاله ... كل ما شعرت به هو التوتر والقلق فقط لا غير ...
" حسنا حازم انا موافقه ..." قالتها تمارا بعد تردد طويل وشعرت برغبة كبيره في البكاء احتلتها بعدما نطقت بتلك العباره ... لم تفهم سبب مشاعرها هذه نهائيا وسرعان ما قررت ان تنفض تلك الأفكار من رأسها وتعود بتركيزها الى حازم الماثل امامها ...
حازم بابتسامه " هذا رائع ... انا سعيد للغايه تمارا ومن الجيد اننا تحدثنا بصراحه تامه ... اتمنى انت ايضا ان تتحدثي بصراحه اذا ما كان هناك شيء ما يقلقك تجاهي ..."
هزت تمارا رأسها نفيا وهي تقول " ابدا ..."
نهض حازم من مكانه وهو يقول " حسنا يجب ان اذهب الان ... اراك غدا في الشركة ..."
اجابته تمارا بابتسامه واهيه " ان شاء الله ..."
ثم تبعت حازم الذي ودعها وخرج من الشقه تاركا اياها غارقه في افكارها
*********************************
تقدمت نورا من عمارتها السكنيه متجهه نحو شقتها الا انها توقفت وهي تستمع الى صوت جميل الذي يناديها ...
زفرت بغضب وهي تستدار نحوه ثم سرعان ما تحول غضبها هذا الى تعجب وهي ترى جميل يتقدم نحوها بوجه مليء بالبقع الزرقاء الداكنه ويعرج على احدى قدميه ...
توقف جميل امامها وهو يهتف بنبرة جديه " انا اعتذر منك يا نورا ... لقد تجاوزت حدودي معك في المره السابقه كما انني اتهمتك باشياء باطله لا صحه لها ... "
ثم أردف بصوت عالي وهو يقول " من فضلكم ... هلا تأتوا قليلا وتسمعوا ما سوف أقوله ..."
قاطعته نورا بسرعه " ماذا تفعل يا جميل ... هل جننت ؟..."
" اتركيني يا نورا من فضلك ... لقد اخطأت في حقك ويجب ان اصحح خطئي بنفسي ..."
ثم أردف بصوت جهوري حتى يسمعه جميع من آلتف حولهم يتابعون المشهد بفضول شديد " اسمعوني جميعكم ... انا اعتذر أمامكم من نورا لأني اتهمتها باشياء باطله وقلت انها على علاقة مع هذاك الشاب ... لقد قلت هذا انتقاما منها لانها رفضت الزواج مني ... وها انا اعرف أمامكم بخطئ هذا وأتمنى منها ان تتقبل اعتذاري ...سامحيني نورا ..."
تطلعت اليه نورا بنظرات مشككه ثم اجابته قائله " سامحتك جميل ..." ثم هبت بسرعه فاره من امام الجميع بينما كانت همهماتهم و أحاديثهم ما زالت تتبعها ...
دخلت نورا الى شقتها ثم تقدمت من والدتها وقبلتها من وجنتيها وجلست بجانبها فتحدثت والدتها التي كانت تتابع ما حدث من شرفة الشقة المطله على الحي " لقد رأيت ما حدث منذ قليل ... الحمد لله ان جميل اعتذر منك وصحح موقفك امام الحي باكمله ... لولا فعلته هذه لما سمحت لك مره اخرى بالذهاب الى هذاك العمل..."
لم تحبها نورا بل ظلت صامته وهي تفكر في السبب الذي جعل جميل يعتذر منها وما علاقة قدمه المصابه والكدمات التي تملأ وجهه بهذا وقد توصلت في النهاية الى نتيجه واحده أغضبتها بشده وهي تتوعد بداخلها للذي سبب كل هذا ...
" نورا ! ما بك يا ابنتي ... لما انت صامته هكذا ؟..."
افاقت نورا من شرودها على صوت والدتها فتطلعت اليه بهدوء ثم اجابتها قائله " لا شيء امي ... انا فقط متعبه قليلا ... سوف اذهب لارتاح في غرفتي قليلا ..."
ثم نهضت من مكانها واتجهت ناحية غرفتها وهي ما زالت تتوعد بداخلها له ...
بعد عدة ساعات كانت نورا قد وصلت الى قصر النصار وجلست تنتظر معتز ... ما ان رأت معتز يدخل الى القصر من نافذه غرفتها حتى خرجت من غرفتها فورا واتجهت اليه ...
توقف معتز في مكانه وهو يسمع صوت نورا ينادي عليه فالتفت لها فورا وهو يقول " خير يا نورا ... ماذا تريدين ؟..."
تقدمت نورا منه اكثر حتى اصبحت مواجهه له ثم تحدثت بنبرة محتقنه " ماذا فعلت لجميل ؟..."
ادعى معتز عدم الفهم وهو يقول " ماذا تقصدين ... ماذا فعلت له مثلا ... وضحي من فضلك معنى كلامك هذا ؟..."
" لا تمثل عدم الفهم الان ... انت تعرف جيدا ماذا اقصد ..."
ثم أردفت بتساؤل " انت من ضربته بهذا الشكل صحيح ؟..."
زفر معتز نفسا ثم اجابها بجديه " نعم انا من فعلت هذا ..."
" وانت طلبت منه ان يعتذر مني ايضا ؟..."
" نعم ... امرته ان يعتذر منك وامام الجميع ..."
صرخت به نورا قائله " لماذا ؟..."
اجابها معتز ببساطه " لان هذا ما كان يجب ان يحدث ... انه يستحق هذا ... "
" تظن ان ما فعلته صحيح مثلا ... بالعكس لقد خربت الوضع بشكل اكبر ..."
" خربته !!! هل هذا جزاء ما فعلته ... انت حقا لا يوجد فائده منك "
" هل تظن الناس اغبياء ... الجميع فهم انك من فعلت هذا به ..."
" ليفهموا ما يشاؤون ... لا اهميه لهم عندي ..."
" لكن لهم اهميه عندي ... "
اخذ معتز نفسا عميقا ثم تحدث بهدوء وهو يحاول ان يجد حلا ينهي به هذا الجدال " تحدثي نورا باختصار ... ماذا تريدين الان ..."
رفعت نورا ذقنها بتحدي وهي تجيبه " اريدك ان تبتعد عني والا تتدخل في شؤوني نهائيا ..."
ثم ابتعدت عنه بعدها تاركه اياه يتبعها بنظراته الغاضبه وهو يقبض على كف يده بقوة
********************************

فتحت سعاد باب غرفة يارا ثم تقدمت الى الداخل بخطوات متردده وهي تحمل بيدها صينية مليئة بالأطعمة ...
وضعت الصينيه على جانب السرير حيث كانت يارا جالسه تنظر الى الامام بشرود تام ...
تحدثت سعاد بهدوء " انسه يارا ... تفضلي عشائك ..." استدارت يارا لها وهي ترميها بنظرات جامده ولم تتحدث بكلمه واحده مما جعل سعاد تستطرد في حديثها قائله " آنستي هذا غير جيد من اجلكِ ... يجب ان تتناولي طَعَامِك ... سوف تموتين من قلة الطعام ..."
نهضت يارا من مكانها فجأة ثم تقدمت ناحية سعاد ثم حملت صينية الطعام ورمتها ارضا مما جعل سعاد تنصدم من فعلتها بشده ثم صرخت بها يارا قائلة " اخرجي من هنا ..."
"آنستي هل تطرديني؟..." قالتها سعاد بنبرة غير راضيه بينما اكملت يارا بنفس الصراخ " نعم اطردك ... اغربي من وجهي هيا ..."
" كنا تشائين آنستي ... سأتركك واذهب ... وعندما يأتي السيد قصي مساءا سأخبره بتصرفاتك هذه ليجد حلا لها ..."
اكملت سعاد كلماتها ثم خرجت من الغرفه تاركه يارا تتخبط في افكارها والقلق يسيطر عليها من جميع الجوانب فقصي سوف يأتي مساء وبالتأكيد سوف يعتدي عليها كما فعل المره السابقه في حال رفضته .... شعرت بالغضب يدب في جميع اوصالها وقد أقسمت في داخلها بانها لن تسمح لها ان يلمسها بتاتا بعد الان ... نزلت على ركبتيها ارضا وقد لفتت أنظارها تلك السكينه المرميه بجانب الطعام ظلت تنظر اليها بتفكير ثم ما لبثت ان اخذتها بيدها وقد وجدت الحل فيها اخيرا ...

بعد حوالي ساعتين كانت يارا متمدده على سريرها مغمضه عينيها الا انها لم تكن نائمه فكيف يزورها النوم وقصي قد يأتي في اية لحظه ...
سمعت أصوات تقترب من غرفتها فعرفت انه جاء منا جعلها تغمض عينيها بقوة اكبر وقد بدأ جسدها يرتجف بالكامل من شدة الخوف ...
فتح الباب ودلف منه قصي وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامه ساخره ثم اقترب منها وهو يهتف بحده " اعلم جيدا انك مستيقظه ... لا داعي للتمثيل السخيف هذا ..."
فتحت يارا عينيها ثم نهضت من وضعيتها هذه وأصبحت بوضعية نصف جلسة وهي تسأله بخوف " ماذا تريد ؟..."
انحنى قصي اتجاهها وهو يقول بحقد وغضب " لقد خسرت اليوم صفقة جديده بسببك ... خسرت ملايين جديده بسبب فعلتك الحقيره تلك ..."
تحدثت يارا بتوسل باكي " ارجوك ... انه ليس ذنبي ... كم مره يجب ان اخبرك انني كنت مجبوره على ما فعلته "
ابتعد قصي عنها ثم تحدث قصي وهو يخلع سترته " مجبوره او لا لن يؤثر بتاتا على ما حدث ... "
ثم بدأ يفك أزرار قميصه وخلعه بالكامل واقترب منها مما جعلها تبتعد عنه وهي تصرخ به برعب قائله " مالذي تفعله انت ... ماذا تريد ؟..."
" واضح جدا ماذا اريد ..." قالها بسخريه ثم قبض على ذراعيها وانحنى بجسده نحو جسدها بشكل اكبر ....
ابتعد..."
صرخت يارا به وهو تحاول الهروب منه باي طريقه بينما انقض هو عليها بجسده الضخم القوي مثبتا اياها على الفراش مقيدا جسدها بذراعيه ...
ظلت تقاومه بشراسه وهي تحاول ان تبعده عنها باي طريقه الا انه لم يبتعد ابدا بل زاد قوة وشراسه وكأنه يتلذذ بمقاومتها تلك ...
وفجأة وبلا وعي منها امتدت يدها بسرعه الى السكين الموجوده بالقرب منها ثم مسكتها و طعنته في ظهره ...
صرخ قصي من شدة الالم بينما دفعته يارا بعيدا عنها وهربت خارجه من الغرفه باكملها ... تحامل قصي على نفسه وهو ينهض من السرير بينما يضغط بيده على ذلك الجرح الذي ينزف في ظهره وهو يصرخ قائلا " امسكوها ... امسكوها قبل ان تهرب ..."
بينما كانت يارا تهبط درجات السلم راكضه متجهه نحو الباب الخارجي وهي تحاول فتحه الا انها فشلت في ذلك لتتفاجئ بعدها بأحد الحراس يقترب منها ويقبض عليها بالقوة وقد تأكدت حينها ان نهايتها أتت لا محاله ولا احد سوف ينقذها هذه المره
******************************
بعد مرور ثلاث ايام
وقفت رغد في المطار تنتظر قدوم كريستين والتي فاجأتها صباحا عندما أخبرتها انها سوف تأتي مساء اليوم إليها ...
كريستين صديقتها التي لم تتخلَ عنها في يوم ابدا وما ان تطلبها حتى تجدها امامها وهاهي اليوم تترك كل شيء وراء ظهرها وتأتي اليها حالما شعرت بحاجتها لذلك ...
افاقت رغد من افكارها وهي تنظر الى الركاب الذين بدأوا يتوافدون الى صالة الخروج في المطار ثم وجدت كريستين تتقدم بينهم وهي تجر حقيبتها خلفها ...
ابتسمت بحبور وهي تقترب اتجاهها ثم سرعان ما اختفت ابتسامتها و احتل التعجب ملامح وجهها وهي ترى ذلك الشاب الذي يتقدم بجانبها ...
كريستين وهي تضم رغد اليها بشوق جارف " رغد يا الهي كم اشتقت لك ..."
بادلتها رغد حضنها بشوق مماثل وهي تهتف بحب " وانا ايضا اشتقت لك ..."
" لقد أدمعت عيناي حقا من هذا المشهد المؤثر ... هل سوف تظلان تتبادلان الأحضان امامي هكذا وانا واقف في الوسط بينكما ..."
استدارت كلا من رغد وكريستين اتجاهه بينما هتفت رغد موجهه حديثها الى كريستين " من هذا ؟..."
ابتسمت كريستين بسعاده ثم اقتربت وأحاطت ذراع الشاب بيدها وهي تقول بمرح " أعرفك يا رغد ... هذا فادي ... حبيبك ..."
" تقصدين حبيبك ..." قالتها رغد مصححه كلام كريستين الا انها كريستين هزت رأسها نفيا وهي تؤكد ما قالته " كلا ، انه حبيبك انت ..."
حركت رغد رأسها بعدم فهم بينما بدأت كريستين تسرد لها ما تقصده من كلامها وما تنوي عليه
**********************************
اسند قصي ظهره على الكنبه وهو يهتف بصدق " لقد اصبحت بخير عمتي ... اطمئني ..."
" انتبه لنفسك اكثر يا قصي ... الحمد لله ان هذه المره انتهت على خير ... المره القادمه قد يحدث ما لا يحمد عقباه ..."
قالتها مونيا بقلق شديد بينما سأله رامي مشككا " انا اصلا لا أفهم من تجرأ وفعل هذا معك ..."
اجابه قصي بهدوء " اخبرتك سابقا ... لقد تفاجئت بشخص ما يطعنني من الخلف ... أخذني غدرا ولم انتبه له من الأساس ..."
هز رامي رأسه بعدم اقتناع بينما تحدثت مونيا قائله " سوف اطلب من الخادمه ان تجهز طعام العشاء ..." ثم ذهبت متجهه الى الخدم لتخبرهم بهذا بينما تحدث رامي ساخرا " لا أفهم الى متى امي تتعامل معنا كأننا ما زلنا صغار ..."
" لا تتحدث هكذا يا رامي ... هي فقط تخاف علينا .... ومعها كل الحق في هذا ..."
" هكذا انت دائما تدافع عنها ..."
" يكفي ما فعلته معي يا رامي ... ام هل نسيت انها من ربتني بدلا عن ..."
ثم صمت ولم يستطع ان يكمل جملته وقد عادت الك الذكريات المزعجه تعود اليه ... ذكريات لتلك المرأه التي كانت تحمل لقب اما في يوم لكنها تخلت عنه وتركته وهو طفل صغير لا يدرك شيء مما يدور حوله ...طفل يحتاج الى حنان ام و رعايتها ...
تحدث رامي محاولا اخراج قصي مما هو عليه فقال " ماذا تنوي ان تفعل مع سيف يا قصي ..."
" سوف اخبرك يا رامي ... طالما هذا يريحك سوف اخبرك ..."
ثم بدأ يسرد قصي على مسامع رامي ما يجهز له منا جعل رامي يعقد حاجبيه بعدم تصديق ثم سأله " ومتى سوف تفعل هذا ؟..."
" ليس الان ... سوف انتظر فتره معينه وأنفذ ما خططت لاجله ..."
هز رامي رأسه بتفهم وفِي داخله هو الاخر افكار اخرى تخص ليان والتي ينوي تنفيذها في اقرب وقت ممكن

تعليقات



×