الحلقة التاسعة:من ليلة الدخلة👰
---------------------
استيقظ فى الصباح على صوت صادر من المطبخ ، تثاءب فى كسل ثم ذهب إلى المطبخ فوجدها منهمكة فى تحضير شئ ما .
_ صباح الخير .
_ صباح الفل .
_ بتعملى ايه ؟
_ بجهز الغدا عشان سلمى ومعتز اللى جايين النهاردة .
_ آه تصدقى انا نسيت . طب هو انتى بتعرفى تطبخى ، ولا نجيب أكل جاهز ؟
_ هتشوف .
_ ياسيدى ع الثقة ، طيب لما نشوف .
ثم أشارت إلى الخارج قائلة :
_ فى ورقة على الترابيزة برة فيها شوية طلبات ، ممكن تجيبهم ؟!
_ هههههه أكيد ممكن طبعاً .! انتى تؤمرى .
منحته ابتسامة قائلة :_ ميرسى .
عاد محملاً بالأشياء التى طلبتها و طلب منها ان تتفقدهم إن كان قد نسى شيئاً فأخبرته بأن هذا أكثر مما تريد ، ثم ذهب إلى عمله وعاد مبكراً عن موعده .
دخل إليها فى المطبخ ، و وجدها لازالت منهمكة .
وجهت إليه نظرة سريعة قائلة :
_ جيت بدرى يعنى !
_ عشان الضيوف اللى جايين بس . انتى خلصتى ؟
_ تقريباً .
قال مستطيباً الرائحة : مممممممم ، الأكل فعلاً ريحته تجوّع ، الظاهر ان ثقتك فى محلها .
ابتسمت ولم تعلق .
_ انا هروح اغير هدومى .
_ اتفضل .
وبعد دقائق دق جرس الباب ، ففتحت هى وعانقت سلمى ، وصافحت معتز .
ثم برز أحمد من الداخل ، سلم عليهم مرحباً ثم دعاهم للجلوس .
_ أهلاً وسهلاً نورتوا ..
_ اهلاً بحضرتك .
_ شرفتونا . اتفضلوا .
_ الشرف لينا .
أخذت (مريم) (سلمى) من يديها معها نحو المطبخ ..
فى حين دعا (أحمد) (معتز) للجلوس
وما إن جلسوا ، بدأ كل منهما _ احمد ومعتز _ يتفرس كل منهما فى ملامح الآخر .
_ انت كنت بتاخد درس فيزيا فى الثانوى عند الأستاذ ضاحى ؟
_ أيوا ، الجامد ابو شعر ابيض دا ، اللى كان معاه عربية كحلى .
_أيوة ، انت معتز اللى كنت بتقعد ع اليمين خالص ومبترضاش تقعد غير في المكان ده .
_ ايوة بالظبط ، امال انت مين ؟
_ انا احمد عصمت .
_ العبقرينو المتفذلك ، اللى كنت بتيجى حافظ الدرس كله ؟
_ هههههههههه ، تخيل ..
_ دى الدنيا دى يا أخى اضيق من طبق المهلبية .!
_ هههههههه ، طول عمرك رخم .
فى هذه الأثناء كانت مريم تسأل سلمى ، هاه ايه رأيك فى الشوربة .. محتاجة ملح ؟
_ لا مظبوطة كدا ..
_ تمام . يلا نعمل السلطة .
_ اخبارك معاه ايه ؟
_ مش عارفة ..
_ وانا بسألك عن واحد عمرك ماشفتيه .
_ مفيش ، لطيف بصراحة. انا خايف احكيلك كلام تقولى عليا مفترية .
_ لا أحكى انا عارفاكى طول عمرى إنك مفترية .
همت بالحديث ، إلاّ إنها سمعت صوت أحمد من الخارج يقول مداعباً : على فكرة خمس دقايق وهننزل ناكل برة فى أى مطعم .
_ حالاً .
_ يلا يابنتى نجهز السفرة عشان مايحصلش مشاكل .
_ متخافيش مفيش مشاكل دا بيهزر .
_ مفترية فعلاً .
ضحكت و بدأت بتجهيزالاطباق ثم بدأت فى الذهاب بها للسفرة وتبعتها سلمى .
كانوا يتناولون الطعام بينما أحمد ومعتز يسترجعان الماضى ، وسلمى ومريم ينظران لبعضهما مبتسمتين .
قالت سلمى : بس جميل إنكم طلعتوا تعرفوا بعض .
احمد : معتز دا حبيبى ، رغم إنه كان فاشل .
ضحك معتز ولم يعلق ..
قال أحمد لمريم : مش ملاحظة إنك عمالة تحطى الأكل كله قدام سلمى وسايبة معتز خالص ، هو كدا مضطهد فى كل حتة .
معتز : أيوا والله ، هما كدا الناس الناجحين .
_ ناجحين ايه انت هتمثل .!
_ ايوا ياعم ناجح عشان كدا كان الاستاذ ضاحى بيستقصدنى .
_ بيستقصدك عشان مكنتش بتحل التمارين يافاشل .
_ ماهو محدش كان بيحلها أصلاً باستثنائك يعنى .
_ هو كان بيحبنى عشان انا كنت عبقرى المجموعة .
تدخلت مريم قائلة : طب لاحظوا إنكم مبتاكلوش خالص ، كلوا وبعدين ابقوا شوفوا الذكريات دى بعدين .
أنهيا الطعام ومابعد الطعام .
ثم أخذت سلمى مريم إلى الحجرة قائلة :_ طب نستأذنكم احنا شوية وانتو شوفوا الحاج ضاحى بتاعكم ده .
_ وما أن انفردت سلمى بمريم حتى قالت لها : انا بجد مش مصدقة ، عارفة انى طول عمرى نفسى نتجوز اتنين صحاب عشان منفترقش .
بس حلم كنت شايفاه بعيد المنال ، لحد ماربنا حققه بعد ما يأست منه .
_ طب وده معناه ايه ؟
_ معناه ان احمد ده قدرك يابنتى . كل الأقدار بتدفعك لأحمد دفعاً .
_ مممممم جميلة حكاية دفعاً دى . طب وانا اعمل ايه دلوقتى ؟
_ مفيش ، ترضى بقدرك ، وانا مش شايفة احمد يستحق منك كل ده يعنى .. هو انتى ايه فى دماغك بالظبط .
_ والله انا مش عارفة أبداً اى حاجة ، احمد بيتعامل معايا بكل حب وصبر ونبل ورجولة وأخلاق وكل حاجة حلوة . بس انا مش عارفة افكر بصراحة خالص.
_ طب يعنى ايه النتايج اللى مستنياها على كل الأحوال ؟
_ برضو مش عارفه ، ومش عارفه حتى مشاعرى ناحية أحمد ايه .. انا امبارح لقيت نفسى بقوله فجأة هتوحشنى .
اتسعت عينا سلمى ذهولاً وهتفت : وسمعك ؟
_ لأ كان قفل الباب .
_ طب ماهو طول مابيوحشك ، يبقى بتحبيه .
_ مش عارفة ، اصل انا عمرى ماقتنعت ان فى حب بييجى بعد الجواز أصلا ، بحسه خضوع للأمر الواقع اكتر منه حب .
_ على فكرة انا غلبت معاكى ، ومش قادرة افهمك .
ثم سمعت " معتز " ينادى : سلمى ، سلمى .. يلا عشان اتأخرنا .
خرجت سلمى و وراءها مريم تقول : مالسه بدرى طيب .
_ لا ده كده كويس قوى ، عشان الشغل بس . يلا سلام عليكم ..!
قال أحمد:_ مع السلامة ، خلاص يامعتز هاشوفك كتير الأيام الجاية .!
قال وهو يخرج من ناحية الباب فى نفس الوقت التى كانت تقبل فيه مريم سلمى : آه اكيد ، سلام .
_ مع السلامة.
اوصلهما حتى المصعد ثم دخل و أغلق الباب .
_ شفتى الدنيا ضيقة ازاى . معتز ده على الرغم من إن علاقتى بيه سطحية بس كان دمه خفيف بصراحة .
_ كويس .
قال فى ضيق : ممكن اتكلم معاكى شوية؟
_ اتفضل ..
جلسا فبادرها قائلاً : وآخرتها ؟
_ آخرة ايه ؟
_ آخرتنا احنا مع بعض .
تنهدت ولم تجيب .
_ طب هو ايه مواصفات الشخص اللى انتى بتحلمى بيه ده وانا ابقالك زيه .!
لم تعلق ونظرت بعيداً
_ هو انتى ليه لما اكلمك مبترديش عليا ؟
_ بص ، انا والله مقدرة صبرك عليا جداً ، بس ياريت تسيبنى فترة كدة عشان تفكيرى تقريباً هيتشل .
_ ويتشل ليه ؟ ماتريحى نفسك .
_ خلاص بلاش نتكلم فى حاجة تضايقنى ، قلتلك سيبنى فترة كدة اركز .
_ براحتك ، زى ماقلتلك قبل كدة إنى مش هغصبك على حاجة .
_ انا نازل شوية لأنى مخنوق ، تحبى اجيبلك حاجة معايا ؟
_ لأ متشكرة .
وهو يفتح الباب نظر إليها نظرة من ضاق صدره بشئ ما وبلغ به الملل مبلغه .
لم تحتمل تلك النظرة ، فلم تلبث أن اغلق الباب .
وتركت العنان لدموعها ...................
الحلقة العاشرة من هنا