رواية تهتك داخلي الحلقات الثالثه والرابعه والاخيره


الحلقة الثالثة والرابعة والأخيرة من #تهتُك_داخلي

وما ان فتح وكيل النيابة التقرير حتي وجد الآتي:
أولا :تم إعطاء الطفل جرعات كبيرة من الكورتيزون من فترة قصيرة قبل وفاته ما أدت إلي بدأ التهتك الداخلي بصورة أولية... مع إنخفاض حاد في ضغط الدم لاوقات كثيرة ماتسبب في صغر حجم الأوعية الناقلة للدم في جسد المجني عليه...


ثانيا :تم تنظيف جسد الطفل بالكامل بعد الوفاة حيث انه قام بإفراغ قولونه نسبيا بطريقة لا إرادية من شدة التهتك الداخلي لكامل أعضاؤه... ماترتب عليه تهتك للجهاز الإخراجي مع وجود حروق علي فتحة الشرج  أثر خروج المواد الكاوية من الجسم... ماترتب عليه أن تم تحميمه بالكامل وإلباسه ملابس المدرسة التي تم غسلها أيضا لشدة نظافاتها... أو قد يكون طاقم مدرسي جديد كليا...


ثالثا :البصمة الموجودة علي رقبة ولياقة المجني عليه والتي تم إنسابها للمتهمة نوران ماهي إلا بصمة مزيفة... حيث وجد في الأمام والخلف علامات لشريط لاصق شفاف قد وضع علي اللياقة لتثبيت البصمة والبودر التجميلي فوقه.... فهي بصمة صناعية لها وليست بصمة طبيعية...
إنتهي التقرير... إمضاء رئيس مصلحة الطب الشرعي
إنتهي وكيل النيابة من قراءة التقرير ونظر للمقدم ماجد وقال له يبدو ان علينا إستدعاء الأم فورا ولكن قم بإدخال زوجة حارس البناية حتي مجئ الام... دخلت زوجة الحارس سيدة في بداية الثلاثينات ترتدي عباية سوداء وطرحة زيتي وبيدها شنطة صغيرة تضع بها إحتياجاتها نظرت بخوف وقامت بالوقوف أمام المكتب... 


وكيل النيابة :السائق رسلان قال انكِ من قمتي بإستلام المجني عليه يوم الأحد منه... هل تم ذلك بالفعل؟ 
زوجة الحارس :نعم صحيح... ظل كعادة كل يوم يجلس معنا في الغرفة لمدة نصف ساعة حتي تأتي والدته من دوامها وتأخذه وتصعد لمنزلها... 
وكيل النيابة :وهل أخذته منكِ هذا اليوم؟ 
تلعثمت زوجة الحارس وأخذت تتصبب عرقا واخذت في البكاء.... قام وكيل النيابة بالنداء علي العسكري وطلب منه كوبا من الماء للسيدة وطلب منها الهدوء قليلا حتي تستطيع الرد بوضوح على كل إستفساراته.... ولكنها لم تهدأ... فقام المقدم ماجد بالصراخ في وجهها بشدة... وقال لها :هل أنهيتِ تمثيل دورك في مسرحيتك الهابطة الآن؟... هيا أخبرينا ماذا حدث بعد ذلك... والا قسما بربي سأقوم بإنزالك للحجز وهناك ستتمنين الصعود لنا مجددا 
هدأت زوجة الحارس فجأة.. وكأنها كانت آلة تعمل بسرعة كبيرة وفجأة تم سحب المقبس الكهربائي منها لتتوقف عن العمل... 


لقد كذبت علي الجميع... أستلمت الطفل هادي من العم رسلان السائق... ودخلت لغرفتي أتابع تحضير الطعام... كانت والدة هادي متفقة معي علي أن أفرغ وقتي لرعاية هادي في تلك النصف ساعة وآلا يغيب عن نظري للحظة واحدة حتي عودتها من دوامها... وكانت خيرتني سابقا إن لم أكن أستطيع فعل ذلك فستبحث عن مستضيف غيري... ولكني اصريت عليها أنني سأفعل خاصة انني وزوجي بحاجة لكل مال يأتي إلينا... ولكن يوم الأحد كان يبدو عليه التعب فوضعته بسرير أولادي وظننت انه لن يتحرك لتعبه وأسرعت لاري الطعام علي الموقد قبل ان يحترق... لقد غبت عنه لخمس دقائق فقط قسما بالله... عدت ولم أجده... خِفت من زوجي فأخبرته عندما عاد بعد إكتشافي لعدم وجود هادي أنه لم يأتي بعد وأفتعلت أنه تأخر وسأخرج لإنتظاره بالخارج وخرجت من غرفتنا للشارع أنظر لعلني أجده... صعدت لمنزله لعله يكون قد صعد بمفرده وجلس امام الباب ولكن لم 

اجده... بحثت عنه بجميع ادوار البناية وبالجراچ ولم اجده... نزلت مسرعة وجلست أبكي امام البناية فخرج لي زوجي وسألني ماذا حدث فأجبته أن الطفل لم يأتي... وبقيت علي موقفي هذا حتي اتت والدته... خِفت أن أخبرها بالحقيقة فتتهمني بإهمالي به... ودخلت غرفتي وصرت أبكي وأحتضن أطفالي... ولكن قسما بربي لم أفعل له شيئا... ولا أعرف أين ذهب...
المقدم ماجد :انا ممكن أصدقك لو قولتي أنه خرج لوحده وأنك ماتعرفيش راح فين... لكن مين كان بيدي للولد دوا وهو عندك؟ 
تلعثمت من جديد وقالت دوا أيه بس ياسعادة البيه... انا مش فاهمة حضرتك بتتكلم عن أيه... الولد بيقعد معايا نص ساعة كل يوم... ماعدا يومين في الأسبوع بيقعد ساعة ونص لساعتين... مامته مش بتنزله المدرسة بدوا ولا حتي بتسمحلي أاكله يبقي إزاي هتسمحلي أديله دوا؟! 
المقدم ماجد :ومين قال أنها سمحتلك ولا جاب سيرة إنها تعرف؟ ثم نظر لوكيل النيابة وقال له أنا قولت أنه بعلم والدته؟! ... ثم قام بالخبط علي المكتب بكف يده اليمني بقوة مجددا وأقترب منها بوجهه وقال لها الطب الشرعي أثبت انه بقاله فترة بياخد دوا... تحبي تتحبسي وتعترفي ولا تعترفي علي طول قدام زوجك؟


زوجة الحارس : ولدي الأصغر يعاني من الحساسية الصدرية والأنفية معا وقام الطبيب بوصف باخاخات كورتيزون له... و.... و....
فثار وكيل النيابة و أييييه؟؟
اكملت بتلعثم... ولاحظت ان أبني بيهدي عليها شوية لما بياخدها حوالي نص ساعة كدة بيكون همدان... وساعات ااقل من كدة.... فكنت بعطيها لهادي يلعب بيها وأسقف له إذا إستطاع الضغط عليها وسحب الدوا داخل فمه لينام حتي مجيئ والدته... فأنا أعمل في تنظيف الشقق للسيدات الغير عاملات صباحا وتجهيز الخضار للسيدات العاملات من الساعة السادسة صباحا وأحاول أن أطبخ لزوجي وأولادي في فترة مابعد الظهيرة لقيامي بالتنظيف للسيدات العاملات بعد عودتهن من الدوام... فلا اتحمل صراخ الأولاد ولعبهم حولي… ولكنني لم أكن أعطيه له بإنتظام صدقني... كنت أعطيه فقط إذا زادت شقاوته عن الحد..


وكيل النيابة  وهو ينظر إليها بشيئ من الألم علي حال الطفل الصغير قال :أمرنا نحن وكيل النيابة بحبس... وقبل ان ينطق بباقي جملته قرع العسكري الباب ليخبره بوصول والدة المجني عليه بالخارج... ووصول تقرير فريق البحث الجنائي الجديد... فأمر العسكري بأخذ زوجة حارس البناية والتحفظ عليها... وأمر بجعل والدة المجني عليه تنتظر قليلا... وطلب من العسكري الخروج وإغلاق الباب خلفه... وأمسك بالظرف وقام بفتحه وبدأ بقرأته
بعد معاينة منزل المجني عليه تبين ترتيب المنزل بدقة شديدة... وجميع أسطح المنزل معقمة وكأنك تدخل لحجرة عمليات طبية.....وجدنا كاميرات مراقبة معلقة عند الطابق الثاني من الخارج... قام الساكن بتركيبها منذ أسبوعين فقط  دون معرفة أحد من السكان علي نفقتة الشخصية لتفقد الداخل والخارج من باب البناية.... وقمنا بإستأذانه لأخذ نسخة من شرائط التسجيل وتم بالفعل تفريغها وتبين الآتي...
الحافلة وقفت أمام البناية في الساعة الثانية وخمس دقائق مساءا... زوجة الحارس تقف علي الرصيف تنتظر  الطفل هادي الذي قام السائق بالنزول من بابه الخاص وقام 

بالإلتفاف لباب الحافلة وصعد وحمله وقام بتسليمه لزوجة الحارس التي حملته ودخلت به لغرفتها... بعد مرور خمسة عشر دقيقة خرج الطفل بمفرده يترنح وقام بالوقوف أمام رجل يرتدي قميصا جلبابا ابيض وشال وعقال... وبرغم وجوده بوجه الكاميرا إلا انه كان ينزل الشال علي جبهته وكان يطأطأ رأسه للأسفل ليخفي وجهه... قام بالإمساك بالطفل وركب سيارة أجرة لم تظهر رقمها وأنطلق بالطفل... وبعد عشر دقائق أخري اتت الام ودخلت لإستلام طفلها وبعد خمس دقائق خرجت للشارع في حالة يرثي لها.... ثم صعدت للبناية ولم ينزل احد.. حتي الخامسة مساءا حين حضر والد الطفل وصعد مسرعا يبدو انه كان علي علم بإختفاء ولده... ونزل مجددا بعد ساعة ولم يعد حتي الساعة السابعة 

والنصف صباحا... قام بركن سيارته أمام البناية وظل جالسا فيها لفترة واضعا يداه فوق تارة القيادة واضعا رأسه فوق يده... ظل هكذا لمدة ربع ساعة ثم صعد لمنزله... ثم نزلوا مسرعين هو وزوجته في التاسعة وخمس وأربعون دقيقة وزوجته تبكي بشدة... ركبوا سيارتهم وأنطلقوا...
هنا أبتسم وكيل النيابة للمقدم ماجد وقال له يبدو ان لدينا مشتبه به جديد... أمر بستدعاء والد الطفل من الخارج...
المقدم ماجد :فورا... وقام المقدم ماجد بالخروج من الغرفة فوقف الجميع نوران وزوجها نادر ومحاميها... ووالدة المجني عليه ووالده... وحارس البناية والسائق رسلان والسائق فاروق... الجميع متأهبون للدخول لمعرفة مصيرهم... 

والجميع بوجههم الخوف والقلق... قطع هذا الصمت المخيف صوت المقدم ماجد وهو يأمر بدخول والد المجني عليه للداخل... فقام بالدخول فأشار له وكيل النيابة بالجلوس وجلس المقدم ماجد أمامه...
وكيل النيابة :أستاذ إسلام... أحب أقولك ان القضايا التي قمت برفعها علي المدرسة جميعها ستنقلب عليك... وسيحكم عليك بالتعويض للضرر الذي تسببته لهم
إسلام وهو مندهشا وثائرا :كيف ونحن المجني عليه من عائلتي... ولابد لهم من دفع ديه القتل وتعويضا عن الإهمال... لماذا ستقف مع الظالم ضد المظلوم هل لأنه صاحب أعمال كبيرة في البلد أم لإنه معه محامي كبير سيخرجهم منها بأقل الخسائر؟!


وكيل النيابة :لا ذلك ولا ذاك... إنما لأن القاتل الآن تحت إيدينا وتم إلتقاط صوره وهو يختطف الولد.. وهو يقوم بتنفيذ جريمته... يبدو أن احد الشركاء قد أختلف معك علي ثمن النقود التي كنت ستقتصمها معهم... وقام بتصويرك ليحمي نفسه وتحمل القضية بمفردك... وبناءا عليه فقد قررنا نحن وكيل النيـــ....
قاطعه إسلام فزعا  :مهلا مهلا ماذا تعني بأن أحمل القضية بمفردي؟ لا لم افعل شيئ
أبتسم المقدم ماجد وقال له علينا إذا عقد إتفاق معك إذا كنت تريد النجاة بأقل خسائر... مارأيك؟
إسلام :ماهو هذا الإتفاق؟


وكيل النيابة :الأعتراف علي جميع شركائك وكيف تم قتل الطفل وبالمقابل تترحل علي إيران... ماقولك؟
إسلام :وإذا رفضت؟
وكيل النيابة :ليتك ترفض حقا سيتم حبسك حتي تعترف وستكون المحاكمة في بلدنا لان الجريمة علي ارضنا وهذا يضمن لك أنت وشركاءك إما الاعدام وإما الحبس مدي الحياة... وتذكر الفرصة لا تأتي مرتين... خاصا وان إعترافك هو لحماية حقك في الإعتراف اولا.. أما نحن فتفريغ الكاميرات معنا أظهرك بمفردك من تقوم بالجريمة فسنغلق القضية ونسلم القاتل وانتهي عملنا... القرار لك!!
إسلام وهو ينظر للأسفل مطأطأ رأسه... حسنا سأقول كل شيئ... لقد جئت أنا وزوجتي إلي هذه البلد منذ خمس سنوات... حملت زوجتي بأبننا وقبل موعد الولادة أتفقنا علي النزول لإيران لتضع مولودنا هناك... ولكن ولدنا ولد توفي بعد ولادته بقليل... ولشدة حزننا أنا وزوجتي اقنعتها بالتبني لطفل لقيط من الملاجئ المتعددة ببلدنا... وقمنا بمد أجازتنا لثلاثة أشهر أخري لإنهاء إجراءات التبني والوصاية... اخبرنا فيهم الجميع أن ولدنا مريض ولا نستطيع تركه بالرعاية 

ونعود لان وضعه حرج... وتمت الإجراءات سريعا وحملنا هادي بين إيدينا وقمت بتسميته علي إسمي بجميع الأوراق الرسمية وتم إضافته لجواز سفر زوجتي.. وعدنا به إلي هنا... ومرت ثلاث سنوات كنا بأفضل حال  والمال وفير... ولكن لا تجري الرياح دوما كما تشتهي السفن...بدأت تجارتي في الإنهيار وبدأ تراكم الديون... ثم إضطررت لإعلان إفلاسي... وأضطررت للذهاب للعمل تحت إمارة شخصا  بعدما كنت انا صاحب العمل والمال... وبينما هذا حالي علمت بقضية الاسرة الإيرانية التي تلقت تعويضا كبيرا لوفاة ولدهم داخل إحدي المستشفيات نتيجة الإهمال الطبي... حتي أن الدية والتعويضات جعلتهم ملوكا في تلك البلد... وحينها فكرت في نفس الشيئ خاصة وأن زوجتي حامل الآن وسأرزق بطفل من صُلبي... وحاولت العمل والبحث عن المساعدين لي سرا... كنت أعلم عن المُعلمة نوران أنها تُحب الأطفال بشدة فلذلك لن توافقني علي فعل ذلك... خاصة وان معها زوجها بتلك البلد فهو يعينُعها إذا ماهددتها بترك العمل... لم أجد افضل من مشرفة الدور الأستاذة مروة... هي بمفردها في تلك 

البلد... تعمل ولا مانع لديها من الزواج سرا إذا ما إحتدم الأمر... وبدأت في التقرب منها حتي أحبتني وحينها كلمتها عن الزواج فوافقت علي الفور... ولكن أخبرتها بوضعي المادي وأخبرتها بقصة العائلة الإيرانية والنقود والدية... كان الطمع يخرج من عينيها... ولمعت الفكرة برأسها دون ان اتحدث... حتي أنني لأشجعها أخبرتها أنه ليس بأبني وقصصت لها الحكاية فماكان منها إلا ان أقترحت التنفيذ... كانت تعطي الولد عصيرا به أدوية مهدئة تقوم بحقنها في العلبة بسرنجة رفيعة من اسفل الجزء المنتطلي من احد الجانبين... ثم تعاود لصق الجانب من جديد.... وتخبر نوران أن والده مر وارسل له بعض العلوي... هذه الأدوية كانت تجعله مريضا ومترنحا... وتزول مفعولها قبل عودة زوجتي فلا تلاحظ شيئا... كان ذلك لإثبات ان الطفل كان مريضا لفترة قبل الوفاة.... حتي اتي يوم التنفيذ... قامت مروة بأخذ هادي لتقوم بالإتصال بوالدته لتأتي لأخذه لمرضه... ولكنها لم تتصل بالفعل... بل أخذته لغرفة فصل الكاميرات وجعلته يقوم بفصلها واللعب فيها 

لتضع بصمته هو عليها... ثم قامت بإرجاعه مجددا لنوران... ومع إنتهاء الدوام... قامت نوران بتوصيل جميع الطلبة لحافلتهم أولا وتركت هادي مع الدادة بالفصل لتأتي وتحمله لمقعده... في تلك الوقت صعدت مروة لغرفة التحكم وارتدت القفازات وشغلت الكاميرا... لتثبت ان نوران لم تقوم بإدخاله الحافلة... وعند عودتها للمدرسة مرة أخري لإحضار هادي قامت بفصل الكاميرات نهائيا إلي نهاية تنفيذ باقي خُطتنا....
وكيل النيابة :أكمل نحن نسمعك....
إسلام :أرتديت زي أهل البلد جلبابا أبيض وشال وعقال وذهبت لأمام غرفة الحارس... فلمحني هادي فأشرت له ان يأتي بهدوء ولا يجعل أحدا يشعر به... وأتي بالفعل... وكان مازال مترنحا فقمت بحمله ودخلت إلي سيارة الأجرة وجعلت السائق ينطلق... وذهبت لمنزل مروة.. وتركته لديها ونزلت لأعود للبيت مسرعا في ميعاد رجوعي... وأخبرت زوجتي أن زملائي أخبروني بإتصالها وقد كنت مع المدير بإجتماع ولكنهم ظنوا أنني انهيت دوامي  ورحلت.. واخبرتها أنني سأذهب لأبحث عنه بعدما إتصلت أمامها بوكيلة 

المدرسة وانتظرت ان عاودت الإتصال بي بأن رسلان أوصله... وأخبرتها أنني لن أعود إلي المنزل بدونه... وعدت لمنزل مروة التي قامت بتجهيز كل شيئ... فقد أحضرت الأنبوب المعوي والمواد المخدرة لتخديره كي لا يتألم... وقالت أنها تعلم ماتفعل... قامت بإعطاءه حقنة المخدر... وقمت معها بتركيب الأنبوب المعوي بهدوء وثم وضعنا في أعلاه قمعا لوضع المادة الكاوية فيه...
المقدم ماجد :هل كنت تعلم أنها بطاس ومواد تبيض وتنظيف؟


إسلام :نعم... وقمنا بصبها بمعدته... وبدأ جسده يتحول للون الأبيض فقمنا بسحب الانبوب من حلقه بهدوء وتركه حتي الفجر... وجدناه قد تبرز علي نفسه... وبدأت فقاقيع بيضاء تخرج من فمه... كانت الروح مازالت به.. وكان مفعول المخدر قد بدأ بالزوال... لم أنسي نظراته لي... لم يكن يقوي علي التحدث ولا حتي تحريك أي شيئ فيه سوي عينيه... بدأت بإخلاعه جميع ملابسه فور وصولنا وقامت مروة بغسلها وتجفيفيها وتحضيرها ليرتديها مرة أخري.. وقامت مروة بتحميمه... وبدأت روحه بالخروج مع إنتهاء إستحمامه... وكأننا كنا نغسله... وكفناه بملابسه النظيفة وكنا نرتدي القفازات لعدم ترك علامات أو بصمات علي ملابسه
وكيل النيابة :ولكن لماذا تم وضع بصمة نوران علي رقبة ولياقة الطفل؟


إسلام :لربط الجريمة بالمدرسة.. ولجعل القاتل أحد المدرسين لضمان أخذ التعويض ... لم أقصد نوران شخصيا بقدر ما كنت أقصد مُعلمة فصله...
المقدم ماجد :وكيف تم أخذ بصمة نوران وعلبة البودر النسائية؟ لم أعد أستعجب الآن بالتأكيد مروة من فعلت ولكن أسأل عن الطريقة؟
إسلام :قامت بالعرض علي نوران ذاك النوع من البودر ذو الماركة العالية والغالية ولكنه معها بأقل من ربع الثمن لتجعلها تقوم بالإمساك به... وأفتعلت سقوطه من يدها لتعتذر نوران وتقوم بالنزول للإمساك بعلبة البودر التي كان البودر قد أظهر بصمتها عليه... فحملتها مروة ورحلت مع كثرة أعتذارات نوران لها..... وما أن دخلت مكتبها حتي وضعت شريط لاصق عريض وشفاف فوق علبة البودر فتم أخذ البصمة كاملة لأصابع نوران... وقمت بلصقها برقبة ولياقة هادي لإلحاق التهمة بالمدرسة...


وكيل النيابة :وماذا حدث بعد الوفاة؟ من ساعدك في دخول المدرسة؟
إسلام :العم رسلان... جميع السائقين يأتون باكرا لإستلام الحافلات للذهاب لإحضار الطلبة... قمنا بالإتفاق معه علي أخذ خمسون ألفا فقط ليدخل الطفل المدرسة... لقد أخذه منا ووضعه بالحافلة وقام بتغطيته في مكان تخزين الشنط.... وبعد إستلام نوران للأطفال وسؤالها عن هادي تركها وذهب وذهبت لفصلها... عاد وفتح مكان تخزين الشنط وأخرج الطفل ووضعه بأسفل الحافلة... وذهب ليخبر مدير حركة الحافلات بحاجة الحافلة لتغير الزيت... حينها فقط صعدت مروة وأعادت تشغيل الكاميرات كما كانت... والباقي أنتم شاهدتوه...


وكيل النيابة :أمرنا نحن وكيل النيابة بحبس المتهم إسلام الإيراني خمسة وأربعون يوما علي ذمة القضية كما قررنا بإستدعاء وحبس كلا من المتهمة مروة والمتهم رسلان لإشتراكهما في جريمة القتل... مع الإفراج الغير مشروط عن كلا من زوجة حارس البناية ونوران سعيد مالم يكونا مطلوبان علي ذمة قضية أخري...
بعد ثلاثة شهور... تم الحكم بالإعدام علي كلا من إسلام الإيراني ومروة... وبسبع سنوات للسائق رسلان...
لم أعد أستطيع التمييز لفترة كبيرة بين الناس... كان القاتل امامي ويمارس حياته الطبيعية بشكل كامل... بل ويستحوذ علي إعجاب وإحترام الجميع... لم تكن مروة صديقتي ولا زميلتي... ولكني كنت أحترمها لعلو منصبها... لم أكن اتوقع من أحدا الغدر... ولكن بالنهاية هناك ألم وغدر... أصبحت حرة وبدأت في التعامل مع الأمر وكأن شيئا لم يكن... ولكن الحقيقة هي أنه سيظل دوما بقلبي تلك الغصة التي سأظل أتذكرها دوما لكي لا أثق تلك الثقة العمياء بمن حولي... ولكن مهما حاولت أن أتناسا وأتعايش ستظل تلك التجربة تترك بي دوما كوابيس وأحلام أراها كل ليوم ولعدة سنوات لا أخبر بها

 أحد ولا أعيدها لنفسي مرة أخري... فهي في النهاية ردة فعل تهتكي الداخلي... كنت معكم أنا نوران سعيد وهذه كانت قصتي 

انتهت اتمني تعجبكم.. مستنية رايكم شكرا ليكم

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×