رواية حب في الحجر الصحي الجزء الثالث


حب فى الحجر الصحى
بقلم أمنية الريحانى
الجزء الثالث
فى الطوارئ:

: ألحق يا أفندم جالنا بلاغين دلوقتى عن حالتين مشكوك فيهم إن عندهم كورونا

_ فين الحالتين دول و رجالة ولا ستات

: رجل وست يا أفندم والاتنين فى نفس الشارع بس فى شركتين مختلفتين

_ يبقى أحتمال يكون راجل ومراته أبعتوا الغسعاف فورا تاخدهم

: حاضر يا أفندم



بعد شوية كتيرة

أمل قاعدة متوترة والتعب بيزيد عليها ، خصوصا من نظرات الرعب والتوتر اللي شايفاه فى عينين زمايلها اللي واقفين بعيد وعاملين يرشوا كحول عليها لما عموها

وفجأة جم أتنين متغطيين من أولهم لاخرهم وقربوا منها عشان ياخدوها

أمل: هو فى إيه

رجل الإسعاف: أسفين لحضرتك ، بس حضرتك فى شك إن عندك كورونا ولازم تروحى المستشفى حالا

أمل قلبت بوزها بشكل طفولى وقالت لنفسها : الله يرحمك يا أمل كنت بنت حلال ومؤدبة ونسمة

ركبت أمل عربية الإسعاف وأول ما ركبت فتحت بقها وبحلت عينيها من الصدمة وهى بتقول : أنت ؟

سعيد : إنتى

والاتنين قالوا فى نفس الوقت : أنت ( إنتى) إيه اللي جابك هنا ؟

أمل بعصبية : أنت عندك كورونا ، أيوا صح يبقى أنت اللي عديتنى ، أنا كنت شاكة من الأول فى الشبشب بتاعك إن هو اللي عدانى

سعيد بانفعال : شبشب إيه يا أم شبشب ، لا وإنتى الصادقة أنا كنت سليم وزى الفل لحد ما خدت الهدية بتاعتك

أمل : أنت اللي عدتنى

سعيد : لا إنتى اللي عدتينى

وهنا ادخل رجل الإسعاف اللي قرب ينهار من زعقيهم : ما تصلوا عن النبى يا جدعان ، شبشب إيه اللي هيعديكم ، أنتوا بتلبسوه فى رجليكم ولا فى وشكم

بص سعيد لامل وأفتكر إنها من ساعة ما إديته الشبشب وهو محتفظ بيه وكل شوية ياخده ف حضنه ، وهى كمان أفتكرت نفس الموضوع ، وهنا أتكتموا الأتنين من الكسفة

بعد شوية

أمل بدأت الدموع تنزل من عينيها من الخوف ، بصلها سعيد بحنان ونسى هو خوفه وهو بيطمنها وقالها : متخافيش إن شاء الله مش هيطلع فى حاجة

أمل : ولو طلع إحنا خلاص كده هنموت ، أنا ملحقتش أتجوز

ضحك سعيد على طفولتها وقال : بعد الشر عليكى ، إن شاء الله هتخفى وهتتجوزى ، إلا لو أنا مت ، ساعتها مضمنش حد يتجوزك بصراحة

وهنا أمل نسيت خوفها ورجعت للجنان تانى : ليه يا أخويا إن شاء الله ، دول واقفين زى النمل بس هى النفس

سعيد: وأنتى هيبقى عندك نفس تتجوزى نمل ، دا إيه الأرف ده

بعد فترة من الصمت أمل أفتكرت حاجة وبصت لسعيد وقالتله : هو أنت قولت إيه من شوية

سعيد وهو بيستعبط: قولت إيه مش فاهم ؟

أمل : قولت لو مت مش هلاقى حد يتجوزنى ، أنت قصدك إيه ؟

وهنا رجل الإسعاف قاطع كلامهم وصلنا يا جماعة المستشفى

نزل سعيد وأمل من عربية الإسعاف ، وأمل هياخدوها قسم السيدات وسعيد قسم الرجالة ، لكن قبل ما تمشى أمل سعيد نده عليها وقالها : أمل ،

لفت بصتله ، راح قالها : علفكرة أنا بحبك ، ولو ربنا كاتبلى أخرج من هنا على خير أول حاجة هعملها هتجوزك

وهنا سابها ومشى ودموعها غلبتها

الاتنين كانوا خايفين وهما رايحين المستشفى بس الحب اللي بينهم هون عليهم الموقف ونساهم اللي هما فيه ، لكن لما كل واحد بقى لوحده ابتدى الخوف يعرف مكانه فى قلوبهم ، خصوصا لما طلعت نتيجة التحليل إيجابى وطلع الأتنين مصابين وأتحجزوا فى الحجر الصحى ، بس طبعا كل واحد فيهم فى مكان ، وعلى قد الخوف ما كان الرفيق الدايم لكل واحد فيهم ، وفكرة الموت اللي كانت بتحلق حواليهم ، على قد ما كان جوا كل واحد أمل إن ربنا يشفيه ويرجعه للحياة عشان يكمل حياته مع الإنسان اللي بعتهوله ربنا



فى الحجر الصحى للرجال:

تدخل الممرضة عشان تطمن على سعيد وتديله علاجه لقته قاعد بيصلى وبيدعى ربنا وقبل ما تخرج بيوقفها سعيد وبيقول : لو سمحت ممكن أطلب منك طلب

الممرضة : أتفضل تحت أمرك

سعيد: خطيبتى كانت معايا يوم ما جيت وهى غالبا محجوزة فى الحجر الصحى بتاع الستات ، ممكن أبعتلها جواب وتوصليهولها

الممرضة: أنا اسفة بس ممنوع أخد من حضرتك حاجة

سعيد: طب ممكن توصليلها رسالة ، أصل هى زمانها خايفة وأكيد كلامى ليها هيطمنها

الممرضة بعد تفكير : حاضر يا أفندم حضرتك عايز تقولها إيه



فى الحجر الصحى للسيدات :

أمل قاعدة بتعيط خايفة خصوصا لما سمعت إن فى حالتين وفاة حصلوا جنبها ، عمالة تعيط وتقول : يارب ، يارب ، أنا خايفة أوى يارب

بتدخل عليها الممرضة تطمن عليها وتقولها : مالك يا أمل بتعيطى ليه

أمل وهى بتعيط : أنا هموت يا صباح مش كده

صباح: ليه بس بتقولى كده إن شاء الله هتخفى وتبقى زى الفل

أمل : أمال الاتنين اللي ماتوا دول يبقوا إيه

صباح: عمرهم يا أمل ، ربنا أراد يموتوا فى الوقت ده ، واحدة من اللي ماتت كانت ست كبيرة معدية الستين والتانية كان عندها مشاكل فى الرئة أصلا ، أهدى كده وأطمنى دا أنا جيبالك حاجة حلوة هتفرحك وتهديكى

أمل: حاجة إيه ؟

صباح: خطيبك يا ستى وصى زميلتى اللي فى الحجر الصحى بتاع الرجالة توصك رسالة

أمل: خطيبى؟!

صباح: أه استاذ سعيد ، هو مش خطيبك؟

أمل وهى مبتسمة : هو فعلا خطيبى

صباح: شوفتى بقى أول ما جت سيرته وشك نور إزاى ، بصى يا ستى هو بيقولك إنه لسه على عهده معاكى وهيتمم جوازكم أول ما تخرجوا إن شاء الله ، وبيقولك هو محتاجك تبقى قوية عشان مناعتك تقدر تقاوم المرض وتهزمه ،

وبيقول إيه تانى يا صباح .... أه أفتكرت ، بيقولك هو جنبك حتى لو مش شايفم بس حاسس بيكى وبيقاوم على قد ما يقدر عشان ربنا يجمعكم قريب

أمل أترسم الأمل على وشها وأبتسمت ، صباح بصتلها وقالتلها : شكله بيحبك أوى ربنا يخليكم لبعض

خرجت صباح من عند أمل ، اللي اتوضت وقعدت تصلى وتدعى ربنا يشفيها ويشفى سعيد

بعد مرور أسبوعين سعيد قاعد فى أوضته مستنى نتيجة التحليل عشان يعرف خف ولا لا ، وبيدعى ربنا إن هو وأمل يطلع نتيجتهم سلبية ، دخل الدكتور وبص لسعيد اللي قلقان

سعيد : خير يا دكتور النتيجة إيه ؟

الدكتور : أنا أسف يا أستاذ سعيد بس........


الحلقة الرابعه من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×