أحببناها مـريـمـيـه 💛 ٢١ 💛
والأخييييييييييييييييره 💛
دلفا معا ومعاذ يحمل العلبه ووضعها علي احدي الطاولات وقام برفع الغطاء لتشهق رقيه بسعاده من تلك المفاجأه التي لم تتوقعها ابدًا .. بل انها لم تتوقعها من معاذ نفسه .
معاذ بابتسامه : ها .. عجبك ؟
رقيه بدموع تترقرق في عينيها : اوي اوي .
معاذ بابتسامه : اوي اوي اي بس .. انتي شفتيه لسا ؟
رقيه بابتسامه : باين من تطبيقته انه نفس فستان احلامي .
اقترب معاذ محاوطًا وجهها بحنان : والحلم بقا حقيقه واي حلم عشان اميرتي هيبقي حقيقه .
ادمعت هذه المره لتحتضنه بقوه وهي تتمتم : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا .
مسد معاذ ظهرها بحنان متمتمًا : ولا يحرمني منك يا حبيبتي .
رقيه بهدوء : انت عرفت تفصيلته منين بقا ؟
معاذ وهو يحك مؤخرة رأسه : اا .. شهد .
رقيه : الخبيييثه .
ضحك معاذ لتضحك معه .. ولكن قاطعهما صوت شهد التي تقف عند الدرج وهي تنظر لهما بابتسامه : اجيب شجره واتنين لمون ؟
معاذ : يا بااااي .. انا طالع اغير وانزل عشان تعشوني .
شهد بضحكه : اهرب اهرب .
ضربها معاذ علي مؤخرة رأسها بمزاح متمتمًا : هيوحشني قفاكي بعد ما تتجوزي .
ضحكت رقيه عليها بينما نظرت شهد لها في غيظ قبل ان يدلفا للمطبخ ويحضرا العشاء معًا .
دلف اسلام الي المنزل بعدما عاد من عمله منهكًا لتقابله مريم بابتسامه : حمد الله علي سلامتك .
اسلام رافعًا احدي حاجبيه : الله يسلمك .. خير ؟
مريم : ما تتصل علي اروي وتستأذن باباها وتيجوا نخرج كلنا .
اسلام بعدم فهم : نخرج فين ؟.. وبعدين لو هخرج مع مراتي هتتحشري في النص ليه ؟ وانتي خارجه مع جوزك اتحشر انا ليه ؟
مريم بغيظ : غير جو انت واروي يا بايخ .
اسلام بتفكير : اممم .. فكره مش بطاله .. خلاص مااااشي .
وبالفعل هاتف اسلام والد اروي واستأذنه وسمح له وقد تحدث لأروي وأخبرها انه سيمر عليها خلال ساعه .
وفي اقل من نصف ساعه كانت مريم قد ارتدت فستانها النبيتي الذي يتزين بسبع وردات بيضاء تنتشر علي الفستان من الأسفل وينزل من الخصر باتساع معقول ويتخصره حزام أبيض بتوكه ذهبيه بينما يتزين من الصدر بصف أزرار بيضاء حتي الحزام .. وبأكمام طويله تنتهي إسورتها بكم مخروطي واسع .. وقد ارتدت عليه ذاك الخمار الأبيض ببونيه ذهبي .. ليصل لمسامعها صوت الباب الذي اعلن عن وصول جود .
تحركت بسرعه لتقابله بأجمل ابتسامه قد رآها يومًا وتزداد ابتسامتها لرؤيته يرتدي هذا البنطال الأبيض مع التيشرت النبيتي .. ظنت كونها صدفه لتضع يدها علي فمها وهي تتمتم : اي الصدفه دي؟
اسلام من خلفها : صدفه النيله يا ختي .. انا اللي قلتله .
نظرت له مريم بسخط ليبتسم جود بهدوء متمتمًا : انا طلبت منه يعرفلي الوان لبسك عشان نلبس زي بعض .
اسلام بضجر : عالم فاضيه .
ضحك جود عليه وهو يتمتم : مخلتش مريم تعرفلك مراتك هتلبس اي ليه وتلبس زيها ؟
مريم بحماس : اه والله فكره .. استني .
ابتسم اسلام بجانبيه فقد وصل لمراده دون ان يطلبه .. نظر له جود بخبث : خليك دوغري احسن .. المرادي انقذتك المره الجايه مش مضمونه .
رمقه اسلام بسخط قبل ان تعود مريم متمتمه : هتلبس جيبه بيج مع بلوزه ازرق فاتح .
عقد اسلام حاجبيه .. فكيف سيرتدي هذين اللونين وهل يوجد لديه من الاساس !
ابتسم جود لحيرته متمتمًا : البس يابني بنطلون جينز يكون فاتح وشوفلك قميص ولا تيشرت بيج يلا .
مريم : القميص البيج بتاعك مكوي في الدولاب علي فكره .. وشوف بقا بنطلون يكون ازرق فاتح .
تنهد اسلام قبل ان يتحدث : طيب طيب .
دلف لعدة دقائق ثم خرج بأبهي طله ببنطال جينز فاتح وقميصه البيج الذي أدخله في البنطال ليتبين الحزام الأسود الذي يشبه تلك الساعه السوداء في معصمه وحذاءه كذلك .
دعت والدتهما لهم جميعًا قبل ذهابهم لأخذ أروي التي استقرت بجانب اسلام في حين جود ومريم بسيارة جود ..
اروي بابتسامه : عشان كده مريم سألتني هلبس اي ؟
اسلام مدعيا عدم الفهم : قصدك اي ؟
اروي بغيظ : ولا حاجه .
اسلام بمشاكسه وهو يقرص وجنتها : يابت بهزر يابت .
اروي بضحكه : بس يا بني ايدك .
امسك اسلام بيدها طابعًا قبله رقيقه عليها مع ابتسامته الحانيه لها ..
بينما أخبرت مريم جود بالمكان الذي تود الذهاب له .. لم يفهم سببًا لإصرارها علي الذهاب لنفس الحديقه التي أخذها اليها يوم كتب كتابهما .. لكنه وافقها علي اي حال ..
وصلوا اخيرا وترجلوا للداخل .. استقبلهم احد العاملين بالمكان ليؤشر لهم علي طاوله تكفي اربعتهم في مكان بعيد عن الجميع وهادئ .. لكن اسلام اعترض وطلب طاوله منفرده .. فهو يعلم ان أخته قد حضرت كل شئ لذكري اول معرفه لها بجود .. وقد تم ما اراد .
عند اسلام وأروي ..
اسلام بابتسامه : امته بقا نتلم في بيت واحد ؟
اروي بضحكه : خلاص هانت .
اسلام : قوليلي يا اروي حابه تعملي الفرح ازاي ؟
اروي بتنهيده : اسلام .. اي رأيك لو نسيبنا من موضوع الفرح ده خالص ؟.. يعني احنا عملنا كتب كتاب بحفله معقوله وكل الاحبه حضروا وشاركونا .
اسلام بعدم فهم : امال هنعمل اي ؟
اروي : بفلوس الفرح نعمل عمره مع مريم وجود .
اسلام بتفكير : وماله .. فكره مفيش احلي منها .. وبدايه جميله اوي .
اروي بابتسامه : خلاص يبقا ان شاء الله اول عمره بعد الامتحانات .
اسلام بغمزه : مستعجله اوي .
اروي بخجل : علي العمره اه .
اسلام بغيظ : انا اللي بجيبه لنفسي .. كلي يا اروي كلي .
عند جود ومريم ..
جود بابتسامه : حلو المكان .. تصدقي انا اصلا مدخلتوش من جوه قبل كده .. يعني لما جيت شفتها من بره بس ومن مكان الخضره .
مريم بابتسامه : فعلا جميل وهادي .. اممم النهارده يوم مهم بالنسبالي اوي .
جود بابتسامه : وانا كمان .. بس ليه مهم بالنسبالك .
مريم : لا قول انت الاول .. ليه مهم بالنسبالك .
جود : حاضر يا ستي .. عشان تاريخ النهارده هو تاريخ اليوم اللي دق قلبي لاول مره باسم مريم .
مريم وهي ترمش عدة مرات بعدم تصديق ليتحدث جود بعدها : وانتي اي ؟
مريم : نفس الشئ .. انت .. انت فاكر ؟
جود بابتسامه : وانا ينفع انسي برضو .
مريم بابتسامه : طب هديتك بقا في العربيه لما تروح ابقا شوفها .
جود بضحكه : ماشي يا ستي .. ودي هديتك .
نظرت مريم ليده الممدوده بصورة ما بالهاتف لتتساءل بهدوء : ده تاريخ معرض الكتاب الجاي .
جود بابتسامه : بالظبط .. وان شاء الله هنروحه مع بعض .
مريم بسعاده : بتتكلم جد ؟؟.. هتوديني المعرض ؟
جود بتأكيد : جد الجد .
ابتسمت له مريم بامتنان .. فهو لا يسعي سوي لسعادتها بما تحب .
بعد انقضاء ليلتهم عاد جود للمنزل حاملًا الحقيبه الصغيره التي أحضرتها مريم من أجله ..
جلس لبعض الوقت بجانب مروان الذي ينام في سلام وابتسامه حانيه ارتسمت علي ثغره .. فغدًا سيكتب كتاب أخيه .. ويا لهاا من سعاده ..
لكنه لم يكن يعلم بأن تلك السعاده ستأتي بمرارة تجعله علي حافة الهاويه متجمدًا ..
دلف لغرفته وقام بفتح الحقيبه ليخرج تلك العلبه الصغيره ويتفحص محتواها ليبتسم باتساع وهو يري تلك الساعه الجلديه البنيه .. بجانبها كبك بني مع قلم وسبحه من نفس اللون البني الشيكولاتي الذي يعشقه جود .. فقرر الاحتفاظ بهم وسيستعملهم في يوم زفافهما .
--*-----*-----*-----*-----
كان يقف امام المرآه ناظرًا لحلته الكحليه برتابه .. هل ما يفعله الآن صحيح ؟.. لماذا شهد تحديدًا ؟؟.. ما مشكلته ؟.. ان كان الأمر يتعلق بحمايتها .. لديها اخيها ليحميها .. ما مشكلته هو ؟؟.. لن ينكر إعجاب داخلي بسيط بها .. لكنها ليست مريم .. لما فعل هذا ؟.. لم يرتدي هذه الحله الآن ؟؟.. ربما ما اقترحته في آخر لقاء بينهما سيجعل التعامل معها أسهل بالنسبة اليه .. لكن هل سيستطيع حقًا ان يفعل ؟.. يشعر بتخبط افكاره وضوضاء عقله ..
زفر بحده وهو يتمتم : قدر .. قدر ومكتوب .. والمكتوب لازم نشوفه .
طرقات علي باب غرفته تبعتها دلوف جود الذي نظر لأخيه بابتسامه وفتح ذراعيه ليأتي مروان ويحاوطا بعضهما بابتسامه .
جود : مبروك ياحبيب اخوك .. الف مبروك .
مروان وهو يربت علي ظهر أخاه : يباركلي فيك يا غالي .
لم يمر الكثير من الوقت حتي أخذه مروان في سيارته وتحرك حيث فيلا شهد ولحق به خاله وزوجته .. وكانت مريم مع شهد منذ الصباح وكذلك أروي ..
وصل مروان حيث قد تم الاتفاق علي عقد القران في الفيلا ..
كان كل شئ هادئ .. والحفله بسيطه للغايه ولكنها تتمتع بالبهجه .. يشعر جود بسعاده غامره من أجل أخيه الذي يشعر انه ابن له وليس مجرد أخ .. بينما هناك انقباضه في قلب مروان ولا يعلم مصدرها .. وقد حاول ان يشغل نفسه بالتحدث مع هذا وذاك ..
حتي حان الوقت وأتي المأذون وجلس خال مروان وعم شهد وجلس مروان وجود واسلام في انتظار قدوم شهد مع معاذ الذي صعد للتو كي يأتي بها .. وما هي الا دقائق معدوده وظهرت شهد بطلتها التي جذبت انتباه الجميع لها .. بفستانها السماوي الستان الذي يتسع من الخصر للأسفل بكشكشه طوليه رقيقه وساده تمامًا لا يظهر عليه سوي لمعة القماش فقط .. بينما يتزين الصدر بورود متداخله من اللونين الأبيض والسماوي الأكثر دكونًا من قماش الفستان الفاتح .. بحمالات عريضه وبأسفله بضي أبيض ويعلوه شال من نفس لون الفستان وتتخلله بعض الزهور البيضاء من الأطراف مع حجابها السماوي الرقيق ..
نظر مروان تجاهها ليتساءل في نفسه لم هي بهذه الرقه ؟..هل تبدو رقيقه بهذا الشكل في كل شئ ترتديه ؟!!..
زجر نفسه بحده .. ما هذا الذي يفكر به ؟..
اتاه صوت العقل : هذا صحيح ولكن بعد عقد القران .. عليه ان يفتح قلبه لها ويري كل جميل منها ويهتم لتصرفاتها وايماءاتها .. عليه ان يشغل نفسه كليا بها .. ربما يصل للنسيان .. او علي الأقل يصل للشعور بها هي دون غيرها ..
ازدادت انقباضة قلبه شاعرًا بشئ ما سيحدث .. أغمض عينيه في محاوله لكي يهدئ من الأصوات المضطربه بداخله .. حتي جلست شهد ليبدأ المأذون في طقوس عقد القران حتي انتهي ووقع مروان وبعده شهد ليعلنهما المأذون زوجًا وزوجه ..
نكزه جود كي يتحرك لكن مروان يقف محله كمن سكب علي رأسه دلو من الماء البارد .. ناظرًا في مكان واحد فقط .. لم يحد عنه أبدا .. ولم يكن سوي المكان الذي يقف فيه عمر ناظرا تجاه مروان بكل حقد الدنيا ..
ابتلع مروان ريقه مستشعرا صوت جود الذي يحثه علي الذهاب لشهد .. وبالفعل تحرك ليقف امامها وقبل جبينها بهدوء لتعلُ التصفيقات حولهم لينظر مروان لشهد بأعين زائغه ..
شهد بهدوء : في اي مالك ؟
مروان : عـ عمر هنا .
ازدردت شهد ريقها بتوتر .. وبحركه تلقائيه رفعت كفيها وأمسكت بذراعه ليغمض عينيه بقوه .. الآن أصبحت بحمايته هو .. ووجب عليه ان يأتي بحقها .. نظر تجاه عمر الذي لا تنذر عيناه بخير أبدًا ثم أخذ شهد واتجها لمقعدهما ..
انهالت المباركات والتبريكات ووقفت مريم بجانب شهد في حين وقف جود بجانب مروان ليباركان لهما .. ومن دون سابق انذار أتي آخر صوت يتمني مروان سماعه اليوم تحديدًا ..
عمر من خلفهم : مكنتش اعرف ان يوم كتب كتابك هيتم من غير ما تفكر تعزمني يا .. يا صحبي .
استدار جود ليواجه عمر وقد ظهرت علي وجهه علامات الاستياء وهو يعود بنظره لمروان متسائلا : بجد يا مارو ؟.. معزمتش صاحبك ؟
مروان بهدوء : انت عارف ان الوقت كان ضيق .
عمر بضحكه شيطانيه جعلت انقباضة قلب مروان تزداد : الوقت ضيق ولا العروسه مينفعش تشوف حبيبها القديم في حفلة كتب كتابها علي الشخص اللي اتنازل عن حبيبته لأخوه ؟
تعلقت أنظار الأربعه به بين متسائل عن المقصود من كلماته وبين مصدوم لكون كلمات بسيطه خرجت مرتبه لتظهر حقيقة سنوات بإختصار .
جود ببحه : بـ بتقول اي ؟.. قصدك اي ياعمر ؟
عمر واضعا يده علي فمه كأنه باح بالحقيقة دون عمد : اوبس .. صحيح اي اللي قلته ده ؟.. انا ازاي نسيت ان مروان مقالكش انه بيحب مراتك بقاله سنتين ؟.. وان جوازته من شهد دلوقتي ما هي الا صفقه .. هو يحميها مني وهي تكون ساتر علي حقيقة حبه لمراتك ؟
لم يستطع مروان تمالك نفسه أكثر من ذلك فاندفع تجاه عمر ممسكا اياه من ياقته وقام بلكمه في وجهه بعنف اسقطه ارضًا وقبل ان تطاله يد مروان من جديد تجمع العديد من الشباب حولهما وحالوا بينه وبين مروان الذي تضخ عينيه شرا وعروق وجهه بارزه من الانفعال .. لتبدأ عِركة جديده بين عمر الذي وقف للتو وهو يمسح جانب فمه بعنف ليباغته معاذ بضربه اطرحته أرضا وهو يصرخ بوجهه : انت بتعمل اي هنا ياحقير .. وفي حركه سريعه جذبه عمر من ملابسه مجددا ليترك البعض مروان ويحيلون بين عمر ومعاذ الذي فقد كل تعقله .. بينما وقف عمر وهو يضحك ضحكات متقطعه قبل ان ينظر لمروان وهو يتمتم بحقد : استمتع دلوقتي عشان مش هسيبهالك .. انا مش كريم زيك وهتنازل عنها زي ما تنازلت لأخوك .
القي جملته وغادر ليقف مروان مكانه تائهًا ضائعًا لا يعلم ماذا عليه أن يفعل .. تجمدت قدماه أرضًا ولم يستطع حتي أن يدور ليواجه جود الواقف مكانه بلا حراك .. او مريم التي تجمدت بجانب شهد المتجمده هي الأخري .. بينما اقترب عم شهد من مروان وهو يمسد صدره وظهره معا قائلا بهدوء : الشباب خرجوه بره .. ارجع يا بني لعروستك وانا هعرف اي المشكله وهتتحل بإذن الله .
نظر له مروان بتيه .. ليعود بالفعل حيث شهد التي لاتزال جالسه ومريم التي تقف محلها ممسكه بيد شهد دون اي حراك ويقسم انها لم ترمش حتي .. وجود الذي شحب وجهه وينظر فقط تجاه مروان متمنيًا فقط أن يرفع مروان عينيه كي ينفي بهما ما قاله عمر .. لكن مروان عاد ناظرا للارض هاربا بعينيه عن عينا أخيه .
فلم ينتظر جود ان يجلس مروان .. فوقف مواجها له قبل ان يصل للمقعد وتحدث بجمود : اللي قاله عمر .. صحيح ؟
لم يتحدث مروان .. فكل الكلمات تبخرت .. هو حتي لا يجد صوته .. فأعاد جود السؤال ليأتيه صوت شهد هذه المره تتحدث ببكاء : لا مش صحيح .
التفت لها جود يستفهم عما تعرفه .. وكذلك مروان الذي يرجوها بعينيه ان تجد مخرجًا سريعًا ومقنعًا كفايه بعدما تفوه عمر بما قاله ..
لتتابع شهد بحزم : نخلص الليله دي ونقعد وانا هحكيلكم كل حاجه .
ازدرد جود ريقه بحلق جاف وهو ينظر لعينا مريم التي تنظر له بفزع .. لينتشلها سريعا بين أحضانه مطمئنا اياها ... او ربما نفسه .. ليغمض مروان عينيه زافرا بقوه وكأنه كان يحبس أنفاسه في صدره منذ وقت طويل .
انقضي أكثر من ساعة ونصف في محاوله مستميته من الأربعه كي يكونوا طبيعين او علي الأقل يظهروا بمظهر الطبيعيين في حفلة كتب كتاب طبيعيه .. وما ان انتهت الحفله حتي تحركت شهد مع مروان تجاه جود ومريم وطلبت منهما ان يخرجوا معًا لبعض الوقت .. لم يتردد اي منهما .. وبالفعل قاد مروان سيارة معاذ وبجانبه شهد التي رفضت اخباره بما يجول في ذهنها من حديث ستخبر به جود ومريم .. وفقط طلبت منه ان يؤكد علي ما ستقول ولا شئ آخر .. بينما يجلس جود بسيارته وبجانبه مريم التي تهيئ نفسها لنهاية حياتها مع جود قبل حتي ان تبدأ .. فمن تلك التي ستقبل بأن تكون زوجه لرجل يحبها هو وأخيه ..
وصلوا جميعًا لمكان هادئ تمامًا وصفوا سياراتهم وترجلوا جالسين متواجهين .
ولكن لبضع دقائق الصمت هو السائد .. ولم يقطعه سوي تنهيدة شهد التي تنهدت بصوت مسموع قبل ان تتحدث بجديه : مريم تعرف علاقتي بعمر السابقه .. ومروان لماا عرف بالعلاقه دي وحاول مع عمر وعمر مسمعلوش بِعِد عنه فتره .. عمر في كتب كتابك انت ومريم حاول يتكلم معايا و .. وساعتها شافه مروان وسمع الحوار اللي كان بيني وبينه .. واللي فهمه مروان وقتها من صدِّي لعمر ان انا سيبته من زمان واني بعدت عن الطريق ده .. وزي اي شاب شهم اتدخل لما شاف ان عمر هيتنادل .. ولما الحوار اشتد بين عمر ومروان .. عمر هدده وقتها انه لو مبعدش هيعمله مشكله كبيره .. مروان وقتها قاله اعلي ما في خيلك اركبه واضطر وقتها يقول ان انا خطيبته .. عمر قاله يبقي استحمل اللي هعمله .. بس مكناش نعرف ان اللي هيعمله عمر هو فتنه بينك وبين مروان .
صمتت ليعود الصمت يخيم علي الجميع مجددا .. قبل ان ينظر جود تجاه مروان الذي علم علي الفور ان عليه ان يؤكد ما قالته شهد حتي لا تحدث فتنه بينهما بحق او علي الاقل حتي لا تتصدع العلاقه سواء بينهما او بين جود ومريم .. فرفع مروان عينيه ناظرًا لجود بثبات وهو يتمتم : ده اللي حصل فعلا .
أخذت مريم شهيقًا طويلًا وكأنها تحررت للتو لترتخي اعصابها المشدوده وكذلك ارتخت ملامح جود حينما رأي الثبات في عينا مروان .. اخذ يتذكر جميع مواقف مروان معه في كتب كتابه هو ومريم .. يتذكر غنائه ورقصه .. يتذكر سعادة عينيه من اجله .. تذكر كونه هو من اخبره بكونها أخت اسلام حينما قال انه سيبحث عنها من اجله ..
اضطربت افكاره بين ما قاله عمر وافعال مروان التي لا تثبت أبدًا ما قاله عمر ..
تنهد جود ثم تحدث أخيرًا : انت مديون بليله كويسه لمراتك يا سي مروان عشان بوظت فرحتها النهارده .
التقط مروان أنفاسه أخيرًا .. لقد نجحت شهد في مماطلة الحقيقه .. ابتسم بهدوء ثم نظر لشهد بهدوء : تحبي نروح فين ؟
شهد بابتسامه مصطنعه : عاوزه اروح مكان فيه ميه .
ضحك جود وهو يتمتم : يلا نستأذن احنا بقا عشان انت شكلك هتلبس .
مروان بابتسامه جانبيه : النداله واخده حقها معاك .
غمز له جود وتمني لهما وقتًا ممتعًا ثم غادر ممسكًا بيد مريم التي تتشاهد كل فنية وأخري ..
مروان بتنهيده : متشكر يا شهد .
شهد بهدوء : مفيش شكر بين الاخوات .
نظر لها مروان لحظات يستوعب ما قالته حتي تذكر اتفاقهما لينفجر ضاحكًا وشاركته ضحكته هي الأخري .. بينما قرر مروان ان يأخذها لمكان به مياه كما طلبت ويمرحا لبعض الوقت .. وقد كان ..
لنتفق بأن الحياه ليست عادله .. ولكن رب العباد يتصف بالعادل .. فهو لا يكتب لنا سوي الخير .. الخير وفقط .. فلا تحزن أخي أو اختي في الله ان ذهب عنك ما ترجوه او تتمناه .. فهو لا يقدم لك الا ما هو خير لك .. فقط كن شاكرًا حامدًا راضيًا... وتأكد بأن في حكمة الله وتدبيره شئ من سعادتك ورضاك .
الي هنا ونصل لنهاية الجزء الأول من روايتنا " أحببناها مريميه " ..
الجزء الثاني بعنوان قضاء ونصيب من هنا