أحببناها مـريـمـيـه { ١٨ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
خرجت من النادي بخفه وهي تتمتم : ها يا عمو .. كده سامعني ؟
العم : ايوه سامعك كده تمام .. انا بتصل بمعاذ ورقيه ومبيردوش .
شهد : لا هما جوه رقيه قالتلي نسيت فونها في البيت للأسف ومعاذ موبايله في العربيه بره .
العم : طيب يابنتي انا بس بتطمن عليكوا .
شهد : احنا بخير ياحبيبي .. وان شاء الله مش هنتأخر .
اغلقت شهد مع عمها وبينما تدور كي تعود للداخل فإذا بها تصطدم بصدر جعلها تترنح للخلف شاهقه حينما وجدته عمر .
وقفت ونفضت فستانها وكأنه لوثها بقربه هذا ثم قررت الذهاب من امامه .. لكنه لم يسمح لها فوقف في طريقها .
شهد وهي ترفع سبابتهت في تهديد : قسما بالله ان ما وعيت من طريقي انت حر .
عمر بابتسامه : هتعملي اي ياروح قلبي ؟
لوت شهد فمها في تقزز وهي تتمتم : ده كان زمان وجبر الكلام ده يا استاذ عمر .. لما كنت شهد الغبيه اللي بتسمع الكلام وتنفذ وتاخد وتدي عشان المركب تمشي .. لكن اللي قدامك دلوقتي شهد تانيه خالص .
عمر وهو يفرك أسفل ذقنه في تفكير : امممم .. بس الاتنين عندي واحد .. وبعدين ياشهود انتي وحشتيني .. ودي مش مقابله تقابلي بيها حبيبك مش كده ؟
شهد باشمئزاز وهي تبتعد للخلف مع اهتزاز رأسها للجنبين برفض لما تسمعه او ما يقوله : انا مبحبكش .. انا كنت غبيه وساذجه وطايشه وضايعه .. وكنت بتضحك عليا بكلمتين .. لكن دلوقتي لا .. دلوقتي انا في الطريق الصح .. ومش هسمحلك ابدا ابدا انك تقف في طريقي يا عمر .
اقترب عمر منها في هدوء مخيف بينما كانت هي تعود للخلف في توتر وخوف ظهر جليا علي ملامحها .. فهي وان ادعت القوه مع اقرب صرخه في وجهها ستنهار لا محاله ..
عمر وهو لا يزال يقترب : قلتيلي بقا اني مش حبيبك وانك علي الطريق الصح وانك مش هتسمحيلي اقف في طريقك مش كده ؟
استنشقت شهد الهواء بقوه كي تسترد بعض القوه والشجاعه ونطقت أخيرًا بنبرة مهزوزه : بالظبط كده .
وصلت شهد لحائط السور وكان عمر لا يزال يقترب .. وما ان وصل حتي مد يده كي يمسك بها ولكن يد أخري حالت دون ذلك وهو يجذب عمر للخلف أبعده عن المكان ومن ثم جذب يد شهد واوقفها خلفه وتمتم في غضب ظهر جليا في نبرته : واضح انك اتعرفت علي خطيبتي قبل ما اعرفك عليها يا صحبي .
عمر باستنكار : خطيبتك ؟.. دي ؟
قالها وهو يشير علي شهد ومن ثم ضحك بسخريه وهو يتمتم : بقا يا مروان من مريم لـ شهد ؟.. انت ياتبص للعالي اوي .. يا تبص للواطي اوي ؟.. مفيش بين البينين ؟
كز مروان علي اسنانه بغضب وعصبيه وهدر : دي اخر مره تتعدي فيها حدودك يا عمر .. وللاسف انت كان لسا ليك في قلبي مقدار احترام وتقدير للعيش والملح والصحوبيه .. بس للاسف النهارده انت نسفت الباقي .. دي اخر مره هحذرك تقرب من حاجه تخصني .
ثم تحدث بهدوء لشهد الواقفه في تيه خلفه : اتفضلي جوه دلوقتي .
عمر بضحكه : صعبان عليا يا مروان .. امال لو متعرفش ان صورها معايا ؟!
نظر له مروان باستحقار ثم استدار ودلف للنادي .. بينما صر عمر علي اسنانه في ضيق وهو يتمتم : مش هسيبهالك يا مروان .
اخذ شهيقا عميقا ودلف للنادي عازمًا علي انهاء تلك المسرحيه التي هي من صنع مروان وحده .
ذهب حيث جود الذي يتحدث مع مريم واسلام ويضحكون في سعاده .. وابتسم بتشفي لان تلك السعاده لن تدوم كثيرًا .
صوت حمحمه جعلت جود واسلام يلتفتون لمصدر الصوت فابتسم جود تلقائيًا ليصافحه عمر وهو يبتسم بهدوء متمتمًا : فرحان عشانك من قلبي يا جود والله .. ربنا يديم السعاده .. بس انا مستغرب انك اتجوزتها رغم الظروف !
عقد جود حاجبيه بعدم فهم وهو ينظر له بتساؤل : مين دي ؟.. وظروف ايه اللي بتتكلم عنها ؟ قاطعهما مروان الذي لمح عمر يقف امام جود من بعيد فأتي لهم ركضًا قبل ان يتفوه عمر بما يجعل الامور تتعقد : قصده عشان جيشي يا جود وخدمتي وكده .. ميعرفش ان انا اللي اصريت كتب الكتاب يتم دلوقتي .
اماء جود بابتسامه وهو يتمتم : فعلا .
عمر بابتسامه خبيثه ناظرًا لمروان الذي يدحجه بتحذير : الف مبروك يا جود .. استأذن انا .
تنفس مروان بهدوء ليزيح عن صدره التوتر وهذا الكم الهائل من الإضطراب .
جود واضعا يده علي كتفه : انت كويس يا مروان ؟
مروان بابتسامه حاول قدر الامكان ان تكون مرحه : ايوه ياعم .. اهتم بنفسك يوه .
جود بمزاح : ياسيدي انا غلطانلك .. اولع .
ضحك اسلام عليهما وهو يتمتم : بطلوا يا شوية عيال .
جود لمريم : قولي لاخوكي اني اكبر منه .. وكده عيب .
مريم بنظرة غضب مصطنعه لاسلام : متغلطش فيه .
اسلام : ياشيخه اقعدي كده وانتي شبه ماما الحجه .
جود بدفاع : هي شبهك بصراحه جامد وبالتالي انت كمان شبه ماما الحجه .
اسلام ناظرا لمروان : بالله عليك يامروان جبلي حتة الجبهه اللي طارت وراك دي اصلي مش شايف من غيرها .
ضحك الجميع قبل ان يتمتم اسلام : انا رايح اقعد مع مراتي واهلي .. بدل ما انا بتحدف بالطوب كده .
جود : شاطر .. وانت كمان يامروان روح معاه .
مروان : دي توزيعه دي ولا اي؟
جود : بالظبط كده .
مروان زاما شفتيه بضجر مصطنع : وانا اللي كنت ناوي اغنيلك .. يلا ملكش في الطيب نصيب .
امسك جود بيده : خد بس هنا .. انت ما صدقت ولا اي دا انا بهاااازر .
نظر مروان لمريم الضاحكه وهو يتمتم : شفتيني وانا مسيطر .
ضحكت مريم وهي تهز رأسها بإماءه بمعني : اه .
ضم مروان جانبي ياقة قميصه الأبيض بغرور مصطنع ثم تحمحم وتحرك وهو يصيح : المايك يا عم محمد .
ضحك جود ومريم علي فعلته ليجلس جود في حماس لما سيغنيه مروان الآن ومريم لا تقل حماسًا عنه ..
عاد مروان ووقف في المنتصف وبدأت الدفوف تطرق علي نغمة اغنيه اختارها مروان وبدا في الغناء .. ليختتم بها تلك الحفله الصغيره ..
دقوا دقوا دفوف دقوا .. وخلوا اللي ما يحبونا يطقوا .
العريس الليله حقه .. ع الورد نمشيييه .
وعلوا علوا السقفه علوا .. وع النبي يا حبايب صلوا .
الفرحه والله بتلبقله .. يارب تهنييييه .
بدأ الجميع في الترديد خلفه وجميع الشباب والرجال في النادي وقفوا في حلقات يرقصون وصوت التصفيق يجاري صوت دقات الدفوف مع الترديد ..
ليعود مروان بالغناء ..
ولا دقوا الدف ودقوا الدف .. خلونا نسمع هالكف .
العريس الليله اِنْزَف .. بِدنا كلنا نفرح فيه
فرحتنا لا ما بتوصف .. كلنا لعيونه بنقف
اصحابه حواليه بتلتف .. الله يبارك الله فييه .
صمت مروان لتعلوا التصفيقات مع ضربات الدف والترديد بالكوبليه الاول من جديد .
ليعود مروان بعدها مجددا ..
يلا خلي الدبكه الليله تقوم .. والفرح خلوه مرسوم
يارب الافراح تدوم .. وتكحله عينيه .
الليه سيرة النجوم .. م الفرحه جافينا النوم .
واللي شاركنا بهاليوم .. يارب تهنيه .
عادت التصفيقات وعادت ضربات الدف مع الترديد بالكوبليه الاول .. حتي انتهت بضربه دف قويه وتصفيق اقوي من ايدي الرجال ليعلنوا انهاء الانشوده .
صفق الجميع وصعد مروان واحتضن اخاه بقوه وهو يمسك عينيه كي لا تدمع من فرط سعادته من اجله .. نعم هو في غاية السعاده من اجله .. ولن يكون سوي كذلك .
ترك جود ونظر لمريم مبتسما وهو يتمتم : لو اتعصب عليكي في اي وقت متزعليش منه .. هو قلبه ابيض ولما بيحس بغلطه بيصلحه بأكتر طريقه مرضيه في الكون .. وبما انك بتحبي البسكوت فهو ماشاء الله ميتوصاش بقا .
ضحكت مريم بخفه ليضربه جود بخفه علي كتفه متمتما : عقبالك يا شق .
مروان : ناوي تاخد مراتك وتقعدوا بعيد عن الاجواء دي شويه ولا مش ناوي .
جود : بفكر اه .. كفايه صح ؟
مروان بابتسامه : ولا يكون عندك فكره .. اجهزوا انتوا بس .
وبالفعل لم يمر سوي نصف ساعه حتي استطاع جود ان يأخذ مريم في سيارته بعد ان استأذن من والدها ليتناولوا العشاء في الخارج .
--*-----*-----*-----*----- *-----*-----*-----*-----*- -
تحركت شهد مع معاذ ورقيه التي تنظر لها بعدم فهم .. فهي منذ ان خرجت وعادت وهي شارده تمامًا ..
لحق بهم مروان الذي اوقف معاذ ولا يعلم ماذا يقول ..
فتحركت شهد ووقفت بجانب معاذ وتحدثت هي بهدوء ..
معاذ حصل حاجه لازم اقولك عليها .
نظر معاذ لها ولمروان في تساؤل .. ثم قصت شهد ما حدث بينها وبين عمر وموقف مروان .
صر معاذ علي اسنانه بغضب وهو يلعن عمر تحت انفاسه .. ليقطع الصمت السائد صوت مروان الذي تحدث للمره الثانيه دون تفكير : انا فعلا عايز اطلب ايد شهد .
نظر له الجميع وشعر انه محاصر بين نظراتهم وخصوصًا شهد التي تنظر له باستنكار .
معاذ بهدوء : انا اخوها وقادر احميها .. حضرتك مش مضطر تعمل كده .
نظر له مروان مطولا وتساءل في نفسه عن سبب طلبه الغريب هذا .. هل حقا يريد حمايتها من عمر ؟.. ام يريد ان يبعد اصابع الاتهام من حبه لمريم بوجود شهد في حياته ؟
قاطع معاذ شروده وهو يتمتم : متشكر لتدخل حضرتك .. يلا يابنات .
وبالفعل غادر معاذ ومعه شهد ورقيه تاركين مروان الذي ينظر في اثرهم بدهشة من نفسه وطلبه .. بما كان يفكر حينما طلب شئ كهذا ؟!!.. لا يجب ان ينسي انها كانت ذات طابع سئ وكانت تتحدث مع صديقه سرا .. ولكن هذا في الماضي .. ومن منا لا يخطئ؟.. لقد وجدت طريق الصواب وقد سمعها بأذنه وهي تقول ذلك لعمر .. وترفض العوده لتلك الحياه .. لقد تغيرت .. اذا ما المانع ؟.. ولكن لم هي ؟.. يكفي انها صديقة مريم .
قال عقله اخر جمله وبعدها ذهب لسيارته واستقلها عائدًا للمنزل .
--*-----*-----*-----*----- *-----*-----*-----*-----*- -
بينما عند اروي واسلام ..
اروي بابتسامه : هنعمل اي دلوقتي ؟
اسلام بابتسامه : تيجي نكرر خروجة يوم كتب الكتاب .
اروي بابتسامه : لا انا عايزه اجي عندكم البيت .
اسلام بحاجب مرفوع : نعم ياختي .
اروي وهي ترفع كتفيها : اسمع كلامي مش هتندم .
اسلام : طب ليه البيت .. يعني ممكن نخرج شويه ونغير جو .
اروي : لا الجو اللي عايزه اغيره مينفعش بره البيت .
نظر لها اسلام بجانب عينه في تفكير ثم قرر ان يحقق لها ما ارادت ليري ما سيحدث .
وبالفعل عاد بها وبوالديه الي المنزل ..
دلف والد اسلام ووالدته لغرفة النوم بعدما وضعت والدته سفيان في فراشه وبعدما اخبرت اروي بأن تطرق عليها الباب لتخبرها بذهابها قبل ان تذهب .
اسلام وهو يقف مستندا الي الحائط ناظرا تجاه اروي التي تنظر حولها في ارتباك : وبعدين !
اروي بابتسامه : اسلام عايزه اشرب عصير منجه .
اسلام رافعا احدي حاجبيه : نعم ياختي ؟
اروي بتأكيد : طنط خرجت كيس منجه خزين من الفليزر قبل ما نمشي .. هتلاقيه في طبق في اخر التلاجه .. ممكن تعملي عصير؟
اسلام وهو يفرك في وجهه : حاضر .. بس برضو وبعدين ؟
اروي : اعملي عصير الاول .
تنهد اسلام بقلة حيله ثم دلف للمطبخ .. بينما دلفت هي لغرفة مريم وخلعت الحجاب وقامت بفرد شعرها مع تصفيفها له بسرعه .. ثم وضعت ملمع شفاه بسيط وخرجت من الغرفه تزامنا مع خروج اسلام من المطبخ وفي يده كوبين من العصير .
نظر لها اسلام فاغرًا فاهه .. فهذه المره الاولي التي يراها فيها بدون حجاب وبحريه ايضا .. وكم كانت جميله ورقيقه بعينيها التي تجول حولها في ارتباك .. تقدم اسلام ليمسك يدها لكنها تحركت سريعا وهي تتمتم : اا .. تعالي .
ثم تحركت وقامت بتشغيل موسيقي هادئه علي هاتفها ليبتسم اسلام بعدم تصديق ثم اقترب وامسك يدها والاخري حول خصرها بينما وضعت هي يدها علي كتفه وبدآ في خلق اجواء خاصه بهما وحدهما .. تعلم مدي انشغاله منذ ان تم كتب كتابهما كي ينهي ترتيبات المنزل ليتزوجان .. وكذلك هي مشغوله بدراستها ولا يريان بعضهما الا صدف او عزائم .. لا ينفردان تقريبا ولا يتحدثان كثيرًا .. فنهارًا هو بالعمل وهي في الدراسه ومساءًا حديثهما محدود .. فقررت هي ومريم ان يخلقا جوًا مناسبا لتقضي معه وقت جيد ..
وها هي الان معه يرقصان بخفه وعينا اسلام تجول علي وجهها بابتسامه .. انها حقًا ونعم الاختيار .. لا تشكوا اهماله .. ولا تطلب منه شئ مبالغ به كما تفعل الفتيات .. ترضي بالقليل .. بل هي من رتبت لجو رومانسي كذلك من اجله .. هل صلي لله شكرًا علي تلك الهديه التي بين يديه ؟.. قرر ان يصلي لله شكرًا الليله وفي كل ليله .. فهي حقا نعمه .. وهو حقًا شاكر لتلك النعمه .
اروي بابتسامه : مش عايز تقول حاجه ؟
اسلام بهدوء : مش لاقي كلمه واحده تنفع تتقال في حقك .. انتي اجمل انسانه في الوجود يا أروي .. انتي نعمتي من ربنا وجنتي علي الارض .. انتي الحب الاول والأوحد .. انتي البيت وانتي الحياه .
اروي بابتسامه : من امته بتقول اشعار يا ابو السوالم ؟!
اسلام ضاحكا : دلع اسلام ابو السوالم ؟
اروي : لا دلع اسلام بيتلخص في كلمه من اربع حروف .
اسلام : اي هي بقا ؟
اروي بابتسامه وهي تقولها وكأنها تتهجي حروفها : ر و ح ي .
اسلام بابتسامه : انتي اللي روحي والله .
تنهد ثم تحدث بهدوء : انا بقول كفايه رومانسيه .. انا بشر يا حبيبتي .
اروي بضحكه : طب ما نشرب العصير .
اسلام وهو يغمز لها بابتسامه : ياريت اصل انا عطشان بصراحه .
ضربته اروي علي كتفه بخفه وهي تتمتم : مريم مغلطتش لما قالت عليك منحرف .
ضحك اسلام بقوه وهو يتمتم : طب وانتي دماغك رمت شمال ليه .. مش يمكن اكون فعلا عطشان ؟
اروي بجانب عينها : باين .
ضحك اسلام وهو يضمها اليه بقوه مقربا اياها اكثر الي قلبه ويد تلتف حول ظهرها والاخري تغوص في خصلاتها البنيه الغجريه .
--*-----*-----*-----*----- *-----*-----*-----*-----*- -
وصل جود بسيارته الي حديقه صغيره فترجل وفتح السياره لمريم وترجلت ممسكه بيده وهي تنظر حولها في تساؤل .
جود بهدوء : واثقه فيا ؟
مريم بسرعه : طبعا .
ابتسم جود لتلقائيتها ثم دلف بها حيث الحديقه التي وجدت في احدي جوانبها مكان محاط بأربع أعمده بها ستائر صفراء بنقوش بيضاء هادئه من الاطراف . وبداخلها طاوله ارضيه بوسادتين للجلوس وفوق الطاوله يوجد عشاء من محشي الباذنجان كطبق رئيسي مع بعض اللحم المسلوق والشوربه .
نظرت له مريم بصدمه : انا .. انت .. احنا هناكل هنا ؟
جود بضحكه : اه اي المشكله ؟
مريم وهي تنظر لفستانها : حرام الفستان هيبوظ .
ضحك جود بقوه وهو يتمتم : اعتراضك علي الفستان اللي هيبوظ مش علي العشوه اللي هتسطلنا ؟
مريم بغرور مصطنع : اتكلم عن نفسك .. وبعدين صح مين عمل الاكل ده ؟
جود بتفكير : تقريبا كده حماتي .
مريم بابتسامه : حبيبة قلبي ماما دي .
جود : طب وبالنسبه للي طلب منها يعني .. ظروفه ايه ؟؟
مريم بابتسامه خجوله : هو كمان .
جود وهو يقترب منها خطوه : هو كمان اي ؟
مريم وقد بدأت تتوتر : اا .. هو اا .. هو كمان يعني اا .
جود بابتسامه : ها
مريم وهي تهرب من امامه متجهه حيث الطاوله : انا جعانه .
ضحك جود علي فعلتها ثم دلف هو الاخر وانزل الستائر ليصبح كليهما داخل اشبه بغرفه صغيره .
مريم بتساؤل : قفلتها لي ؟
جود : عشان دي حديقه وناس داخله وناس طالعه .. واحنا قاعدين ارضي مينفعش حد يشوفك وانتي قاعده كده .. وعشان تاخدي راحتك .
ابتسمت مريم باتساع ليجلس جود مقابلها وبدآ في تناول الطعام معا .. وبعد ان انتهيا اخذها جود الي دوره مياه ملحقة بالمكان وقامت بالاغتسال ثم عادوا لتجد كل شئ كأنه لم يكن باختلاف وجود طاوله بمقعدين وعليها كوبين من الشاي .
مريم بضحكه : لا كده كتير .. انت عرفت منين اني بحب الشاي بعد المحشي .. ومتقولش الفيس انا عمري ما هقول كده علي الفيس .
جود بضحكه : لا لا من اسلام .
مريم : اهو اسلام ده اللي هيفضحني انا عارفه .
جلسا بهدوء ليتحدث جود اولا : اممم .. اتكلمنا عن المستقبل والحاضر .. اي رأيك نتكلم في الماضي ؟
مريم بعدم فهم : ماضي اي ؟
جود بابتسامه : يعني عرفتك ازاي ؟.. حبيتك امته ؟ كده يعني .
توترت مريم فهي الآن في مأزق .. كيف ستخبره بكونها أحبته من حروف يكتبها وأنها تركت لايك بالخطأ حينما تطفلت علي صفحته الشخصيه !!
جود بهدوء : انا كنت قاعد في مكتبي في امان الله وبكلم عميل وبنتفق علي شغل .. لقيت فجأه بنوته عملتلي لايك وجريت .
توترت مريم وازدردت ريقها ليتابع هو دون ان ينظر لها : دخلت بروفايلها .. محستش بنفسي غير وانا عمال ادخل وادخل واقرأ وابتسامتي بتزيد وقلبي بيدق جامد .. لحد ما وقفت عند بوست لديوان بتقولي فيه " مطلوب حبيب " .. من وقتها وانا ..
رفع رأسه لينظر لعمق عينيها ثم تابع : من وقتها وانا بحبك .
تبدلت تعابير مريم من الحرج للصدمه .. هل أحبها بنفس الطريقه ؟؟.. دون ان يراها ؟؟.. الم يأتي لمنزلها يطلب يدها كصدفه لا أكثر ؟.. كان يحبها قبلًا ؟!!
جود بابتسامه لملامحها : وانتي بقا ؟.. اي احساسك ناحيتي ؟
مريم وهي تتحمحم منظفه حلقها : اا .. انا .. انا .. اا
جود : لو مش مستعده دلوقتي خدي كل وقتك .
مريم بسرعه : لا لا ابدا مش كده .. انا انا بس يعني اصل .. اصل بصراحه يعني انا .
جود باماءه كي تتشجع وتتحدث ..
مريم بتنهيده وهي تخرج كلماتها : حبيتك بنفس الطريقه .
نظر لها جود بابتسامه واسعه وهو يتمتم : دخلتي صفحتي وحبيتيني من كلامي .
مريم وهي ترتشف من كوب الشاي : ايوه .
جود بضحكه : دا احنا روايه بقا .
مريم بابتسامه : تصدق فكره .
جود عاقدًا حاجبيه : هي اي اللي فكره ؟
مريم بابتسامه : احكي قصتنا لكاتبه انا اعرفها ونخليها تكتبهالنا روايه .
جود بتفكير : دا انتي بتتكلمي جد بقا .
مريم بتأكيد : وجد الجد .
جود بابتسامه : مفيش مانع ياست البنات .. المهم .. تيجي نتفق اتفاق ؟
مريم بابتسامه : ماشي .
جود : مهما حصل بينا متناميش بعيد عن حضني مستقبلا .. واي شئ يحصل مني يزعلك عاتبيني اول بأول .. مشاكلنا مهما كبرت خليها بيني وبينك لان اي علاقه بيدخل فيها طرف تالت بتخرب مهما كانت قرابة الطرف التالت .. ولو نفسك في حاجه مينفعش تتكسفي مني .. انا زوجك .. نتفق ديما ونتشارك في المستقبل مع بعض .. لو ضاربين بعض في اوضة النوم واهلي او اهلك في الصاله هنطلع ماسكين ايد بعض ونقابلهم بأجمل ضحكه في الكون .. ها .
مريم بابتسامه : موافقه .. وانت كمان .
حرك جود يده وامسك بيديها بين يديه وهو يتمتم بابتسامه : اتفقنا .
قربا اصبعي الدبل من بعضهما وهما يتمتمان معا : وقد تعاهدنا علي السير معا .
ثم قبل جود يدها بابتسامه متمتمًا : بحبك يا مريمتي .
مريم بابتسامه : وانا كمان بحبك يا جودي .
جود بتكشيره : جودي ده اسم بنت .. اسكتي يا مريم متدلعنيش تاني .
ضحكت مريم برقه وهي تتمتم خلاص هقولك يا قدري .
نظر لها جود مطولا ثم اماء بحب لتبتسم بخجل وهي تدعو بداخلها الف دعاء صامت بأن يحفظهما الله ويكمل سعادتهما علي خير .
--*-----*-----*-----*----- *-----*-----*-----*-----*- -
الحلقة التاسعة عشر من هنا
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
خرجت من النادي بخفه وهي تتمتم : ها يا عمو .. كده سامعني ؟
العم : ايوه سامعك كده تمام .. انا بتصل بمعاذ ورقيه ومبيردوش .
شهد : لا هما جوه رقيه قالتلي نسيت فونها في البيت للأسف ومعاذ موبايله في العربيه بره .
العم : طيب يابنتي انا بس بتطمن عليكوا .
شهد : احنا بخير ياحبيبي .. وان شاء الله مش هنتأخر .
اغلقت شهد مع عمها وبينما تدور كي تعود للداخل فإذا بها تصطدم بصدر جعلها تترنح للخلف شاهقه حينما وجدته عمر .
وقفت ونفضت فستانها وكأنه لوثها بقربه هذا ثم قررت الذهاب من امامه .. لكنه لم يسمح لها فوقف في طريقها .
شهد وهي ترفع سبابتهت في تهديد : قسما بالله ان ما وعيت من طريقي انت حر .
عمر بابتسامه : هتعملي اي ياروح قلبي ؟
لوت شهد فمها في تقزز وهي تتمتم : ده كان زمان وجبر الكلام ده يا استاذ عمر .. لما كنت شهد الغبيه اللي بتسمع الكلام وتنفذ وتاخد وتدي عشان المركب تمشي .. لكن اللي قدامك دلوقتي شهد تانيه خالص .
عمر وهو يفرك أسفل ذقنه في تفكير : امممم .. بس الاتنين عندي واحد .. وبعدين ياشهود انتي وحشتيني .. ودي مش مقابله تقابلي بيها حبيبك مش كده ؟
شهد باشمئزاز وهي تبتعد للخلف مع اهتزاز رأسها للجنبين برفض لما تسمعه او ما يقوله : انا مبحبكش .. انا كنت غبيه وساذجه وطايشه وضايعه .. وكنت بتضحك عليا بكلمتين .. لكن دلوقتي لا .. دلوقتي انا في الطريق الصح .. ومش هسمحلك ابدا ابدا انك تقف في طريقي يا عمر .
اقترب عمر منها في هدوء مخيف بينما كانت هي تعود للخلف في توتر وخوف ظهر جليا علي ملامحها .. فهي وان ادعت القوه مع اقرب صرخه في وجهها ستنهار لا محاله ..
عمر وهو لا يزال يقترب : قلتيلي بقا اني مش حبيبك وانك علي الطريق الصح وانك مش هتسمحيلي اقف في طريقك مش كده ؟
استنشقت شهد الهواء بقوه كي تسترد بعض القوه والشجاعه ونطقت أخيرًا بنبرة مهزوزه : بالظبط كده .
وصلت شهد لحائط السور وكان عمر لا يزال يقترب .. وما ان وصل حتي مد يده كي يمسك بها ولكن يد أخري حالت دون ذلك وهو يجذب عمر للخلف أبعده عن المكان ومن ثم جذب يد شهد واوقفها خلفه وتمتم في غضب ظهر جليا في نبرته : واضح انك اتعرفت علي خطيبتي قبل ما اعرفك عليها يا صحبي .
عمر باستنكار : خطيبتك ؟.. دي ؟
قالها وهو يشير علي شهد ومن ثم ضحك بسخريه وهو يتمتم : بقا يا مروان من مريم لـ شهد ؟.. انت ياتبص للعالي اوي .. يا تبص للواطي اوي ؟.. مفيش بين البينين ؟
كز مروان علي اسنانه بغضب وعصبيه وهدر : دي اخر مره تتعدي فيها حدودك يا عمر .. وللاسف انت كان لسا ليك في قلبي مقدار احترام وتقدير للعيش والملح والصحوبيه .. بس للاسف النهارده انت نسفت الباقي .. دي اخر مره هحذرك تقرب من حاجه تخصني .
ثم تحدث بهدوء لشهد الواقفه في تيه خلفه : اتفضلي جوه دلوقتي .
عمر بضحكه : صعبان عليا يا مروان .. امال لو متعرفش ان صورها معايا ؟!
نظر له مروان باستحقار ثم استدار ودلف للنادي .. بينما صر عمر علي اسنانه في ضيق وهو يتمتم : مش هسيبهالك يا مروان .
اخذ شهيقا عميقا ودلف للنادي عازمًا علي انهاء تلك المسرحيه التي هي من صنع مروان وحده .
ذهب حيث جود الذي يتحدث مع مريم واسلام ويضحكون في سعاده .. وابتسم بتشفي لان تلك السعاده لن تدوم كثيرًا .
صوت حمحمه جعلت جود واسلام يلتفتون لمصدر الصوت فابتسم جود تلقائيًا ليصافحه عمر وهو يبتسم بهدوء متمتمًا : فرحان عشانك من قلبي يا جود والله .. ربنا يديم السعاده .. بس انا مستغرب انك اتجوزتها رغم الظروف !
عقد جود حاجبيه بعدم فهم وهو ينظر له بتساؤل : مين دي ؟.. وظروف ايه اللي بتتكلم عنها ؟ قاطعهما مروان الذي لمح عمر يقف امام جود من بعيد فأتي لهم ركضًا قبل ان يتفوه عمر بما يجعل الامور تتعقد : قصده عشان جيشي يا جود وخدمتي وكده .. ميعرفش ان انا اللي اصريت كتب الكتاب يتم دلوقتي .
اماء جود بابتسامه وهو يتمتم : فعلا .
عمر بابتسامه خبيثه ناظرًا لمروان الذي يدحجه بتحذير : الف مبروك يا جود .. استأذن انا .
تنفس مروان بهدوء ليزيح عن صدره التوتر وهذا الكم الهائل من الإضطراب .
جود واضعا يده علي كتفه : انت كويس يا مروان ؟
مروان بابتسامه حاول قدر الامكان ان تكون مرحه : ايوه ياعم .. اهتم بنفسك يوه .
جود بمزاح : ياسيدي انا غلطانلك .. اولع .
ضحك اسلام عليهما وهو يتمتم : بطلوا يا شوية عيال .
جود لمريم : قولي لاخوكي اني اكبر منه .. وكده عيب .
مريم بنظرة غضب مصطنعه لاسلام : متغلطش فيه .
اسلام : ياشيخه اقعدي كده وانتي شبه ماما الحجه .
جود بدفاع : هي شبهك بصراحه جامد وبالتالي انت كمان شبه ماما الحجه .
اسلام ناظرا لمروان : بالله عليك يامروان جبلي حتة الجبهه اللي طارت وراك دي اصلي مش شايف من غيرها .
ضحك الجميع قبل ان يتمتم اسلام : انا رايح اقعد مع مراتي واهلي .. بدل ما انا بتحدف بالطوب كده .
جود : شاطر .. وانت كمان يامروان روح معاه .
مروان : دي توزيعه دي ولا اي؟
جود : بالظبط كده .
مروان زاما شفتيه بضجر مصطنع : وانا اللي كنت ناوي اغنيلك .. يلا ملكش في الطيب نصيب .
امسك جود بيده : خد بس هنا .. انت ما صدقت ولا اي دا انا بهاااازر .
نظر مروان لمريم الضاحكه وهو يتمتم : شفتيني وانا مسيطر .
ضحكت مريم وهي تهز رأسها بإماءه بمعني : اه .
ضم مروان جانبي ياقة قميصه الأبيض بغرور مصطنع ثم تحمحم وتحرك وهو يصيح : المايك يا عم محمد .
ضحك جود ومريم علي فعلته ليجلس جود في حماس لما سيغنيه مروان الآن ومريم لا تقل حماسًا عنه ..
عاد مروان ووقف في المنتصف وبدأت الدفوف تطرق علي نغمة اغنيه اختارها مروان وبدا في الغناء .. ليختتم بها تلك الحفله الصغيره ..
دقوا دقوا دفوف دقوا .. وخلوا اللي ما يحبونا يطقوا .
العريس الليله حقه .. ع الورد نمشيييه .
وعلوا علوا السقفه علوا .. وع النبي يا حبايب صلوا .
الفرحه والله بتلبقله .. يارب تهنييييه .
بدأ الجميع في الترديد خلفه وجميع الشباب والرجال في النادي وقفوا في حلقات يرقصون وصوت التصفيق يجاري صوت دقات الدفوف مع الترديد ..
ليعود مروان بالغناء ..
ولا دقوا الدف ودقوا الدف .. خلونا نسمع هالكف .
العريس الليله اِنْزَف .. بِدنا كلنا نفرح فيه
فرحتنا لا ما بتوصف .. كلنا لعيونه بنقف
اصحابه حواليه بتلتف .. الله يبارك الله فييه .
صمت مروان لتعلوا التصفيقات مع ضربات الدف والترديد بالكوبليه الاول من جديد .
ليعود مروان بعدها مجددا ..
يلا خلي الدبكه الليله تقوم .. والفرح خلوه مرسوم
يارب الافراح تدوم .. وتكحله عينيه .
الليه سيرة النجوم .. م الفرحه جافينا النوم .
واللي شاركنا بهاليوم .. يارب تهنيه .
عادت التصفيقات وعادت ضربات الدف مع الترديد بالكوبليه الاول .. حتي انتهت بضربه دف قويه وتصفيق اقوي من ايدي الرجال ليعلنوا انهاء الانشوده .
صفق الجميع وصعد مروان واحتضن اخاه بقوه وهو يمسك عينيه كي لا تدمع من فرط سعادته من اجله .. نعم هو في غاية السعاده من اجله .. ولن يكون سوي كذلك .
ترك جود ونظر لمريم مبتسما وهو يتمتم : لو اتعصب عليكي في اي وقت متزعليش منه .. هو قلبه ابيض ولما بيحس بغلطه بيصلحه بأكتر طريقه مرضيه في الكون .. وبما انك بتحبي البسكوت فهو ماشاء الله ميتوصاش بقا .
ضحكت مريم بخفه ليضربه جود بخفه علي كتفه متمتما : عقبالك يا شق .
مروان : ناوي تاخد مراتك وتقعدوا بعيد عن الاجواء دي شويه ولا مش ناوي .
جود : بفكر اه .. كفايه صح ؟
مروان بابتسامه : ولا يكون عندك فكره .. اجهزوا انتوا بس .
وبالفعل لم يمر سوي نصف ساعه حتي استطاع جود ان يأخذ مريم في سيارته بعد ان استأذن من والدها ليتناولوا العشاء في الخارج .
--*-----*-----*-----*-----
تحركت شهد مع معاذ ورقيه التي تنظر لها بعدم فهم .. فهي منذ ان خرجت وعادت وهي شارده تمامًا ..
لحق بهم مروان الذي اوقف معاذ ولا يعلم ماذا يقول ..
فتحركت شهد ووقفت بجانب معاذ وتحدثت هي بهدوء ..
معاذ حصل حاجه لازم اقولك عليها .
نظر معاذ لها ولمروان في تساؤل .. ثم قصت شهد ما حدث بينها وبين عمر وموقف مروان .
صر معاذ علي اسنانه بغضب وهو يلعن عمر تحت انفاسه .. ليقطع الصمت السائد صوت مروان الذي تحدث للمره الثانيه دون تفكير : انا فعلا عايز اطلب ايد شهد .
نظر له الجميع وشعر انه محاصر بين نظراتهم وخصوصًا شهد التي تنظر له باستنكار .
معاذ بهدوء : انا اخوها وقادر احميها .. حضرتك مش مضطر تعمل كده .
نظر له مروان مطولا وتساءل في نفسه عن سبب طلبه الغريب هذا .. هل حقا يريد حمايتها من عمر ؟.. ام يريد ان يبعد اصابع الاتهام من حبه لمريم بوجود شهد في حياته ؟
قاطع معاذ شروده وهو يتمتم : متشكر لتدخل حضرتك .. يلا يابنات .
وبالفعل غادر معاذ ومعه شهد ورقيه تاركين مروان الذي ينظر في اثرهم بدهشة من نفسه وطلبه .. بما كان يفكر حينما طلب شئ كهذا ؟!!.. لا يجب ان ينسي انها كانت ذات طابع سئ وكانت تتحدث مع صديقه سرا .. ولكن هذا في الماضي .. ومن منا لا يخطئ؟.. لقد وجدت طريق الصواب وقد سمعها بأذنه وهي تقول ذلك لعمر .. وترفض العوده لتلك الحياه .. لقد تغيرت .. اذا ما المانع ؟.. ولكن لم هي ؟.. يكفي انها صديقة مريم .
قال عقله اخر جمله وبعدها ذهب لسيارته واستقلها عائدًا للمنزل .
--*-----*-----*-----*-----
بينما عند اروي واسلام ..
اروي بابتسامه : هنعمل اي دلوقتي ؟
اسلام بابتسامه : تيجي نكرر خروجة يوم كتب الكتاب .
اروي بابتسامه : لا انا عايزه اجي عندكم البيت .
اسلام بحاجب مرفوع : نعم ياختي .
اروي وهي ترفع كتفيها : اسمع كلامي مش هتندم .
اسلام : طب ليه البيت .. يعني ممكن نخرج شويه ونغير جو .
اروي : لا الجو اللي عايزه اغيره مينفعش بره البيت .
نظر لها اسلام بجانب عينه في تفكير ثم قرر ان يحقق لها ما ارادت ليري ما سيحدث .
وبالفعل عاد بها وبوالديه الي المنزل ..
دلف والد اسلام ووالدته لغرفة النوم بعدما وضعت والدته سفيان في فراشه وبعدما اخبرت اروي بأن تطرق عليها الباب لتخبرها بذهابها قبل ان تذهب .
اسلام وهو يقف مستندا الي الحائط ناظرا تجاه اروي التي تنظر حولها في ارتباك : وبعدين !
اروي بابتسامه : اسلام عايزه اشرب عصير منجه .
اسلام رافعا احدي حاجبيه : نعم ياختي ؟
اروي بتأكيد : طنط خرجت كيس منجه خزين من الفليزر قبل ما نمشي .. هتلاقيه في طبق في اخر التلاجه .. ممكن تعملي عصير؟
اسلام وهو يفرك في وجهه : حاضر .. بس برضو وبعدين ؟
اروي : اعملي عصير الاول .
تنهد اسلام بقلة حيله ثم دلف للمطبخ .. بينما دلفت هي لغرفة مريم وخلعت الحجاب وقامت بفرد شعرها مع تصفيفها له بسرعه .. ثم وضعت ملمع شفاه بسيط وخرجت من الغرفه تزامنا مع خروج اسلام من المطبخ وفي يده كوبين من العصير .
نظر لها اسلام فاغرًا فاهه .. فهذه المره الاولي التي يراها فيها بدون حجاب وبحريه ايضا .. وكم كانت جميله ورقيقه بعينيها التي تجول حولها في ارتباك .. تقدم اسلام ليمسك يدها لكنها تحركت سريعا وهي تتمتم : اا .. تعالي .
ثم تحركت وقامت بتشغيل موسيقي هادئه علي هاتفها ليبتسم اسلام بعدم تصديق ثم اقترب وامسك يدها والاخري حول خصرها بينما وضعت هي يدها علي كتفه وبدآ في خلق اجواء خاصه بهما وحدهما .. تعلم مدي انشغاله منذ ان تم كتب كتابهما كي ينهي ترتيبات المنزل ليتزوجان .. وكذلك هي مشغوله بدراستها ولا يريان بعضهما الا صدف او عزائم .. لا ينفردان تقريبا ولا يتحدثان كثيرًا .. فنهارًا هو بالعمل وهي في الدراسه ومساءًا حديثهما محدود .. فقررت هي ومريم ان يخلقا جوًا مناسبا لتقضي معه وقت جيد ..
وها هي الان معه يرقصان بخفه وعينا اسلام تجول علي وجهها بابتسامه .. انها حقًا ونعم الاختيار .. لا تشكوا اهماله .. ولا تطلب منه شئ مبالغ به كما تفعل الفتيات .. ترضي بالقليل .. بل هي من رتبت لجو رومانسي كذلك من اجله .. هل صلي لله شكرًا علي تلك الهديه التي بين يديه ؟.. قرر ان يصلي لله شكرًا الليله وفي كل ليله .. فهي حقا نعمه .. وهو حقًا شاكر لتلك النعمه .
اروي بابتسامه : مش عايز تقول حاجه ؟
اسلام بهدوء : مش لاقي كلمه واحده تنفع تتقال في حقك .. انتي اجمل انسانه في الوجود يا أروي .. انتي نعمتي من ربنا وجنتي علي الارض .. انتي الحب الاول والأوحد .. انتي البيت وانتي الحياه .
اروي بابتسامه : من امته بتقول اشعار يا ابو السوالم ؟!
اسلام ضاحكا : دلع اسلام ابو السوالم ؟
اروي : لا دلع اسلام بيتلخص في كلمه من اربع حروف .
اسلام : اي هي بقا ؟
اروي بابتسامه وهي تقولها وكأنها تتهجي حروفها : ر و ح ي .
اسلام بابتسامه : انتي اللي روحي والله .
تنهد ثم تحدث بهدوء : انا بقول كفايه رومانسيه .. انا بشر يا حبيبتي .
اروي بضحكه : طب ما نشرب العصير .
اسلام وهو يغمز لها بابتسامه : ياريت اصل انا عطشان بصراحه .
ضربته اروي علي كتفه بخفه وهي تتمتم : مريم مغلطتش لما قالت عليك منحرف .
ضحك اسلام بقوه وهو يتمتم : طب وانتي دماغك رمت شمال ليه .. مش يمكن اكون فعلا عطشان ؟
اروي بجانب عينها : باين .
ضحك اسلام وهو يضمها اليه بقوه مقربا اياها اكثر الي قلبه ويد تلتف حول ظهرها والاخري تغوص في خصلاتها البنيه الغجريه .
--*-----*-----*-----*-----
وصل جود بسيارته الي حديقه صغيره فترجل وفتح السياره لمريم وترجلت ممسكه بيده وهي تنظر حولها في تساؤل .
جود بهدوء : واثقه فيا ؟
مريم بسرعه : طبعا .
ابتسم جود لتلقائيتها ثم دلف بها حيث الحديقه التي وجدت في احدي جوانبها مكان محاط بأربع أعمده بها ستائر صفراء بنقوش بيضاء هادئه من الاطراف . وبداخلها طاوله ارضيه بوسادتين للجلوس وفوق الطاوله يوجد عشاء من محشي الباذنجان كطبق رئيسي مع بعض اللحم المسلوق والشوربه .
نظرت له مريم بصدمه : انا .. انت .. احنا هناكل هنا ؟
جود بضحكه : اه اي المشكله ؟
مريم وهي تنظر لفستانها : حرام الفستان هيبوظ .
ضحك جود بقوه وهو يتمتم : اعتراضك علي الفستان اللي هيبوظ مش علي العشوه اللي هتسطلنا ؟
مريم بغرور مصطنع : اتكلم عن نفسك .. وبعدين صح مين عمل الاكل ده ؟
جود بتفكير : تقريبا كده حماتي .
مريم بابتسامه : حبيبة قلبي ماما دي .
جود : طب وبالنسبه للي طلب منها يعني .. ظروفه ايه ؟؟
مريم بابتسامه خجوله : هو كمان .
جود وهو يقترب منها خطوه : هو كمان اي ؟
مريم وقد بدأت تتوتر : اا .. هو اا .. هو كمان يعني اا .
جود بابتسامه : ها
مريم وهي تهرب من امامه متجهه حيث الطاوله : انا جعانه .
ضحك جود علي فعلتها ثم دلف هو الاخر وانزل الستائر ليصبح كليهما داخل اشبه بغرفه صغيره .
مريم بتساؤل : قفلتها لي ؟
جود : عشان دي حديقه وناس داخله وناس طالعه .. واحنا قاعدين ارضي مينفعش حد يشوفك وانتي قاعده كده .. وعشان تاخدي راحتك .
ابتسمت مريم باتساع ليجلس جود مقابلها وبدآ في تناول الطعام معا .. وبعد ان انتهيا اخذها جود الي دوره مياه ملحقة بالمكان وقامت بالاغتسال ثم عادوا لتجد كل شئ كأنه لم يكن باختلاف وجود طاوله بمقعدين وعليها كوبين من الشاي .
مريم بضحكه : لا كده كتير .. انت عرفت منين اني بحب الشاي بعد المحشي .. ومتقولش الفيس انا عمري ما هقول كده علي الفيس .
جود بضحكه : لا لا من اسلام .
مريم : اهو اسلام ده اللي هيفضحني انا عارفه .
جلسا بهدوء ليتحدث جود اولا : اممم .. اتكلمنا عن المستقبل والحاضر .. اي رأيك نتكلم في الماضي ؟
مريم بعدم فهم : ماضي اي ؟
جود بابتسامه : يعني عرفتك ازاي ؟.. حبيتك امته ؟ كده يعني .
توترت مريم فهي الآن في مأزق .. كيف ستخبره بكونها أحبته من حروف يكتبها وأنها تركت لايك بالخطأ حينما تطفلت علي صفحته الشخصيه !!
جود بهدوء : انا كنت قاعد في مكتبي في امان الله وبكلم عميل وبنتفق علي شغل .. لقيت فجأه بنوته عملتلي لايك وجريت .
توترت مريم وازدردت ريقها ليتابع هو دون ان ينظر لها : دخلت بروفايلها .. محستش بنفسي غير وانا عمال ادخل وادخل واقرأ وابتسامتي بتزيد وقلبي بيدق جامد .. لحد ما وقفت عند بوست لديوان بتقولي فيه " مطلوب حبيب " .. من وقتها وانا ..
رفع رأسه لينظر لعمق عينيها ثم تابع : من وقتها وانا بحبك .
تبدلت تعابير مريم من الحرج للصدمه .. هل أحبها بنفس الطريقه ؟؟.. دون ان يراها ؟؟.. الم يأتي لمنزلها يطلب يدها كصدفه لا أكثر ؟.. كان يحبها قبلًا ؟!!
جود بابتسامه لملامحها : وانتي بقا ؟.. اي احساسك ناحيتي ؟
مريم وهي تتحمحم منظفه حلقها : اا .. انا .. انا .. اا
جود : لو مش مستعده دلوقتي خدي كل وقتك .
مريم بسرعه : لا لا ابدا مش كده .. انا انا بس يعني اصل .. اصل بصراحه يعني انا .
جود باماءه كي تتشجع وتتحدث ..
مريم بتنهيده وهي تخرج كلماتها : حبيتك بنفس الطريقه .
نظر لها جود بابتسامه واسعه وهو يتمتم : دخلتي صفحتي وحبيتيني من كلامي .
مريم وهي ترتشف من كوب الشاي : ايوه .
جود بضحكه : دا احنا روايه بقا .
مريم بابتسامه : تصدق فكره .
جود عاقدًا حاجبيه : هي اي اللي فكره ؟
مريم بابتسامه : احكي قصتنا لكاتبه انا اعرفها ونخليها تكتبهالنا روايه .
جود بتفكير : دا انتي بتتكلمي جد بقا .
مريم بتأكيد : وجد الجد .
جود بابتسامه : مفيش مانع ياست البنات .. المهم .. تيجي نتفق اتفاق ؟
مريم بابتسامه : ماشي .
جود : مهما حصل بينا متناميش بعيد عن حضني مستقبلا .. واي شئ يحصل مني يزعلك عاتبيني اول بأول .. مشاكلنا مهما كبرت خليها بيني وبينك لان اي علاقه بيدخل فيها طرف تالت بتخرب مهما كانت قرابة الطرف التالت .. ولو نفسك في حاجه مينفعش تتكسفي مني .. انا زوجك .. نتفق ديما ونتشارك في المستقبل مع بعض .. لو ضاربين بعض في اوضة النوم واهلي او اهلك في الصاله هنطلع ماسكين ايد بعض ونقابلهم بأجمل ضحكه في الكون .. ها .
مريم بابتسامه : موافقه .. وانت كمان .
حرك جود يده وامسك بيديها بين يديه وهو يتمتم بابتسامه : اتفقنا .
قربا اصبعي الدبل من بعضهما وهما يتمتمان معا : وقد تعاهدنا علي السير معا .
ثم قبل جود يدها بابتسامه متمتمًا : بحبك يا مريمتي .
مريم بابتسامه : وانا كمان بحبك يا جودي .
جود بتكشيره : جودي ده اسم بنت .. اسكتي يا مريم متدلعنيش تاني .
ضحكت مريم برقه وهي تتمتم خلاص هقولك يا قدري .
نظر لها جود مطولا ثم اماء بحب لتبتسم بخجل وهي تدعو بداخلها الف دعاء صامت بأن يحفظهما الله ويكمل سعادتهما علي خير .
--*-----*-----*-----*-----
الحلقة التاسعة عشر من هنا