أحببناها مـريـمـيـه { ١٧ }
بقلمـ : دنيـا آلـ شملول 💛
كان صباح مختلف بالنسبة للجميع ..
مريم تدور كل دقيقه وأخري حول نفسها ولا تكاد تصدق .. متي احبته الي هذا الحد الذي يجعلها تطير وتطير وتطير .. متي أصبح الهواء لها ومتي أصبح قلبها ينبض بإسمه ..
واروي تجلس الي جانبها تشاركها الفرحه ..
واسلام يقف في الصاله حائرًا .. هل يجب ان يبقي بجانب مريم ام يذهب ليكون بجانب جود ؟.. ان بقي بجانب مريم فلن يكون مع مريم من الأساس .. فلا يجب ان ينسي الخطر الذي يكون فيه عندما تكون أروي موجوده في الجوار .. لن يستطيع ان يبقي في نفس المكان دون ان يذهب اليها بين دقيقة وأخري ..
قاطعت أفكاره يد والدته التي وضعت علي كتفه : ايه ياحبيبي مالك ؟
اسلام : ماما هو المفروض اكون جنب جود ولا افضل جنب مريم ؟
الأم بهدوء : هنا وهناك ياحبيبي .
اسلام : اه هو يوم ما يعلم بيه الا ربنا انا عارف .. البيه يقولي حصلني ع الشركه في كام حاجه لازم نعملها ع السريع .. والهانم تقولي اياك تسيبني .. وحضرتك تقولي اكون هنا وهناك .. عارفه يا ماما ياحبيبتي انا بفكر في ايه ؟
الام بابتسامه وضحكه تحاول اخفائها : ايه يا حبيبي ؟
اسلام وهو يحاوط كتفيها ويميل الي اذنها ويتحدث بصوت منخفض : آخد البت أروي ونطلع نقضي اليوم بره .
مريم من خلفه : ندل وتعملها يا اسلام .
أجفل صوتها اسلام الذي ترك كتف والدته وهو يتحدث بمزاح : اي يا ماما اللي بتقوليه ده ؟.. اسيب كتب كتاب اختي وصحبي عشان اخد مراتي ونتفسح !.. ده كلام ده ياماما ؟.. ينفع اللي ماما بتدلني عليه ده يامريم ؟
مريم رافعه احدي حاجبيها : تصدق اقنعتني .
ضحكت والدتهما وتحركت وهي تتمتم : انا مش فضيالكوا يا عيال .. اوعي كده يابت خليني اشوف ورايا اي .
نظرت مريم لإسلام بنصف عين ليبتسم باتساع ويقترب منها .. قبل جبينها واحتضنها وهو يتمتم : الف الف مبروك يا اختي يا حبيبتي .. مش عارف من غيرك هعمل اي في الدنيا دي .. اه يا قلبي اللي واجعني عليكي اه .
دفعته مريم عنها وهي تنظر له بعيون متسعه : هو انا رايحه اموت يابني !
اسلام : يابت بوريكي غلاوتك في قلبي يا بت .
مريم : لا يا خويا عرفاها .. ريح نفسك .
اسلام بغمزه : طب مش هشوف البت اروي طيب قبل ما امشي ؟
مريم وهي تقف امام باب الغرفه تغلق الطريق عليه : علي جثتي تشوفها قبل معاد كتب الكتاب يا اسلام .
اسلام بضحكه : مااااشي .. بس خليكي فاكره عشان مش هسيبك ثانيه مع جود .. مع انه ملوش ذنب والله بس يشرب بقا معاكي .
مريم وهي ترفع رأسها في غرور مصطنع : هو هيتصرف معاك .
اسلام بتحدي : هنشوووف .. يلا انا ماشي .. ياماماااا عايزه حاجه انا ماشي .
الام من داخل المطبخ : سلامتك ياحبيبي يارب يكفيك شر طريقك .
القي اسلام قبله في الهواء لمريم ثم القي قبله أخري لمن تقف خلف مريم عند باب الغرفه وهو يتمتم : لو مكنش عندي اخت رخمه زي مريم كان زماني اديتهالك في خدك يا بت يا اروي .. بس يلا هصبر الكام شهر دول .
القت مريم الحقيبه التي كانت بيدها عليه لكنه تفاداها وهو يضحك .
ثم غادر بابتسامه في حين التفتت مريم لأروي التي تبتسم في سعاده وتمتمت في غيظ : فرحانه اوي ياختي .. ااااخ هتفرسوني .
ثم دفعتها بخفه من امامها وهي تتمتم : اوعي ياشيخه كده .
--*-----*-----*-----*-----
أفرغت جميع الفساتين الموجوده بخزانتها وكلما استقرت علي احدهم عادت وبحثت من جديد .. قاطع ما تفعله صوت طرقات علي الباب .. دلف بعدها معاذ بابتسامه : الحلو بيعمل اي ؟
شهد بغيظ : مش عارفه البس ايه يا معاذ .. تعالي اخترلي انت .
دلف معاذ بخفه ثم وقف امام الخزانه الفارغه وتمتم في مزاح : كلهم حلوين .
شهد في غيظ : لا يا شيخ .. علي اساس في هدوم قدام سعادتك في الدولاب ؟
معاذ بانتباه مصطنع : اوبس ده فاضي !
ضحكت شهد رغما عنها ثم ضربته بخفه في كتفه وهي تتحدث في ضجر : يلا بقي اختار معايا .. عايزه اروح للبت اكيد محتاجاني .
معاذ بجديه : طب ابعدي شويه كده .
وقف لدقيقتين يتفحص ملابسها ثم إختار إحداهم وكان من اللون السيموني الساده الذي يتزين من الصدر بفصوص سوداء لامعه ويتخصر بحزام أسود ناعم بفيونكه صغيره ذهبيه من الأمام وينزل باتساع معقول من قماش الستان الذي يعلوه قماشة تول شفافه .
بينما اخرجت شهد حجاب ناعم اسود .
وضعتهم في حقيبه صغيره ثم قبلت وجنة معاذ وهي تتمتم : شكرا اوي يا ميزو .. فعلا زوقك راقي .. يلا سلام بقا .. متتأخرش اخر النهااار .
قالت آخر كلماتها وهي امام غرفة رقيه قبل ان تفتحها وتدلف بخفه : مش كنتي جيتي معايا يا رقيه ؟
رقيه : يابنتي هي محتاجه صحباتها .. انا هاجي اعمل اي دلوقتي .. وبعدين من هنا لآخر النهار مش بعيد .. هجيلكم ع النادي علي طول .
قاطعهما صوت معاذ : هجيبها معايا يا شهود متقلقيش .
شهد باستسلام : اوك يا جماعه .. يلا هطير انا بقا عشان اتأخرت .. سلااااام .
نظر معاذ تجاه رقيه في تردد قبل ان يتمتم : محتاجه مساعده ؟
رقيه بعدم فهم : مساعده في اي ؟
معاذ بغرور مصطنع : في اختيار فستانك .. شهد لسا شهدالي بالزوق الراقي والرفيع .
كان يتحدث وهو يضم ياقة قميصه الي بعضهما مما جعل رقيه تضحك علي فعلته .
نظر لها بابتسامه مما أخجلها فنظرت للأرض سريعًا .. فتحمحم بهدوء وهو يتمتم : امم .. هروح اشوف ممكن اعمل اي عما معاد مرواحنا ييجي .
رقيه بهدوء : اوك .
غادر معاذ الغرفه قبل ان يتنهد بابتسامه وينزل للأسفل .. في حين ابتسمت رقيه بسعاده وهي تضم يديها الي صدرها .
--*-----*-----*-----*-----
كان يقف مشرفًا علي النادي الذي لم يتجدد فيه أي شئ .. لقد أصر جود علي ان يكون كل شئ كما هو .. لا زينه ولا أضواء ملفته .. فقط تلك المقاعد البيضاء التي تتراص بانتظام حول الطاولات الدائريه .. ومقعدي العروس والعريس في نهاية الممر ويعلوه أضواء زرقاء وبيضاء ويتزين باب النادي من الخارج بعمودي اضواء زرقاء كذلك .. وهذا كل شئ .. منتهي البساطه والأناقه في نفس الوقت .. فالجو منعش والأعشاب الخضراء تلمع أرضًا والمقاعد البيضاء مع تلك الأضواء الملونه ما بين الازرق والابيض جعلو من المكان غاية الجمال والبساطه .. وهذا ما أخبرته مريم به .. انها لا تحب البهرجه والزينه .. وتود ان تجد كل شئ بسيط .. كما أنه راعي تمامًا الا يكون هناك أي ورود لأنها تعاني من حساسية .
انتهي مروان من الاشراف علي المكان سريعًا ثم استعد للذهاب حيث منزل مريم .. لكنه لم يصعد اليها بل صعد لكل الجيران من حولها وأعطي كل منزل منهم علبه مغلقه وأنبوب صغير واخبرهم بما هو مطلوب منهم .. ولم يشعر بالحرج فالجميع استحسنوا الفكره وجميعهم دعوا له ولأخيه ومريم بالسعاده ..
كان شعوره غريب في هذا الوقت ولا يستطيع فهمه .. كيف لامرء ان يصف شعور سعادته بفرحة أخيه وفي نفس الوقت يصف شعور تعاسته لأن حبه الأول ليست نصيبه ... فقط يحاول قدر الإمكان أن ينشغل تمامًا عن أفكاره .
انتهي سريعًا وها قد قارب العصر .. استقل السياره وذهب للشركه وبعدها أخذ جود واسلام وذهبوا للمسجد .. أدوا فرضهم وبعدها عاد جود ومروان للمنزل كي يتجهزان في حين عاد اسلام لمنزله ليري ما ينقصهم .
جود بابتسامه : ها .. طالع ازاي ؟
مروان : يا بني انت عريس .. اي مشكلتك مع البدله بس ؟
جود : مريم من ضمن بوستاتها كان فيه بوست قالت فيه انها مبتحبش الرسميات وان مفيش مانع لو اتجننت هي وعريسها وهو فاجئها ببنطلون جينز وتيشرت او قميص بدل البدله .. مفيش داعي للتقيد يعني .. وبصراحه انا مبرتحش في البدل وانت عارف .
ابتسم مروان بحزن .. ان كان هو في مكان جود كان ليبحث عن كل شئ تحبه هي ويفعله .. كما يفعل جود تمامًا الآن .
قاطع افكاره صوت جود : ها .. مقلتليش طالع ازاي ؟
مروان بابتسامه : اخر شياكه يا برنس .. البنطلون الابيض عليك اصلا جنايه .
جود : والقميص الابيض ؟
مروان بضحكه : والقميص الابيض والجاكت الكحلي والحزام البيج برضو .
جود بتنهيده : يارب عديها علي خير .. كل حاجه تمام صح ؟
مروان وهو يأشر بالإبهام والسبابه بمعني : كله تمام .
تنهد جود مجددًا قبل ان يضع بعض البرفان الخاص به ويرفع خصلاته للخلف ويمشط لحيته الخفيفه .. واستعدوا للذهاب .. كان بانتظارهم الخال والخاله وابنائهم ومعارف والده ووالدته .. استقل سيارته واوصلهم جميعًا حيث النادي أولًا ووصي علي مشاريب من أجلهم ثم غادر الي المسجد القريب من منزل مريم وقد كان وصوله تزامنـًا مع وصول اسلام ووالده .. سلم الجميع ودلفوا باسم الله الي المسجد .. وتم كتب الكتاب وقام جود بالإمضاء في حين أخذ إسلام الدفتر وصعد سريعًا للمنزل ووقعت مريم وسط الزغاريد والفرحه من الجميع ثم عاد اسلام للمسجد ليعلن الشيخ عن كون جود ومريم زوج و زوجه .
خرجوا جميعًا وذهب جود الي حيث البنايه التي تقطن بها زوجته .. زوجته ؟!!.. هل حقًا أصبحت زوجته ؟.. أيحق له الأن ان يملي عينيه منها ؟.. أيحق له ان يقبل جبينها ويستنشق عبيرها ؟.. أيحق له الآن أن يمسك بيدها أمام العالم ويصرخ بحبه لها ؟.. مزيج من المشاعر المتضاربه التي جعلت توتره يزداد ولهفته لرؤياها تزداد وتزداد .
تنهد محاولًا تهدئة انفاسه المتضاربه استعدادًا للقاء مريم التي صعد والدها لجلبها من الاعلي ..
في حين كان يراقب مروان انفعالات أخيه وابتسامه ترتسم علي ثغره .. ابتسامة تحمل في طياتها الكثير والكثير .. والحب هو أساسها .. وما دام حيًا سيحبه وسيفعل اي شئ من أجل رؤية سعادته التي يراها عليه الآن ..
اقترب بهدوء وحاوط كتف جود الذي التف ناظرًا له ثم لف يده حول ظهر أخيه وتعانقا بحب حقيقي .. حب يُحسدان عليه .. فمن منا في هذا الزمن يعترف بالحب لأخيه بهذا الشكل .. نحن في زمن النهب وان كان للأخ فلا مانع .. نحن في زمن الخصام .. زمن الجشع والطمع .. زمن النظر لما في يد الآخر وان لم يكن من حقنا .. لكنه طبع تطبعنا عليه .. وهو .. الا يكون هناك من يمتلك شئ لا نملكه .. ولكن لا يزال في الدنيا خير كأمثال جود ومروان .. اللذان علي استعداد تام للتضحيه من اجل سعادة الآخر .. جنبًا الي جنب .. ويد واحده .
ابتعدا بهدوء وبارك مروان لأخيه ثم قبل رأسه بحب ليفعل جود المثل تحت النظرات الدامعه من حولهم .
نزلت الملكه اخيرًا .. بفستانها الأبيض الهفهاف البسيط الذي يتخصر بحزام ذهبي عريض كتلك الأساور التي تنتهي بها اطراف اكمام الكارديجان الذي يعلو الفستان .. والذي يغطي الصدر تمامًا ويطير خلفها حينما تسير .. ويعلوه حجابها الذهبي الناعم .. بدون أي مساحيق تجميل عدا من كحل عينيها .. كانت تبدو كالأميرات حقًا وقد سقط قلب جود في حبها للمره الألف بينما ينعدم الحب في قلب مروان للمرة الألف .. وما إن وصلت مريم حيث مدخل البنايه حتي صدح اصوات الصفير والتصفيق المشجعه لجود كي يقترب من زوجته ..
تحرك جود حتي وصل امامها مباشرة ثم رفع رأسها بطرف إصبعه ناظرا لعمق عينيها بحب يلمع ظاهرًا في عينيه وهو يتمتم : مبروك عليا وجودك في حياتي .. انا وأهلي شرفنا دخولك حياتنا .
مريم بابتسامه : بوركت وبورك مسعاك وبوركت انا ببركتك بقربي .
اخذ يبتسم هازًا رأسه يمينًا ويسارًا في عدم تصديق وبسرعه قام برفعها عن الأرض محاوطا اياها ودار بها تحت الصيحات والتصفير الذي ملء الأجواء وكذلك البالونات التي دفعها الجيران من نوافذهم لتمتلئ السماء بالبالونات المتعددة الألوان .. كما قاموا بإلقاء زهور الياسمين لتسقط في شكل رائع عليهما .
انزلها جود أرضا ثم قبل جبينها بحب واقترب بعدها من والدتها واحتضنته بحب وباركت له ودعت لهما بالسعاده ثم قبل يدها قبل ان يذهب لوالدها ويفعل المثل ..
وما ان انتهي حتي ظهر مروان وألقي مايك في الهواء ليلتقطه جود بسرعه بيده ونظر لمريم غامزًا لها تحت تعجبها وتساؤلها عما سيفعل ..
ظهرت فرقة الدُّف .. وبدأت الطبول تدق علي نغمة لأغنيه أهداها جود خصيصًا لمريم ..
بدأ جود ناظرًا لها بحب ..
وهالليله نورتي الكون .. يا أحلي عروسه إنتي .
وفرحة عمري بأحلي لون .. وشو اتمني قلبك نِلتي .
توقف جود لتردد الفرقه من خلفه بنفس الكوبليه والطبول تزداد علوًا وجود ومروان واسلام والعديد من الشباب الذين يعملون مع جود بالشركه كونوا حلقه وبدأوا في الرقص ..
وما ان انتهت الفرقه حتي توقف جود عن الرقص وترك الشباب يرقصون بينما تابع هو ناظرًا لمريم ..
ولاقيناكِ صفوف صفوف .. وفرحة القلوب تغني .
احلي طلّه جينا نشوووف .. بهاي الليله تتهني .
صمت مجددًا وبدأ في الرقص مع الشباب بينما بدأت الفرقه في ترديد الكوبليه السابق حتي انتهوا .. فـ عَلت الضربات علي الدف وعلي صياح الشباب بكلمة " هاي" وهم يحاوطون اكتاف بعضهم مكونين حلقه دائريه يقفزون علي قدم والأخري تدخل الي الحلقه ثم تخرج ..
بعدها عاد جود حيث تقف مريم وتابع ..
رح نشبك ونغني اووف .. ما بتوصفها الفرحه حرووف .
والكل يهني فرحان ... ياعروستنا نورتي .
عاد جود لحلقة الرقص وترك الغناء للفرقه ثم عاد وغني مجددا ناظرا لمريم وهو يغمز بين الكوبليه والاخر ..
شوفوا الابيض شو حلاه .. طلِّة أحلي العرايس .
ها لليله زايد حلاااه .. فرحه وشبكه ومحابس .
بدأ في الغناء والترديد مع الفرقه حتي انتهوا وعلت الطبول مجددا ورقص الشباب ..
بينما امسك مروان بالمايك هذه المره وغني هذا الكوبليه بنفسه وهو يؤشر علي جود ..
ولو غاب القمر بتلقاه .. زين العرسان محلاه
طل الليله ما ابهاه .. وانتي الحفله زينتي .
انهي الكوبليه وهو يؤشر علي مريم ..
وبدأ الجميع في ترديد هذا الكوبليه لأربع مرات متتاليه قبل ان يرفعوا جميعًا أيديهم للاعلي مع صراخهم بكلمة " هاي " تزامنا مع ضربة الدف الأخيره التي أعلنت عن انتهاء الانشوده .
اقترب جود من مريم ورفع يدها وطبع قبله عليها ثم دلف الجميع الي السيارات استعدادًا للذهاب الي النادي .
--*-----*-----*-----*-----
نزلت درجات السلم في حذر .. حتي وصلت لنهايته التي ينتظرها عندها بلال ..
بلال بابتسامه : اي بس الشياكه دي كلها ؟
سالي بخجل : مش زوقك !.. لازم يبقي شيك .
بلال : انتي اللي بتحلي الحاجه مش العكس .
ابتسمت في خجل وهي تتمتم : علي كده في الخطوبه كمان الفستان كان حلو ؟
بلال بمزاح : انتي لسا قايله زوقي شيك .
ضربته علي كتفه بخفه ليضحك عليها قبل ان يمد يده لها لتمسك بيده ويتحركان من اجل الحفل ..
كانت ترتدي فستانًا هفهافًا من الخصر للأسفل من قماش الستان الذي يعلوه التول الشفاف بتداخل منمق بين اللونين الاسود والرصاصي الفاتح مما أعطي مظهرا ساحرا له .. بينما يتخصر بحزام رصاصي فاتح عريض وساده من الصدر بكتف واحد يزينه زهره باللون الرصاصي الفاتح وكذلك الحجاب من الرصاصي الفاتح .. ببضي أسود وأطرافه بإسوره رصاصي .
كانت غاية في الاناقه ..
استقلا السياره معا في جو يسوده الفرح والبهجه .. حتي وصلا للنادي وجلسا في انتظار العروسين .
--*-----*-----*-----*-----
كان يقف في الحديقه منتظرًا نزولها كي يذهبان حينما اتي عمه ..
العم بابتسامه : ازيك يامعاذ يابني ؟
معاذ : الحمد لله ياعمي .
العم : ماشيين دلوقتي ولا اي؟
معاذ : ايوه .. مستني بس رقيه تنزل .
ولم يتمم جملته حتي ظهرت رقيه التي جعلته يقف ناظرًا لها بأعين واسعه وهي ترتدي هذا الفستان الابيض الكريمي الهفهاف ذو الطبقات من التول الساده ويتسع بشكل جميل .. في حين يتزين الصدر بنقوش تشبه فروع الشجر والورود الصغيره جدا وكذلك الأكمام .. مع حجابها الكاكي الهادئ .. كانت غايه في الاناقه ..
اقترب والدها وقبلها في جبينها بحب وهو يتمتم : ربنا يحميكي يابنتي .. يلا روحوا عشان متتأخروش .
ابتسمت رقيه لوالدها ثم ذهبت تجاه معاذ الذي تحرك سريعا قبل ان يتفوه بشئ قد يخرب الاتفاق بينه وبين عمه .. واكتفي بأن يقول لها بأنها تبدو كالأميرات .. وهي اكتفت بابتسامه هادئه .
قاد معاذ السياره حتي وصل الي النادي ودلفا بهدوء .. وما هي الا دقائق حتي أتي العروسان .
--*-----*-----*-----*-----
في سيارة جود التي يقودها مروان وبجانبه والد مريم .. بينما جود ومريم في الخلف .
جود بابتسامه : مبروك با زوجتي العزيزه .
مريم بابتسامه : مبروك عليا يا زوجي العزيز .
جود : مبسوطه ؟
مريم بفرحه : اوووي اوي فوق ما تتصور .. مكنتش متخيله اني هعيش حلم جميل زي ده .
جود وهو يقبل يدها : ده مش حلم يا مريم .. دي حقيقه ... وبأمر الله حياتنا كلها مع بعض تبقي بنفس الحقيقه دي .
مريم بخجل وتردد :ر ربنا يخليك ليا .
جود بابتسامه : ويديمك لقلبي .
في سيارة إسلام الذي يقوده وبجانبه تجلس اروي بينما شهد ووالدة مريم التي أصرت علي البقاء في الخلف .
اسلام بهدوء : مبسوط اوي وانا شايفك بالخمار النهارده .
اروي بابتسامه : كانت مفاجأه والمفروض من بدري شويه بس اهو بقي وقت ما ربنا أراد .
اسلام بحب : ربنا يثبتك ويعلي من شأنك ياقمري .. الفستان عليكي يجنن .. مش كنا عملنا الفرح فرحين النهارده وخلاص .
اروي بخجل وصوت خفيض : اسلااام .
اسلام بضحكه : منورين ياجماعه والله .
ضحكت والدته وهي تتمتم : اه ما احنا عارفين .. انت لو طايل هتنزلنا من العربيه .
اسلام بضحكه ونبره براءة مصطنعه : انااا .. دا انا طيوب اوي .
والده : ايوه عارفه انت هتقولي .
ضحك الجميع بخفه بينما نظرت أروي لنفسها برضا تام عما ترتديه .. وتشعر بالراحه لأقصي درجه .. فقد كانت ترتدي فستان طويل ينزل باتساع من الخصر للأسفل عباره عن طبقات من التول الفضيع التي يتداخل معها الكحلي بهدوء جعله ساحر .. بينما الصدر كحلي تماما بفصوص صغيره فضيه تغلفه من الخلف والأمام وبدون اكمام وفي أسفله بضي فضي ويعلو الفستان خمار كحلي ملفوف بعنايه بحيث يغطي منطقة الصدر بأكملها دون ان يظهر منه اي شئ .. ولا تضع مساحيق تجميل ايضا .. فقد اكتفت بكحل اسود أبرز لون عينيها الأزرق المائل للرمادي .
وصل الجميع حيث النادي وبدأت طبول الدف بالتناغم معًا .. وكما فعل جود أمام منزل مريم فعله ايضًا أمام باب النادي وهما يهمان بالدخول .. لكن هذه المره كانت أنشوده
شو حلوه وشو مهضومه .. ضلي حدي ما تقومي .
ياحلوه متلك ما في .. متل الفله مرسومه .
وانا متل الزنبق والريحان .. شو سحرتني بهالفستان .
عقلي فيها جن جنان .. وليش العالم لاموني .
وردة من أجمل بستان .. أخلاقها أحمل عنوان .
عيونا لولو ومرجان .. كل لحظة بينادوني .
وبدي اهديها ها القلب .. لينور فيها هالدرب
عروسه حلوه بتنحب .. وبشيلها جوا عيوني
لعيونها بيهون الصعب .. وبدعيلها يحفظها الرب .
لما شفتها قلبي طب .. هالحلوه هالمزيونه
صفق الجميع بينما اقترب جود وأمسك بيد مريم واتجها حيث المكان المخصص لجلوسهما .. وبدأت الحفله جميعها بالدف والاناشيد الإسلاميه .. وبدأت التبريكات من جميع الحضور والتمني لهما بالسعاده .
ولم يمر الكثير من الوقت حتي اتت والدة مريم وبيدها علبة مخمليه كحليه وبدأ الجميع في الإنتباه .. فقد حان الوقت لترتدي مريم شبكتها الخاصه .
أخرج جود أولا دبلة مريم والتي جعل اسلام يأخذها منها قبل أسبوع ليكتب عليها ويلبسها اياها اليوم .. وقام بوضعها في اصبعها بعدما طلب منها الا تنظر لها حتي يطلب ذلك .. ومن ثم رفع كفها وقبله بحب وهو يتمتم : لآخر عمري بحبك .
ابتسمت مريم بخجل وعيون دامعه .. بينما اقتربت والدتها بالعلبه كي تخرج دبلة زوجها الفضيه وقامت بوضعها في إصبعه .
جود بابتسامه : يلا نقرأ اللي عليهم قدام الكل بقي .
اماءت مريم بابتسامه ليأخذ جود المايك من مروان ويضعه بينه وبين مريم .. ثم رفع كل منهما يده وقرأ المكتوب علي الدبله معا بصوت عالي : " قد تعاهدنا علي السير معًا " .
علت التصفيقات والزغاريد مجددًا في حين ادمعت عينا مريم التي كانت تضع صورة دبله مكتوب عليها نفس الجمله كصورة مميزه لصفحتها الشخصيه ..
تقريبًا لم يترك شئ تتمناه الا وحققه لها في هذا اليوم .
بينما اغلقت والدة مريم العلبه بباقي الشبكه .. فهذا كان طلب جود أيضا لان مريم غير شغوفه بالذهب .. فلتحتفظ بشبكتها كما أرادت .
--*-----*-----*-----*-----
بعدما وصلت شهد دلفت لتبحث عن رقيه ومعاذ .. وها قد وجدتهم يجلسون علي طاوله بمفردهم فذهبت لهم سريعًا وهي في غاية السعاده .. انضمت لهم أروي وإسلام الذي رحب بمعاذ كثيرًا .. ولكن ما لم يكن في الحسبان هو حضور آخر شخص يجب ان يراه معاذ او شهد .
اقترب عمر من مكان العروسين وسلم علي جود بحراره ورحب به جود كثيرًا فهو يظنه الصديق المقرب لمروان ولذلك دعاه لحضور الحفل ..
لمحه مروان فذهب تجاهه بضيق لكنه رحب به ..
التفت عمر لتقع عينيه علي مريم الجالسه بجانب جود وتبتسم لأروي التي تجلس علي مقعد قريب بعض الشئ .. تابع نظرتها ليري اروي وبجانبها شهد ومعاذ .
التفت لينظر لمروان مجددا وهو يشير علي مريم متحدثًا ببعض الشك : مش دي اا ..
جذبه مروان سريعًا من يده كي يذهب به من المكان .. فـ هو يخشي ان يتفوه عمر امام جود عن مريم بشئ .
مروان بابتسامه مصطنعه : بعد اذنك ياجود هقعد شويه مع عمر .. ما شفتوش من بعد اول اجازه .
اماء جود بهدوء ثم جذب مروان عمر ليذهبان من المكان .
عمر وهو يسير مع مروان : انت سيبته يتجوزها ؟
مروان : سيبت مين يتجوز مين ؟
عمر : جود ومريم يا مروان .. انت بتحبها من قبله .. ليه سيبتهاله .
مروان : عمر من فضلك ده شئ ميخصكش .. واتمني تنسي الموضوع ده تماما لإنه مقفول من زمان .. انا قلبي فاضي ومقفول لبنت الحلال اللي هتفتحه بعدين .
عمر : بس انت ..
مروان مقاطعًا : لو سمحت يا عمر .
عمر وهو يرفع كتفيه : براحتك .
مروان : اتفضل اقعد هنا .. هجيب حاجه نشربها واجي .
وبالفعل ذهب مروان .. في حين نظر عمر تجاه طاولة شهد فوجدها تتحرك بعيدًا عن الضجه متجهه للخارج وهي تتحدث في الهاتف .. فنظر حوله قبل ان يتحرك خلفها ..
عاد مروان ولمح عمر الذي خرج مسرعا فساوره بعض القلق من رؤيته له يركض عند الباب .. فوضع المشاريب ولحق به كي يطمئن عليه .. لكنه لا يعلم بأنه ذاهب لقدره المحتوم والمجهول .
الحلقة الثامنة عشر من هنا