رواية احببناها مريميه الحلقة الخامسة عشر


أحببناها مـريـمـيـه { ١٥ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛

تقابلت العيون في نظره طويله جعلت الجميع ينتبه لهما .. ولكن الصمت هو سيد الموقف ..
سعد بتعجب : في اي يا رقيه واقفه ليه يابابا انتي وشهد تعالوا .
ابتلعت شهد ريقها بحلق جاف وهي تتحرك الي جانب معاذ الذي لاحظ تغيرها وشحوب وجهها ..
معاذ بهدوء : شهد انتي كويسه ؟
رفعت شهد عينيها لتقع في عيني عمر الجالس بتوتر وارتباك يهز قدمه اليمني بعنف .. ثم حولت نظرها سريعًا الي رقيه التي تجلس بجانب والدها وعيونها أرضًا .. ثم الي عمها الذي يبتسم لوالد عمر ويتحدث .. لكنها لا تفهم ماذا يقول .. تري حركة شفتيه مع ابتسامته لكن لما صوته لا يصل لمسامعها بوضوح كأنه يقول طلاسم او ما شابه .. تحولت عينيها الي والد عمر الذي يتحدث الي عمها ورقيه وابتسامته واسعه كذلك .. فجأه ارتخت أعصابها وداهمها الدوار وبعدها أصبح كل شئ أسود .. أسود بطريقة مخيفه .. لكن هذا السواد المخيف أحيانًا يكون الأمان حينما يواجهنا القدر ساخرًا منا .. يكون المهرب من حياة تتلاعب بنا ..
وقف معاذ بسرعه وضمها اليه مناديًا اياها بفزع ومن ثم حملها وتحرك بها سريعًا الي المطبخ وهناك أعطته الداده كوب الماء الذي رش منه القليل علي وجهها وأخذ يمسح به عليها حتي استفاقت وأخذت تفتح عينيها ببطء وهي تشهق لتلاحق أنفاسها ..
أحضرت الداده كوب من الماء وجعلها معاذ ترتشف منه القليل وأخذ يمسد وجهها وشعرها بحنان وأخذها الي أحضانه فتشبثت بقميصه ودفنت وجهها في صدره وهي تتمتم : اي جابه هنا ؟.. ليه مش عايز يسيبني في حالي ؟.. لي جه وشوفته بعد ما كنت خلاص قربت انساه وأخف منه ؟.. ليه رجع تاني ؟.. ليه !!..
كانت تقول كل جملة وأخري بشهقه ولكن لم يفهم كلماتها سوي معاذ لأنه قريب منها .. اما عمها الذي تنهد بارتياح حينما استفاقت عاد لضيوفه من جديد وبقيت رقيه واقفه الي الباب في خوف ..
لاحظ معاذ وقوفها ودموعها فتحدث بهدوء : اطلعي يا رقيه عشان عمي .. وانا جاي وراكي .. متخافيش هي كويسه اهي .
اماءت عدة مرات قبل ان تخرج من المطبخ الي غرفة الجلوس وجلست مجددًا الي جانب والدها الذي أخبرهم بأن ابنة اخيه تعاني من ضيق تنفس .. وربما هذا ما حدث الآن واعتذر وقد تقبل والد عمر الاعتذار وتمني لها الشفاء العاجل ..
بينما ذاك الشارد في ملكوت آخر ينظر الي اللاشئ امامه وبدون أي تعبير .. لكن تحرُّك والده هو ما جذب انتباهه للواقع مجددًا .
عمر بتساؤل : بابا رايح فين ؟
والد رقيه : انا وابوك في المكتب هنا يا عمر .. وهنسبكم علي راحتكم شويه .
وبالفعل تحركا تجاه المكتب في حين لم ينطق اي من عمر او رقيه بحرف واحد وحتي لما ينظرا لبعضهما البعض .. وكل منهما في عالمه الخاص .. حتي أتي معاذ الذي لا يبشر وجهه بالخير أبدًا بتلك العروق النافره من عنقه وعينيه الحمراوين ويديه التي يكورها في غضب .. ومن دون سابق انذار قام بجذب عمر من ياقة قميصه وأوقفه أمامه وبكل غضب الدنيا لكمه لكمةٌ جعلت الدماء تسيل من أنفه وجانب شفتيه .. مما جعل رقيه تشهق واضعه يديها علي فمها وركضت تجاه معاذ وأمسكت بذراعه حتي لا يتهور ويفعلها مجددا وهي تتمتم بدموع : ارجوك ارجوك متقربلوش تاني .
اعتدل عمر وقام بتعديل ياقة قميصه بعدما أخرج منديلًا ومحي الدماء عن وجهه ومن ثم نظر تجاه معاذ بتحدي مما جعل معاذ يثور هذه المره .. ولكن كانت رقيه أسرع حينما وقفت أمام عمر وهي تتوسل برجاء وصوت شهقاتها يعلو مما جذب انتباه والدها ووالد عمر .. فخرج كلاهما سريعًا ولكن معاذ ترك الفيلا قبل ان يصل عمه اليه .
والد رقيه بعدم فهم : اي اللي حصل ؟.. ماله معاذ يا رقيه ؟.. وانتي بتعيطي ليه ؟.. و ..
صمت حينما لاحظ تلك اللكمه علي جانب وجه عمر والتي تركت كدمه زرقاء مكانها فصرخ بإسم الداده كي تأتي بقطعة ثلج .. واقترب من عمر بعدما ركضت رقيه الي غرفتها ..
والد عمر : اي اللي حصل ياعمر انطق .
عمر بهدوء : محصلش حاجه .. واضح ان معاذ ابن اخوك بيحب بنتك .. فطالما بيحبوا بعض ليه وافقت تدخلنا بيتك ؟
القي عمر تلك القنبله ككذبه وغادر المكان ولحق به والده .. لكنه لا يعلم بأنها ستنقلب للحقيقه الراسخه عما قريب .. ولن يحدث هذا دون خسائر .. وربما تكون تلك الخسائر كبيره لدرجة لا تُحتمل .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

أحضرت مريم القهوه لأخيها ولجود ثم استأذنت ودلفت لغرفتها .. وما هي الا دقائق قليله حتي غادر جود .. وقامت مريم بمحادثة أروي وأخبرتها بكل ما حدث .. ولكن لا تعلم لمَ تلك الإنقباضه في قلبها .. فأغلقت مع اروي وقررت ان تُهاتف شهد .
شهد بضعف : مريم .
مريم بخضه : شهد ؟؟!.. شهد مالك ؟.. مال صوتك ؟
شهد : متقلقيش انا كويسه .. تعبت شويه بس .
مريم : شهد قوليلي اللي حصل .. وانتي فين ؟
شهد بتنهيده : كان متقدم لرقيه عريس .. وكان .. كان نفسه ..
لم تستطع ان تُكمل فشهقت باكيه .. فلم تحتمل مريم التي تحدثت سريعًا : شهد انتي في البيت ؟
شهد بشهقه : ايوه .
مريم : انا جيالك .
وبالفعل خرجت واستأذنت من إسلام بأن يذهب معها لمنزل شهد وقد وافق بالفعل ..
لم يمر سوي نصف ساعه حتي استطاع الوصول لمنزل شهد التي ارسلت اللوكيشن الخاص به في رسالة لمريم ..
ترجلت مريم بهدوء ودلفت من البوابه الكبيره وطرقت علي باب الفيلا بهدوء .. ففتحت لها فتاة ذات بشره حنطيه وعيون رماديه بحجاب ناعم رقيق ويبدو أنها باكيه .
مريم : لو سمحتي شهد موجوده ؟
رقيه : ايوه موجوده اتفضلي .
مريم : اا .. اخويا .. اخويا بس معايا بره .
رقيه : خليه يتفضل في قعده في الجنينه هنا .. سوري بس بابا ومعاذ مش موجودين .
مريم : ده الصح يا حبيبتي مفيش اسف .. دقيقه وراجعه .
وبالفعل ذهبت مريم تجاه اسلام الواقف عند البوابه الرئيسيه لكنه أخبرها بأنه سينتظرها في السياره .. وهذا هو الأصح ..
وبالفعل عادت مريم الي رقيه التي أخذتها لغرفة شهد ..
اعتدلت شهد سريعًا وألقت بنفسها بين أحضان مريم التي جلست بها الي الفراش وطلبت من رقيه عصير ليمون من أجل شهد .. وبالفعل ذهبت رقيه فتحدثت مريم بهدوء : اهدي بقا عشان خاطري .. وقوليلي براحه اي اللي حصل ؟
شهد بعدما هدأت قليلًا : عـ عمر .. عمر يامريم .
مريم بهدوء : ماله عمر بس يا شهد ؟.. مش كنا قفلنا صفحته !
شهد : ابوه يبقي صاحب عمي .. وجم النهارده عشان .. عشان يخطبوا رقيه بنت عمي .. وانا اول ما شفته معرفش اي حصلي بس غبت عن الوعي .. واكتشفت ان لسا جرحه معلم جوايا .. لسا في جوايا مشاعر تخصه .. طالما لسا موجوعه منه يبقي لسا في مشاعر تخصه .. وانا .. انا مش هقدر اقول كده لرقيه .. مش هقدر .
كانت رقيه تقف علي باب الغرفه وقد استمعت لكل شئ بالفعل .. لكنها قررت ان تبدو كأنها لم تسمع شيئًا فطرقت بخفه علي الباب وأعطت الليمون لمريم وغادرت بحجة الصلاه ..
مريم بهدوء : اسمعيني ياشهد .. عشان تتخلصي من وهم حبه اللي جواكي لازم تعرفي انك قويه اوي ولازم تكوني واثقه من نفسك .. محدش في الدنيا دي يهزك او يحسسك انك قليله ابدا .. عمر صفحه لازم تتقطع .. وهتتقطع بقربك من ربنا ودعواتك ليه بإنه زي ما زرع وهم حبك ليه في قلبك يشيله .. وتطلبي منه الراجل اللي يحبك ويحترمك ويحميكي .. وصدقيني قريب اوي هيعوضك ربنا بحاجه حلوه اوي لدرجة انك هتنسي كل الوجع ده .. بس لازم تكوني مؤمنه بأنه " لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ".. ولازم تبقي واثقه كمان ان ربنا قادر علي كل شئ .. انتي مش ضعيفه ياشهد عشان يأثر فيكي بشر .. انتي قويه وقادره تتخطي وجعه ليكي .. وده درس عشان تتاكدي ان مفيش حب بعيد عن شرع ربنا بيكمل او بينجح .. البدايه اللي مترضيش ربنا نهايتها مش هترضي حد .. وانتي الحمد لله عرفتي غلطك ورجعتي عنه .. يبقي توبي توبة نصوحا .. واقفي علي رجلك تاني .. انتي مينفعش تنكسري ابدًا .. اقوي بربنا وبقربك منه .

أرادت مريم ان تمازح شهد قليلا فتابعت : ياشيخه ده حتي محمد ابراهيم الرمز الأسطوري لكتابة دواوين النكد قال اي ..
اسمعي ياستي ..

هاتي الألوان وارسمي نفسك
ارسمي بالأزرق سما بتساع
وارسمي بالأبيض فستانك
فيه واحد لسا في علم الغيب
هيحبك وهييجي عشانك
مش شرط يكون بحصان بيطير
لكن هيحبك وتحبيه
الاسود مبقاش يليق لك
ارجوكي انسيه
وانسي الماضي
فكري في حياتك وجديدك
ارسمي جناحين مطرح ايدك
زي الفراشات خفي وطيري
اخرجي برا الدنيا الميري

توقفت مريم بابتسامه : ها بقي اي رايك ؟

لم تتفوه شهد بأي كلمه .. لكنها القت بنفسها مجددا بين احضان مريم وهي تتمتم : انتي نعمتي من ربنا وهديتي .. ربنا ما يحرمني منك ابدا .
مريم وهي ترتبت علي ظهرها بحب : ولا منك يا ختي .. ابعدي بقا كده .. اخويا متلقح تحت وهينفخني لو اتأخرت عليه .
شهد بابتسامه : متشكره اوي انك قطعتي كل الطريق ده عشاني .. واسفه في نفس الوقت .
مريم : طب نامي يختي نامي .. وأسفك وشكرك هقبلهم بسندوتش بطاطس بكره .
شهد بضحكه: احلي سندوتش بطاطس .

غادرت مريم مع اسلام في صمت وهي تتنهد براحه واخذت تدعو في سرها بأن يخفف الله عن صديقتها ويحميها ويعوضها بالخير .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يدور في الطرقات علي غير هدي .. يتخبط في افكاره التي تتزاحم وتتوافد بداية من شهد وجرحها الغائر من ذاك الحقير كما أسماه .. وكذلك رقيه التي ربما تضيع منه كما أخبرته شهد .. ان لم يكن اليوم فغدًا .. انتهاءًا بسؤال القلب الذي يلح عليه في الإجابه " هل يحب مريم حقًا " .. وان كان كذلك .. الم تخبره شهد انها تحب آخر .. بل وأنه تقدم لخطبتها كذلك .. رسميًا أصبحت خطيبته .. اي لم يعد من حقه التفكير حتي بها .. لكن لمَ ما يشعر به هو الضيق وليس الألم ؟.. من المفترض أن يتألم لكونها ستكون لآخر .. لكنه فقط يشعر بالضيق .. ماذا عن رقيه التي تلمع عينيها بحب واضح تكنه له .. وله فقط .. تذكر توسلات عينيها له بأن يفعل شيئًا .. والآن أخته مجروحه .. عليه ان يُنهي هذه الحرب في رأسه .. كما سيُنهي ذاك الارتباط .. وسيسعي لمعالجة أخته اولا ومن ثم يحاول ان يستنتج شعوره تجاه رقيه ويأخذ خطوه تجاهها .. ربما هو مخطئ في حب مريم .. ربما .
عاد الي الفيلا ليجد شهد نائمه في سلام .. ولكن تعابيرها مرتخيه براحه عما تركها .. أراد ان يطمئن علي رقيه لكنه لم يجرؤ علي طرق باب غرفتها حتي .. فقرر الجلوس في الحديقه لبعض الوقت ..
لم يمر سوي دقائق حينما شعر معاذ بأقدام خلفه .. فنظر خلفه ليري رقيه قادمه تجاهه ..
وجلست بهدوء .
بعد بعض الوقت الصامت تمامًا .. قرر معاذ ان ي يُنهي هذا الصمت فتحدث بهدوء : شهد نايمه من بدري ؟
رقيه بتنهيده : يعني من ييجي نص ساعه كده .. مريم صحبتها جت قعدت معاها دقايق ومشيت وهي نامت بعدها علي طول .
نظر لها معاذ بتساؤل : مريم كانت هنا ؟؟
اماءت رقيه بهدوء ليتنهد معاذ قليلًا قبل أن ينفذ قراره فتحدث بخفوت : رقيه .
رقيه بهمهمه : هممم .
معاذ : ممكن تسمعيني للآخر ؟.. محتاج افضفض شويه .
رقيه : اكيد يابن عمي .
أخذ معاذ شهيقًا أخرجه ببطء مع كلماته : كنت طايش .. عايش الدنيا بالطول والعرض .. اعمل اللي عايزه من غير حساب .. كلمت بنات كتير .. كتير اوي .. بس مجرد ما توصل للجد اخلع .. واطي بالمعني الصريح يعني .. لحد ما اتردتلي في اختي .. مريم دي كانت اخر بنت مقرر اني العب معاها لعبتي القذره .. بس ضربتني في مقتل .. كلمتين قالتهم فوقت ضميري وخلتني حاسس اني عيل وضيع ملوش قيمه .. خلتني احس اني بدون كرامه عشان سالي اللي كانت طلبت مني افضح مريم كده وانا وافقت زي المغيب .. خلتني بكلمتين افوق لنفسي .. بس فوقت بعد فوات الاوان .. بعد ما كل اللي عملته في بنات الناس اتردلي في اختي .. حبت واحد وفضلت تحبه تلت سنين .. تلت سنين معيشها في وهم انه بيحبها بس في الآخر غدر بيها .. غدر بيها في نفس اليوم اللي غدرت فيه انا بمريم .
وقتها عرفت انه كما تدين تدان بجد .. بس مقدرتش اجيب حق اختي عشان اصلا ده دين بيتردلي .. رغم ان مريم جابت اخوها وخلاني اعتذرت من اخته قدام الجامعه كلها .. لكن انا مقدرتش اروح امسك في زمارة رقبته وارد اعتبار اختي .. مقدرتش اقول عليه وسخ لاني اوسخ منه .. مقدرتش اروح اضربه واصفي دمه عشان اللي عمله في اختي لاني عملت اكتر منه واستاهل الضرب زيه .. اتجمدت .. ومقدرتش اعمل لشهد حاجه .. بس الحاجه الوحيده اللي حسيت انها هتكفر عن ذنبي ولو شويه هو اني اقرب شهد من مريم .. ساعتها مريم هتاخد بإيدها للطريق الصح اللي هي ماشيه فيه .. وفعلا حطيت شهد في طريق مريم .. واتغيرت كتير للأحسن .. اللبس .. الميك اب .. الخروج بليل .. السهر .. اتغيرت كتير .. في كل اللي بيحصل ده في احساس جوايا لمريم .. لكني مش عارف اي هو .. حب !.. اعجاب !.. تقدير !.. احترام !.. مجرد اني مش عارف .. بس لما شهد قالت انها هتتخطب انا متوجعتش .. اتضايقت اه بس متوجعتش .. رغم اني بقالي فتره جامده مشفتهاش بس ولا مره فكرت مجرد تفكير اني اروح الجامعه مثلا مخصوص عشان اشوفها .. تفتكري ده اي يا رقيه ؟
رقيه بهدوء : انبهار .
نظر لها معاذ مطولًا قبل أن يبتسم بخفه وهو يتمتم وكأنه يقوم بتهجِّي الكلمه : ا نـ بـ هـ ا ر .. فعلا ليه لا .. انا منبهر بيها عشان مختلفه .. عشان عندها القدره انها تاخد حقها بكل بساطه وسهوله من غير ما يرفلها جفن .. عشان .. عشان هي مريم .. انبهار بس .. انتي صح .. هو انبهار .. انبهار بشخصيتها .. لا مش حب ابدا .. انا مبحبهاش .. هو انبهار .
كان يردد انبهار بشكل متكرر مما جعل رقيه تبتسم رغم تآكل قلبها من الداخل ..نظر لها معاذ بعد بعض الوقت وهو يتمتم : انتي .. انتي ليه ديما ترفضي اي عريس من بره بره ؟
رقيه بتوتر : عادي .. بس مش مستعده .
معاذ : مجرد انه عادي ومش مستعده بس ؟
رقيه بتأكيد : ايوه .
معاذ : طيب .
صمت عم في المكان لبعض الوقت قطعه صوت رقيه : اي هي مواصفات البنت اللي بتتمني تكمل حياتك معاها ؟
معاذ بتنهيده : مش عارف .. بس اكيد عايزها زيك .
نظرت له رقيه في ذهول فابتسم لها بصفاء .. ارتبكت وتحركت بسرعه وهي تتمتم : اا .. يدوب اطلع انام .. تصبح علي خير .
القت كلماتها وغادرت بسرعه وقلبها يضرب كالطبول .. بينما ابتسم هو بهدوء .. يشعر ببعض الراحة الآن .. بقي فقط ان يواجه عمه .. ولكن هل سيتقبل الأمر ؟.. تنهد باستسلام للمصير المجهول وتحرك لغرفته وذهب في سبات عميق .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

مرت الايام تباعًا .. ولم يحدث اي جديد .. فقط معاذ يهتم بدراسته فهو قد عزم علي ان يُفاتح عمه في الأمر بعد أنهاء امتحاناته .. لكن هناك شئ يقلقه .. فعمه لا يتحدث معه ابدا .. وهو لم يحاول ان يتحدث الي عمه كذلك .. فقط لينتهي الترم علي خير .. وبعدها ليري ما سيفعل ..
واليوم هو يوم وصول مروان لأجازته الثانيه .. نزل من الاتوبيس ليري جود بانتظاره .. اقترب منه واحتضنا بقوه وشوق اخوين بحق .. عاد به جود للمنزل وتناولا الطعام معا وتركه كي يرتاح قليلا وعاد لشركته ينهي بعض الأعمال ..
وفي المساء جلسا معا بعد تناول العشاء ليتحدث مروان بشغف : عملت اي بقا في فتره غيابي ؟
جود : شفتها مره كمان واتفقت مع عمي احمد ان قراية الفاتحه هتكون بعد رجوعك .. وهيحضر خالي محسن .. كلمته الصبح وانا جايلك وهيكون هناا بكره بأمر الله .. وبعد بكره هنروح نقرأ الفاتحه .. ونتفق علي التفاصيل .
مروان بابتسامه : ربنا يكملك علي خير ياحبيبي .
جود : عقبالك .
مروان : اخلص منك بس الاول .
ضحكا معًا وبقيا يتحدثان معًا لفترة طويله قبل ان يدلف كل منهما لغرفته ليناما بهدوء ..
قُضي يوم آخر بسلام ..
واليوم هو الجمعه .. اليوم المنتظر .. حضرت اروي وشهد ليكونا بجانب مريم .. في حين حضر خال جود ومروان وبدأوا في الاستعداد للذهاب لمنزل مريم .

طرقات خفيفه علي الباب دلف بعدها اسلام ووقف امام مريمته وقبل جبينها بحب وهو يبتسم : زي القمر يا حبيبة اخوكي .
مريم : طب بس لحسن انا علي تكه وهعيط .
اسلام بضحكه : لا متعيطيش خلاص .. اركني علي جنب واروح اشوف مراتي حبيبتي هي مش هتعيط ولا هتقولي بس .
مريم : احترم نفسك يابني معانا بنات .
انتبه اسلام لوجود شهد فتحمحم في حرج وهو يتمتم : اسف بجد مخدتش بالي .
شهد بهدوء : ولا يهمك خد راحتك .. مريم اناا هدخل لطنط اشوفها اوك ؟
مريم : ماشي ياقمر .
غادرت شهد بالفعل وجلست مريم الي تسريحتها مجددًا لتتأكد من حجابها .. في حين تقدم اسلام من اروي الواقفه تفرك يديها معا : اي ؟
اروي : اا اي؟
اسلام بابتسامه : اي انتي ؟
اروي : اا اسلام اا .
اسلام بابتسامه اكبر وقد اقترب منها كثيرا ولم يعد يفصلهما سوي خطوه واحده ثم أمال علي أذنها وتحدث بصوت خفيض بالكاد يسمع : كل مره بشوفك بحس انها اول مره .. مش عارف اشبع من ملامحك .. ومش عارف ابطل احبك اكتر واكتر .. الاقي عندك علاج لحالتي دي ؟
اروي وهي تنظر للارض وتكاد تخونها قدميها : ا اسلام .
اسلام : قلب اسلام .
اروي وقد وصلت الي منتهاها فقامت بوضع يديها علي صدره كي تبعده للخلف .. ولكنها تفاجأت به يمسك بيديها ويثبتهما عند صدره وينظر لها يابتسامه عابثه .
ازدردت ريقها في توتر وحاولت دفعه لكنه غمز بخفه وهو يتمتم : والله لولا اني عارف ان مريم هترخم اللحظه كنت حضنتك .. وانا اساسا هموت واعملها .
لم يتم جملته فإذا بمريم تمسك بياقة قميصه من الخلف وتجذبه بعيدًا عن اروي التي تنفست الصعداء للتو ..
تمتمت من بين اسنانها : بتعمل اي يا منحرف في اوضتي وجنب دولابي ومع صحبتي .
اسلام : اي يا ما اهدي شويه .. صحبتك مراتي واوضتك مش مسجد ودولابك مش مصلي .. وبعدين انتي مسكاني كده ليه ياحيوانه ؟.. انتي قفشاني ولا اي !
مريم : انكر اني مقفشتكش .
نظر اسلام تجاه اروي المبتسمه بتشفي واراد مشاكستها فتحدث بمرح : هي حقيقي قفشتنا ؟.. يعني هي شافت اللي عملناه ؟
انحدرت عينا مريم تجاه اروي التي نظرت لاسلام بأعين متوسعه وتشير برأسها بمعني لا ثم ركضت من الغرفه تداري وجهها الأحمر .. في حين ضحك اسلام بقوه .. لكنه ابتلع ضحكته وهو يري مريم التي تقف امامه رافعه احدي حاجبيها فتحدث بهدوء : انا .. هشوف جود ومروان والناس اللي بره دي .
مريم : روح يا خويا روح .
تحمحم اسلام ثم غادر الغرفه بعدما ارسل لمريم قبله في الهواء .. فابتسمت هي بحب وراحة .. متمنيه لأخيها وصديقتها اجمل الأيام .

لم يمر الكثير من الوقت حتي قُرأت الفاتحه واتفقوا علي ان يُكتب كتابهما بعد انتهاء امتحانات نصف العام .. وبعد الكثير من الوقت الذي قضاه الرجال معا في الحديث وكذلك النساء في غرفة مريم .. فلقد اتت والدة اروي وزوجة خال جود وخالته واروي وشهد ..
استأذن الخال بأن يجلس جود مع مريم لبعض الوقت .. وبالفعل تحرك الرجال الي غرفة اسلام التي تطل علي الصالة مباشرة .. وذهب اسلام واحضر مريم .. التي ما ان وقع نظر جود عليها حتي فتح فمه ونظره معلق بهيئتها الساحره لعينيه بفستانها الذي يأخذ العديد من الالوان بشكل طولي من النيلي والبرتقالي والاخضر الفاتح والاحمر الفاتح والبنفسجي الفاتح والأصفر الهادئ والازرق الفاتح استنتج كونه من الوان الطيف الهادئه كليًا .. كان من عدة طبقات من قماش التول الذي ينزل باتساع من الخصر للأسفل وتأتي من نهايته نقوشًا بيضاء بينما من الاعلي بدون أكمام ويتخذ من الصدر لما بعد الخصر أشكال ورود ملونه بالوان الطيف كذلك . وترتدي أسفله بضي أبيض ويزين رأسها حجاب بسيط زهري .. ووجها خالي من المساحيق الا من كحل عينيها الذي أبرز خضراوتيها .. كانت مبهره حقًا بكل شئ .. انتبه من نظرته علي جلوسها امامه ومغادرة اسلام .
جود بحمحمه : ااا .. ازيك يا مريم ؟
مريم بهدوء : الحمد لله في افضل حال .. وحضرتك ؟
جود بابتسامه : الحمد لله كويس جدا .
مريم : الحمد لله .. يارب ديما .
جود : واياكي .. اا .. مبروك .
مريم بابتسامه : شكرا .
جود : قوليلي .. اا .. يعني ممكن نتكلم في المستقبل شويه ؟
مريم : طبعا اكيد .

وبالفعل بدآ في التحدث عن أشياء كثيره يود كل منهما ان يفعلها مع شريك حياته .. وقد أخذ كل منهما عهدا علي نفسه بأن يبذل قصاري جهده كي يكون الشريك الذي يتمناه الآخر .


الحلقة السادسة عشر من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×