أحببناها مـريـمـيـه { ١٤ }
بقلمـ : دنيـا آلـ شملول 💛
كانت تجلس في غرفتها تراجع بعض الدروس حينما طُرق باب الغرفه ودلف والدها بابتسامه : ربنا يقويكي ياحبيبتي .
مريم : امين يارب .. جايبلي معاك اكل ولا اي ؟
َوالدها بضحكه : ايوه جايبلك معايا اكل تصلي عارفك ياعيني ياربي لما بتبدئي تذاكري بتنسي بطنك خالص .
مريم بابتسامه واسعه : ايوه ايوه فعلا .
والدها بمكر : ألّا يا مريم يا بنتي اي الصينيه اللي جنبك دي ؟
مريم بضحكه : قفشتني يا بابا .. دول كانوا سندويتشين بيض اومليت كده مع خيارتين وطماطمايه وزيتونه واحده بس .
والدها وقد ازدادت ضحكته : مش بقول بتنسي بطنك .. طب خدي ياستي جايبلك طبق تفاح انما ايه .. يستاهل بوقك .
مريم بحماس : ايوه بقا .. دي الأبهات ولا بلاش .
ابتسم بهدوء وجلس الي جانبها لبعض الوقت قبل ان يقطع الصمت وهو يتمتم بهدوء : متكلمناش في موضوع جود يا بنتي .
تسربت الحمره الي وجنتيها علي الفور بمجرد سماعها لإسمه وأطرقت برأسها .. فمد والدها يديه ورفع رأسها للأعلي بابتسامه : اعتبر سكوتك علامة رضا ؟
اماءت مريم بابتسامه ليحتضنها والدها بحب وهو يتمتم بالدعاء لها هي وأخيها .. تركها بعد بعض الوقت وخرج ليبشر والدتها بموافقتها .. بينما أمسكت هي بهاتفها واتصلت بأروي علي الفور .. وبمجرد أن فُتح الخط تحدثت مريم باندفاع : وافقت يا اروي .. قلت لبابا اني موافقه .
اروي : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ختي .
مريم بضحكه : معلش بقا من فرحتي اندفعت .
اروي : طب اي الدنيا حددتوا معاد ؟
مريم : لا لا لسا بابا هيكلم اسلام باين وبعدها يحددوا .
اروي بابتسامه : يا ما نفسي اشوف ملامح جود وهو بيتلقي خبر موافقتك ده .
مريم بضحكه : وانا كمان اوي بجد .
اروي : الف مبروك ياحبيبتي ربنا يقدملك الخير ويسعد قلبك .
مريم بتنهيده : امين يارب واياكي .. يلا امشي عشان افرح شهد كمان .
اروي : مترغوش من غيري والا انتوا حرين .
مريم : لا لا هقولها واذاكر علي طول .. يلا تصبحي علي خير يارب .
اروي : وانتي بخير ياحبيبتي .
وبالفعل اغلقت مريم معها واتصلت بشهد التي عبرت عن فرحتها بصرخه وهي تقفز علي فراشها متمتمه : هييييييه اخيراا هشوفك عروسه يااااااااااس .
مريم بضحكه : بس يامجنونه .
شهد : فرحانه اوي عشانك بجد يامريوم .. ربنا ياحبيبتي يسعدك ويفرح قلبك .
مريم : امين ياحبيبتي واياكي .. وعقبالك كده يارب لما افرح بيكي وانتي متكلبشه مع ابن الحلال اللي يستاهلك .
شهد بضحكه : ماشي يامتكلبشه تسلميلي ياعسل .
مريم : يلا ياختي خليني اذاكر الامتحانات بتيجي بسرعه .
شهد : ربنا يوفقنا جميعا ياااارب .. تصبحي علي فرحه اكبر .
مريم بحب : واياكي ياحبي .. في امان الله .
اغلقت مريم هاتفها وتنهدت بقوه وهي تبتسم بسعاده .. ثم قامت بفتح بيانات هاتفها وكتبت في حالة جديده لها :
" تمنيته محمدي ، فاجعله ياربي خير رفيق . "
--*-----*-----*-----*-----
عاد اسلام لمنزله والقي بنفسه علي الاريكه في ارهاق .. فأتت اليه والدته سريعًا : حمد الله علي سلامتك ياحبيبي .
اسلام بابتسامه وهو يلتقط يدها يقبلها بحب : يسلملي قلبك ياست الكل يارب .. انا واقع من الجوع يا ماما .. يا تلحقيني يامتلحقنيش .
الام بشهقه : بعد الشر عنك متقولش كده تاني .
اسلام بضحكه : لا يا حبيبتي انا قصدي يا تلحقيني بالعشا يا هتلاقيني نايم .
ضربته علي كتفه بخفه وهي تتمتم : كل مره تعملها فيا .. قوم غير هدومك هكون جهزتلك اكل يلا .
اسلام : امال بابا والمقروضه والشقي فين ؟
الام : ابوك راح يصلي العشا وقال هيقعد علي القهوه شويه مع عمك حسين .. ومريم كانت بتذاكر مش عارفه لسا بتذاكر ولا نامت والبيه نايم .
اسلام : طيب هدخل اشوفهم .
طرق بخفه علي غرفة أخته وحينما لم يأته رد علم انها ذهبت في النوم فدلف بهدوء وطبع قبله علي جبينها ومسد شعرها بحنان ثم غادر لغرفته فوجد سفيان نائمًا بعرض الفراش .. ضحك عليه ثم ذهب وقام بتصحيح وضعه وبدل ثيابه وخرج لتناول العشاء .. وما هي الا دقائق حتي اتي والده .
اسلام بابتسامه : مين اللي غلب في الشطرنج ؟.. انت ولا عم حسين ؟
والده بابتسامه : انا طبعا .
اسلام بضحكه : هو عمي حسين مبيحرمش ابدا .. بقاله كام سنه يلعب معاك وكل مره تغلبه !
الام بضحكه : حقيقي يا واد يا اسلام تصدق .
الاب : احنا بنضيع وقت بس يا ام اسلام .. المهم .. بكره ان شاء الله يابني عايزين نكلم جود ونقوله يشرفنا من تاني .
اسلام : مريم كلمتك ؟
الاب بابتسامه : اه يا بني وان شاء الله في قبول .. وربنا يقدم اللي فيه الخير .
اسلام بفرحه : طب وليه بكره نكلمه .. ما نكلمه دلوقتي .
الاب : الساعه داخله علي حداشر يابني .. بكره ان شاء الله .
اسلام : تمام يا حج .. ان شاء الله هو بييجي مكتبه علي تسعه وعندنا اجتماع من عشره لحداشر .. وان شاء الله هصلي معاه الضهر وحضرتك كلمه بعد الضهر .
الاب بتنهيده : ان شاء الله .
وبالفعل بعد صلاة الظهر بساعه تقريبًا كان جود يراجع بعض الملفات امامه حينما أتاه اتصال من رقم غير مسجل .. رفع الهاتف بهدوء وأجاب ببحه أثر صمته : السلام عليكم .
والد مريم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يابني .. انا أحمد الشوادفي والد اسلام .
جود بانتباه : اهلا اهلا ياعمي .. ازي حضرتك عامل اي ؟.. وطنط ام اسلام؟
والد اسلام بهدوء : بخير الحمد لله يابني .. تعيش .. عشان معطلكش عن شغلك انا بس كلمتك اقولك اننا في انتظارك في زياره جديده ان شاء الله .
جود بفرحه ظهرت جليه في صوته : ده اعظم شرف ليا يا عمي والله .
والد اسلام : ربنا يقدم الخير يابني ان شاء الله .
جود : امين يارب العالمين .. هيبقي بينا مكالمه تانيه ان شاء الله يا عمي .. ومتشكر اوي لحضرتك .
والد اسلام : الشكر لله يابني .. يلا في رعاية الله .
اغلق معه جود بابتسامه واسعه وأخذ يتمتم في نفسه : الف حمد وشكر ليك يارب .
--*-----*-----*-----*-----
استيقظت من نومها علي صوت صراخ والدتها .. فعلمت بأنها تتعرض للضرب من قِبَل والدها وبالطبع لجأ لهذه الطريقه لأنها تطاولت عليه .. زفرت بحده قبل ان تتحرك من الفراش بتكاسل وتدلف الي دورة المياه .. وبعد وقت ليس بطويل خرجت وارتدت ملابسها وغادرت الفيلا بدون ان تتحدث الي احد .. وصلت الي احد المطاعم الذي اعتادت تناول طعامها فيه وتناولت وجبه سريعه وقررت الذهاب للجامعه بعدها .. وبينما هي تسير في الممر فإذا بصوته يناديها .. وقفت وانتظرته حتي أتي .
بلال بابتسامه : صباح الخير ياسالي .
سالي بهدوء : صباح النور .. ازيك يا مستر ؟
بلال : في افضل حال الحمد لله .. انتي عامله اي؟
سالي : تمام .
بلال : اا .. هو انتي بتقضي اجازة نص السنه فين ؟
سالي بعدم فهم : نعم ؟
بلال : جاوبيني بس .. وبعدين هتفهمي انا عايز اي .
سالي بتنهيده : واحده زيي هتقضيها فين غير البيت .
بلال : طب انتي مش محتاجه حاجه في المنهج ؟
سالي : هي اسئلتك مالها بتمشي في اتجاهات غريبه ليه كده ؟
بلال : يا ستي خديني علي قد عقلي وجاوبيني .
سالي : لا يا مستر مش محتاجه .
بلال : تمام .. اشوفك قريب .
غادر بلال تاركًا اياها في حيره من امرها .. ماذا يريد منها ؟
تنهدت وكانت علي وشك الذهاب حينما لمحت مريم التي تصعد الدرج مع اروي .. لا تعلم لمَ لم تتحرك .. وقفت كما هي تنظر تجاههما .. حتي انتبهت لها مريم .. فوقفت هي الأخري .. ولكن ما فاجأها حقًا هو اقتراب مريم منها .
مريم بابتسامه : السلام عليكم .. صباح الخير يا سالي .
سالي وقد استجمعت شجاعتها : ده اللي هو احنا اصحاب واحباب اوي فجايه تصبحي عليا .. مش لايق عليكي الدور ده .. وفريه لصحبتك .
انهت جملتها وغادرت المكان لتتنهد مريم بقلة حيله ثم تغادر الي المدرج مع اروي في صمت .
--*-----*-----*-----*-----
كان يرتشف الشاي بعد انتهاءه من تناول الافطار مع شهد ورقيه حينما دلف عمه من باب الفيلا ..
وقفت رقيه سريعًا والقت بنفسها بين احضانه وهي تتمتم : وحشتني اوي .. حمد الله علي سلامتك .
قبلها في جبينها قبل ان يفتح ذراعه لشهد التي ركضت اليه هي الأخري .. لطالما كان يعاملها هي وأخاها كأبنائه .. قبلها في جبينها هي الأخري قبل ان ينظر لمعاذ الذي يبدو عليه الارتباك فاقترب منه بهدوء ووضع يده علي كتفه : اي مالك ؟.. مش هتسلم عليا ولا اي ؟
معاذ : لا طبعا ازاي .. حمد الله علي سلامتك ياعمي .
احتضنه بهدوء ثم جلس الي الطاوله وهو يتمتم : اقعدوا يا جماعه وحشتوني .. عامله اي يا بت يا رقيه ؟
رقيه بابتسامه : ميه ميه يا بابا متقلقش .
وجه سؤاله لشهد : وانتي يا شهوده عامله اي في جامعتك؟
شهد : ماشي الحال الحمد لله .
نظر تجاه معاذ .. لكنه تحرك الي مكتبه بعدما قال بهدوء : تعالي يا معاذ علي مكتبي عايزك .
وقف معاذ في صمت ليذهب خلف عمه .. لكنه القي نظره سريعه اولا علي رقيه التي ادارت وجهها سريعًا حتي لا يلاحظ انها تنظر له .
دلف لغرفة المكتب بهدوء وجلس الي المقعد مواجهًا لعمه الذي تحدث بهدوء بعد ثوان فقط : مالك يا بني ؟
معاذ : ابدا ياعمي انا بس كنت سهران لوقت متأخر وصاحي مصدع .
عمه بتقبل للأمر : طيب يابني في موضوع عايز اتكلم معاك فيه .
معاذ بانتباه : طبعا يا عمي اتفضل .
تنهد بهدوء ثم تابع : رقيه بنتي .
معاذ : مالها رقيه ؟
العم : جايلها محاسب وعايز اقرب وقت يتقدملها فيه ... هو من نفس عمرها تقريبًا ووالده صديقي جدا .. وانا بعتبرك اخوها الكبير مش الصغير كمان .. فعايزك تقعد معاها وتشوف دماغها فيها اي وتاخد وتدي معاها في الكلام عشان انا عارف انك انت وشهد اقرب لعقلها مني .
كان يود الضحك بأعلي صوته والسخريه من نفسه .. او ربما يود الصراخ .. هل سيذهب اليها ويخبرها ان هناك عريس يود التقدم اليها ؟.. لم يدري بنفسه سوي وهو يضحك .. فنظر له عمه شزرًا باستفسار ..
تحمحم معاذ في حرج ثم تحدث بهدوء : اسف يا عمي .. من عنيا حاضر هتكلم معاها انا وشهد .. بس حضرتك عارف بنتك ورفضها المستمر لاي حد يتقدم والمشاكل اللي بندخل معاها فيها في كل مره .
العم بهدوء : انا لو اعرف بس هي بتفكر في اي .
معاذ بتنهيده : خير ياعمي .. خير .. بعد اذنك دلوقتي .
خرج معاذ يشعر ان الدنيا تضيق به .. ماذا يحدث ؟.. هل كلما قرر التقرب من فتاة يأتي اخر وينتشلها قبل حتي ان يأخذ خطوه واحده ؟.. لقد كان ينتوي ان يُفاتح عمه بشأن خطبة رقيه في أجازة هذا العام .. ويعلم ان هناك عاصفه ستواجهه بسبب هذه السنه التي تكبرها هي عنه .. تنهد بضيق وخرج ليجد الفتاتان تجلسان الي الحديقه ..
معاذ بهدوء : شهد اعمليلي قهوه لو سمحتي .
رقيه : انا هعملك .. خليكي يا شهد .
معاذ : لا يا رقيه .. انا عايزك .. يلا يا شهد .
تحركت شهد بهدوء فجلس معاذ الي الأرض مواجهًا لرقيه التي يتحرق قلبها شوقًا لما يريد قوله .. لكن شوقها هذا تحول لسكين غُرس في قلبها الدامي حينما تحدث بهدوء دون النظر اليها : في عريس عايز يتقدملك .
تجمعت الدموع في مقلتيها تهدد بالسقوط في آية لحظه .. وأخيرًا خرج صوتها ببحته أثر الضغط علي اعصابها ودموعها كي لا تخونها وتسقط : وانت شايف اي ؟
نظر لها معاذ مطولًا ولا يعلم لمَ آلمه نبرتها تلك .. شعر بشعور غريب يجتاح اوصاله وهو يراها تجاهد لتكتم دموعها .. ابتعد بنظره عن مرمي نظراتها المتوسله .. وحدق في الفراغ وتمتم : انتي اللي لازم تحددي يا رقيه .. شوفيه واقعدي معاه يمكن ..
قطع كلماته وهو يبتلع غصته قبل ان يتابع : يمكن تغيري رأيك ويكون عوضك وسندك من الدنيا .
أغمض عينيه بقوه حينما سمع همستها المترجيه : معاذ .
نظر لها لفترة لا يعلم كم مر من الوقت وهو يحدق بها هكذا ودموعها تنساب بصمت لا يقطعه سوي شهقاتها الخافته .. آلمه قلبه وسأل نفسه سؤال واحد فقط : هل حقًا سيتقبل رؤية يديها في يد شخص آخر ؟
لكنه عاد للواقع ليجيب قلبه : لكنك تحب مريم .
الي هنا وسأل العقل سؤاله القاطع : هل حقًا تحب مريم ؟
توقف عقله عن التفكير وازدادت ضربات قلبه سرعه حينما سمع آخر كلماتها قبل ان تتحرك راكضه من امامه : خلي بابا يقوله ينور في اي وقت .
نظر في اثرها بغصه وعيون تائهه وقلب مشتت وعقل متوقف تماما عن التفكير .. ماذا حدث معه ؟.. ما كل تلك التكتلات التي اصبح فيها ؟.. هل حقًا وافقت علي ان يأتي هذا الشخص لطلب يدها ؟
قطع وصلة افكاره صوت شهد التي تحدثت برجاء : معاذ ارجوك متدمرهاش ومتضيعهاش من ايدك .
استجمع قواه سريعًا ووقف بخفه ناظرًا امامه بحده وهو يتمتم بصوت قاطع : خليكي جنبها عشان اكيد هتحتاج حاجات كتير عشان تجهز للعريس اللي جاي .
القي جملته وذهب تجاه مكتب عمه واخبره بأن يُهاتف ذاك المحاسب ليأتي وأن رُقيه قد وافقت علي مقابلته .
--*-----*-----*-----*-----
دلف اسلام لمكتب جود الذي استقبله بفرحه باديه علي وجهه .
اسلام بخبث : اي الفرحه دي كلها .
جود بابتسامه : يعني انت مش عارف ولا بتستعبط .
اسلام : لا بستعبط بصراحه .
جود : طب اقعد ياخفيف .. عايزك في حاجه .
جلس اسلام فتحدث جود بهدوء : دلوقتي اي اللي هيتم ؟
اسلام : هيتم بالنسبه لـ ايه بالظبط عشان افهم .
جود : اسلام انا دي اول مره اخطب .. انسي انك اخوها وخليك صحبي دلوقتي وقولي المفروض اعمل اي ؟
اسلام : طيب ياسيدي .. اول حاجه تعملها هو انك تطلبلي شوية شاي وبسكوتين .
جود بغيظ : الله يرحم ايام ما كنت تقول ميصحش المقامات محفوظه .
ضحك اسلام بقوه وهو يتمتم : انت أصريت نكون اصحاب .. اشرب بقا .
جود : لا وهنبقي نسايب كمان .
اسلام : تصدق صح .
رفع جود هاتفه وطلب شاي وبسكوت ثم نظر لاسلام الذي تحدث بجديه : دلوقتي مروان مسافر .. فـ أنا هكلم بابا اننا نأجل قراية الفاتحه علي اجازة مروان .. اي رأيك ؟
جود بتفكير : يعني بعد ييجي خمسه وعشرين يوم ؟!.. لسا هصبر كل ده ؟
اسلام : افندم ؟
تحمحم جود وهو يتمتم : لا لا مفيش كمل .
اسلام بابتسامه : دلوقتي انت اللي هتكمل .. او بمعني ادق يعني انت ومريم .
جود : يعني اي ؟
اسلام : يعني لما تيجي وتقعد معاها تاني وتتكلموا تاني تشوفوا ظروفكم اي ؟.. محتاجين وقت .. محتاجين تسألوا بعض عن اي .. كده يعني .
جود بتنهيده : طب في قراية الفاتحه هتكون علي الضيق ولا اي ؟
اسلام : لا ده شئ بتتفق فيه انت وبابا ومريم بقا .
جود : طب يعني انا مثلا ممكن اجي البيت لوالدك واقعد معاه واتفق معاه بحيث لما مروان ينزل نيجي ونقرا فاتحه .
اسلام : بالظبط كده .
جود : طب انا هكلمه وان شاء الله اشرب معاكم الشاي بكره .
اسلام بابتسامه : علي بركة الله يا حبيبي .. ربنا يكملكم علي خير .
وبالفعل اتصل جود بوالد مريم واتفق معه علي ان يشرب الشاي معه في الغد ..
--*-----*-----*-----*-----
اليوم هو اليوم الموعود لمجئ صديق والد رقيه وابنه لطلب يد ابنته ..
كان الجو هادئًا ويجلس كل من والد رقيه وبجانبه معاذ الذي يتفحص ذاك المحاسب الذي أتي لطلب يد رقيه ويشعر بنيران تشتعل في صدره كلما تقابلت عيونهما ..
بعد الترحاب والحديث المطول عن الاعمال قرر والد العريس بأن يدخل في الموضوع مباشرة : طبعا يا سعد أن يشرفني إني أطلب ايد رقيه بنتك لعمر ابني .
سعد بابتسامه : ده أحلي نسب والشرف لينا طبعا يا محمود .
ثم تابع حديثه وهو ينظر لمعاذ : نادي رقيه يا معاذ .
تحرك معاذ بتثاقل يقدم قدم ويؤخر الأخري .. يود لو يصرخ بهم ويطردهم شر طرده .. يود لو يطبق علي عنق ذاك الـ عمر .. لكنه لم يتحدث فقط صعد لغرفة رقيه وقد وصل لمسامعه صوت شهد التي تهدئها بحديثها : عشان خاطري يارقيه .. عدي بس الوقت ده وبكره نقول لعمي مش عيزاه .
رقيه : مبقتش تفرق ياشهد .
هنا وطرق معاذ الباب ودلف ليري رقيه بفستانها الوردي الفاتح وحجابها الابيض الرقيق .. شعر بغصته تكبر .. وهو يحدق بها وينظر لعينيها التي تنظر اليه في توسل كي ينطق بأي شئ .. لكن ما نطق به كان معاكس تماما لما تتمناه : يلا الناس مستنيه تحت .
قال جملته وغادر .. فأغمضت عينيها بقوه لتأتي شهد وتحاوط كتفيها وتحثها علي التحرك .. وبالفعل تحركت الفتاتان معًا وذلك لأن رقيه أصرت ألا تتركها شهد ابدا بمفردها ..
لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن تري شهد آخر شخص قد تتوقعه يجلس بجانب والده ليطلب يد ابنة عمها .. تقابلت العيون في نظره طويله جعلت الجميع ينتبه لهما .. ولكن الصمت هو سيد الموقف .
--*-----*-----*-----*-----
وصل للمنزل فتنهد بهدوء قبل ان يطرق الباب فيدق قلبها فرحا وترقبا .. دلف بعدما فتح له اسلام واستقبله بالترحاب هو ووالديه ..
وبعد الكثير من الحديث اتفق مع والد مريم علي ان تُقرأ الفاتحه في الاجازه القادمه لمروان وسيتفقون بعدها علي كل شئ .. وبأنها ستقتصر علي اسرة مريم وجود ومروان وخالهما .. فهو ليس لديه اعمام او عمات لكون والده وحيد والديه ..
جود بهدوء : استأذنك ياعمي ممكن اشوف الانسه مريم شويه .
والد اسلام بابتسامه : طبعا يابني .. نادي اختك يا اسلام .
وبالفعل تحرك اسلام لينادي مريم التي وقفت بسرعه في توتر حينما طرق اسلام الباب .
اسلام بهدوء : بطلي فرك في ايدك يابنتي .. الراجل مش هياكلك .
مريم بابتسامه سخريه : ده علي اساس انك كنت شبح اوي وانت بتخطب اروي .. ده حتي انت كنت الراجل .
اسلام : انا غلطان اني بهون عليكي .. يلا تعالي .
مريم بتردد : هـ هو لازم ؟
اسلام : نعم ياختي !
مريم : خلاص خلاص جايه معاك اهو .
وبالفعل تحركت معه بهدوء وتوتر ..
في حين رفع جود عينيه التي وقعت علي نجمته الصغيره التي تدلف بهذه الجيب البنفسجيه مع الشميز الأبيض وحجابها البنفسجي المشجر بورود بيضاء .
ابتسم بهدوء حينما رأي يديها التي تفركها مجددًا في ارتباك خاصة بعدما استاذن والدها ووالدتها في الدلوف للغرفه .. واسلام وقف في البلكون القريبه منهما .
جود بابتسامه : عامله ايه يا آنسه مريم ؟
مريم بحمحمه : اا الحمد لله كويسه .. و .. وحضرتك ؟
جود : انا تمام الحمد لله .. اا .. اتفضلي .
نظرت مريم ليده الممدوده والتي يحمل بها علبه مستطيله من اللون الكحلي الممتلئ بالنقاط الصغيره البيضاء .. فرمشت عده مرات وهي تمد يدها له بتساؤل : ايه ده ؟
جود بابتسامه : افتحيها وشوفي .
فتحت مريم العلبه وشهقت بتفاجؤ وفرحه ولمعة سعاده تتلألأ في عيونها وهي تري ما بداخل الصندوق .
جود بابتسامه : اي رأيك ؟
رفعت مريم ناظريها له في فرحه : اا انا .. انا بجد مش عارفه اقول اي ... بس شكرا اوي حقيقي شكرا اوي .
جود : شكرا علي اي بس .
اراد ان يمزح قليلا ليخفف من توتر الأجواء فتابع : دا انتي حتي عندك حتة اخ ملوش حل .
مريم : ليه بتقول كده ؟
قلتله اي افضل هديه اجيبها لمريم قام قالي اي بنت بتطير في السما بالشوكالاته بس مش مريم .
قمت بصتله قام ضحك عليا رحت طارده من المكتب .
مريم بضحكه : وانت عشان اتكلمنا المره اللي فاتت في الدواوين والأشعار قمت جبتلي كل سلسة دواوين محمد ابراهيم وديوان هشام الجخ مش كده ؟
جود بابتسامه : فعلا .. ده اللي حصل .
مريم بابتسامه وتلقائيه : انا فعلا مبفرحش بشوكالاته ولا بورد .. بص انت لو زعلتني صالحني بديوان او روايه او لو عايز تعملي مفاجأه برضو بديوان او روايه . اتفقنا ؟
ابتسم جود باتساع فانتبهت مريم لما تفوهت به فتدرجت وجنتيها فورًا بالحُمره قبل ان تتابع في خفوت وهي تنظر للأرض بسرعه : لو في نصيب ان شاء الله .
جود بهدوء ولا تزال ابتسامته تزين محياه : وده هيبقي اجمل نصيب بأمر الله .. يلا استأذن أنا .
مريم بتلقائيه مجددًا : لسا بدري .
نظر لها جود مطولا فنظرت الي الارض بسرعه تبحث عن كلمات تُصلح بها غباءها في الاندفاع .. فابتسم جود مجددًا وجلس من جديد وكي يُذهب عنها الحرج تكلم بهدوء : طيب انا ممكن أشرب قهوه مانو .
ابتسمت مريم وهي تتمتم : علي طول .
تحركت من امامه بسرعه وهي تلعن غباءها في نفس اللحظه التي لا تستطيع مفارقة ابتسامتها لشفتيها ودقات قلبها تتسارع كالطبول ..
في حين نظر جود في اثرها بابتسامه واسعه لتلقائيتها وخجلها وتمتم بالحمد قبل ان ينادي اسلام الذي دلف وجلس معه حتي عادت مريم لهما بالقهوه .
الحلقة الخامسة عشر من هنا