رواية احببناها مريميه الحلقة الثانية عشر


دلفت الي الجامعه بابتسامه وأمل جديد يرفرف امام عينيها وقلبها .. ولكن قبل أن تصل الي الرصيف كادت ترتطم بأحدهم .. لكنه تراجع سريعًا للخلف وهو يرفع يديه باستسلام : اسف اسف .
شهد باستغراب : مروان ؟!!
نظر تجاهها مروان بعدم فهم : حضرتك تعرفيني ؟
شهد بسرعه : لا لا اسفه .. بعد اذنك .
تحركت من امامه سريعًا ولعنت غباءها ..
في حين نظر في أثرها بعدم فهم وكاد يذهب الا انه رأي مريم تدلف من بوابة الجامعه وهي تمسك بهاتفها .. مرت من جانبه وهي تتمتم : انتي فين يا شهد ؟.. تعاليلنا عند أداب هنروح المكتبه وهنستناكي قدام حوض الورد الابيض .
وكان يقف مروان بجانب هذا الحوض تمامًا وهي واروي علي الجانب الآخر ..
أخرج هاتفه وكأنه يعبث به حتي أتت شهد .. وقد تعجب لكونها نفس الفتاه التي كادت ترتطم به .. افاق علي صوت مريم التي تتحدث بإعجاب : واااااو ايه الجمال ده كله !
شهد وهي تدور حول نفسها : بجد حلو ؟.. انا خلاص مش هلبس بنطلون تاني ولا هلبس الطرحه قصيره .. انا طولتها شويه اه .. بس ان شاء الله واحده واحده وتبقي خمار زي بتاعك كده .
أروي بحب : واحنا ياحبيبتي اسعدنا اوي ان الخطوه دي خدتيها بنفسك .. وانا كمان ان شاء الله ناويه آخد خطوة الخمار .. بس هعملها مفاجأه لإسلام في الفرح .
شهد وهي تضم يديها لقلبها : واااو انتي هتتجوزي قريب ؟


اروي : ايون يا اوختي بعد السنه دي ان شاء الله .
شهد : مبروك ياحبيبتي الف مبروك ربنا يسعد قلبك .
مريم : طب اي هنفضل نرغي كتير ولا اي ؟.. في محاضرات يا انسات عايزين نلحق المكتبه .
اروي وهي تضرب كتفها بخفه وتغمز لها : المكتبه برضو اللي عايزه تلحقيها ؟
مريم : اروي بس بقي .
شهد : اي ده في اي ؟
اروي : الانسه مريوم جايلها عريس النهارده واسمه نفس اسم البيه اللي كانت بتتابعه علي الفيس بوك .. يرضي ربنا ده ياشهد ؟
شهد بعدم فهم : لحظه بس .. انا مش فاهمه حاجه .
مريم بهدوء : انا هقولك وامري لله .. بصي ياستي .. من فتره طويله اوي كنت بتصفح فيس عادي وبعدين في بوست في جروب لفت انتباهي ولا اراديًا دخلت علي صفحة صاحب البوست .. معرفش ازاي عملت كده بس فضلت اقلب فيها وانا معجبه جدا بيها وبشخصيته .. وفجأه دوست لايك .. قمت جري حذفته وقفلت الجهاز وكنت هموت فيها من الرعب .. عارفه انه كان تصرف غبي وغلط .. وانا محرمش منه .. لا قمت دخلت بروفايله تاني وتالت وكل مره اقول مش هعمل كده تاني ولا اراديا الاقيني جواها .
وآخر مره نويت اخد علي نفسي عهد مدخلهاش .. اسلام اخويا خبط عليا قبلها علي طول ... ودخل وقالي ان في واحد عايز يتقدملي واتكلم عنه شويه .. وفي اخر كلامه قال ان اسمه جود .. وده كان نفس اسم الشخص اللي بتابعه .. بس كده .
شهد : امممم .. معقوله يكون هو نفسه .
اروي : انا واثقه ان هو نفسه .
شهد : لي واثقه ؟
اروي : عشان بعد ما مريم حكتلي الحوار ده كله امبارح بليل وعرفت منها اسم اميل جود ده .. دخلت علي بروفايله واكتشفت انه صديق مع اسلام .. وكمان اسم شركته اللي موجوده في اول بروفايله نفس اسم الشركه اللي اسلام بيشتغل فيها .
شهد وهي تصفق بيديها وتقفز : واااو .. مش مصدقه نفسي .. يعني الشخص اللي اعجبتي بحروفه وكلماته هو نفس الشخص اللي هيتقدملك .. الله بجد .. الله .. يارب اوعدني بحب زي ده يارب .
مريم وهي تضربها : حب اي يا بت انتي .. قال حب قال .
شهد : لا لا بقولك اي .. انتي هتعترفي حالا انه حب .. والحب هيولع في الدره كمان .
مريم : يلا يا بنات امشوا .. اما انتوا عالم فاضيه بصحيح .
تحركت من امامهم في حين اقتربت شهد من اروي وهي تتمتم : اقطع دراعي ان مكنش حب .
اروي بضحكه : لا متقطعهوش هتحتاجيه عشان تمسكيلها الفستان بعدين لاني هكون شايله بوكيه الورد ليها .
ضحكت الفتاتان معا وذهبتا خلفها .
في حين بقي مروان مكانه يُنعي قلبه الذي اعلن عن وفاة حب وُلد عفيفًا بداخله .. الآن أصبح عليه ان يسعي أكثر من ذي قبل في ان يجمعهما .. كلاهما يحبان بعضهما .. وهو سيفعل كل ما يمليه عليه حبه لأخيه كي يجعله سعيدًا .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--



طرقات علي الباب دلف بعدها اسلام وهو يتمتم : ادخل ولا مشغول ؟
جود : ولو مشغول افضي طبعا .
اسلام : حبيبي متحرمش منك .. اي الدنيا معاك ؟
جود : تمام الحمد لله .. بقولك اي يا اسلام .. اعتبر نفسك مش اخو البنت اللي انا رايح اخطبها .. احنا اصحاب ماشي ؟
اسلام : عايز تقول اي ؟
جود : قولي هعمل اي ؟.. يعني اي اللي هيحصل ؟.. اقول اي ؟.. هكلمها ازاي واقولها اي ؟.. كده يعني .
اسلام : كل دي حاجات بتيجي بتلقائيه .. يعني انا مثلا هقولك عملت اي لما رحت اتقدم لأروي .
جود بابتسامه : ايوووه .. عملت اي بقا ؟
ابتسم اسلام بهدوء وبدأ يتحدث عن تفاصيل اليوم الذي تقدم فيه لطلب يد أروي .. في حين زاد توتر جود ..
اسلام بهدوء : بس ياسيدي واتفقنا بقا علي كل حاجه وقرينا فاتحه .
جود بيأس : طب انت وعارفهم بقالك كام سنه .. وكنت قاعد قدامها متوتر وكلامك هرب منك ومعرفتش تسأل ولا سؤال .. امال انا هعمل اي ؟


اسلام بضحكه : لا انت ربنا يعينك .. اصلا انت داخل علي مرحله صعبه وانا بدعيلك من قلبي .
جود : انت هتوترني اكتر ما انا متوتر ليه بس !!
اسلام : لا ياعم ولا تتوتر ولا حاجه .. لما تقعد مع مريم بنفسك هتعرف قصدي .. المهم كنت عايز اسألك في حاجه كده .. بس .. متفهمنيش غلط .. يعني انا بس ..
جود : اي ياعم المقدمات دي كلها .. اسأل علي طول .
اسلام بتنهيده : من فتره كده انت .. انت يعني كنت جيت قلتلي انك .. يعني معجب بواحده من كلماتها وهتدور عليها وكده .. اا .. يعني هو ...
جود مقاطعًا اياه : هي نفسها يا اسلام .
اسلام بعدم فهم : يعني .. انت وقتها كنت بتكلمني عن اختي ؟
جود : مكنتش اعرف .. صدقني .. حتي مش انا اللي عرفت .. مروان فضل يزن عليا وهو اللي عرف انها اختك .
اسلام : مريم عامله اميلها مريم الشوادفي .. وانا قدامك طول الوقت ومربطتش بيني وبينها ابدا !!
جود وهو يحك مؤخرة رأسه بحرج : شفت بقا .
اسلام بتنهيده : طب هو انت عرفت اميلها ازاي ؟
فكر جود لثواني قبل ان يقول بهدوء : اا .. كنت منزل بوست في جروب " اترك أثر " .. فاكره ؟.. انت كنت قلتلي عليه ودخلتني فيه ده .
اسلام بتذكر : ايوه ايوه فاكر .
جود : المهم هي علقتلي عليه .. هو يعني كان سؤال وهي جاوبت عليه .. وماشاء الله عليها .
اسلام : اه .. علي بركة الله .. المهم هقوم بقا اشوف شغلي وان شاء الله في انتظارك الليلادي .
جود : ان شاء الله .
تحرك اسلام الي مكتبه في حين زفر جود بهدوء وهو يعود الي الخلف بمقعده في ارتياح تام .. وأخيرًا سيري تلك التي تتمناه محمدي ولا ينسي حبها للأكل .. ضحك بخفه حينما وصل بتفكيره لتلك النقطه .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*----*--

كان يسير علي غير هدي يفكر في كل ما حدث وفي مصيره .. كيف سيُهَدِّأ من ثوران قلبه وهو يطلب حبيبته لأخيه .. أغمض عينيه بقوه في محاوله لكبت مشاعره .. هي أيضًا تحبه .. ويا إلهِ لقد أحبته كما أحبها .. كلاهما أحبا بعضهما من مجرد كتابات قَرَآنها .. أخذ زفيرًا طويلًا أخرجه ببطء وقد انتوي علي أن يكون بجانب أخيه ويدعمه ويقويه .. مريم حبيبة أخيه وعليه أن يذكر نفسه بهذا دائمًا ..
وبينما هو في أفكاره فإذا به يرفع رأسه ليجد نفسه أمام بوتيك خاص بالرجال .. نظر اليه من الخارج وابتسم في خفه ثم دلفه بهدوء .. جذب انتباهه العديد من البدل الكحليه .. يعلم مدي حب أخيه للون الكحلي .. لكن جود لا يحب الرسميات .. دار لبعض الوقت في المكان حتي استقر علي ملابس له ولجود وعاد للمنزل كي يرتب كل شئ حتي عودة أخيه ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--



عادت للمنزل لتجده يقف علي قدم وساق .. وقفت مكانها تنظر لوالدتها التي تتحرك من مكان لآخر في خفة .. وسفيان الذي يركض هنا وهناك مساعدًا إياها ..
مريم : اي ياماما ده في اي ؟
والدتها بحب : حمد الله علي السلامه .. ادخلي ادخلي انتي علي اوضتك علي طول شوفي هتلبسي اي بسرعه .. انا خلاص قربت أخلص أهو .
مريم : طب بس اهدي ياماما ده لسا مجرد هيتقدم .
والدتها وهي تدفعها للغرفه : بت انتي متتعبيش قلبي معاكي .. ادخلي انتي ملكيش دعوه .
مريم بضحكه : طب جعانه طيب .
والدتها : ما انتي كل يوم بتاكلي .
مريم : يا وليه اهدي يختاااي .
دفعتها والدتها للغرفه واغلقت الباب في حين ضحكت مريم علي ما تفعله والدتها .. ان والدتها سعيده أكثر منها .. جلست الي فراشها بتنهيده مريحه .. وابتسامه واسعه اعتلت ثغرها وهي تتذكر حينما تحدثت الي اروي واخبرتها اروي بكونه نفس صاحب الشركه التي يعمل بها اسلام .. يا الهِ .. هل تحلم ام ماذا !!
وقفت بخفه امام خزانتها لتري ماذا سترتدي .. وفي خلال ساعه ونصف سمعت طرقات علي الباب فعلمت علي الفور بقدوم أروي .. ركضت وفتحت لها وامسكت بيدها وهي تتمتم : اخطفيلي سندوتشين من المطبخ .. امي مش راضيه تأكلني .
ضحكت اروي عليها وهي تتمتم : طب ادخلي اوضتك بس وانا هظبطلك الدنيا .
لم يمر الكثير من الوقت حتي دلفت اروي بصينيه صغيره فوقها ثلاث من ساندويتشات الجبن والبطاطس عليها وكوبين من الشاي مع زجاجة مياه صغيره .. قفزت اليها مريم في مرح وجلسا يتناولا طعامهما بهدوء حتي انتهي ..
وقفت اروي لتري ما اختارته مريم لترتديه اليوم وقد أعجبها كثيرًا ما اختارته .. بقيت الفتاتان معًا حتي وصل لمسامعهما صوت طرقات الباب فخرجت اروي تستقبل اسلام ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--



انهي جميع أعماله وصعد لمكتب جود الذي اخبره بأنه سيغادر بعد دقائق فقط .. عاد لمنزله وطرق علي الباب بخفه لتفتح له مليكته .. وقف لثوان ينظر لها بابتسامه مشرقه ..
اروي بخجل : هتفضل واقف كده كتير !
اسلام بحب : لو هفضل باصصلك كده معنديش مانع .
اروي وهي تنظر للأرض بخجل كي تهرب من عينيه : اسلام .
اسلام بابتسامه : عيون وقلب اسلام .
اروي وقد قررت الذهاب من امامه فهو يهدم جميع حصونها بكلمه .. لكنه كان اسرع فأمسكها من ذراعها قبل ان تهرب ودلف وأغلق الباب وجعلها تقف بظهرها للحائط ووضع ذراعيه بجانبها فأصبحت محاصره تمامًا منه .. اروي وهي تدفعه بخفه وخجل : اسلام بقا اعقل .
اسلام : ما انا فضلت سبع سنين عاقل .. سيبيني اتجنن بقا .
اروي : اسلام بالله عليك طنط في المطبخ ومريم في الاوضه وسفيان في اي لحظة ممكن يصحي .. ميصحش كده .
اسلام بابتسامه : مراتي وبراحتي .. متحاوليش .
اروي : اسلام عشان خاطري متكسفنيش .
اسلام : بس انتي وحشتيني .
اروي بخجل ووجنتان متوهجتان : اسلااام .
اسلام : طب اي ؟.. موحشتكيش طيب ؟
اروي وهي تنظر حولها : لا و وحشتني .
اسلام بضحكه : طب اي ؟

ومن دون سابق انذار وجد اسلام وساده ترتطم برأسه فالتفت للخلف ليجدها مريم تقف واضعه يديها في خصرها : بتعمل اي يامنحرف يا قليل الادب ها .. يوم خطوبتي يا اسلام يوم خطوبتي .
اروي : انتي كل اعتراضك انه يوم خطوبتك .
مريم : ايوه طبعا .. اتنحنحوا في اي يوم غير يومي .
اسلام وهو يلتقط الوساده ويلقيها عليها : انتي بني آدمه هادمه للذات .. منك للي أكلت دراع جوزها يا بعيده .
مريم بضحكه : اي قطعت عليك حاجه مهمه ولا اي ؟
خرجت والدتهما من المطبخ : وبعدين معاكوا .. اسلام ادخل اجهز مبقاش غير ساعه والناس ييجوا يا حبيبي .. وانتي يا اروي ادخلي مع الزفته دي عشان هي لو طايله هتخرج للعريس بعبايه سمره .
ركضت اروي وجذبت مريم معها ودلفتا للغرفه واغلقتها وهي تتشاهد .. لكن ابتسامه سعيده محبه ارتسمت فوق ثغرها وهي تتذكر همسه لها ومحاوطته لها بينه وبين الحائط ..
مريم : ياعيني ياعيني .. بقا اخويا مبهدلك بالشكل ده .
اروي وهي تضم شفتيها للأمام : انتي فعلا هادمه للذات .
ضحكتا معا ثم بدأت أروي في مساعدة مريم ..

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كانت تجلس علي الأرجوحة تقرأ في كتاب كليلة ودمنه .. هي أصغر بكثير من أن تترك حياة الأطفال وكتبهم وكذلك الكارتون .. من يراها يظنها طفله ولا يعطيها سنها أبدًا .. قاطعها صوته الذي يبث السعاده بقلبها : الحلو بيعمل اي ؟
رقيه : بقرأ كتاب .
معاذ بضحكه وهو يجلس الي جانبها : قصدك بتقرأي قصص أطفال .
زمت شفتيها في اعتراض فضحك علي فعلتها وهو يتمتم : يابت بطلي حركات الأطفال دي .. دا انتي داخله علي تلاته وعشرين سنه .
رقيه : ياسيدي انا طفله اي تاعبك انت .. خليك في حالك .
معاذ : طيب ياستي هخليني في حالي بس قوليلي بقا في أكل ولا هنطلب من بره .
رقيه : لا لا انا عملت اكل بنفسي النهارده .
معاذ : ياعيني .. وعملتي اي ؟
رقيه : والله يا معاذ انا عملت مكرونه محمره وجنبها بانيه .. وعملتهم زي ما بشوف داده سعاد بتعملهم .
معاذ : طب ما تقومي تأكلينا .. انا واقع .
دلفا معًا وصعد معاذ لينادي شهد في حين دلفت رقيه للمطبخ وقامت بوضع لكل واحد طبقه الخاص .. جلسوا معًا وبدأوا في الأكل .. في حين كانت رقيه تراقب معاذ لتري رأيه فيما طبخت .
معاذ : واو .. ايه الجمال ده .. حلو اوي .
رقيه بابتسامه واسعه : بتتكلم جد ؟.. عجبك ؟


معاذ : اووي بجد .. تسلم ايدك .
شهد : تسلم ايدك يا رورو بجد حلو اوي ياقمر .. بس هي فين داده سعاد ؟
رقيه بهدوء : ليها ناس قرايبها في المستشفي وراحتلهم .
شهد : يارب خير .
معاذ : اي اخبار يومك ياشهد ؟
شهد بابتسامه : جناااان يا ميزو مقولكش .. ايامي الجايه كلها هتبقي جنان انا واثقه .
معاذ : طب اي سر الفرحه دي ؟.. ولا مريم ابتسامتها بتهد علي اللي حواليها .
انتبهت رقيه للحديث حينما ذكر معاذ اسم مريم .. لتتابع شهد : مريم دي انسانه جميله اوي هي واروي .. حبيتهم اوي بجد .. والنهارده خطوبتها بالمناسبه .
انتبه معاذ ونظر لها برجاء كي تنفي ما قالت : خـ خطوبة مين ؟
شهد : مريم .. ومش هتصدق هتتخطب لمين .
معاذ بغصه : مين ؟
شهد : فضلت تحب واحد كام شهر في صمت وعمر ماحصل بينهم ااااي كلام من اي نوع .. وحتي متعرفش شكله اي .. بس حبت كلامه وقربه من ربنا .. والنهارده رايح يتقدملها .. حبهم هيبقي حلو اوي اوي يا معاذ .
ترك معاذ ملعقته بهدوء : انا شبعت .. هطلع انام .
غادر معاذ المكان في حين نظرت رقيه في اثره بدموع تحبسها كي لا تفضح مشاعرها .. أمسكت شهد بيدها : متقلقيش يا رقيه .. مريم مجرد وهم هو عايش فيه .. هو مبيحبهاش .. هو بس ضميره واجعه عشان كان أذاها قبل كده من غير ما تعمله حاجه .
رقيه ببحه خفيفه : انتي بتقوليلي انا الكلام ده ليه ؟.. دي حياته ربنا يسعده .
انهت جملتها وهي تقف ومعها طبقها وطبق معاذ .. افرغتهم ونظفتهم ووضعتهم في أماكنهم ثم نظرت لشهد بابتسامه كي لا تشعر بها : الشاي او النسكافيه عليكي .. شوفي هتعملي اي واعمليلي معاكي .. هطلع اقعد علي المرجيحه اكمل قراءه .. ومتتأخريش .
ابتسمت لها شهد بخفه وهي تتمتم : روحي ياختي مش هتأخر روحي .
خرجت رقيه في حين تنهدت شهد وهي تتمتم في نفسها : ربنا يجمع طريقك انتي ومعاذ يارقيه يارب .


--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كانت تدور في الغرفه بتوتر .. تجلس تاره وتقف تاره تذهب لشرفتها تاره وتنظر للمرآة تاره .
مريم بغيظ : اروي انتي بارده كده ليه ؟.. قولي اي حاجه طمنيني .. انا متوتره اوي .
اروي وهي تُقلِّم أظافرها : كل واحد وليه يومه .. والبادي أظلم .
مريم بغيظ : انتي بتردهالي .
اروي : لا لا بعيشك اللي عشته وبديكي راحتك ياقلبي .
انهت جملتها بضحكه مما أغاظ مريم أكثر فألقت بالوساده عليها وهي تتحدث في ضجر : مش عاوزه من وشك حاجـ ..
ابتلعت باقي حروفها حينما سمعت جرس المنزل .. زاد ارتباكها وتوترها فأشفقت عليها أروي فتحركت بخفه وأجلستها الي الفراش وجلست بجانبها تهدئ من حدة توترها ..

بينما في الخارج ..

فقد وصل جود ومروان واستقبلهم اسلام ووالده بالترحاب ..
وبعد التحيه والتعارف تحدث جود بهدوء : أنا يشرفني ياعمي إني أطلب إيد بنت حضرتك .
والد اسلام بابتسامه : الشرف لينا يابني .
وبعد العديد من الحديث المتبادل تحرك اسلام تجاه غرفة أخته .. طرقها بخفه فأتاه صوت أروي .. دلف بهدوء وابتسم لأروي بحب فتحركت بخفه من جانب مريم لتفسح له الطريق ..
وقف أمامها وأوقفها هي الأخري لتواجهه وقد لاحظ يديها التي ترتعش أسفل يديه ووجها الشاحب من فرط التوتر .
اسلام بضحكه : هي اروي كانت كده لما رحت اتقدملها ؟؟
نظرت له مريم لثوان قبل ان تبتسم بخفه وهي تتحدث بحماس عما حدث بينها وبين اروي يوم ان تقدم اسلام لخطبتها .. بينما ابتسم اسلام لقدرته علي انتشالها من توترها وكذلك علي محبوبته التي كانت ترتجف في ذاك اليوم .
اسلام بهدوء : المفروض تطلعي دلوقتي .


مريم وقد عادت لتوترها : اسلام مش .. مش عايزه لا .
اسلام رافعًا احدي حاجبيه : مش اي ياقلب امك !!.. هو لعب عيال ولا اي ؟.. يلا يابت قدامي الناس مستنيه بره .
تحركت مريم بتوتر وهي ممسكه بيد اسلام بقوه تستمد منه قوتها ..
دلفت حيث يجلس جود ومروان وعينيها لم ترتفع عن الأرض .. في حين رفع جود رأسه لا اراديًا ليري تلك الـ مريميه التي أحب حروف تكتبها ورسم لها صورة في مخيلته .. لكنه تسمر وهو يراها بهذا الفستان الطويل كشمير اللون والذي يأتي من الخصر للأسفل بعدة طبقات فوق بعضها البعض من التول الشفاف وضيق من الاعلي للخصر يفصل نصفيه بحزام كشمير ستان بفيونكه من الخلف مع خمارها الكشمير بدرجه أهدأ من درج الفستان وتتناسب مع لون الحزام الستان .. ووجها الخالي من اي مساحيق تجميل .. نظر للأسف بسرعه حينما شعر بكونه قد أطال النظر اليها .. في حين جلست مريم بجانب والدها ووجنتيها تضخ وهج وحراره .. بينما يجلس مروان ناظرًا للأرض ولم يجرؤ علي رفع عينيه حتي ..
والد مريم بهدوء : تعالي يامروان يابني نقعد في البلكونه شويه .. تحرك مروان سريعًا وكأنه قد أُطلق سراحه ودلف معه اسلام ووالد مريم ووالدتها كذلك ..
بقي جود ينظر لكل شئ عداها ويبحث عن الكلمات لكن لا شئ .. تذكر قول اسلام له عن هروب حروفه بمجرد ان ظهرت اروي امامه .. ولا اراديًا خرجت منه ضحكه خفيفه جعلت مريم تنظر له في تساؤل .. فضم شفتيه سريعًا وتحدث كي يبرر موقفه : هكون صريح معاكي .. انا كلمت اسلام وسألته عن اللي ممكن يتم وكده وهو حكالي لما كان رايح يتقدم لمراته ولما دخلت وقعدت معاه حروفه هربت ومكنش عارف يتكلم .. وانا دلوقتي افتكرت كلامه عشان تقريبًا انا في نفس الورطه ..
شاركته مريم الضحك بخفه ثم تحدثت بأريحيه لا تعلم من أين أتتها : حضرتك عايز تسألني عن اي ؟
جود بهدوء : اممم .. انا مش عارف بس هنخلي الكلام يجيب بعضه .. عايز اسألك عن حاجه الأول .
مريم بهدوء : اي هي ؟
جود : انا عندي تمنيه وعشرين سنه وانتي لسا اتنين وعشرين سنه .. فرق السن اا ..
مريم : مش بالسن .. ولو حصل نصيب هقولك السبب .
جود بابتسامه : تمام .. اا .. مش عارف بس مفيش اسئله .
مريم بهدوء : تسمحلي انا أسأل ؟
جود : طبعًا اتفضلي .
مريم بعد ان أخذت شهيقًا طويلًا تشجع نفسها به علي الحديث : حضرتك ملتزم لأي درجه ؟.. او خليني أسأل حضرتك بشكل تاني .. اي الروتين اليومي الخاص بيك ؟


جود بابتسامه : بلاش حضرتك الاول .. وياستي روتيني اليومي كالتالي .. انا بصحي بفضل الله لصلاة الفجر بس للأسف بصليها في البيت مش في المسجد .. وده لإني بكون راجع متأخر من شغلي وبروح بدري فالوقت تقريبًا ضيق والمسجد بعيد شويه عن البيت .. وبعد الصلاه عندي وِرد قراءه من القرآن .. هو مش كبير .. سوره في اليوم وجزء في يوم الجمعه .. بعد كده بنام لحد سبعه واصحي اجهز واروح شغلي .. وفي العادي مروان اخويا بيجيلي علي عشره كده ومعاه بسكوت وبنطلب شاي وناكلهم لحد الضهر .. بنصلي الضهر وبنتغدا سواء لوحدي او مع مروان .. بعد كده بفضل في شغلي لاني معنديش غيره .. والعصر بصليه وباكل حاجه برضو سريعه وارجع تاني لشغلي .. ممكن ييجي اسلام ويقعد معايا شويه ويطلعني من جو الشغل وكده او مروان او اي حد عموما من الشركه لان الجميع عندي اصدقاء .. يومي بينتهي في الشغل بعد العشا مباشرة ويمكن دي الفرض الوحيد غير الجمعه اللي بصليها في المسجد يوميًا .
برجع اتعشا انا ومروان لو موجود وبنقعد مع بعض شويه وبعدها بطلع اوضتي .. ياقاعد متصفح للمواقع الاجتماعيه يا بقرأ دواوين .. والحقيقه موضوع الدواوين ده يدوب من شهرين بس .
انتبهت له مريم بجميع حواسها وسألته بحماس : بتقرأ لمين او بتسمع لمين ؟؟
جود بابتسامه فهو يعلم مدي حبها للدواوين وفي واقع الأمر لقد قرأ العديد والعديد منها للعديد منهم أيضًا : بقرأ يا ستي لـ ( محمد ابراهيم ) و (محمد عصام ) وحبيت ( الشوقيات ) جدًا وبسمع اشعار لـ ( هشام الجخ ) وكده يعني .
مريم وقد زاد حماسها : سمعت اي لهشام ؟؟
جود بهدوء : اممم .. قصيده " شيماء يامكه " و " نعناع الجنينه "و " نانا " و " ايوه بغير " و كتير بقا .
مريم بابتسامه واسعه : قرأت اي لمحمد ابراهيم ؟
جود : كل دواوينه تقريبًا عندك مثلا "واتقابلنا " و " الحزن البعيد الهادي " و " فلوماستر ابيض " و " تفاصيل الوحده والونس " و " لما كنا " و" زي الافلام " .
مريم بتنهيده : جميل اوي .
جود : هو اي ؟
مريم بتلقائيه : ان يكون في حد شبهي في كل حاجه بحبها .
جود بابتسامه : طب تسمحيلي اقولك مقطع من ديوان " واتقابلنا " ؟
مريم بترقب وقد عاد لها توترها : اا .. اتفضل سمعاك
جود بابتسامه :

انا مش محتار ..
ولا محتاج وقت أحسب قرارات
انا آسف علي مليون مره
قولتلكم فيها " الناس فترات "
دلوقتي انا شايف عمري بحاله عشان شايفك
بتهجي الدنيا كلام بتقولهولي شفايفك
وبشوفني العيل و الراجل .. و انا وياكي
لو جالي زهايمر هنسي انا مين ..
لكن مش ممكن هنساكي ..
ولذلك جايلك بتمني ..
تفتحي بشويش باب الجنة
وتوافقي أعيش عمري معاكي
م اللحظه دي ..
ومن المكان اللي إحنا فيه
بعلنها للناس كلها ..
وبقولها و انا واعي وتمام
مدرك بإن الكلمه وعد وعقد محتاج التزام
فيه حاجات متتقالش بكلام
و عشان كده ..
لازم أقولها و انتي بتبصي فـ عيني
انا هبقي أسعد شخص لو تتجوزيني !

انهي جود حديثه وهو ينظر لتوترها الذي ازداد ووجنتيها التي اشتعلت بحمرة الخجل ويديها التي تفركهما معًا ..
تحدثت أخيرًا بخفوت : انا خلصت كل أسئلتي .. بعد اذنك .
ومن دون ان تستمع لحرف آخر ركضت لغرفتهت سريعًا ووقفت خلف الباب وهي تضع يديها علي وجنتها التي تشع حراره وابتسامتها واسعه وقلبها يرفرف بعيدًا .. بعيدًا جدًا ..
ولكن أجفلها وقوف أروي امامها وهي تضحك بقوه متمتمه : اي اللي حصلك يامجنونه ؟
جذبتها مريم من يدها وجلست معها الي الفراش وبدأت تقص لها ما حدث ..

بينما دلف اسلام ووالده ومروان حينما رأوا مريم وهي تغادر ..
اسلام بهدوء : في حاجه حصلت ياجود ؟
جود بابتسامه سعيده : لا أبدًا .. احنا المفروض نمشي بقا .. وان شاء الله هنتظر اتصال من حضرتك ياعمي تبلغني فيه قرار حضرتك وقرار بنتك .
والد مريم : ما لسا بدري يابني .
جود : معلشي ياعمي .. ان شاء الله ربنا يزيد الود قريب .. يلا يا مروان .. السلام عليكم .

وبالفعل غادر جود وهو يشعر بسعاده غير طبيعيه تجتاحه . والغريب هو رغم ألم قلب مروان الا أنه سعيد بدرجة كبيره من أجل أخيه الذي يراه بهذه السعاده لأول مره .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

الحلقة الثالثة عشر من هنا
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×