رواية احببناها مريميه الحلقة التاسعة عشر


أحببناها مـريـمـيـه {١٩}

بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛

وصلوا جميعًا للمنزل بعد صمت دام طوال الطريق ولم يتفوه أحدهم بأي كلمه .. فقط الصمت .. صعدت شهد أولا لغرفتها في انهاك وتعب .. وكاد يلحق بها معاذ لكن رقيه اوقفته قائله بهدوء : متجيش عليها يامعاذ .. هي كمان تعبانه م اللي حصل ...
معاذ بتنهيده : عارف يا رقيه .. بس لازم اعرف منها كام حاجه عنه .. لازم أوقفه عند حده البني آدم ده .
رقيه : متغلطش وتضيع نفسك عشان واحد ميسواش .. الصح انك تكلم بابا وهو يتصرف .. متنساش ان بابا وابوه اصدقاء .. وبابا عمره ما هيرضي بالوضع ده ابدًا .
معاذ : رقيه .. البني ادم ده قذر .. مش بعيد وقت المواجهه يقول انه فعلا عايزها .. ولو علي كلامها واللي حصل واللي قاله مروان انها خطيبته والجو ده .. مش بعيد تبقي تحدي بالنسباله .. عمي مش هيتدخل ابدا في الموضوع ده .
رقيه : ولا انت كمان .
معاذ بنفاذ صبر : امال مين يحميها يا رقيه .. ها .. لما متدخلش وموقفوش عند حده مين يحميها !
رقيه بهدوء : مروان .
نظر لها معاذ بغضب : انتي بتقولي اي ؟
رقيه : لو فعلا مروان عايز شهد عشان هي شهد ومكنش بيقول انها خطيبته من باب الحمايه وبس .. هييجي تاني ويطلبها .. وساعتها مينفعش ترفض يا معاذ .. انت شفت أخلاقهم عامله ازاي .. وواحد بالأخلاق دي ميترفضش يا معاذ .
لمحة ألم ظهرت في عينيه وهو يستمع لقولها .. هل تقول ذلك اندابًا لحظها في حب شخص مثله وليس كـ مروان !
قرأت رقيه ما يعانيه بكل بساطه فتحدثت بهدوء : لما تحب حد يا معاذ هتقبله علي عيبه وتحاول تصلحه بكل صبر .. عشان بتحبه بجد وعايزه يكمل حياته معاك .. لكن لما تكون مبتحبش وتجيلك فرصة انك تحب وتتحب من واحد خلوق .. فده ميمنعش اني اخوض التجربه واحاول انجح فيها عشان نوصل للحب .
القت بجملتها قبل ان تغادر في هدوء .. ليقف معاذ ويتنهد بقوه .. لكنه لم يمنع نفسه من تلك الابتسامه .. لقد اعترفت بشكل او بآخر أنها تحبه .. وتقبله كما هو .. لكنه لن يخيب ظنها أبدًا وسيسعي ليكون أفضل مما تتمني كي يستحقها .. ولكن ماذا في أمر ذاك الـ عمر ؟.. عليه ان ينتظر القادم .. والقادم سيحدد كل شئ .

بينما صعدت شهد لغرفتها واغلقت علي نفسها وبدلت ثيابها لأخري مريحه .. وجلست الي فراشها تعيد ما حدث في رأسها مرارًا وتكرارًا .. ما الذي كان يقصده عمر بقوله لمروان " من مريم لـ شهد " ؟ .. هل كان مروان يحب مريم ؟؟.. ستحيا مريم بين أخوين يحببنها .. الأول زوجها والآخر يحبها بصمت ؟.. لكن لماذا لا يبدو عليه الألم أو ما شابه ؟.. ان كان حقًا يحبها لما كان سعيدا ويرقص ويغني بهذا الشكل اليوم ؟ .. هناك شئ غير مفهوم في كل هذا ..
ذهبت في سبات عميق بعد تفكير أعمق أودي بها للإستسلام لسلطان النوم .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

يومان سارا بكل هدوء بدون أحداث تذكر ..
وفي اليوم الذي من المفترض ان يعود فيه مروان لجيشه قرر أن يتحدث مع جود في أمر خطبته لشهد ..
فطوال اليومين وهو يفكر بالأمر من كل الجوانب .. عمر لم يعد عمر الذي عرفه طوال فترة الدراسه والفتاة اختارت الطريق الصواب وربما يتسبب عمر في رجوعها لما كانت عليه .. ومن جهة اخري عليه أن يضمن ان يبقي حبه لمريم دفين قلبه .. ويمتلك برهانًا قاطعًا علي عدم وجود مشاعر تجاه زوجة أخيه .. يخشي ان يظلم شهد لكون قلبه مع أخري ولكنها تبدو فتاة جيده بقلب طاهر ونفس مطمئنه لحد كبير .. يحتاج فقط للوقت كي يعتاد علي كون مريم زوجة أخيه وشهد ستصبح بمكانة ما بحياته .. وبالتعامل سيأتي الحب .. يعلم أن الأمر صعب لكنه غير مستحيل .. وسيسعي له ما كلفه الأمر .
خرج من غرفته ليقله جود حيث آخر محطاته .. وفي الطريق تحدث بهدوء : جود .. في موضوع عايز اتكلم معاك فيه .
جود بابتسامه : قول علي طول .
مروان بحمحمه : اا .. انا في بنت .. بنوته يعني و ..
صمت مروان ليبتسم جود باتساع وهو يتمتم : قلبك اختار ؟؟
تنهد مروان بقلة حيله ثم تحدث مجددًا : مش حوار قلب اختار بس عقل واطمئنان وكده يعني .
جود بابتسامه : وانا يا حبيبي جنبك .. ده يوم سعدي وفرحتي والله .. مين هي بقا ؟
مروان بتنهيده : شهد .
جود بتفكير : مين شهد ؟.. انا اعرفها ؟
مروان : صحبة مريم .. ممكن مخدتش بالك منها في الحفله اول امبارح .
جود بابتسامه : خلاص يا حبيب اخوك .. الاجازه الجايه نروح ونطلبها .. ولا في ترتيب معين في دماغك ؟
مروان : لا تمام .. الاجازه الجايه كويس .
اماء مروان برضا قبل ان يبتسم جود ويمد يده مربتًا علي كتف مروان بحنان : كبرت يا مارو .
مروان بضحكه : هو الواحد مبيكبرش غير لما يحب يخطب يعني ؟
جود : ياعم خدني علي قد عقلي ياعم .
مروان : العفو ياكبير .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يجلس في مكتبه الذي خصصه له عمه بالشركه يراجع بعض الأوراق كما تعلم في الفتره الأخيره .. ولكن هناك شئ لفت انتباهه غير صحيح في تلك الاوراق .. فحملهم ذاهبًا لمكتب عمه ليتشاور معه في الأمر .. وبعد ما يقارب الساعه من المشاوره والبحث في الأوراق توصلوا الي أن رأي معاذ هو الأنسب ..
وبعد يوم شاق من العمل الجاد عاد للمنزل مرهقًا لتقابله رقيه بابتسامه متمتمه : طب والله شكلك حلو وانت راجع مدهول كده .
نظر لقميصه المفتوح أزراره الأماميه وأكمامه المفتوحه كذلك .. وجاكته الذي يحمله في يده بإهمال ومن ثم رفع نظره لرقيه في ضجر متمتمًا : حلو اه .. عارفه انتي لو مش بنت عمي كنت طلعت همي فيكي .
رقيه بضحكه : دي حياة العمل يا معاذ بيه .. مفيش حاجه بتيجي بالساهل .. شويه بس تتعود وهتلاقي الدنيا فل معاك .
معاذ : عاوز اكل يا رقيه .. الحقيني بأكل عما أغير لاني لو غيرت وملقتش اكل هنام .
رقيه راكضه : مش هتلحق تنام في لحظه والعشا يبقي جاهز .
نظر في أثرها بابتسامه متمتمًا في نفسه : بنت عمي وبتعمل كده .. امال لو مراتي هتقابلني ازاي وهتعمل عشاني اي ؟.. انا ازاي كنت اعمي عنك يا رقيه ؟.. الحمد لله اني فوقت قبل فوات الأوان .
وبالفعل تناول عشاؤه الذي ما ان خرج من دورة المياه حتي وجده موضوع علي الطاوله الموجوده بغرفته ليبتسم بهدوء .. ولكن قبل ان يدلف للنوم أتاه صوت شهد التي تخبره بأن عمه يريده في غرفة المكتب .
ذهب اليه ودلف بعد الاستئذان ليتحدث عمه بعد بعض الوقت : انت اثبتتلي فعلا انك اتغيرت يا معاذ وبقيت راجل يعتمد عليه .
معاذ : انا مكنتش ضايع للدرجادي !
العم بهدوء : لسا شويه عما تحس الفرق بين الحياه العمليه والرفاهيه .. وهتعرف الفرق لما مسئولياتك تزيد .. وعشان كده انا خدت قرار مهم في حياتنا كلنا .
معاذ بانتباه ليتابع عمه : انا موافق علي قرار ارتباطك ببنت عمك .
معاذ وقد تهللت اساريره : بتتكلم جد يا عمي ؟
العم بهدوء : المواضيع دي مفهاش هزار .. بس انت ورقيه هتعيشوا معانا هنا .. لكن تجديد الفيلا عليك .
معاذ بعدم فهم : يعني اي ؟
العم بهدوء : يعني من شغلك هتجدد الفيلا ومش شرط كامله المهم اوضه النوم بتاعتكم والمكان اللي هتحتاج رقيه انها تجدده .. انا اللي باقي من عمري مش قد اللي راح .. ومش هقدر اعيش لوحدي في الفيلا دي .. عايز احفادي يتنططوا حواليا وبناتي الاتنين وابني يكبروا قدامي .
معاذ بهدوء : وانا موافق يا عمي ومعنديش اي اعتراض .
العم بهدوء : كده يبقي اقوم اتكلم مع رقيه بقا .
معاذ بارتباك : وبعدين ؟
العم : هي وقت ما تقرر هبلغك قرارها .. وعلي اساسه الحياه تسير .
أماء معاذ بصمت قبل خروج عمه متجها حيث غرفة رقيه التي ما ان تحدث والدها في هذا الموضوع تدرجت وجنتيها بالإحمرار وبدأت بفرك يديها توترًا .. والابتسامه تتراقص فوق شفتيها فتحدث والدها بهدوء : الجواب باين من عنوانه .. محتاجه وقت ولا اقول للواد لا وخلاص ؟
رقيه بسرعه وتلقائيه : لا ليه ؟؟؟
ابتسم والدها بهدوء لتعود لتوترها سريعا .. فقرب والدها رأسها منه واحتضنها بقوه متمنيًا لها حياة سعيده .

مر قرابة الأسبوعين وكل شئ اصبح جاهز وأقيمت حفله صغيره في الفيلا لكتب كتاب رقيه ومعاذ .. واتفقوا علي ان يتم الزواج بعد نهاية هذا العام الدراسي أيضًا ..
حضرت سالي التي تزوجت بالفعل في الأسبوع السابق من بلال .. وحضرت مريم وجود وكذلك اسلام وأروي ..
كانت حفلة بسيطه ولكن جو البهجه يسودها .. وكانت المفاجأه في هذه الحفله هو إسلام وجود وبلال ومعاذ الذين احتلوا وسط الحديقه وبدأوا في الرقص علي الطبول الصعيديه .. وكانت حركاتهم متوازيه معًا وكأنهم تدربوا عليها .. بالفعل لقد تدربوا عليها خلال هذا الأسبوع وكان سبب جمعهم هو بلال الذي ود أن يهدي شيئًا مميزًا لزوجته .. وقد وافقه الآخرون ويهدونها لرفيقات دروبهم ..
مر الحفل سريعًا والنفوس سعيده جدا .

ولكن ليست كل الحياه سعاده فقط .. فمرحبًا بالتوتر الذي ينتهي بطريقين .. اما تصدع العلاقات او اتحادها وقوتها ..

كان اليوم الثالث من عودة مروان في اجازته .. كان يتطيب بعد ان ارتدي حلة كحليه تقليديه ليتقدم بطلب يد شهد التي تعلم بأن هناك قادم لطلبها لكنها لا تعلم تحديدًا من يكون .. وقد طلب مروان ذلك من معاذ الذي اقتنع اخيرًا بأن مروان بالفعل يريد شهد لكونها شهد وليس لشئ آخر .. وبالتأكيد كان هذا اقناع رقيه له .
وصل هو وجود وكان بصحبتهما والد اسلام الذي طلب منه جود بأن يكون كبير لهما في هذا الوقت لكون أهليهما في الصعيد وهما وحيدين هنا .
وبعد الترحاب والحديث الطويل الذي اندمج فيه والد مريم ووالد رقيه اللذان كانا في نفس العمر تقريبًا .. تحدث والد مريم أخيرًا : احنا يشرفنا نطلب إيد بنت أخوك يا بشمهندس سعد لإبننا مروان .
سد بابتسامه : الشرف لينا يا حاج احمد اكيد ..
ثم تحولت دفة الحوار بين مروان ووالد رقيه .. ليعلم من خلالها بأن مروان وجود يمتلكان شركه لمواد البناء الحديثه وبأن مروان رفض كونه مالك للشركه وفضل ان يبدأ من الصفر بمجرد انهاء جيشه وبأنه سيعيش بعد زواجه في شقة والديه وهذا بعد التجديد فيها لتصبح جاهزه لعروسه .. وقد أعجب والد رقيه كثيرًا بأخلاق مروان وطريقة حديثه وحواره .. وقد اطمئن قلبه له .. فطلب من معاذ بأن يُحضر شهد من الأعلي وبالفعل ذهب اليها معاذ وطلبها للنزول دون ان يتحدث عن هوية الخاطب ..
تحركت شهد في توتر ولا تعلم سبب ارتفاع دقات قلبها كالطبول بهذا الشكل .
وما ان دلفت حيث غرفة الرجال ووقعت عينيها علي مروان حتي توقفت دون حراك .. فوقف معاذ امامها وتحدث بهدوء : اقعدي معاه واسمعيه .. والقرار قرارك بعد كده .. لو رفضتي محدش هيكون ضدك .. بس اسمعيه .
نظرت له شهد بتيه قبل ان تستجمع شتات أمرها وتتحرك بهدوء لتجلس بجانب عمها .. وبعد بعض الوقت تحرك الجميع للجلوس في الغرفه المجاوره تاركين الحريه لمروان وشهد ليتحدثان في هدوء .. ولكن الصمت أطبق علي المكان في محاوله يائسه من مروان كي يقطعه وبالفعل فعلها ..
مروان بهدوء : ازيك يا انسه شهد .
شهد بهدوء : الحمد لله .
مروان : ممكن نتكلم شويه .
شهد بنفس الهدوء : نتكلم في ايه بالظبط ؟
مروان : كل حاجه يا شهد .. كل حاجه محتاجين نتكلم فيها .
شهد بتنهيده : اتفضل .
مروان : بداية انا اتخرجت السنه اللي فاتت وحاليا في الجيش .. عندي انا وجود شركه لكن انا بعتبرها شركة جود لان هو اللي تعب فيها بعد بابا .. فبالتالي انا هشتغل فيها زي اي موظف عادي وهبدأ من الصفر عشان ابني نفسي بنفسي .. جود اشتري شقه عشانه هو ومريم وكده شقتنا هتفضي عليا وان شاء الله لو حصل نصيب هتكون شقتنا بعد التجديد .. اممم .. في حاجه محتاجه تعرفيها عني ؟
نظرت له شهد بهدوء قبل ان تجيب : مريم .
توترت ملامح مروان لتتبين الحقيقه واضحه أمام شهد لكنها لم تتحدث بل تحدث هو بهدوء : ملكيش دعوه باللي قاله عمر في الليله دي يا شهد .. عمر كان بيقول اي كلام وخلاص .
شهد بهدوء : فلنفترض كده .. انت جاي تتقدملي ليه واحنا مفيش بينا سابق معرفه من اصله ؟
مروان بحكمه : وهو جود لما خطب مريم واتجوزها كان بينهم سابق معرفه ؟.. ايه يا شهد في ايه .. دي حياه زوجيه ومستقبل .. كل واحد بيشوف الشخص اللي يقدر يكمل معاه وبيتقدمله .
شهد : وانا الشخص ده ؟
مروان بابتسامه فهو يعلم انه تحت اختبار وعليه اجتيازه : امال انا هنا بعمل اي لو انتي مش الشخص ده ؟
توترت ملامح شهد لكنها تحدثت سريعًا : و عمر؟
مروان : ماله عمر ؟
شهد : تعرفه منين وتعرف عنه اي ؟
مروان :شهد انا هنا الراجل اللي جاي يتقدملك عشان يكمل حياته معاكي .. مفيش اي داعي تيجي سيرة اي راجل تاني مهما كان مين .. وانا مش عايز الماضي .. انا في دلوقتي وفي اللي جاي .. بس مع ذلك هرد علي سؤالك .. عمر صديق فاضل .. كان معايا طول فترة الدراسه الجامعيه .. حصل بينا مشاده كلاميه من فتره طويله ومن بعدها علاقتنا فاتره .. وتقريبا متقبلناش غير في فرح جود وانتي عارفه اللي حصل بعد كده .. ومن وقتها مشفتوش ومش عايز وربنا يسعده في حياته ويهديله حاله .. كده جاوبتك علي سؤالك ؟
توترت شهد ولا تعلم ماذا تقول .. هي تستشعر نبرة الصدق في حديثه .. ولا تستطيع تكذيبه .. لكن لا يمكنها ان تتغاضي عن جملة عمر في ذاك الوقت والتي تؤكد كون مروان يكِنُّ مشاعرا لمريم .. لكنها تحدثت في هدوء معاكس تمامًا لضجة عقلها : وحضرتك في حاجه معينه عايز تعرفها عني ؟
مروان بهدوء : مش عايز اكتر من انك ترمي الماضي مهما كان ورا ضهرك وتفكري في بكره حتي لو انا مش فيه .. مستقبلك هو الاساس وطالما ربنا دلك علي الطريق الصح اوعي تحيدي عنه تاني واتأكدي ان ربنا هيظهرلك كل المظاهر الحلوه في الطريق المخالف ليه عشان يكون اختبار لايمانك .. فاوعي تضعفي يا شهد .. الحلو اللي بجد فوق مش في الحياه .. الحياه ما هي الا وسيله عشان نروح للحلو اللي بجد .
شهد بدموع : انت لي بتقول الكلام ده؟
مروان بهدوء : عشان لو مش هتكوني مستقبلا اذا شاء الله مراتي .. فانتي اختي في الاسلام وده واجبي .
شهد بهدوء وهي تستنشق ما بأنفها : تمام .. فهمتك .
مروان بهدوء : كده هنتظر قرارك .. انا مسافر بعد يومين ومش هرجع قبل شهر ان كان ليا أجل ارجع .. فخدي وقتك كامل .
اماءت شهد بهدوء ثم تحركت من أمامه تقاوم دموعها حتي وصلت لغرفتها وانفجرت باكيه .. ولا تعلم لم البكاء من الأساس .. لقد لمس وتر حساس لديها وهو الاشتياق .. نعم تشتاق لعمر وربما كانت لتستسلم له في تلك الليله لو القي عليها بعضًا من الكلام المعسول .. كانت ستستسلم .. لقد أفاقها مروان بكل بساطه دون حتي ان يعرف ما يجول ببالها وخاطرها ..
تنفست بعمق بعد تفكير طويل وقد اتخذت القرار .. حتي وان كان يحب مريم وضحي بحبه لها من اجل اخيه فهذا لا يجعله سوي رجل خلوق .. يكفي انه تقدم لطلبها رغم علمه بماضيها مع صديقه .. حتي وان أتي فقط ليحميها منه او يبعدها عن الطريق الخطأ .. ستقبل به حتي يتحول طريقهما معا لطريق الحب بحق .

بينما غادر مروان مع جود ووالد اسلام وفي قلبه الف امنيه لتقبل به ولا يعلم سببا واضحا لإصرار قلبه عليها رغم كونه ينبض لأخري .. لكنه يثق في ربه وتدابيره .. سيترك كل شئ للأيام .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كانت تتحدث مع أروي عبر الهاتف وهي ترتب غرفتها وتضع الهاند فري في أذنها والهاتف في جيب سترتها حينما طُرق الباب لتأذن للطارق بالدلوف وما كان سوي جود الذي أطل برأسه عليها لتشهق واضعه يديها علي فمها وتبحث عن حجاب .. لكنها سرعان ما تذكرت كونه زوجها فوقفت وتنهدت وهي تستمع لأروي التي تسألها عما حدث معها في نفس الوقت يضحك جود وهو لا يزال يقف مكانه .. توترت مريم وفركت يديها معا قبل ان تخبر اروي انها ستحادثها فيما بعد .
نظر جود لها بهدوء : اخرج ولا ادخل .
رفعت مريم خصله شارده عن وجهها قبل ان تأذن له بالدلوف .. فترك الباب مردودًا ودلف لها محتضنًا اياها بشوق وهو يتمتم : وحشتيني .
مريم بابتسامه وتردد ولكنها حسمت امرها فحاوطت ظهره بذراعيها واسترخت تماما وهي تتمتم : مجتش بقالك يومين .
جود بابتسامه : دي طريقتك عشان تقولي اني وحشتك يعني ؟
مريم بضحكه : ايوه .. اذا كان عاجبك .
جود وهو يغمز بعينه : عاجبني ونص المهم عندي ان عيونك بتقولها .
مريم بحمحمه : برضو مجتش ليه بقالك يومين .
جود وهو يضع يديه في جيب بنطاله ويرفع رأسه للأعلي كأنه يفكر : امممم .. يمكن عشان اوحشك ؟
زمت مريم شفتيها ليضحك علي فعلتها وهو يقرص وجنتيها كطفله وهو يتحدث : جميله وانتي مبوزه .. انا ياستي بشطب في الشقه وكنت مع مروان طول الوقت عشان موضوعه هو وشهد .
مريم بتذكر : اه صحيح عملتوا ايه ؟
جود : مش عارف حقيقي .. احنا طلبناها وربنا يسهل بقا .
مريم : ان شاء الله خير .. عارف احنا ممكن نعمل فرح واحد لينا كلنا .. انا وانت واروي واسلام ومروان وشهد .
اكملت وهي تقفز مصفقه بيدها في حماس : وااو دي هتبقي تحفففه .
ضحك جود بخفه وهو يتمتم : حبيبتي بس تشاور وطلباتها اوامر .
مريم : بجد يا جود ؟.. يعني هنعمل فرح واحد ؟
جود : واي اللي يمنع بس ياقمري .. بس ادعي ان ربنا يقدم الخير في موضوع مروان .
مريم بحماس : ان شاء الله كل خير .
جود بابتسامه : طب مفيش اي تصبيره كده قبل ما امشي ولحد ما اشوفك تاني ؟
مريم وهي تزم شفتيها : انت هتمشي دلوقتي ؟
جود بابتسامه : اسلام اتصل بيا خمستلاف مره النهارده ومش سالك في الشركه لوحده فلازم اكون موجود .. وان شاء الله بكره اخلص شغلي بدري وارجع انا والبيه عشان اشوفك .
مريم : ماشي هستناك .
جود : طب اي ؟.. مفيش تصبيره ؟
مريم بخجل : عاوز اي ؟
فتح جود ذراعيه فارتمت بينهما سريعًا ليضمها اليه بكل الحب الذي يملأ قلبه لها وهي كذلك بثته حبها له بكل قوتها .. حتي ابتعد بعد وقت ليس بقصير ليقبل جبينها قبله خاطفه قبل ان يغادر لتتنهد هي بحب وتشكر الله للمره المئه في كل يوم علي نعمته لها بجود .

جلست الي فراشها وهاتفت شهد التي اجابت بعد الرنه الأولي مباشره لتضحك مريم وهي تتمتم : ايه يابنتي قاعده علي التليفون ولا اي ؟
شهد بتنهيده : يعني .. عامله اي ؟
مريم بهدوء : كويسه الحمد لله .. مالك ؟.. ليه صوتك حزين ؟
شهد : مش حزين بس تايهه .
مريم : طب لي ؟.. اي حصل ؟
شهد : مش عارفه يا مريم .. مروان .. مروان وانا .. مش عارفه .
مريم : قوليلي بتفكري في اي ؟
شهد : ماضيا مع عمر .. مروان مايستاهلش .
مريم : شهد حبيبتي .. ربنا اختارك عشان تمشي في الطريق الصح بعد الضياع .. وربنا اللي بيحدد لكل واحد طريقه .. مفيش حاجه اسمها يستاهلني او ميستاهلنيش .. في حاجه اسمها اصلي استخاره واللي ربنا رايده يكون .. انتي كنتي في ماضي صعب بس اتراجعتي ورجعتي لربنا وتوبتي .. يبقي متفضليش تأنبي نفسك علي الماضي لانه خلاص ماضي يا شهد .. دلوقتي في مستقبل .. واحد بأخلاق كويسه ومبتكلمش عن مروان تحديدا .. انا هتكلم عموما .. واحد بأخلاق كويسه عارف ربنا وهيتقي الله فيا وانا ارتحتله وصليت لربنا استخاره ومرتاحه من جوايا .. يبقي مسمحش للماضي يهد طريقي للمستقبل .. لا انا هدوس علي الماضي ده والغيه من حياتي واكمل صح مع انسان صح يستحقني واستحقه .. الاستحقاق هنا يا شهد بيتبني علي القرب من ربنا .. يعني انتي وهو هتعينوا بعض علي القرب من ربنا وهتكملوا طريق الحياه سوا .. فمقياس مستقبلك دلوقتي هو قربك من ربنا .. الماضي مبيتغيرش بس بتتقطع صفحته عشان نبدأ من جديد .. لازم تتسامحي مع نفسك عشان تقدري تكملي يا شهد .
شهد بهدوء : انتي اجمل نعمه في حياتي يا مريم .
مريم بضحكه : شوف انا بقولها اي وهي بتحرجني ازاي .. يعني مش كفايه عليا جود .
شهد بضحكه : عمل اي الاستاذ ها .
مريم : لا مش هقولك .. هسيبك بفضولك كده .
شهد : اخص عليكي صح .
ضحكت مريم وضحكت معها شهد .. حتي انتهت المكالمه وفي قلب كل منهما دعاء صامت لله عز وجل .

--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

قُضي يوم اخر ليأتي يوم جديد وليلة جديده ..
طرقات علي الباب جعلتها تقفز من مكانها وتخرج من غرفتها ركضًا قبل ان تقف خلف الباب لتعرف الطارق .. وما ان سمعت صوت اسلام حتي فتحت الباب سريعا وهي تنظر خلفه باحثه عن جود لكنه غير موجود لتتبدل ملامحها فورا الي الحزن بينما ينظر لها اسلام بضحكه مكتومه وهو يتمتم : ايه يابنتي عديني .
مريم بانتباه : اه ادخل .
دلف اسلام وقبل ان يتخطاها تحدث وهو يقرب رأسه منها : ادخل يا عم جود البت هتعيط .
نظرت مريم تجاه الباب لتجده يستند بجذعه عليه بابتسامته الساحره لقلبها .. فابتسمت بخجل ليتحدث اسلام : انا مش عارف احنا متجوزين طماطمايتين ولا اي .
جود : ملكش دعوه بمراتي وخليك في الطمطمايه بتاعتك .
اسلام وهو يلوح بيده بلامبالاه : ياعم روح كده .
دلف اسلام بعدما نظرت له مريم بسخط لكن يد جود التي قرصت وجنتها بحب افاقتها لتبتسم بحب له قبل ان يتحدث : وحشتيني .
مريم وهي تبعد يده بخجل : بس .
اسلام من خلفهم : اللي حضراتكوا واقفين عنده ده باب الشقه .. واللي برا ده سلم عماره .. يعني حد طالع حد نازل يشوفكوا في الوضع ده يقول اي ؟
مريم بسخط : ياملهم الصبر .. اتفضل يا جود .
دلف جود بضحكه واغلقت مريم الباب وحينما التفتت وجدت جود خلفها مباشرة فشهقت واضعه يدها علي فمها وعادت خطوتين للخلف .. فاقترب جود هاتين الخطوتين ووضع يديه بجانب رأسها فأصبحت محاصره بينهما .. فتمتم جود بهدوء : هو انا لما قلتلك وحشتيني .. انتي قلتي اي ؟.. اصل انا مش فاكر .
مريم وهي تنظر حولها بتوتر : مـ مـ مقولتش .
جود : طب قولي .
مريم : ااا .. اقول اي ؟
جود بابتسامه عابثه : هي وحشتيني بيترد عليها بإيه ؟
مريم وهي تزدرد ريقها : طـ طب ابعد شويه .. ماما واسلام وسفيان .
جود : مراتي وبراحتي .
ضحكه من خلف جود اجفلتهم ليبتعد جود قليلا ناظرا لاسلام الذي يضحك واضعا يده علي معدته بسخط .. وما ان انتهي اسلام حتي نظر لجود بوجه احمر من الضحك وتمتم بهدوء : اسف اسف .. اصل انا كنت زانق اروي نفس الزنقه دي وقلت نفس جملتك الاخيره .. بس ساعتها اترمي عليا مخده من حيث لا ادري وكانت مراتك هي اللي رمتها .. سوري سوري بس مش قادر ابطل ضحك .
وعاد مجددا لنوبة الضحك التي شاركته فيها مريم فضحك جود هو الآخر ..

م دلفوا بعدها للجلوس قليلا معا حتي اتي والد مريم وبعده اتي مروان وتناولوا العشاء معا جميعا في جو عائلي بسيط سعيد .

الحلقة العشرون من هناث
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×