رواية سند
الحلقة الرابعة عشر
ـ سليم واضعا يديه فوق كتيفيها مثبتا اياها بمواجهته: سلمى أنت مضايقة أنك عايشة معي، [أومات برأسها نفيا فازداد وجهه أقترابا وصوته انخفاضا] طيب أنت بتتضايقي لما باقرب منك ولا بتتكسفي، [أخفضت رأسها بحياء فكد يلامس وجهها وصار صوته اشبه بهمس حميم] أنا بحبك يا سلمى، بحبك قوي، مش قادر أستحمل بعدك أكتر من كده، أنا محتاجك قوي، [ازداد انكماشها وانخفاض رأسها وتسارع أنفاسها المتلاحقة، فأردف بتهور بصوت متهدج من الأثارة] سلمى أنا عايز نتمم جوازنا.
سكنت لثواني معدودة ثم امتدت يدها فوق صدره لتصنع حاجز بينهما، ورفعت وجهها المصدوم لمواجهته.
ـ سليم ناظرا لعينيها، وبصوت متهدج: أنا باحبك يا سلمى، أنت مراتي يا حبيبتي، وهتفضلي مراتي لأخر يوم بعمري.
انتظر ردها وهو يتطلع لعينيها بحب ولكنها اسبلت عينيها بصمت، لتشعر بتخشب جسده تحت يدها لترفع عينيها لترى الألم بعينيه وهو ينظر بقهر ليديها التي وضعتهما حاجز بينهما، وقد اعتبر أن ذلك بمثابة إعلان رفضها لطلبه، لتجد قلبها ينفطر لحزنه، فهو سليم الحضن الدافئ لها والرجل الوحيد الذي تحركت مشاعرها نحوه، والذي لا تجد غضاضة في التغلب على خجلها من أجله، بالإضافة لكونه زوجها، الذي أمرها الله بطاعته، وأن كان قد زهد بحقه سابقا، فهاهو يطالب به الأن، ولا حق لها أن تمنعه حقه، فما بال ومطالبته هذا تداعب رغبة تخفيها بنفسها، سيطرت عليها أفكارها تلك لتتحرك يدها ببطء من فوق صدره لتلتف حول عنقه مقربة وجهه لوجهها، ليرقص قلبها وجلا وهي ترى ذلك الوهج بعينيه وهو يقترب أكثر فأكثر
****************************
استيقظت من نومها تشعر بشئ صلب أسفل جسدها، رفعت رأسها بخمول، لتصطدم عينيها بابتسامته التي نامت عليها، لتتذكر كل ماحدث بينهما بالأمس، فتخفض عينيها بخجل، وهي تحاول التحرك بتخبط لا تصدق أنها قضت ليلتها بحضنه.
ـ سليم هامسا بأذنيها بصوت منتشي حنون: خليكي معي يا حبيبتي متبعديش، أنا بحبك قوي، متقلقيش على سليم أوعدك أني هاعمل المستحيل عشان اجيبه لك، الأول كنتي شريكتي، دلوقتي أنت حبيبتي ومراتي، وهو ابني، وأنا مش هسيبه.
تعجبت لانتباهه بمثل هذه اللحظة الحميمية لأكثر ما يفسد سعادتها، ويثقل ضميرها وأطمن قلبها وهي تستشعر الصدق بوعده، فهدأت حركتها، ودفنت وجهها بصدره بخجل ازداد مع همساته بأذنيها.
ـ سليم هامسا بحب وهو يقبل راسها: صباح الفل، صباحية مباركة لأحلى عروسة.
تعالت ضحكاته وسعادته وهو يحقق مراده فكلماته احرجتها لتزداد التصاقا به وأنفاسها الحارة تلامس صدره، لتزداد سعادته بقرب من ملكت قلبه وأعادته للحياة بعد أن ظنه قد اقتصر على ضخ الدماء لجسد نصف ميت.
****************************
جلس بغرفته ضاجرا، وقد انتزعتها طرقات نهى من أحضانه بعدما ذاب شوقا إليها أثناء انشغالها بإعداد الإفطار ومن بعده الغداء، ليعتزم أمرا لم يعتقد أنه قد يقدم عليه بإرادته يوما
****************************
بغرفة الضيوف جلست سلمى بتوتر تستمع لحديث نهى بشرود، وقد شتتها برسائله المتوالية المطالبة لها بالتخلص من ضيفتها الغير مرغوب فيها بالنسبة له بالوقت الحالي، تكاد لاتصدق أن هذا هو سليم الهادئ المتزن، بعدما رأت وجهه الأخر.
ـ نهى متوترة وهي تفرك يديها غير منتخبة لتلك التي تشاركها اضطرابها ولو اختلفت الاسباب: مش عارفة أعمل أيه، أزي أدخل المحكمة اشتكي ناصر.
ـ سلمى خجلة من حالها وكأن نهى تعلم بما يحدث: ماهي دي مش قضية يا نهى يعني.
ـ نهى مستنكرة وهي تستفحل الامر: مش هاطلب حكم تبقى قضية.
ـ سلمى مطمئنة مراعية أن تلك أول خطواتها للخروج من عباءة زوجها: يا حبيبتي دي ولاية تعليمية بس، عشان تقدري تقدمي لأدهم في المدرسة، وكمان تتصرفي في أي حاجة تخصه هو وأدم.
ـ نهى متوترة: الدكتورة برضو طمنتني، بس مش عارفة خايفة.
ـ سلمى محتوية ومتلطفة بها: متخافيش يا نهى، عيالك محتاجينك قوية، محتاجين سند، جوزك سافر بخيره وشره، لازم تجمدي قلبك لو مش عشانك فعشانهم.
ـ نهى محاولة طمأنة نفسها: عندك حق، وبعدين أكيد أدهم لازم يدخل المدرسة، ويبقى له مستقبل.
ـ سلمى مضطربة وقد وصلتها رسالة أخرى: ربنا يوفقهم ويعينك.
ـ نهى محرجة وقد انتبهت اخيرا الاشعارات المتوالية: شكلي معطلاكي، هستأذن أنا.
ـ سلمى مضطربة زوجها يحتقن خجلا: لا أبدا يا قلبي، ده أنت منوراني.
ـ نهى مبتسمة وقد أنبأها توتر سلمى بضرورة انصرافها: لا كفاية كده، وأنا كمان هاشوف اللي ورايا، وكمان بكره هاروح للمحامي، عشان يبدأ في الإجراءات.
ودعتها سلمى بتوتر، وهي لا تدري كيف ستتعامل معه بعد هذا التحول بعلاقتهما، وشخصيته الجامحة، الجديدة عليها كليا.
دلفت لغرفتهما لتفجأ به وقد وضع حقبية على السرير ينقل بها بعض اغراضهما من الخزانة.
ـ سلمى متعجبة: بتعمل أيه يا سليم.
ـ سليم بغضب طفولي: هنمشي من هنا، مش هنقضيها من المطبخ للجيران، مش عارف اتلم عليكي.
ـ سلمى منصدمة: نمشي، هنروح فين.
ـ سليم مشاكسا: عريس ومن حقي أعمل يومين عسل.
ـ سلمى زاجرة بخجل: سليم.
ـ سليم مشاكسا وهو ينظر لعينيها ولها متعمدا زيادة خجلها: في أيه هو أنا باكدب، مش عريس أنا، مش من حقي أعيش لي يومين في فندق لوحدي مع مراتي حبيبتي، والأكل يجيلنا لغاية عندنا واحنا مرتاحين.
ـ سلمى منصدمة لا تصدق أن يصدر مثل هذا الاقتراح منه هو: فندق.
ـ سليم بحماس لفكرة انفراده بها: وكلمت أسامة وحجزلي خلاص، [مشاكسا] حجزت جناح شهر العسل.
ـ سلمى مذهولة بجانبه المتهور الذي تجلى حديثا: أنت بتهرج، شهر عسل أيه، المفروض أننا متجوزين من فترة، ده ممكن يقول علينا مجانين.
ـ سليم ضاحكا وهو يتلاعب بملامح وجهه: ممكن، شاكة مش متأكدة، أنت ناسية مين اللي جوزنا، وكتبنا كتابنا فين.
ـ سلمى ضاحكة لحركاته المجنونة و للذكرى: تصدق عندك حق، ده احنا متجوزين في العباسية، يعني براحتنا ليس علينا حرج.
ـ سليم بحب وهو يجذبها لاحضانه: أنت أحلى وأجمل جنونة في حياتي يا سلمى، أنا فعلا بقيت مجنون، بس مجنون سلمى.
****************************
بعد عدة أيام، ببهو الفندق.
ـ سليم بسعادة وهو يسرع من حركة كرسيه: يالا يا ساسو، عصافير بطني ماتت من الجوع.
ـ سلمى مضطربة وهي تتطلع الازدحام حولها بتوتر: طيب ما تخلينا نطلع أوضتنا، وتطلب الغدا زي كل يوم.
ـ سليم مشاكسا بوقاحة: والله أنا اللي مش عايزة اتنقل من الأوضة، ولولا أن النهاردة الجمعة كان لا يمكن أنزل أصلا، بس كله إلا سولي، [متعمدا إحراجها] بس متقلقيش هناكل ونطلع هوا، مش ننزل غير الجمعة الجاية.
ـ سلمى وقد تخضب وجهها وتعثرت كلماتها خجلا: لا طبعا مش قصدي، أنا بس مش حابة الزحمة.
ـ سليم وقد أوقف كرسيه وأمسك بيدها لتواجه عينيه المليئة حبا وشغفا: سلمى أنا اللي عمري ما اتخليت أني أختار أكون وسط الناس تاني، بس أنا معكي مش حاسس أن ناقصني حاجة وأني كملت بيكي، وعندي استعداد أواجهه أي حاجة مادمتي جنبي، [رافعا يديه لفمه يقبلها برقة] بس أنا نفسي أنت كمان تحسي بالأمان ومتخافيش من حاجة ولا حد أبدا، وأنا أكون دايما أمانك وسندك.
ـ سلمى بسرعة وصدق: أنت فعلا سندي وأماني يا سليم.
ـ سليم سعيدا منتشيا للذكرى: أنت مش متخيلة عملتي في أيه لما سمعتك بتقولي للحاجة شوق، {عمري ما عرفت معنى الراحة والأمان غير هنا مع سليم}، [مترجيا] اديني فرصة فعلا أقف جنبك وأسعدك، نفسي أحس أني سندك وأن وجودي في حياتك قواكي على مخاوفك، زي ما وجودك قواني على الدنيا بحالها.
نظرت لعينيه بحب لبرهة، ثم أمسكت بيده تستمد منه القوة وهي تتجه معه للمطعم بثقة لم تعهدها بنفسها.
****************************
أمام شقة نهى
وضعت ما تحمله أرضا وفتحت حقيبتها لتخرج المفتاح، لتفاجأ بباب دعاء يفتح، والشماتة تقطر من بين حروف كلماتها.
ـ دعاء مستهزئة: حمد الله على السلامة.
ـ نهى ببرود وهي تهم بدخول شقتها: الله يسلمك،عن أذنك.
ـ دعاء مندفعة لتمنع دخولها قبل أن تشفي غليلها وتشمت بها: استعجلتي أنت في موضوع الولاية والقضايا ده.
ـ نهى زافرة بضيق: يعني كنت أضيع على الواد السنة.
ـ دعاء متهكمة: لا قاصدي مكنتيش محتاجة قضايا، ناصر سابلك العيال ومش هيحارب في مسئوليتهم، هو مش فاضي يدقق في الكلام الفاضي ده، [شامتة] ده أنا لاقيت شوية صور على فيس الواد أخو نشوى مراته، انما أيه فسح ودلع، والحب مولع في الدرة على الأخر، وبكرة تيجيب له العيل اللي ينسيه اسمه زي ما نسيكم، شوفي كده.
ـ نهى حانقة وهي تزيح يدها الملوحة بالهاتف: كفاية أنت شوفتي يا مرات عمي، [هازئة رغم نيران الغيرة المشتعلة بقلبها]والعيل اللي هتجيبه له ده، برضه هتشوفي شكله سرقة، على فيس الواد أخو نشوى، ولا أنت نسيت أنه نسيكي زي ما نسنينا.
ـ دعاء مغتاظة وحاقدة لا تكاد تصدق أن تلك هي نهى: والله وطلع لك لسان وبقيتي تعرفي تردي يا بنت شهد، بس عامة أنا بعت الصور بلوتوث على تاب ابنك، يمكن تغيري رأيك وتحبي تشوفيها.
دلفت لشقتها دون أن ترد عليها، وهي تعلم أن تجاهلها لها أكبر عقاب، تحاول أن تنسى كلمتها الخبيثة وهي توضب الأغراض التي اشترتها، ولكن بمجرد أن وقع نظرها على هاتف ابنها، لم تستطع المقاومة، لتمتد يدها تفتحه لترى تلك الصورة، لتنهمر دموعها دون وعي منها وهي ترى حبيبها يعامل غريمتها بكل هذا الدلال، وهي التي لم ترى منه ذو الذل والمهانة.
ضاق صدرها بانفاسها، واردت أن تبث أحد شكواها، فهمت بالاتصال بسلمى، ولكن خجلت أن تقطع عليها صحبة زوجها بالشكوى، وصحيح أن علاقتها توطدت بابتسام، ولكنها لا تغفل عن كرهها الشديد لناصر، لتتذكر مساندة المعالجة السلوكية لإبناءها لها، وتأكيدها دائما على تواجدها، لو احتاجت لصديق، فشجعت نفسها وهاتفتها، تبحث عن ملاذ وسند.
****************************
صباحا في مطعم الفندق
ـ سلمى بدلال: ممكن بقى أنا اللي انقي لك الفطار على ذوقي، من الأوبن بوفيه.
ـ ابتسم لها ممتنا وهو يعلم أنها تجاهد رهابها الاجتماعي، لتجنبه المعاناة والحرج لإحضار الطعام من الطاولة: احلى فطار ده ولا أيه.
تحركت بخجل تجاه المائدة الممتدة المليئة بشتى أنواع الأطعمة، أمسكت بطبق وهي تحاول أن تتخير ما يحبه من مأكولات، بينما هو يتتبع حركتها بشغف، قاطع متعته تلك هاتفه الذي يصدح، يعلن استقباله مهاتفة من صديقه.
ـ سليم سعيدا وهو يخيل رد فعل سيف عن تطور علاقتهما: أهلا يا دوك.
ـ سيف متلهفا بسعادة: أنت فين يا سليم وفين سلمى.
ـ سليم بغيرة لمنطقه لاسم حبيبته بهذه اللهفة: وأنت بتسأل على سلمى ليه؟
ـ سيف ضاحكة يستفزه: عايزة أبوس إيدها.
ـ سليم منفعلا رغم يقينه بأخلاق صديقه ولكن زوجته خط أحمر: أنت بتستهبل يا سيف.
ـ سيف صارخا بسعادة بالغة تاركا استفزازه، متلهفة لاخبار صديقه بما لديه: الحاجة وافقت على ندى يا سليم، سلمى طلع سرها باتع قوي، لو أعرف من زمان كنت جيبت أمي وعيشت عندكم، أنا مش عارف أشكرها أزاي، مش بس أبوس إيدها.
ـ سليم سعيدا لصديقه ومستاءا من ذكره لحبيبته بهذا التباسط: لا ما تتعبش نفسك أنا هاشكرها لك بمعرفتي.
ـ سيف بشك وقد انتبه من سكرته: هو صحيح أنتم فين، أنا اتصلت عليكم كتير تليفوناتكم علطول مقفولة، وروحت البيت ملقيتش حد.
ـ سليم ضاحكا بلهجة موحية: في فندق، أنا ومراتي بنتفسح لنا يومين كده.
ـ سيف بشك: فندق [بمشاكسة] مراتي اااه، اشكرها لي أنت طيب، أوعى تنسى تبوسها، ولو أن واضح أنك قايم بالواجب ومش محتاج وصاية.
ـ سليم زاجرا: سيف.
ـ سيف ضاحكا: طيب خلاص يا غيور، مبروك يا عريس.
ـ سليم بسعادة بالغة: ومبروك لك أنت كمان يا عريس، ربنا يفرح قلبك ويتم لك على خير.
ما كاد ينهي محادثته لصديقه، حتى التفت على تلك الصيحة السعيدة باسمه.
ـ هدير متفاجئة: سليم.
ـ سليم مندهشا: هدير.
ـ هدير متحمسة وسعيدة: أزيك يا سليم، عامل أيه.
ـ سليم مبتسما: الحمد لله، أزيك يا هدير، وأزاي أخبارك.
ـ هدير متحمسة: سيبك من أخباري، خلينا في أخبارك أنت مبروك يا سليم.
ـ سليم مندهشا لمعرفة بزواجه رغم انقطاع صلتهما: مبروك، أنت مين اللي قالك.
ـ هدير مجاملة وهي تحرك يديها بحماس: هو في حد في مصر بقى مش عارف سليم عبد الرحمن، ده أنت تريند يا ابني، مفيش حد مش بيتكلم عن رحلاتك، وصفحة {أعرف بلدك ـ مصر للجميع}.
ـ سليم ضاحكا: أيه ده أنت الأخبار وصلتك.
ـ هدير متحمسة وفخورة بصديق طفولتها: أخبار رحلاتك مسمعة جدا، ده غير أني سمعت أن في أكتر من برنامج اتكلموا عن التجربة، ورفضك للظهور.
ـ سليم بسعادة وقد مسح أنهارها به أي شعور بالانتقاص وصله منها بما سبق: اه هو في فعلا أكتر من قناة كلمتني، بس أنا شايف أن الموضع مش مستاهل.
ـ هدير مازحة محاولة رفع الحرج عنه وقد استنتجت سبب حرجه من الظهور علنيا: ليه بس ياعم، اطلع كده ونور عشان تبقى مشهور، والواحد يبقى له ضهر جامد.
ـ سليم ضاحكا: لا متقلقيش، أؤمري أنت من غير شهرة، أخوكي جدع و سداد .
ـ هدير بتقدير متذكرة موقفه الرجولي وايثاره لمصلحتها على احتياجه لها: قدها وقدود يا سليم، طول عمرك جدع، وجميلك في رقبتي العمر كله.
ـ سليم مازحا: مش قوي كده.
ـ هدير ممتنة بصدق: لا ده قوي جدا كمان، لولا شجاعتك وأخلاقك كان زمنا احنا اللي الاتنين حياتنا مدمرة، وخسرنا حاجات كتير.
ـ سليم مبتسما وقد اوحى له امتنانها بأنها وجدت ما لم تجده لديه: تبقي حبيتي يا هدير.
ـ هدير خجلة وهي تومأ ايجابا: حبيت يا سليم، حبيت بجد، الحب اللي يخليني اتحمل اللي فوق طاقتي واضحي عشانه، رغم أنه ظروفه صعبة جدا.
ـ سليم سعيدا: ربنا يسعدك يا هدير.
ـ هدير متوترة وهي تنظر أمامها متوجسة: وواضح أنك أنت كمان لاقيته، هي البنت اللي جاية دي تبعك.
ـ سليم مندهشا وهو ينظر باتجاه سلمى القادمة بملامح مشتعلة: عرفتي أزاي.
ـ هدير ضاحكة: أول ما بصت لاقيتنا بنتكلم رمت الطبق اللي في إيدها وشكلها جاية تولع فينا.
نظر سليم لسلمى بغير تصديق، ليلمح بعينيها تلك الحشرات المتقدة، وجهها المحتقن، فلا يسعه سوى الابتسام بمظهرها الطفولي، مما يزيد غضبها فهي قد انشغلت عنه باختيار الطعام، لتلتفت لرؤيته وقد اشتاقت إليه، لتفاجأ به يتحدث مع تلك التي تحفظ صورتها عن ظهر قلب، فهي قد رأت صورهما معا بعقد قرانهما عندما كنت تحزم امتعتهم بالشقة القديمة، والادهى أنهما لاحظا قدومها ولم يتأثرا بل أن تلك الافعى تضحك ملء فيها بينما ترتسم على ملامحه تلك الابتسامة البلهاء، التي تحرق قلبها بنيران الغيرة، فابتساماته ملك حصري لها هي، وصلت إليهما بخطوات معدودة محاولة السيطرة على صوتها الذي خرج مشتعلا رغما عنها.
ـ سلمى محتدة: مش تعرفني يا سليم، وتضحكني معكم، [ضاغطة على حروف صفتها] أنا سلمى مرات سليم، وحضرتك.
ـ سليم مبتسما بسعادة لغيرتها عليه: دي هدير صديقة قديمة يا ساسو.
ـ سلمى فاترة: أهلا.
ـ هدير بإحراج وهي تتحرك بسرعة: أهلا بحضرتك، فرصة سعيدة يا سليم، فكر تاني في موضوع البرامج، عن أذنكم.
ـ سليم منتشيا باكتشافه لمشاعرها نحوه: امال فين الفطار يا قلبي.
ـ سلمى غاضبة واعينها تقدح شررا: خلي الصديقة القديمة تفطرك.
ـ سليم ضاحكا بمشاكسة وهو مستمتع بغيرتها: هو في أيه يا سلمى.
ـ سلمى ثائرة: في أنك واقف مع طليقتك، تهزر وتضحك.
ـ سليم منصدما لمعرفتها لهدير: أنت تعرفي هدير منين.
ـ سلمى باندفاع وغيرة: من صور كتب الكتاب في الشقة القديمة، وواضح جدا أنه الود رجع، [بعيون تلتمع بالدموع] بس لو شايف أنك من حقك تسيبني، فمش من حقك تضحك علي قدامها، وتعرفني بها على أنها صديقة قديمة.
رقص قلبه بين اضلعه فرحا وهو يرى اشتعال نيران الغيرة بعينيها، لتنمحي أي شكوك تجاه ارتباطها به، وهو الذي لام نفسه كثيرا، ظنا أنه ربما ضغط عليها واستغل حاجتها إليه، ولكن ما يراه الأن من اشتعالها، لا تفسير له سوى مشاركته مشاعره، ليهدأ بالا أخيرا، فلطالما وسوس له شيطانه بأنها قد تقبلته زوجا رضوخا للأمر الواقع، وأنها قد تزهد حياتها معه عندما تستقر حياتها وتسترجع ابنها، ولكن غضبها الأن وصوتها المختنق أكدا له كذب ظنونه، كاد أن يجيبها بما يستثيرها أكثر لتفصح له عن مكنون قلبها فتريحيه من ظنونه للأبد، ولكن حبه لها وألمه لحزنها أكبر من أنانيته ولهفته لإراحة قلبه، فأثر تهدئتها وإراحة خاطرها.
ـ سليم صادقا وهو ينظر لعينيها بعشق: سلمى هدير مش أكتر من صديقة قديمة فعلا، حتى لما كنا هنتجوز، كان جواز تقليدي لأننا متربين مع بعض، وشايف أخلاقها مناسبة.
ـ سلمى بخفوت وقد سمحت لدموعها بالنزول: يعني أنت مش بتحبها.
ـ سليم مبتسما بوله تسعده غيرتها بقدر ما يؤلمه حزنها: أنا محبيتش في حياتي كلها غيرك يا سلمى، أنت حبيبتي ومراتي وكل حاجة لي في الدنيا، أنت اللي رجعتيني للحياة من تاني.
ـ سلمى معتذرة وهي تمسح دموعها وتتطلع حولها بحرج: هو أنا كنت قليلة الذوق معها قوي، أنا أسفة، متزعلش مني.
ـ سليم معاتبا وهو يمد يده ليرفع عينيها بمواجهة عينيه: لا بصراحة زعلان، بس مش عشان الطريقة اللي اتكلمتي بيها، عشان شايفة أنه من حقي أني اسيبك، بس مش من حقي أخدعك، متمسكتيش بي، ولا اعتبرتيني حق يستاهل تدافعي عنه .
ـ سلمى نادمة: والله ده من غيرتي وحرقة قلبي.
ـ سليم هائما وهو يحلق فوق السحاب، فرحا بتصريحها: سلامة قلبك يا قلب سليم.
ـ سلمى خجلة وقد انتبهت لوجودهما بمكان عام: طيب أنا هاروح أجيب الطبق اللي سيبته ده.
ـ سليم زافرا يحترق شوقا: لا تعالي نطلع أوضتنا ونطلب الفطار فوق.
****************************
بغرفة سليم بالفندق
جلست سلمى تنظر لسليم من طرف خفي بحيرة ، فبرغم بأنه قد بثها حبه وسعادته بغيرتها عليه عند صعودهما لغرفتهما، إلا أنه جلس بعدها شاردا كأنه يفكر بأمر هام، مما جعلها تتخوف من أن يكون مقابلته لهدير قد أثار لديه حنين لذكريتهما معا، لتتضخم مخاوفها وتتجسد أمامها كوحش يلتهم حب حياتها عندما خرج عن صمته واجرى تلك المهاتفة لصديقه، التي حطم فحواها قلبها.
ـ سليم باهتمام وتوتر: ألو سلام عليكم، أيوه يا سيف أزيك يا عريس.
ـ سيف مشاكسا لصديقه: سولي حبيب قلبي، أيه يا بني أو تكون ناوي تعملها سنة عسل ومتحضرش فرحي.
ـ سليم مبتسما: لا طبعا هنحضر، وبعدين احنا يوم ولا اتنين وراجعين شقتنا خلاص متقلقش.
ـ سيف متحمسا: ربنا يطمن قلبك، احنا هنقرا الفاتحة بعد يومين، ونحدد ميعاد الخطوبة، انتم ضيوف الشرف بالخطوبة، خصوصا سلمى.
ـ سليم جادا محاولا أخباره بما اتصل من أجله خوفا من التراجع رضوخا لمخاوفه: قولت لك جايين، المهم اسمعني عشان محتاجك في موضوع مهم.
ـ سيف مهتما للهجته الجدية: أؤمر يا صاحبي.
ـ سليم زافرا بانفعال: فاكر الناس اللي كلموك عشان تقنعني اطلع معهم في البرنامج.
ـ سيف متعجبا: أنت غيرت رأيك ولا أيه.
ـ سليم متلهفا: أيوه ومش بالنسبة لهم بس، أي قناة عايزة تستضيفني، أنا موافق.
ـ سيف مستنكرا: لا طبعا، كفاية الناس دول لأنهم محترمين، أي حد منعرفوش ممكن يضايقك.
ـ سليم مصرا باضطراب: لو تقصد عشان ظروفي والكرسي، مفيش مشكلة، المهم اطلع في أكبر عدد برامج ممكن.
ـ سيف قلقا فهو أكثر الناس علما بأن هذا الطلب غير متوقع نهائيا من سليم: في أيه يا سليم، أنت محتاج فلوس ولا في أيه.
ـ سليم مستنكرا لفضول سيف فيكفيه ما يعاني من ضغوط: لا طبعا، بالعكس لو حد فيهم عايز فلوس عشان يستضيفني، أنا موافق أدفع.
ـ سيف متعجبا شاعرا بعجزه عن فهم سليم لأول مرة: ليه ده كله، أيه اللي اتغير.
ـ سليم مضطربا وهو يلاحظ انصات سلمى واهتمامها: هابقى افهمك بعدين، سلام دلوقتي.
ـ سيف قلقا على صاحبه: سلام يا سليم.
اغلق المحادثة وهو متعجب لوجه سلمى المحتقن، ونظرت الاتهام بعيونها الممتلئة بدموع محتبسة، لكنه لم يشأ أن يسألها حتى لا تناقشه بسبب عدوله عن رفضه للقاءات التليفزيونية، فهذا ما لا ينوى البوح به الأن، أما هي لما تكن لتسأله وهي تعرف الإجابة مسبقا، فلا أحد يرفض رجاء من يحب، ومازال صوت هدير يتردد بأذنيها مرددا رجاءها الأخير لسليم الذي لم يتوانى بتنفيذه {فكر تاني في موضوع البرامج}.
****************************
بمنزل ندى بالقرية
ـ شوق وهي تبتسم لندى التي تصافحها وتقبل يدها بخجل: ندى وزي الندى يا عروستنا.
ـ سيدة بغلظة وهي مقطبة الحاجبين: على رأيك ده اللي أنتم هتجيبه ده، ولا جهاز قطر الندى.
ـ شوق متأففة: كل واحد بيجيب قيمته يا أم سامي.
ـ أم سامي متهكمة: وقطر الندى هتجيب أيه يا حاجة؟
ـ شوق بضيق وقد رق قلبها بعدما رأت الانكسار بعين ندى ووالدتها: عروستنا تتاقل بالدهب، والدكتور مصمم يمشي على الشرع حتى لو العروسة مستعدة تجهز، بيقول بدل أنا مقتدر المفروض اجهز بيتي من كله على مزاجي ، وست البنات تيجي ملكة، تنور بيته وتسعده وتجبله الذرية.
ـ أم سامي حاقدة: بس طول عمرنا عوايدنا غير كده.
ـ شوق مستنكرة: بالتراضي اه، لكن حق الله لما العوايد تبقى أقوى من شرع ربنا تبقى حرام، وده حق عروستنا، [مكايدة] ده غير مهرها وشبكتها وهديتها مني، [وهي تخلع سلسلة ذهبية ضخمة عن عنقها] وأولهم هديتي.
ـ أم سامي بحقد وعينيها تقدح شرا من الهدية القيمة التي ستقلب كنتها المستقبلية عليها: وفري هديتك لما الرجالة اللي في القاعة يتفقوا، مش يمكن سامي ما يوافقش.
ـ شوق ثائرة لا تصدق وقاحتها: هو مين ده اللي ما يوافقش، وهو داخله أيه أصلا.
ـ أم سامي متوترة محاولة التماسك وهي تعلم بأنها تخطت الحدود مع من هي ليست ند لها فهي اعتادت الاستقواء على الضعفاء: أزاي يعني مش جوز أختها وراجل البيت.
ـ شوق حازمة وهي ترمقها بنظرة حارقة: لا يا حبيبتي سامي ابنك يا دوب خاطب وكمان خاطب أختها الصغيرة يعني ملوش كلمة عليها، أنا ابني الدكتور جاي يحط أيده في أيد الباشمهندس جوز أختها الكبيرة وولاد عم أبوها، [مستهزئة] يعني مكنش في لازمة تتعبي نفسك أنت وهو خصوصا أن الفاتحة على الضيق للأهل وبس، بس أديكي منورانا، [وهي ترفع السلسة بيدها] تعالي يا مرات ابني البسك هديتك.
لتفاجأ بندى ترتمي بحضنها بحب، فشددت من حضنها وهي تدعو لسلمى التي أنارت بصيرتها لما فيه الخير.
****************************
في منزل سيف بالبلدة
ـ سيف سعيدامقبلا يد والدته: ربنا يخليكي لي يا ست الناس، ربنا يكرمك ويجبر بخاطرك.
ـ شوق فرحة بسعادة وحيدها: ربنا يسعد قلبك ويتم لك على خير.
قبل رأسها بحب ليدندن بأغنية مرحة وهو يتجه غرفته بسعادة، تتبعه دعوات والدته له بالسعادة والتوفيق، حتى دخل غرفته، لتتمتم بدعاء التحصين تخشى على فرحته من أعين الحاسدين، لتقطع دعاءها وهي تلاحظ تلك النظرات الغريبة التي ترمقها بها ابنتها.
ـ شوق حائرة لحال ابنتها: أنت بتبوصي لي كده ليه.
ـ حنان وهي تتطلع لوالدتها ذاهلة: بصراحة مش فاهماكي.
ـ شوق باستنكار: ليه يعني عملت أيه غريب، ابني وفرحانة له.
ـ حنان متعجبة: لا بس مش عارفة أيه الحنية اللي نزلت عليكي فاجأة دي
ـ شوق منفعلة: ليه وأنا كنت جاحدة قبل كده يا متربية.
ـ حنان معتذرة وهي تقترب لتجلس بجانبها مسترضية: لا والله ما قصدي، ده أنت الحنية كلها، ورغم أنك مقولتليش لكن أنا عارفة أنك من ضمن الناس إلي دفعوا عشان خالتي نادية تخرج، بس أنا مستغربة الفرحة دي كلها، ده أنت مكنتيش بتطيقي سيرتها.
ـ شوق نادمة على تعنتها السابق: صح ومش بس كده أنا كمان كنت مستكترة ابني عليها، حتى لو هاتقدر تجهز، بس بصراحة بعد كلام سلمى أنا قلقت وخوفت عندي يضيع ابني مني، فقلت اللي يجيلك بالغصب خده بالرضا، وأني لو خدت البنت تحت جناحي من الأول هتبقى طوع، وماتكسرش لي كلمة.
ـ حنان ذاهلة: يعني أنت لسه مش مرحبة بالجوازة دي.
ـ شوق متلعثمة بحرج من سوء نيتها السابقة: بصراحة في الأول أه، وكنت رايحة راسمة الابتسامة على وشي وخلاص، بس لما العقربة أم سامي كسرت بخاطرها هي ونادية، وشوفت الكسرة في عينهم، وأنهم مقدروش يردوا عليها، كايدتها وقلعت السلسلة عشان اوقفها عند حدها، [بعطف وهي تتمنى أن يقبل الله منها تعديل نيتها ويعاملها بها] بس لما ندى رمت نفسها بحضني، قلبي انقهر عشانها، وسألت نفسي هو أنا جهازها يفرق معي في أيه، في الأول والأخر حلو ولا وحش أهو ليها، وكده كده سيف مش هيخلي بيته محتاج حاجة.
****************************
بمنزل سليم
تجلس سلمى بصحبة نهى أمام التلفاز بانتباه، يتابعون لقاء سليم على إحدى القنوات التليفزيونية.
ـ المحاور مبتسما: حقيقي حضرتك نموذج حي للإرادة، ومثل يحتذى به للشباب.
ـ سليم محرجا: الحقيقة أني للأسف لفترة قريبة كنت عكس كده تماما، استسلمت لليأس ومقدرتش اتكيف مع اصابتي، واعتزلت الحياة تماما، للأسف كنت شايف أني حياتي انتهت خاصة وكل الدكاترة أجمعوا أن وضعي دايم [لترتسم ابتسامة سعيدة على وجهه لمرورها على خياله قبل لسانه] لحد ما سلمى مراتي دخلت حياتي وكان لها الفضل في التغيير اللي حصلي، وأني أفهم أن اللي حصلي مش نهاية العالم، وأن ممكن أعيش واشتغل رغم حالتي.
ـ المحاور مداعبا: افهم من كده أنك من المؤمنين بمقولة {وراء كل عظيم أمراءة}، وأن مدام سلمى شريكتك في كل النجاح اللي وصلت له.
ـ سليم بتقدير منتشيا بتكاملهما المثالي: لا سلمى مش شريكتي في نجاحي، سلمى هي صاحبة النجاح ده، هي اللي أنشأت صفحة {أعرف بلدك}، المشروع كان أصلا فكرتها وأنا ساعدتها بخطوات التنفيذ بما أنه في مجال شغلي.
ـ المحاور مبتسما: طيب ليه اعتذرت أنها تشاركنا الحلقة.
ـ سليم بدبلوماسية فبالطبع ظهورها حاليا بهذه العلنية يعني تنبيه أسرة ابنها واخفاءه: ظروف خاصة.
ـ المحاور مشاكسا: أيه بتغير عليها؟
ـ سليم ضاحكا وقد اعترف لنفسه بأن ذلك سبب أخر لرفضه ظهورها اعلاميا: جدا.
اغلق التلفاز فاجأة بعد أن ضغطت سلمى على المتحكم بغيظ. ـ نهى معترضة: ليه بس كده يا سلمى كنا بنتفرج.
ـ سلمى منفعلة وقد انفجر قلبها بحكم غيرتها تفور بشرايينها: باموت يا نهى باموت.
ـ نهى مشفقة على صديقتها التي تبدل حالها منذ عودتها من تلك الرحلة المشئومة: ليه بس يا حبيبتي، مش قولنا نشيل الوسواس ده من دماغنا.
ـ سلمى مقهورة وقد انفجرت بالبكاء: حاولت والله بس مش قادرة، كل تصرفاته بتقول أن شكوكي بمحلها.
ـ نهى مستنكرة محاولة احتواء ثورتها: لا طبعا يا بنتي ده مفيش حلقة طلع فيها، إلا لما قال فيكي شعر.
ـ سلمى بحنق: بينيمني عشان ماحسش باللي بيعمله، يا بنتي باقولك كل حركاته مريبة، طول الوقت بيتوشوش في التليفون، وأول ما أدخل يسكت، ده غير سجل مكالمات اللي بيتمسح أول بأول.
ـ نهى مستاءة للاستسلام صديقتها للظنون: أنت مصدقة نفسك، سليم لايمكن يخونك، أنت بنفسك حكتيلي قد أيه هو ضغط على نفسه، واتصرف ضد طبيعته عشان يساعدك.
ـ سلمى بغيرة متذكرة طلب هدير وابتسامته لها: وهو دلوقتي بيعمل عشان الهانم اللي عمره ما كان ممكن يعمله، عشان يبقى مشهور وترضى عنه.
ـ نهى بتعقل: طيب ما تحاولي تصراحيه وتعرفي أيه اللي في دماغه بالظبط.
ـ سلمى بشك وقد كفت عن البكاء فاجأة: وتفتكري هيقول لي.
****************
ياترى شكوك سلمى في محلها ولا لا، وممكن رده عليها يكون أيه، حد فيكم قابل ست زي أم سامي في الحقيقة.
****************
الحلقة الخامسة عشر من هنا
الحلقة الخامسة عشر من هنا