أحببناها مـريـمـيـه { ٨ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
تناولا طعامهما وقام جود بعمل الشاي من أجلهما وجلس بجانب أخيه وقام بتشغيل اللابتوب الخاص به ..
مروان بابتسامه : لنبحث عن زوجة اخي الغالي .
جود بضحكه : اهدي يابني .. انت جوزتني خلاص !
مروان : مستعجل يا عم يوه .
ضحكا بخفه .. ثم نظر جود للحاسوب كي يأتي بإميل مريم ويُريه لمروان ...
صدح صوت هاتف جود ليجيب بابتسامه : حبيبي .
اسلام بضحكه : لا لا بتكسف .
ضحك كلاهما ثم تحدث اسلام : ها .. مروان اخباره اي؟
جود : زي الفل الحمد لله .. خد كلمه اهو .
أعطي الهاتف لأخيه الذي اجاب بترحاب : ازيك يا اسلام .. ليك وحشه والله .
اسلام : انا الحمد لله ياغالي .. طمني عنك وعن صحتك .
مروان : عال العال الحمد لله .. تسلم بجد وتسلم ايد الوالده علي الأكل الجميل ده .. بجد مش عارف اقولك اي .
اسلام : عيب يامروان .. حمد الله علي سلامتك .
مروان بابتسامه : لنبحث عن زوجة اخي الغالي .
جود بضحكه : اهدي يابني .. انت جوزتني خلاص !
مروان : مستعجل يا عم يوه .
ضحكا بخفه .. ثم نظر جود للحاسوب كي يأتي بإميل مريم ويُريه لمروان ...
صدح صوت هاتف جود ليجيب بابتسامه : حبيبي .
اسلام بضحكه : لا لا بتكسف .
ضحك كلاهما ثم تحدث اسلام : ها .. مروان اخباره اي؟
جود : زي الفل الحمد لله .. خد كلمه اهو .
أعطي الهاتف لأخيه الذي اجاب بترحاب : ازيك يا اسلام .. ليك وحشه والله .
اسلام : انا الحمد لله ياغالي .. طمني عنك وعن صحتك .
مروان : عال العال الحمد لله .. تسلم بجد وتسلم ايد الوالده علي الأكل الجميل ده .. بجد مش عارف اقولك اي .
اسلام : عيب يامروان .. حمد الله علي سلامتك .
مروان : تسلم يارب .
اسلام : جود لسا جنبك ؟
مروان : ايوه هنا اهو معاك .
امسك جود بالهاتف : ها .
اسلام : بقولك لو ينفع ترجع الشركه نص ساعه بس عشان في ورق مهم ولازم توقيعك ضروري .
جود : ميستناش لبكره !
اسلام : للأسف لأ خالص .
جود : طب خلاص هروح ان شاء الله دلوقتي .
اسلام : موفق يارب .. يلا في امان الله .
اغلق جود الهاتف وتحدث الي مروان : عندي ورق ضروري لازمه توقيع الليله .. ارتاح انت شويه وانا ان شاء الله أقل من ساعتين وراجع . ماشي ؟
مروان : ماشي يا كبير .
جود وهو يتحرك : نبقي نشوف الموضوع بتاعنا بكره ولا في اي وقت تاني ان شاء الله .
مروان : ولا يكونلك فكره .. وخلي بالك من نفسك .
جود : كله علي الله .. في حفظ الله .
مروان : في رعايته يارب .
خرج جود متجهًا للشركه .. في حين تنهد مروان وهو يُعيد جسده للخلف كي يستند الي ظهر الأريكه الجالس عليها .. ولكن لفت انتباهه صفحة جود الشخصيه المفتوحه أمامه علي الـ Search .. دق قلبه بعنف وشعر بغصة في حلقه وهو يجد إسمها يحتل تلك القائمه .. انها هي نفسها .. انها مريم نفسها .
أنزل مروان شاشة اللابتوب وهو يغمض عينيه بقوه شاعرًا بنبضاته تتسارع ودموعه تتجمع لتتدفق سريعًا الي وجنتيه .. رفع شاشة اللابتوب مجددًا وأخذ ينظر لهذا الإسم مطولًا وكأنه يلومه .. لماذا ؟؟.. لماذا هي نفسها ؟.. هل انتهت فتيات الكون ليقع هو وأخيه في حب نفس الفتاه ؟؟.. ابتلع غصته وبداخله بصيص من الأمل بألا تكون هي نفسها .. وقد وافاه أمله بسبب إسمها الذي يتوافق مع إسم إسلام .. في حين أخبره جود بأنه لا يعلم من تكون .. بالتأكيد سيلاحظ كونها أخت إسلام من إسم العائله .. تنهد بقوه وتحرك تجاه دور المياه واضعًا رأسه أسفل الصنبور .. ثم اعتدل وجفف وجهه ورأسه ودلف لغرفته مُلقيًا بجسده فوق الفراش وهو يدعو الله من كل قلبه ألا تكون هي نفسها .
بينما أنهي جود عمله ثم عاد للمنزل ليجد أخاه ذاهبًا في سبات عميق .. اقترب منه وطبع قبله فوق رأسه وكأنه ابنه ثم ربت علي كتفه وغادر الغرفه ليفتح مروان عينيه التي خانته مجددًا وتساقطت عبراته في ألم .. يود الصراخ بكل ما أوتي من قوه .. يشعر بحمل ثقيل يعتلي كتفيه .. دفن رأسه في وسادته وبقي علي حاله حتي غلبه النعاس فاستسلم للموت المؤقت عله يستيقظ فيجد ما رآه حلمًا لا أكثر .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
ارتدت تلك الجيبه السوداء للتي يعلوها تيشرت بينك فاتح تتداخل به نقوش كحليه مع خمارها الكحلي وحقيبتها السوداء .. خرجت من غرفتها وهي تدندن بأنشودة " سلمت قلبي يارب " .. قبلت يد والدتها ثم خرجت مع اسلام ينتظران اروي التي وصلت اليهما بعد وقت قصير .. ذهب بهما حيث الجامعه ثم غادر الي الشركه ..
دلفت الفتاتان كعادتهما بتلك الابتسامه الرقيقه وذهبتا تجاه السكاشن .. فهذا يوم سكاشن لا محاضرات ..
خرجت مريم بين السكاشن لتحضر بعض المياه .. وفي طريق عودتها رأت ذاك الشاب الجالس في ممرات السكاشن واضعًا رأسه بين يديه .. وما لبث أن رفع رأسه للأعلي وبدا وجهه أحمر وكأنه يصارع شيئًا ما .. أغمض عينيه بقوه مستنشقًا الهواء بهدوء .. لتقع عيناه عليها وهي تقف مكانها تنظر اليه .. حرك عينيه سريعًا عنها .. لكنها اقتربت منه ومدت يدها له بزجاجه المياه : اا .. اتفضل .
رفع رأسه لها ثم نظر للزجاجه بيدها في تساؤل .
مريم بهدوء : اا .. حضرتك باين عليك تعبان .. فـ اشرب شوية ميه .. لعل وعسي ترتاح شويه .
ابتسم لها بهدوء ثم أخذ منها الزجاجه .. فتحها بتروي ثم ارتشف أكثر من نصفها .. وبعدها تنهد بقوه .. فشعرت بمدي ألمه .. هناك شئ يخنقه .. يودي به الي الهاويه .. تمنت بداخلها لو كان بإمكانها مساعدته ولو بأن يتحدث معها عما يعتلي صدره فقط ..
معاذ بصوت خفيض : مكنتش واخد بالي اني عطشان اوي كده .
مريم بهدوء : ولا يهمك .. اا .. حضرتك كويس ؟
نظر لها معاذ بعينين تلتمع دموعًا ثم أشاح بنظره بعيدًا وهو يتمتم بخفوت : كسؤال عابر فـ أه كويس الحمد لله .
مريم : حضرتك ملكش أصدقاء هنا ؟
معاذ : لا .. انا لسا منقول جديد السنه دي .
مريم : طيب انا لازم استأذن .. و .. ممكن تقعد في المسجد وتشكي وجعك لربنا .. هو أحن علينا مننا .
معاذ : ونعم بالله .
خرجت مريم بين السكاشن لتحضر بعض المياه .. وفي طريق عودتها رأت ذاك الشاب الجالس في ممرات السكاشن واضعًا رأسه بين يديه .. وما لبث أن رفع رأسه للأعلي وبدا وجهه أحمر وكأنه يصارع شيئًا ما .. أغمض عينيه بقوه مستنشقًا الهواء بهدوء .. لتقع عيناه عليها وهي تقف مكانها تنظر اليه .. حرك عينيه سريعًا عنها .. لكنها اقتربت منه ومدت يدها له بزجاجه المياه : اا .. اتفضل .
رفع رأسه لها ثم نظر للزجاجه بيدها في تساؤل .
مريم بهدوء : اا .. حضرتك باين عليك تعبان .. فـ اشرب شوية ميه .. لعل وعسي ترتاح شويه .
ابتسم لها بهدوء ثم أخذ منها الزجاجه .. فتحها بتروي ثم ارتشف أكثر من نصفها .. وبعدها تنهد بقوه .. فشعرت بمدي ألمه .. هناك شئ يخنقه .. يودي به الي الهاويه .. تمنت بداخلها لو كان بإمكانها مساعدته ولو بأن يتحدث معها عما يعتلي صدره فقط ..
معاذ بصوت خفيض : مكنتش واخد بالي اني عطشان اوي كده .
مريم بهدوء : ولا يهمك .. اا .. حضرتك كويس ؟
نظر لها معاذ بعينين تلتمع دموعًا ثم أشاح بنظره بعيدًا وهو يتمتم بخفوت : كسؤال عابر فـ أه كويس الحمد لله .
مريم : حضرتك ملكش أصدقاء هنا ؟
معاذ : لا .. انا لسا منقول جديد السنه دي .
مريم : طيب انا لازم استأذن .. و .. ممكن تقعد في المسجد وتشكي وجعك لربنا .. هو أحن علينا مننا .
معاذ : ونعم بالله .
وقف بهدوء واقترب منها خطوتين وأعطاها زجاجة المياه وهو يتمتم : شكرًا .
مريم بابتسامه ودوده : لا شكر علي واجب .. وربنا يخفف عنك .
أخذت الزجاجه وتحركت سريعًا تجاه السيكشن .. وقصت علي اروي ما حدث ..
بينما ابتسم معاذ في خبث ونظر تجاه سالي التي رفعت إصبع الإبهام دلاله علي نجاح خطتهما معًا .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
دلف لمنزله بإرهاق .. ألقي السلام علي أُسرته ثم دلف لغرفته ليبدل ثيابه .. وبعد بعض الوقت طُرق باب الغرفه لتطل مريم برأسها مبتسمه : ادخل ولا هتكلم رورو؟
اسلام : ولو هكلمها برضو ادخلي .
دلفت مريم ثم جلست بجانبه بهدوء : عامل اي؟
اسلام رافعًا احدي حاجبيه : الحمد لله .
مريم : وشغلك ؟
اسلام م مُجاريًا اياها : الحمد لله برضو .
مريم : اممم .. واروي ؟
اسلام : الحمد لله .. كل حاجه بفضل ربنا تمام .. انتي بقا ؟
مريم : انا اي ؟
اسلام : انتي عندك كتير عايزه تقوليه .. وانا اهو سامعك .
مريم بتنهيده : هقولك ...
بدأت تقص عليه ما حدث معها منذ أن رأت تلك الـ سالي وبالتتالي حتي صباح اليوم حينما وقفت مع ذاك الشاب .
اسلام بتنهيده : انتي غلطتي يا مريم .. انتي مش هتكوني أحن عليه من ربنا .. وكمان مينفعش ابدا تحت أي مسمي من المسميات انك تقفي معاه .. لو هو كان طلب منك الميه وانتي معديه .. كنتي تديهاله .. وتديهاله خالص كمان وتمشي .
مريم بتأنيب ضمير : عارفه .. عارفه اني غلطت .. وعشان كده جيت أقولك اهو .. اعمل اي ؟
اسلام بتنهيده : مفيش حاجه هتعمليها غير الاستغفار وانك تنسي اللي حصل تمامًا .. وان شفتيه في اي مكان متختلطيش بيه خالص .. وده ينطبق علي الجميع مش علي الشاب ده بس .. هو اسمه اي ؟
مريم : مش عارفه .. ومعرفش عنه اي حاجه خالص غير الكام موقف اللي حصل ده بس .
اسلام : واجتنبوا الشبهات .. ان حسيتي بالغلط وانتي بتعملي اي حاجه في الدنيا يبقي ابعدي عنه فورًا وبدون تردد .. واللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد .. فهماني ؟
مريم بابتسامه : فهماك ياحبيبي .. ربنا يخليك ليا يارب .
اسلام : ويحميكي ليا يا روميه .. يلا بقا .. هويني هرش ميه .
مريم : بتوزعني هاا .
اسلام : ولو هكلمها برضو ادخلي .
دلفت مريم ثم جلست بجانبه بهدوء : عامل اي؟
اسلام رافعًا احدي حاجبيه : الحمد لله .
مريم : وشغلك ؟
اسلام م مُجاريًا اياها : الحمد لله برضو .
مريم : اممم .. واروي ؟
اسلام : الحمد لله .. كل حاجه بفضل ربنا تمام .. انتي بقا ؟
مريم : انا اي ؟
اسلام : انتي عندك كتير عايزه تقوليه .. وانا اهو سامعك .
مريم بتنهيده : هقولك ...
بدأت تقص عليه ما حدث معها منذ أن رأت تلك الـ سالي وبالتتالي حتي صباح اليوم حينما وقفت مع ذاك الشاب .
اسلام بتنهيده : انتي غلطتي يا مريم .. انتي مش هتكوني أحن عليه من ربنا .. وكمان مينفعش ابدا تحت أي مسمي من المسميات انك تقفي معاه .. لو هو كان طلب منك الميه وانتي معديه .. كنتي تديهاله .. وتديهاله خالص كمان وتمشي .
مريم بتأنيب ضمير : عارفه .. عارفه اني غلطت .. وعشان كده جيت أقولك اهو .. اعمل اي ؟
اسلام بتنهيده : مفيش حاجه هتعمليها غير الاستغفار وانك تنسي اللي حصل تمامًا .. وان شفتيه في اي مكان متختلطيش بيه خالص .. وده ينطبق علي الجميع مش علي الشاب ده بس .. هو اسمه اي ؟
مريم : مش عارفه .. ومعرفش عنه اي حاجه خالص غير الكام موقف اللي حصل ده بس .
اسلام : واجتنبوا الشبهات .. ان حسيتي بالغلط وانتي بتعملي اي حاجه في الدنيا يبقي ابعدي عنه فورًا وبدون تردد .. واللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد .. فهماني ؟
مريم بابتسامه : فهماك ياحبيبي .. ربنا يخليك ليا يارب .
اسلام : ويحميكي ليا يا روميه .. يلا بقا .. هويني هرش ميه .
مريم : بتوزعني هاا .
اسلام بضحكه : بالظبط كده .. يلا يا ماما عايز اتطمن علي مراتي .
مريم : ماشي ا عم .. مقبوله منك .. تصبح علي جنه يارب .
اسلام : اموت يعني ؟
مريم بكشره : جنه هنا كنايه ياجاهل .
اسلام : كنايه عن اي بقا يا ام العُرِّيف ؟
مريم : عن الحاجه الحلوه .. يعني مثلا تصحي علي صوت اروي .. تصحي علي ايد ماما .. تصحي علي عيوني .
اسلام بضحكه : لا لا انتي قلتي جنه يعني حاجه حلوه وتفرح القلب .. مش حاجه تخض وتقطع الخلف .
مريم بعيون متسعه : انا !!!
اسلام : بهاااااازر .
مريم وهي تلقي الوساده عليه : طب كلمها .. كلمها يا خويا .. انا غلطانه اساسًا .
خرجت تحت ضحكاته .. ولكنه تحدث قبل ان تغلق الباب : تصبحي علي فرحه .
اغلقت الباب وهي تبتسم متمتمه في نفسها : انا وانت ياقلب اختك يارب .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان صباح مفعم بالاحداث المنتظره ..
ذهبت الفتاتان للجامعه .. ولكن هناك شئ ما غريب يحدث .. نظرات غريبه موجهه لمريم لا تعلم سببها .. ليس واحد او اثنان .. بل جميع من تمر بهم يلتفتون اليها بنظره لم تفهم معناها ..
مريم بصوت منخفض : هو في اي؟
اروي : مش عارفه .. هما بيبصولنا كده ليه صحيح ؟
مريم : الله اعلم .
ولم تكد تتحرك خطوه أخري حتي ظهرت لها سالي من حيث لا تدري ..
سالي بنبره ساخره : اهلا اهلا .. يابنتي احنا كنا قربنا نصدق انك شيخه وملكيش في جو المياصه والسرمحه مع الشباب .
مريم بعيون حمراء من الغضب : انتي بتقولي اي يا بني آدمه انتي ؟!!
سالي ولا تزال ابتسامتها الساخره فوق محياها : اي ده معقوله ملاحظتيش نظرات كل اللي حواليكي ولا اي يا قطه ؟.. دا انتي صورك ماليه الجامعه .
ذهبت الفتاتان للجامعه .. ولكن هناك شئ ما غريب يحدث .. نظرات غريبه موجهه لمريم لا تعلم سببها .. ليس واحد او اثنان .. بل جميع من تمر بهم يلتفتون اليها بنظره لم تفهم معناها ..
مريم بصوت منخفض : هو في اي؟
اروي : مش عارفه .. هما بيبصولنا كده ليه صحيح ؟
مريم : الله اعلم .
ولم تكد تتحرك خطوه أخري حتي ظهرت لها سالي من حيث لا تدري ..
سالي بنبره ساخره : اهلا اهلا .. يابنتي احنا كنا قربنا نصدق انك شيخه وملكيش في جو المياصه والسرمحه مع الشباب .
مريم بعيون حمراء من الغضب : انتي بتقولي اي يا بني آدمه انتي ؟!!
سالي ولا تزال ابتسامتها الساخره فوق محياها : اي ده معقوله ملاحظتيش نظرات كل اللي حواليكي ولا اي يا قطه ؟.. دا انتي صورك ماليه الجامعه .
مريم بعدم فهم : صـ صور اي ؟.. انتي بتتكلمي عن اي ؟
لم تكد تُنهي جملتها حتي رأت ذاك الشاب قادمًا تجاههم .. لكن لا تعلم لمَ شعرت بكونه مختلف .. ملابسه .. تسريحة شعره .. نظراته .. وحتي .. حتي مشيته مختلفه ..
اقترب معاذ ووقف بجانب مريم وهو يتحدث اليها بصوت عالي نسبيًا : ازيك يا قمر وحشتيني .
مريم بصدمه وهي تبتعد للخلف : اي يامتخلف اللي بتقوله ده ؟
معاذ : لاااه .. ايه يا مريم الطريقه دي .. ازعل منك والله وانا زعلي وحش .
نظرت مريم حولها بتيه لا تعلم ماذا يحدث .. ومن هذا ؟.. وماذا تقصد سالي ؟.. ولمَ ينظر لها الجميع بهذه الطريقه .
اروي بحده وهي تتحدث الي معاذ : حدودك متتخطهاش والا انت حر .. فاهم ؟.. وانتي يا بتاعه انتي .. خدي ابتسامتك الغبيه وامشي من طريقنا .. واوعي تفتكري انك بكلمتين هتهزي فينا شعره واحده .. لا فوقي كده لنفسك .. انتي مش اكتر من بنـ ...
ضغطت مريم علي يد أروي كي لا تتحدث بما لا يُرضي الله .
اروي : اوعي يا مريم سيبيني عليها .. هي فاكره نفسها اي !.. دي ولا تسوي !
سالي بضحكه عاليه : وصحبتك اللي تسوي ؟!!.. طب بس بلاش ثوب العفه والطهاره اللي ماشيين بيه ده .. لحسن مبقاش لايق عليكوا بعد صور الهانم اللي منتشره علي تليفونات كل اللي في الجامعه .. ولا اي يا معاذ ؟.. واتفضلي شوفي بنفسك لو مش مصدقه .
أدارت سالي هاتفها لتواجه به مريم التي تنظر للشاشه بصدمه .. انها أكثر من صوره تجمعها مع معاذ هذا .. تتذكر ذاك الموقف في الصوره .. كان حينما اصطدمت به اول مره واعتذر وأخذ يستغفر حاملًا المصحف الذي سقط من يده .. وتتذكر كذلك هذا الموقف في تلك الصوره .. حينما كان يتحدث في الهاتف مع والدته تقريبًا وكانت تقف هي وأروي علي الدرج .. وآخر موقف حدث حينما ذهبت وأعطته المياه .. لقد ظهر في الصوره مادًا يده خلفها وكأن يده موضوعه خلف ظهرها .. يا إلهِ !!! ألهذه الدرجه وصلت الوقاحه بهما !!
قاطعت سالي أفكارها وهي تتابع في تهكم : وبعدين ماشاء الله عليكي .. لما بصيتي بصيتي لفوق اوي .. وحاولتي مع معاذ اللي اساسًا مبيبصش لأمثالك من البنات الرخيصه .. وآخرهم معاه خروجه وكام صوره .
كانت مريم تستمع لكل ما يحدث حولها بتيه .. جميع الأصوات أصبحت صدي بداخل أذنها .. لا تفقه شئ مما يُقال .. ولا تعلم ما الذي يحدث لها .. ومن هذا الشاب ؟.. وكيف التقط هذه الصور بطريقه تجعلها حقًا مُذنبه وترتكب الأخطاء ؟..
لكنها تذكرت قول إسلام لها بالأمس " اللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد " .. دفعة قوه اجتاحت جسدها لتقف أمام سالي ومعاذ ناظره لهما بحده وهي تتمتم : إنتوا الاتنين شبه بعض اساسًا .. ربنا يهدينا ويهديكم ..
وجهت حديثها لمعاذ : حضرتك مش عارفه اوصفك بإيه حقيقي .. أنا شفتك وشك أحمر وكإنك بتعيط وعملت خير واديتك إزازة الميه عشان تشرب وتهدي .. بس انا اللي غلطانه عشان مش أي حد يتعمل معاه خير .. أنا للحظه شفتك إنسان كويس وعارف ربنا متخيلتش ابدًا انك بالوقاحه دي .. يا أخي دا انا عملت عليك وعلي تعبك وفكرتك إنسان بجد .. لكن للأسف حتي الألقاب السيئه كش هتوصفك ..
التفتت الي سالي وهي تتابع : أما حضرتك بقا فـ الصور اللي عندك دي يا آنسه انتي بلُّيها واشربي ميتها ومتنسيش نصيب معاذ ده منها .. انا معملتش حاجه غلط اخاف ولا اتداري منها .. انا عارفه نفسي وقيمة نفسي واي الصح واي الغلط اللي عملته ... الدور والباقي علي اللي بيلقح بالكلام عشان معندوش الجرأه يقف ويواجهني .. وان كان موقفك معانا بتاع يوم الينسون مأثر فيكي اوي كده .. فأحب أقولك ان الشامتين ليهم عذاب عظيم عند ربنا ولا مسمعتيش قول : " وقل للشامتين صبرًا إن مصائب الدنيا تدور " .. فياريت قبل ما تشمتي وكمان تفتري تتحققي من صحة اللي معاكي وفي إيدك .. كلامي معاكي لحد هنا خلص .. وياريت المره الجايه اللي هتحاولي تئذيني فيها قولًا أو فعلًا عشان تردي كرامتك اللي تدهورت دلوقتي .. عرفيني بس قبلها عشان أعمل حسابي وابقي بارده ومردش عليكي .. لإني معنديش استعداد ادخل كل مره معاكي في جدال هينتهي ببعترة كرامتك بالشكل ده ..
يلا يا أروي .
قالت آخر كلماتها وهي تأخذ صديقتها من يدها وغادرتا المكان .. تاركين خلفهم أصنامًا ينظرون في أثرها بفاه مفغور وعيون متسعه غير قادرين علي الحديث .. ولم يُنكر معاذ بأنه نظر لها نظرة مختلفه بحق .. وندم علي ما فعله معها .. ولكن هل أصبح بلا كرامه الي هذه الدرجه لكي تسوقه سالي .. لكي يخطط من أجل تدمير سمعة فتاة بهذه الأخلاق فقط من أجل سالي ؟.. أين كان عقله وهو يقول لها حسنًا !..
سالي وهي تنظر تجاهه : انت مردتش عليها ليه ها ؟.. سيبتها تقل بكرامتنا ليه ها ؟
معاذ وهو ينظر لها باستهزاء : وانتي مكنش عندك لسان تردي ؟
سالي بغيظ : استنيتك تردلي وترد لنفسك اعتبارنا وكرامتنا .. لكن انت سيبتها تمشي بكل سهوله .
معاذ : واللي احنا عملناه فيها مكنش شويه . احنا كنا بنسعي عشان ندهور سمعتها .. ولا نسيتي لما اتصلتي بيا وقلتيلي في واحده بهدلتك وعايزه حقك منها بإنك تمشيها في الجامعه بزفه .. نسيتي لما قلتلك انا مش هنزل من اميريكا غير علي رابعه وقلتي مش مهم لو بعد مية سنه هنفضحها .. نسيتي اللي خططناله عشان اخبط فيها وانتي تصوري من بعيد اكتر من لقطه تبين اننا مع بعض ولا لما خططنا اني ابين نفسي تعبان اوي وهي رايحه علي السكشن وانتي عارفه انها عشان قلبها طيب وبتتعامل بحسن نيه قلتي مش هتمشي وتسيبك وهي شيفاك تعبان .. ولما جت لحد عندي عشان تعمل خير قمتي صورتينا .. ولا نسيتي انك صورتينا علي السلم لما انا وقفت وعملت اني بكلم امي واهديها عشان تصورينا برضو وتبيني ان انا وهي بنتقابل .. ونسيتي كمان ان انتي اللي نشرتي كل الصور دي في الجامعه علشان تدمري سمعتها وتطلعيها شمال زيك .. بس برضو عشان أخلاقها عاليه وتربيتها كويسه نسفت كرامتك ومسحت بيها الارض وبكل زوق كمان من غير ما تقول كلمه واحده خارجه او لفظ مش كويس .. دي حتي سكتت صحبتها لما حست انها هتقول كلمه مش كويسه عشان صحبتها متغلطش .. فوقي لنفسك انا مبخدش منك اوامر ومليش دعوه بيكي من النهارده .. ولو صدف وشفتك في مكان انا فيه مش هيحصلك كويس ابدا .. سامعه ؟
القي آخر كلماته وغادر المكان بأكمله .. في حين تنظر هي في أثره بصدمه .. وقد انتبهت لتلك الهمهمات حولها ولاحظت أخيرًا بأن معاذ كان يتحدث بصوت عالي جدًا والجميع قد استمع لكل ما قاله .. وتلك الهمهمات عليها الآن وهي من ستخرج من الجامعه بزفه كما كانت تقول وليست مريم .. ركضت من المكان بسرعه لتختفي عن الأنظار الموجهه لها بإتهام واشمئزاز وشماته ..
بينما جلست مريم في حديقة الجامعه ودخلت في نوبة بكاء شديده .. في حين اقتربت منها أروي واحتضنتها بقوه .. حتي هدأت مريم وجففت دموعها ..
أروي بهدوء : متعيطيش ياحبيبتي .. دول ميسووش ولا يستاهلوا انك تعيطي بسببهم ابدا .
مريم : تعرفي .. انا حاسه اني لو مرتمتش في حضن اسلام دلوقتي هيحصلي حاجه .
اروي بهدوء : ليه بس كده .. بعد الشر عنك .
مريم : انا لما روحت امبارح استنيته لما جه من شغله .. وقعدت وحكيتله كل حاجه .. قالي جمله أول ما افتكرتها جسمي سخن وجتلي قوه غريبه معرفش منين وازاي بصراحه .
اروي : اي هي ؟
مريم : قالي ان حسيتي بالغلط وانتي بتعملي اي حاجه في الدنيا يبقي ابعدي عنه فورًا وبدون تردد .. واللي مبيغلطش بيحط صابعه في عين التخين .. فطالما مغلطتيش ميهمكيش اي حد .
اروي بابتسامه : جوزي العثل بقا .
مريم وهي تضربها بخفه علي كتفها : لمي نفسك .
اروي بضحكه : يوه .. مش جوزي وبحبه .
مريم : حبتك القرود .. لمي نفسك يا به .
اروي : طب خلاص اهو هسكت .. بس بقولك اي .
مريم : قولي يا آخرة صبري قولي .
اروي : مش انتي عايزه تشوفي اسلام ؟
مريم بعدم فهم : اه .
اروي : النهارده معندناش غير محاضره وورشة عمل .. واحنا مبنفهمش حاجه في ورشة العمل والمحاضره اهي بدأت وراحت علينا .. ما تيجي نروحله شغله .
مريم بتفكير : والله فكره .. بس تفتكري مش هينفخنا ؟
اروي : علقه تفوت ولا حد يموت .
مريم بضحكه : علي رأيك .. قومي بينا .
وبالفعل ذهبت الفتاتان لمقر شركة السيوفي لرؤية إسلام .. وهما لا يعلمان تدابير القدر الذي يرتب الأحداث تباعًا .. ومريم تذهب الآن لمقابلة القدر الذي تجهله .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يجلس في غرفة مكتبه يراجع بعض التقارير المحاسبيه التي أتي بها إسلام منذ قليل .. طرقات علي الباب .. ثم يد مروان التي تحمل البسكوت امتدت أولا ومن ثم أدخل رأسه وهو يتمتم ببراءه مضحكه : ينفع اكل معاكوا بسكوت بالشاي عشان مش عارف اكل لوحدي ؟
ضحكوا علي فعلته .. فدلف وصافح اسلام واحتضنه بحراره .. ومن ثم طلب جود الشاي من اجلهم وعاد لعمله في حين بقي مروان واسلام يتحدثان عن أمور الجيش ..
لم يمر كثير من الوقت حتي طُرق الباب ودلفت ديما التي تحدثت الي اسلام في هدوء : في بنتين بره يا بشمحاسب وبيسألوا علي حضرتك .
اسلام وهو يشير الي نفسه : انا ؟
ديما : ايوه يا فندم .
جود : دخليهم يا ديما .
وبالفعل فتحت ديما الباب وأذنت لهما بالدلوف ..
ضحكوا علي فعلته .. فدلف وصافح اسلام واحتضنه بحراره .. ومن ثم طلب جود الشاي من اجلهم وعاد لعمله في حين بقي مروان واسلام يتحدثان عن أمور الجيش ..
لم يمر كثير من الوقت حتي طُرق الباب ودلفت ديما التي تحدثت الي اسلام في هدوء : في بنتين بره يا بشمحاسب وبيسألوا علي حضرتك .
اسلام وهو يشير الي نفسه : انا ؟
ديما : ايوه يا فندم .
جود : دخليهم يا ديما .
وبالفعل فتحت ديما الباب وأذنت لهما بالدلوف ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°