رواية احببناها مريميه الفصل السابع 7 بقلم دنيا آل شملول

رواية احببناها مريميه الفصل السابع بقلم دينا آل شملول 


كانتا تسيران وهما تضحكان معًا ومن دون سابق انذار اصطدمت مريم بإحداهن .. وقفت الفتاتان مقابل تلك الفتاة التي طالت النظره بينها وبين مريم .. لم تتزحزح الفتاه بعينيها عن مريم حتي ظنت أروي بأنها كانت تقصد الإصطدام بها .. لكن هذه الفتاة لا تبدو ملامحها غريبه عن اروي .. أين رأتها من قبل ؟!!
قطع حبل أفكارها صوت تلك الفتاة التي تبتسم بجانبيه وسخريه في صوتها : هو انتوا مبتبطلوش تخبطوا في الناس وانتوا ماشيين ولا اي ؟
مريم ببرود : سوري يا آنسه معيش شاي المرادي عشان أعوضك بيه بس ان شاء الله لو ربنا كتبلنا نتقابل مره تانيه هعزمك علي نعناع مغلي .. حلو اوي بجد لتهدئة الأعصاب .. وسوري احنا مضطرين نمشي برضو عشان عندنا محاضره .
أمسكت بيد أروي وتحركت دون أن تضيف او تستمع لاي كلمه أخري .. في حين بقيت الفتاه تنظر الي ظهر مريم بغيظ تام .. قاطعها يد ذاك الذي اقترب منها واضعًا يده حول كتفها وهو يتمتم : مش بطاله برضو .
سالي : بطاله ولا مش بطاله المهم اخد حقي منها .
معاذ بابتسامه : متقلقيش ياقمر خالص .. يلا اشوفك بعدين بقي .

غادر معاذ سريعًا ليلحق بمريم وهو يبتسم بجانبيه .. لقد اعجبته وسيدخل لها بطريقته الخاصه .
بينما عند أروي ومريم ..
أروي : مش دي اا ..
مريم : اه هي .. متشغليش بالك بيها .
أروي : هي طالعالنا في البخت ولا اي !
مريم بضحكه : شكلها كده .. المهم نشد بقا السنه دي عشان اسلام ميولعش فينا .. ده واحد جايب امتياز ومش هيقبل مننا أقل من امتياز زيه .
أروي : ربنا يستر ياختي .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

طرق بخفه علي باب المكتب قبل أن يدلف بابتسامته المرحه وهو يتمتم : جبتلك شويه بسكوت انما اي .. هتنفخ لو اتقفشت بيهم .
جود بضحكه : تتقفش من مين بس ؟
اسلام : اختي يا عم .. طلبت مني اجيبلها بسكوت امبارح عشان البسكوت بتاعها خلص وانا جبتلها وخدت منه شويه ليا انا وانت .
جود رافعًا حاجبيه : سرقه يعني !
اسلام : ايييي ياعم انت .. لا مش اوي كده يعني .
جود بضحكه : هي اختك بتحب البسكوت بالشاي هي كمان .
اسلام : مدمنه ياسيدي مش بتحبه بس .
جود : ماشاء الله .. ده شكله وباء ومنتشر .
ضحك كلاهما قبل أن يطلب جود الشاي وبدآ في تناوله مع الشاي ..
اسلام بهدوء : عملت اي في موضوعك؟
جود بتنهيده : ولا اي حاجه .. انا البنت معرفش عنها اي حاجه غير الاميل بتاعها .. وكمان انا فكرت في كلامك وفي كلام مروان .. وبصراحه عندكوا حق .. انا معرفش اخلاقها رغم احساسي بجمال اخلاقها من اللي بتكتبه وبتقوله .. بس برضو لازم يبقي الصح صح .. فـ أنا خدت القرار امبارح وبإذن الله أكون قده .
اسلام بابتسامه : واي هو قرارك ؟
جود : مش هدخل بروفايلها تاني .. وهبعد خالص لحد ما مروان يرجع بالسلامه وبعدها هدور عليها .. واللي فيه الخير ربنا يقدمه
اسلام : ان شاء الله ميكونش غير كل خير يا غالي .. واتأكد ان ده الصح .
جود : ربنا يربط علي قلوبنا .. قولي انت عامل اي في حياتك الجديده؟
اسلام : لا هي لسا مبقتش جديده .. هي بس طرأ عليها بعض التغيرات .. بس الجديده تبقي بعد سنه ان شاء الله .
جود : سنه !!!.. مش هتتجوز غير بعد سنه ؟.. ليه كل ده بس .

اسلام بهدوء : هي لسا في رابعه كليه .. فبأمر الله لما تخلص وتاخد شهادتها نتجوز .
جود : ربنا يقدملك الخير يا عم .
اسلام : واياك ياغالي .. يلا هقوم اروح مكتبي بقا .. هتعوز حاجه ؟
جود : سلامتك .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
انتهت المحاضره بسلام ..
مريم وهي تمسد معدتها : انا مشربتش غير لبن الصبح .. وجعانه اوي .
أروي : يلا ننزل نجيب فطار وميه عشان عطشانه .
تحركت الفتاتان تجاه الكافتريا وأحضرت كل منهما ساندويتش وكوب من الشاي وزجاجة مياه .. دلفتا للحديقه حيث مكانهما المفضل بجانب جذع الشجرة الضخمه .. وبدأتا في تناول طعامهما بهدوء ولم تنسَ مريم تشغيل هاتفها علي أنشوده جديده لأحمد بو خاطر ..
انهيتا فطورهما بهدوء ثم تحركتا الي المدرج من جديد .. وقبل أن تصلان الي الباب وجدت مريم من يقف علي سلم المدرج وهو يتحدث في هاتفه بفزع : لا حول ولا قوة الا بالله .. اهدي ياأمي عشان خاطري اهدي .. ربنا مسبب الاسباب ومبيعملش غير الخير .. لا حول ولا قوة الا بالله .. قولي بس ورايا .. قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. بس يا حبيبتي قومي بقا صلي ركعتين لله وادعيله ربنا يرجعه بالسلامه .. وانا ان شاء كريم هصلي العصر معاكي في البيت جماعه .. يلا ياحبيبتي لا اله الا الله .
اغلق هاتفه رافعًا رأسه للسماء وهو يغمض عينيه بقوه وأخذ زفيرًا طويلًا أخرجه ببطء مع تمتمته : الحمد لله رب العاملين .. الحمد لله رب العالمين .. اللهم لا ضرر يارب .
التفت بناظريه ليجد كل من مريم وأروي يقفان بجانب بعضهما علي الدرج وينظران تجاهه ..
رمش عدة مرات قبل ان يتحدث بهدوء : في حاجه ؟
مريم بسرعه حينما انتبهت للموقف : اا .. لـ لا ابدًا .. احنا كنا داخلين المحاضره .
التفت الشاب الي باب المدرج المغلق من خلفه ثم نظر لهما وهو يتمتم ناظرًا للأرض : الباب اتقفل .. انا اسف وقفتي عطلتكم عن المحاضره .

مريم سريعًا : لا مفيش حاجه .. ربنا يفك كربك .
انهت جملتها وهي تسحب أروي من يدها ثم نزلتا مجددًا الي الحديقه .
أروي بهدوء : صعب عليا اوي .. باين عليه محترم ومؤمن بالله اوي .
مريم : اه فعلًا .. ربنا يفك كربه يارب .
اروي بتنهيده : يارب .
بينما ابتسم الشاب بينه وبين نفسه بعد ذهابهما من أمامه وهو يتمتم : مش هتاخدي في ايدي غلوه يا مريومه .. ولسا الأيام جايه كتير .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
عادت مريم لمنزلها وأنهت طقوسها المعتاده واستعدت للنوم .. لكنها لا تعلم لمَ طرأ علي تفكيرها ذاك الشاب فجأه .. لقد كان يتحدث ويبدو عليه الفزع والخوف .. ومع ذلك كان يطمئن والدته بذكر الله .. أخذت تتذكر تفاصيل الموقف بتروي حتي ذهبت في سبات عميق ..
مر يوم واثنان وثلاثه والحال كما هو .. حتي أتي ذاك اليوم الذي بدأ به معاذ خطته كما يسميها ..
سالي بغضب : انت بتقول ايه !.. انا مش هعمل الهبل اللي بتقوله ده ابدا .
معاذ بهدوء : يابنتي افهمي متبقيش غبيه .. دي مجرد شكليات بس .. انا عايزها تثق فيا ياعبيطه وتبصلي بشكل معين .. فهمتي ولا افتح دماغك عشان تفهمي ؟
سالي وهي تنفخ بضجر : اووف اووف بقا .. طيب طيب .. بس عارف يامعاذ لو مخلتش رقبتها قد السمسمه هعمل فيك اي ؟
معاذ بضحكه : عيب يا سوسو .. انتي عرفاني .
سالي وهي تتحرك من امامه : اما نشوف .
بعد انتهاء المحاضره جلس متربصًا لخروج مريم وأروي حتي تحركتا بالفعل .. تحرك سريعًا وسار ببطء حتي أصبحت الفتاتان علي مقربة منه .. تحرك هو الآخر وهو ممسك بمصحف صغير بين يديه واصطدم بمريم التي تتحدث مع أروي ليقع المصحف أرضًا .. انتشله سريعًا وأخذ يقبله بلهفه وهو يتمتم : استغفر الله استغفر الله .
ثم رفع رأسه لمريم التي تضع يديها علي فمها لتمنع شهقتها .. وأنزل نظره سريعًا مجددًا واخذ يتمتم بهدوء : انا اسف بجد .. مكنتش أقصد .. سامحيني .
مريم بهدوء : قدر الله ما شاء فعل .

وقبل ان ينطق معاذ صدح صوت سالي بسخريه : عرض هايل .. دا انتوا بتتناوبوا بقا .
نظرت لها اروي في ضجر وهي تتحدث بنفاذ صبر من تلك الفتاه : قصدك اي ان شاء الله ؟
سالي باستفزاز : انتي تخبطي في البنات وهي تخبط في الولاد .. واضح انك متجوزه من الدبله اللي في إيدك .. فأكيد اللي متجوزاه ده اتجوزتيه بالطريقه اللي صحبتك ماشيه بيها هي كمان .. لا وعملالي فيها ست الشيخه المحاميه لصحبتها .
أروي وهي ترفع سبابتها في وجه سالي : قسما بالله كلمه زياده وهنسي المكان اللي احنا فيه .. احترمي نفسك بقا .. انتي مواركيش غيرنا يا بنتي .
معاذ موجهًا حديثه لسالي : الغلطه غلطتي يا آنسه .
سالي وهي تنظر له في ضجر : ما انا عارفه انت هتقولي .. ما هو ده اسلوبهم اساسا .. يخبطوا فيك بطريقه تخلي العيب عليك عشان ينشهروا هنا .
أروي وهي تتقدم منها ومريم تقف حائلًا لتمنعها : انتي تخطيتي حدودك اوي .. وانا مش هسمحلك .
معاذ بسرعه كي يخفف من حدة الأجواء : استعيذوا من الشيطان يا جماعه .. ربنا يهدينا ويهديكم .
انهي جملته وغادر المكان ..
نظرت لهما سالي بابتسامه ساخرة .. ثم تركتهما وغادرت المكان .
أروي بضيق : استغفر الله العظيم .. البت دي ابتلاء صدقيني .
مريم بابتسامه : ربنا يهديلها حالها .
اروي وهي ترفع حاجبها : اي سر الابتسامه دي ان شاء الله !
مريم وهي ترفع كتفيها علامة اللامبالاه : ولا حاجه .. بس الشاب ده عجبني اسلوبه وسلوكه وتصرفه بصراحه .
اروي وهي تدفعها للخروج : امشي يا جزمه قديمه قدامي .. قال عجبك موقفه قال .
ضحكت مريم بخفه ثم غادرتا كل لمنزلها ..
--*-----*----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

عاد اسلام من عمله باكرًا قليلًا وطلب من مريم ان تبدل ثيابها لتذهب معه من أجل أن يري أروي ..
وبالفعل ذهبا اليها بعد صلاة العشاء مباشرة ..
دلف اسلام وجلس في الصاله بينما دلفت مريم لغرفة أروي كي تخبرها بمجيئهما ..
أروي بفرحه : ثواني هلبس الاسدال واطلع علي طول .
مريم وهي تمسكها من يدها : تلبسي اي ياحبيبة امك ؟
اروي ببراءه : الاسدال .
مريم : ليه يا عنيا .. راحه تصلي ؟
اروي : لا بس عادي يعني .. انا بطلع ديمًا أشوفه بالاسدال .
مريم وهي تنظر لها بغيظ : هتطفشي الواد يا بعيده .. تعالي معايا .
ذهبت اروي معها تجاه خزانتها .. فتحتها مريم وبدأت تبحث بداخلها عن شئ مناسب لترتديه أروي .. اخرجت أخيرًا بنطال أبيض ينزل من الفخذ الي نهاية قدمها باتساع .. وفوقه تيشرت ابيض يتزين من الصدر للخصر بثلاث زهور من تباع الشمس .. وبأكمام تصل لما بعد الكوع بسنتيمترات قليله ..
أروي : اي اي اي ده اي ده .. لا لا مستحيل انا مش هطلع بلبس البيت قدامه .
مريم : بت انتي بقولك اي .. الواد متجوز بنت مش متجوز عم جعفر .. انجزي والا والله هطلع اخد اخويا وامشي .. انا مش عايزه الواد يتعقد ياختي .. الواد قاعد يحبك بقاله سنين ولامِمْ نفسه علي الآخر .. مش لما يكتب كتابه تطلعيله بالاسدال .. وانجزي بقا بدل ما انتي حره .
اروي : مريم عشان خاطري هتكسف بجد .
قاطعهما طرقات علي الباب دلفت بعدها والدة أروي : اي يابنات .. اي يا اروي .. جوزك بره مطلعتيلوش لي ؟ كده عيب .
مريم : تعالي ياطنط احضرينا .. بنتك بقولها تلبس الطقم ده ومش عاجبها بتقول هتكسف .. وعايزه تطلع بالاسدال .
والدة اروي : اروي ياحبيبتي اسلام بقا جوزك خلاص .. ومفهاش مشكله لو طلعتي ببجامة البيت كمان .
اروي : ياجماعه هتكسف .. انا عارفه انه عادي بس هتكسسسف .
مريم : طيب خليكي بقا كده .. سلام .
امسكت اروي بيدها : خلاص خلاص هلبسه هلبسه .
والدة اروي : هطلع العصير ومتتأخروش .. ميصحش ده قاعد من بدري .
مريم : متقلقيش ياطنط وراكي علي طول ان شاء الله ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يتحدث مع والدها في امور مختلفه حتي فُتح باب غرفتها لتخرج مريم أولا وهي تجفف العرق المصطنع عن جبينها وتظهر من بعدها أروي ..
فغر فاهه وتوسعت عيناه وهو يراها بهيئتها تلك .. بنطال أبيض ينزل باتساع جذاب ويعلوه تيشرت أبيض به زهور تباع الشمس الصفراء بعناقيدها الخضراء .. باكمام تأتي لما بعد الكوع بقليل .. ويتزين عنقها بذاك العقد الشبكي الأسود الذي أحضره لها هديه عندما استلم عمله .. كانت تعقد شعرها البني الذي يراه لأول مره كذيل حصان .. وكانت وجنتاها متورده .. ولا يعلم أهذا طبيعي أم أن تلك المشاكسه مريم قد وضعت لها مساحيق تجميل .. تتكحل عينيها بكحل أسود ابرز لون عينيها الزرقاوين المائله للرمادي حينما ينظر لها من بعيد .. كانت تفرك يديها بتوتر ولم ترفع عينيها عن الأرض بتاتًا حتي تحرك والدها وهو يربت علي ركبة إسلام : هنزل أنا يا بني أصلي العشا في المسجد عشان مصلتهاش واجي .
اسلام بابتسامه : تقبل الله مقدمًا يا عمي .
والد اروي : مني ومنك ياحبيبي .. يلا السلام عليكم .
خرج العم راضي من المنزل في حين دلفت مريم الي المطبخ لوالدة أروي ..
وقف اسلام بهدوء وتقدم من اروي بتروي حتي وقف امامها مباشرة .. أخذ ينظر لها مجددًا بهيئتها التي يراها عليها للمرة الاولي ..
اسلام بهدوء : بصيلي يا أروي .
رفعت عينيها اليه في ارتباك وتوتر ليتابع اسلام بهدوء : تعرفي اني بعشق لون عنيكي .
اروي بحمحمه : احم احم .. اا .. اسفه اتأخرت عليك بس .. بس كنت .. ااا
اسلام وهو يُعيد خصله شارده علي وجنتها لخلف أذنها : مستعد استناكي قد السبع سنين مرتين تلاته كمان .
اروي وهي تنظر لكل مكان عدا عيناه : اا .. طـ طب اتفضل ارتاح .
ابتسم بخفه ثم جلسا الي المقاعد الموجوده بالصاله بهدوء .. ولم يمر الكثير من الوقت حتي اندمجا في الحديث معًا ونسيت أروي ارتباكها تمامًا .. بل أنها بدأت تضحك معه كذلك .
خرجت مريم بعد بعض الوقت لتجدهما يتضاحكان بحريه .. فاقتربت منهما وجلست بجانب اروي ثم غمزتها في كتفها وهي تتمتم في أذنها : مشفتيش اروي ؟
اروي بعدم فهم : اروي مين ؟
مريم : اروي اللي كانت مكسوفه تطلع دي .
احمرت وجنتي اروي مجددًا ليجذب اسلام مريم ويجلسها بجانبه : بتعملي فيها اي وبتقوليلها اي يا مزغوده انتي .
مريم ببراءه مصطنعه : انا .. دا انا بريئه .
اسلام : ايوه ايوه انتي هتقوليلي .
ضحك ثلاثتهم ثم استأذن اسلام ليذهب وغادر هو ومريم شاعرًا بالسعاده تغمره ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يستعد للقاء مروان الذي غاب عنه لأربعين يومًا .. ان اجازته بدأت اليوم .. يشعر بالسعاده حقًا وكأنه سيري ابنه بعد غياب وليس أخيه .. ولكن ما الفرق ؟!! .. انه حقًا ابنه .. فهو من رباه وعلمه وكبره .. ابتسم بهدوء ثم استقل سيارته وذهب حيث محطة الأتوبيس التي سيصل اليها مروان خلال ساعتين فقط ..
وصل مروان لمحطته ونزل من الاتوبيس وهو يستنشق الهواء بقوه يملء رئتيه به .. ثم التفت يبحث عن أخيه بعينيه حتي رآه يقترب تجاهه من بعيد .. ركض اليه مروان واحتضنه بلهفه حقيقيه .. فهذه أول مره يبعُد كل هذه المده عن جود .. بقيا علي هذه الحاله لوقت طويل حتي ابتعد مروان بهدوء ثم قبل جبين أخيه في حب وهو يتمتم : وحشتني اوي يا جود .
جود وهو يحمل حقيبة أخاه في يده : انت كمان با حبيب قلبي .. يلا تعالي .
ذهبا معًا الي السياره وقاد جود حيث المنزل ولم يخلُ وجودهما في السياره من قول كل منهما عما فعله في تلك الفتره دون الآخر .. وصلا أخيرًا ودلفا بهدوء .. أخذ مروان شهيقًا طويلًا يملء رئتيه بتلك الرائحه التي اشتاق اليها .. ثم دلف الي غرفته وأخذ حمامًا سريعًا وبدل ثيابه ثم خرج ليجد جود قد أعد سفره للعشاء ..
مروان بابتسامه : اي ده اي ده .. لا لا مش معقول وده من امته ده بس .
جود بابتسامه : لا لا متتأملش كتير .. دا أكل جابه إسلام .
مروان : اسلام ؟.. امال هو فين ؟
جود : زمانه روح .. والله اول ما عرف انك راجع النهارده خلي والدته تجهز العشا دا كله وجابه .. حاولت معاه قالي عيب احنا اصحاب .. احرجني حقيقي يعني .

مروان بابتسامه : هو راجل زوق اصلا وصاحب صاحبه .. عامل اي في دنيته الجديده صحيح ؟
جود : الحمد لله كويس اوي ومبسوط ربنا يحفظه .. وعقبال ما افرح بيك زيه كده يارب .
مروان : مش قبل ما افرح انا بيك الأول .. ها عرفت حاجه عنها ؟.
جود بتنهيده : بصراحه لا .. انا اصلا قفلت الموضوع ده من فتره وخدت قرار اني ادور عليها بعد جيشك .
مروان : وليه بعد جيشي يا جود .. ما خير البر عاجله .
جود : بر اي وخير اي يابني !.. بقولك معرفهاش .
مروان : ياعم بسيطه والله .. بص انت مش هتروح لا يمين ولا شمال طول ما انت كده .. اديني اميلها وانا هشوف هوصلها ازاي .. ولو وصلتلها قبل ما الاسبوع يخلص نروح ونطلبها .. انت مش ناقصك حاجه .. وانا عايز افرح بأخويا وأغنيله في فرحه وعايز احس اني كبير وأروح معاه وهو بيخطب .. ولو محصلش نصيب ولقيناها الأسبوع ده يبقي ان شاء الله الأجازه الجايه .. خلاص يا عم ؟
جود : ايوه يامروان بس ...
مروان مقاطعًا اياه : مبسش يا عم جود .. وبعدين يلا ناكل انا واقع من الجوع .
وبالفعل تناولا طعامهما وقام جود بعمل شاي من أجلهما وجلس بجانب أخيه وقام بتشغيل اللابتوب الخاص به ..
مروان بابتسامه : لنبحث عن زوجة اخي الغالي .
جود بضحكه : اهدي يابني .. انت جوزتني خلاص !
مروان : مستعجل يا عم يوه .
ضحكا بخفه .. ثم نظر جود للحاسوب كي يأتي بإميل مريم ويُريه لمروان ...
-------------------------------------
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×