رواية احببناها مريميه الحلقة الحادية عشر

أحببناها مـريـمـيـه { ١١ }
بقلمـ : دنـيا آلـ شملول 💛
كانت تجلس علي أحد المقاعد تقرأ في كتاب ما بتركيز .. صدح صوت هاتفها معلنًا عن قدوم اتصال من رقم غير مسجل لديها .. أجابت في هدوء : آلو .
أروي : شوفي ياشهد ياختي .. انا اللي بتعمله فيا مريم هطلعه عليكي .. لما تبقي تفتحي علي حد ابقي قولي السلام عليكم .. أوك ياحبيبتي ؟.. يلا انا هقفل وارجع اتصل تاني وسمعيني هتقولي ايه .
نظرت للهاتف في يدها وهي تراها قد اغلقت حقا .. ابتسمت باتساع وهي تري نفس الرقم يرن مجددًا فتحمحمت لتنظف حلقها ومن ثم أجابت : آلـ .. اا .. السلام عليكم .
ضحكت اروي بخفه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياقمر .. خدت تلاتين حسنه وانتي عشره بس .
شهد : طب لي ؟.. انا قولت زي ما انتي قولتي اهو .
اروي : هقولك ياستي ..
جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " السلام عليكم " ، فردَّ عليه السلام ، ثم جلس ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( عشر ) ، ثم جاءَ آخَرُ فقال : " السلام عليكم ورحمة الله " ، فرد عليه فجلس ، فقال : (عِشْرُونَ) ، ثم جاء آخَرُ فقال : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ، فرد عليه فجلس ، فقال : (ثلاثون) .
شهد بابتسامه : فهمت ياقمر .. شكرا اوي .
اروي : لا شكر علي واجب يا اوختي .. يلا قوليلي بقا انتي فين عشان نطب عليكي ونقعد شويه سوا .
شهد : بجد هتيجوا ؟!.. انا .. انا .. انا عند حقوق كده قاعده علي الاستراحه .
اروي : اوك ياقمر .. دقايق ونكون عندك ان شاء الله .
شهد بابتسامه : ماشي مستنياكوا .
اغلقت شهد الهاتف وابتسامتها تتسع لا اراديا عنها وهي تتنهد في راحه .. معاذ لم يخطئ حينما أخبرها بأنها ستكسب الكثير ان كانت رفيقة لهما .. فها هو أول شئ كسبته الآن .. ابتسامه صافيه نابعه من القلب .
تنهدت بارتياح .. ودارت عينيها حولها حتي لمحتهما آتيتان من بعيد .. مريم بحجابها الأبيض الطويل الذي يغطي نصفها العلوي تمامًا مع فستانها السيموني ذو النقوش البيضاء من نهايته .. تبدو كأميره جميله ولطيفه .. وكذلك أروي التي ترتدي جيب واسع كحلي يعلوه شميز أبيض يدخل بالجيب ويحاوطه حزام أبيض بفيونكه كحليه وحجابها الكحلي المنقوش الطويل أيضًا .. وصلتا حيث مكان جلوسها ..
مريم واروي معا : السلام عليكم .
شهد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. خدت تلاتين حسنه وانتوا عشره بس .
ضربت اروي جبينها وهي تنظر لها بابتسامه : واضح اننا هنتسابق بعد كده .
شهد بضحكه : شكلنا كده .. اتفضلوا .
جلست الفتيات معًا بهدوء وصمت قطعته شهد وهي تتمتم : انا مش عايزه اكون متطفله علي حياتكم وعلاقتكم .. بس انا معنديش صحاب .. مليش في الدنيا غير معاذ أخويا ورقيه بنت عمي ودي أكبر مني بسنه .. وبعتبرها اختي بالظبط .
مريم بابتسامه : عيب اللي بتقوليه ده ياشهد .. احنا مع بعض وده المهم .. وبعدين انا واروي مش اصحاب .
شهد : انتوا اخوات ؟؟
مريم بهدوء : بالظبط كده .. اخوات بالأيام والعشره والمواقف كمان .. وفوقيهم مرات اخويا .
شهد بابتسامه : بجد !!.. ربنا يديمكم في حياة بعض يارب .
مريم بود : يارب ياقمر .. ويجعلنا كلنا صحبة خير .
شهد بتنهيده : انا .. انا عايزه اكون زيكم .. يعني .. عايزه اغير حياتي و .. واخليها افضل .. عايزه اعمل حاجات كتير اوي ومش عارفه ابدأ بإيه ومنين .
اروي وهي تغمزها في كتفها : واحنا اهو معاكي ونعمل ونبدأ كلنا سوا .
شهد بابتسامه : انتوا ربنا بعتكم ليا نجده بجد .. هحكيلكم اللي حصل معايا وانتوا نورولي طريقي .. اتفقنا ؟
مريم بهدوء : اتفقنا .
أخذت شهد شهيقًا طويلا أخرجته ببطء مع كلماتها التي أخبرتهم فيها بما حدث معها .
مريم بابتسامه : لو عايزه تتغيري يبقي لازم اول حاجه تعترفي بالغلط .. وانتي اعترفتي بيه .. كده مش باقي غير خطوه واحده كمان وهتلاقي نفسك ماشيه علي الطريق الصح لوحدك وكإن فيه ايد خفيه بتشدك للصح .
شهد : اي هي ؟
مريم بابتسامه : التوبه .
شهد : يعني اعمل اي؟
اروي بهدوء : مريم قصدها انك تتوبي لربنا .. ترجعيله بقلبك وعقلك .. تندمي وتبيني ندمك علي الخطأ بين ايديه .. تسلمي قلبك لربنا وتطلبي منه التوبه والمغفره .
شهد بتنهيده : ربنا هيقبلني بكل عيوبي دي؟
مريم بهدوء : اي هي عيوبك ياشهد ؟
شهد بهدوء : اللي عملته في نفسي بموضوع عمر .. وكمان لبسي .. وعدم صلاتي .. اني عايشه اليوم بطوله وخلاص بمعني اصح .
مريم بابتسامه : وانا قلتلك طالما معترفه بالغلط يبقي تقدري تصلحي نفسك .. ودي الخطوه الاولي واهي اتحققت .. باقي الخطوه التانيه .. تقدري تقوليلي ناويه علي ايه فيها ؟
شهد : اتوب .. بس ازاي ؟.. يعني ازاي اقرب من ربنا واتوب واندم ؟.. انا فعلا ندمانه .
اروي بهدوء : تقربي من ربنا بالصلاه وقراءة القرآن واتباع سنة نبيه .. بمعني انك تنوي لتغيير حياتك بالتوبه .. فأول شئ هو الوقوف بين يدي الله وطلب المغفره منه علي الأخطاء اللي اقترفناها في حقه وحق انفسنا .
مريم متابعه حديث اروي : وتقرأي في كتابه عشان تحسي بالقرب منه اكتر لان كتابه هو اللي هيعلمك ازاي تاخدي الخطوه التالته بعد كده وازاي تمشي الخطوات بشكل اسرع لحد ما توصلي لطريق الهدايه والتوبه والقرب من ربنا .
شهد بابتسامه واسعه : انا .. انا مش عارفه اقولكم ايه .. انا بجد .. انتوا .. يعني مش عارفه والله بس .
مريم وهي تمسك بيدها : متقوليش حاجه يا شهد .. احنا جنبك وهنساعدك وهنبقي سوا ديمًا بأمر الله .
امسكت اروي بيدها الاخري وهي تقول بمزاح : زي ما مريم قالت بالظبط بس انا ماسكه ايدك عشان اقولك انا بجد جعانه اوي ومحتاجه اكل بأي شكل .
ضحكت الفتيات عليها ثم ذهبوا للكافتريا كي يجلبوا لهم طعامًا ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
انهي اجتماعه ثم خرج بهدوء متجهًا الي مكتبه ولكن اوقفه صوت مروان الذي يتحدث بصخب : جووود .. ياجوووود .
جود وهو ينظر اليه : ايه يابني انت ده .. انت بتنده علي حد تايه .. مـ توطي صوتك .
مروان وهو يلاعب حاجبيه بعبث : ياعم بعملك زيطه .. دا انت راجل علي وش جواز .
جود وهو يضرب كف بآخر : انت خلاص هتجوزني كمان .
مروان : بقولك اي انا مسافر بعد بكره ومش هتتعتع من هنا الا وانت مكلم اسلام .
جود وهو ينظر له بثقب : ولو انا قلت مش عايزها ؟
مروان بتماسك : هي اي دي اللي مش عاوزها ؟.. جود انت فيك اي ؟.. مالك ؟
جود وهو يغمض عينيه بقوه بسبب افكاره المتخبطه وشعوره المتأرجح : مفيش يا مارو .. انا مرهق بس شويه من الشغل .
مروان بهدوء : بس انت مكنتش كده قبل ما تعرف ان مريم هي نفسها اخت اسلام !.. ممكن اعرف اي اللي حصل ؟.. طب مثلا انت تعرف اخت اسلام كشخصيه مثلا بعيد عن كتاباتها ؟
جود : ولا عمري شفتها .. دي حتي لما جت المكتب مشفتهاش .
مروان : امال مالك طيب ؟.. مش هو ده جود اللي كان بيكلمني عن مريم اللي ملكت قلبه ببوستات وكلمات بتكتبها .. اي اللي حصل ؟.. طب انت شايف حاجه مش كويسه في اسلام ؟
جود بسرعه : لا طبعا ابدا .. انا بس .. متوتر ممكن .
مروان بابتسامه عابثه : قول كده بقا .. طب اتماسك كده لحد ما نقول لإسلام .. وسيب شوية توتر ليوم ما نروح نخطبها .
تنهد جود وهو ينظر بعيون مروان في محاوله أخيره لكشف حقيقة مشاعره في ذاك اليوم .. لكنه لم يستطع قراءة اي شئ سوي الشغف والحماس ..
مروان : رحت لحد فين ؟
جود بابتسامه : لسا هنا .. امشي امشي هاتلنا بسكوت وتعالي عما اطلب شاي .
مروان وهو يتحرك : ماشي بس اتصل بإسلام يطلع .
جود : طيب يا خويا .
تحرك مروان وهو يتنفس بسرعه نتيجة لذاك المجهود الذي بذله وهو يداري علي مشاعره امام اعين جود .. واخذ يتمتم في نفسه : انا مش عايز غير سعادتك .. ومهما كلفني الوضع ده مش هعمل غير عشان سعادتك .. مش هتشوف في عيني اللي انت بتعافر دلوقتي عشان تشوفه وتتأكد منه ياجود .. لسا برضو مستعد تضحي عشاني بيها .. بس المره دي دوري انا اللي اضحي .
جلب البسكوت ثم صعد لمكتب جود فوجد اسلام هناك .. تصافحا بحب ثم جلس مروان بهدوء وهو ينظر لجود الذي ينظر تجاه اسلام بتردد وتوتر ..
مروان بهدوء : اا .. اسلام .
نظر له اسلام وكذلك جود الذي نظر له بأعين مترقبه ..
مروان بهدوء : كنت عايز افاتحك في موضوع كده انا وجود .
اسلام : اكيد طبعا .. اي هو ؟
نظر مروان تجاه جود الذي امسك بأوراق أمامه ومثَّل انشغاله عنهم فابتسم مروان بهدوء ثم نظر لإسلام مجددًا وتمتم بهدوء : ما تيجي نروح مكتبك ونسيب جود يشتغل .
رفع جود رأسه لهما وهو يتحدث بسرعه : لا لا انا معاكم .
اسلام : في اي مالكم ؟
جود : مفيش .. انت عارف مروان بيحب يهزر .
مروان : بس المرادي جد مش هزار .
اسلام : في اي طيب ؟
مروان بهدوء : شوف .. انا عايزك تقولي اي رأيك في جود بصراحه .. يعني هو قرر يخطب وانا عايزك تقولي رأيك فيه .
اسلام : عايز رأيي في صاحبي ومديري ؟
جود : اي مديري دي .. امال لو مش من اول يوم قلتلك احنا اصحاب .
اسلام بابتسامه : خلاص ياسيدي .. عايز رأيي في صاحبي ؟
مروان : لا مش صاحبك .. عايز رأيك في جود كشخصيه .. مش كصاحب ليك .
اسلام : شوف يا مروان من غير لف ودوران .. اي بنت في الدنيا محترمه وكويسه تتمني جود بشخصيته .. مش عشان صاحبي زي ما اتفقنا .. لا انا هتكلم بقا عن اللمحه اللي خدتها عنه من اول يوم دخلت فيه الشركه هنا .
مروان : هو ده اللي انا عايزه بالظبط .. اي بقا .
اسلام : انا دخلت المكتب وعجبني اوي تواضعه .. مكنش جود في مكانه وكان لسا خارج من الحمام وكان بيغسل وشه عشان كان عنده برد وبيحاول يفوق نفسه .. كنظره خارجيه ارتحتله اوي لاني شفت انسان بسيط متواضع اجتماعي وعملي .. ولما اتكلم معايا عرفت انه كمان بيتمتع بجانب ديني كويس اوي .. فوق منها كمان كشخصيه اداريه عجبني جدا لانه مبيحسسش اي حد هنا انه مجرد عامل او موظف .. لا الكل واحد .. ده بالمختصر المفيد يعني .
مروان بابتسامه : طيب ولو البنت المحترمه والكويسه دي انت تعرفها ؟
اسلام : اعرفها ازاي مش فاهم؟
مروان : يعني مثلا .. مثلا يعني .. توافق ان جود يرتبط باختك ؟
اسلام وهو يرمش بسرعه في محاوله لفهم الأمر لكنه اجاب سريعًا : انا لسا عندكلامي برضو .
جود بهدوء : طب وفرق السن؟
اسلام بتلقائيه : فرق سن اي ياعم انت .. دا انت حيالله تمنيه وعشرين سنه .. هتكبر نفسك بالعافيه .
جود بابتسامه : يعني !
اسلام بهدوء : يعني بيتنا مفتوح في اي وقت ياغالي تشرف وتآنس وتنور .
جود بابتسامه واسعه : بتتكلم جد ؟
اسلام : جد الجد .
مروان : علي بركة الله .. شوف معاد مناسب وبلغنا وياريت يكون بكره عشان انا مسافر بعد بكره .
جود : مروان !!
مروان بضحكه : ياعم خير البر عاجله بقا .
اسلام وهو ينظر لجود وكأنه تذكر شئ ما : بس يا جود انت .. اا ..
جود وقد فهم ما يريد اسلام قوله : لو حصل نصيب هبقي اقولك اللي انت عايزه ان شاء الله .
اماء اسلام بابتسامه ثم استأذن وغادر كي يتم عمله .. في حين وقف مروان ودار حول مكتب أخيه وأخذه بين أحضانه وهو يتمتم : مبروك مقدمًا ياحبيبي وان شاء الله تكون نصيبك وربنا يفرح قلبك ويسعدك .
جود وهو يبادله الاحتضان بحب : ربنا يخليك ليا يا كل اللي ليا .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يجلس علي ارجوحة في حديقة الفيلا وينظر للفراغ في شرود تام ..
جلست الي جانبه بهدوء لينتبه لها فضمها اليه بحب مقبلا جبينها ..
شهد بهدوء : معاذ .. عايزه اروح محل ملابس .
معاذ بابتسامه : عيوني ياشهدي .. بكره ان شاء الله نروح سوا .
شهد : مش ينفع دلوقتي ؟
معاذ عاقدًا حاجبيه : اشمعنا دلوقتي ؟
شهد : تعالي معايا وهتعرف .
معاذ باستسلام : تمام ياستي .. يلا غيري وتعالي هنروح سوا .. وكلمي رقيه كمان لو حابه تيجي معانا .
قبلته في وجنته وقامت بسرعه متجهه الي رقيه التي تجلس في غرفة الجلوس تتابع إحدي البرامج علي التلفاز .
شهد وهي تقفز الي جانبها : رقياااااه .
رقيه بضجر : يابنتي اعقلي بقا حرام عليكي .
شهد بضحكه : طب قومي البسي وتعالي معانا .
رقيه : معاكوا فين ؟
شهد : هنروح انا ومعاذ نجيب هدوم ليا .
رقيه : هدوم ؟.. انتي عايزه هدوم ؟
شهد : ايوه لاني قررت اغير كل هدومي .
رقيه : طب لي ؟
شهد : تعالي بس نغير هدومنا وهقولك واحنا بنلبس .
وبالفعل تحدثت شهد مع رقيه عما حدث في اليومين السابقين .. وأخبرتها بأنها ستجعلها تتعرف الي مريم وأروي ذات يوم ..
نزلت الفتاتان حيث معاذ الذي ينتظرهما في الأسفل .. وذهبتا معه الي محل الملابس الذي اختارته شهد تحت نظرات معاذ المستغربه ..
دلفوا خلفها ووقفوا بهدوء ينتظرونها حتي تختار بعض الثياب الطويله والمحتشمه .. وكان معاذ ينظر لها في دهشه .. جميع ما اختارته اما جيب طويل او فساتين طويله .. انهوا ما يفعلونه وذهب بهما معاذ الي احد المطاعم ليتناولوا العشاء معًا ..
كانت رقيه تتابع معاذ في كل حركه تصدر عنه .. تنظر له بحب .. وتتمني لو فقط يشعر بها ويبادلها شعورها تجاهه .. لكنها لا تجد منه سوي معامله اخويه لا تتعدي ذلك .. في حين كانت شهد ولأول مره تلاحظ تلك النظره بعيون رقيه لأخيها .. فقررت بداخلها ان تتحدث عن رقيه كثيرًا مع معاذ كي توفق بينهما .. فهي تعلم جيدًا ان ابنة عمها خير من تراها زوجة لأخيها لطالما تحبه في صمت .. وليست هناك مشكله في كونها أكبر منه بعام .. فلا مانع في ذلك .
عادوا بعد فتره للمنزل وصعدت رقيه الي غرفتها في حين جلست شهد مع معاذ ليتحدثوا قليلًا ..
شهد بهدوء : معاذ .
معاذ : هممم .
شهد : ايه رأيك في رقيه ؟
معاذ بعدم فهم : يعني اي مش فاهم؟
شهد : يعني كأخلاق وكشخصيه .. اي رأيك فيها ؟
معاذ : انت هبله يابت ؟.. عيزاني اقول رأيي في شخصية واخلاق بنت عمي واختي .
شهد : بس رقيه مش أختك يا معاذ .
معاذ بهدوء : شهد .. اللي بتفكري فيه ده لا يمكن يحصل ابدًا .. احنا اتربينا مع رقيه وعشنا عمرنا معاها .. يعني هي مش أكتر من اختي .
شهد بهدوء : وليه لأ يا معاذ ؟.. رقيه شخصيه جميله اوي وكيوت وهاديه وجميله ومحترمه اوي وملهاش دعوه بحد وفي حالها .. اي اللي يمنع ؟
معاذ : اللي يمنع هو ان قلبي مشغول بحد تاني .
شهد : حد تاني ازاي يعني ؟!!!.. ومين ؟.. ولي مقلتليش طيب ؟
معاذ : عشان .. عشان مينفعش .
شهد : اي اللي مينفعش .. مينفعش اعرف مين اللي في قلب اخويا ؟
معاذ : لا مش قصدي كده .. انا قصدي يعني مينفعش اا .. مش عارف ياشهد .
شهد بهدوء : طب بس براحه واهدي .. انا مش معرضاك يا بني .. انا معاك في كل حاجه واي وقت .
معاذ بتنهيده : بصي .. انا معرفش اي شعوري بالظبط ناحيتها .. يمكن يكون ندم .. يمكن يكون اعجاب .. يمكن يكون حب .. لكن في الحقيقه مش عارف .
شهد بحذر : انت بتتكلم عن مريم ؟
معاذ وهو يبتلع ريقه بغصه : اتدايقت لما شفت اخوها واخدها في حضنه قبل ما اعرف هو مين بالنسبالها .. واتعصبت علي سالي اللي طول عمري انا وهي اصحاب اوي وقطعت علاقتي بيها عشان اللي عملناه في مريم رغم اننا عملنا اوسخ من كده في غيرها ومتهزتش كده .. مش عارف يا شهد مجرد اني مش عارف .
شهد بهدوء : طب ما تبعد صورة مريم عن حياتك وحاول تشوف رقيه .. شوفها بشكل مختلف .. مش كأخت ليك .. شوفها زي ما هيا بطبيعتها وتلقائيتها .. بحبها لينا وخوفها علينا .. هي اه اكبر مننا بسنه بس ده ميمنعش ابدا .. دي السيده خديجه زوجة الرسول كانت اكبر منه بخمستاشر سنه .. تزوجها وهي عندها اربعين سنه وهو كان لسا خمسه وعشرين .
معاذ بهدوء : يلا ننام .
شهد : معاذ ..
معاذ مقاطعًا اياها : عشان خاطري .. وقت ما هقدر اتكلم اكتر مليش غيرك .. بس دلوقتي ننام .
وافقت شهد وصعدت لغرفتها وفعل بالمثل ..
تمدد الي فراشه ونظر لسقف غرفته يفكر بجديه .. هل أحبها حقًا ؟.. هل ما ضايقه يوم ان رأي اسلام محاوطًا اياها هو حبه لها ام لأنه يحتضنها امام الجميع في حين اودت بكرامته الهاويه بسبب ما فعله معها ؟.. بما يفكر حاليًا ؟؟.. الهذه الدرجه وصلت به الحماقه؟.. الا يستطيع التفرقه بين الغضب والغيره ؟..
انحدر تفكيره الي رقيه .. يحاول تذكر اي شئ لها .. لكن لا شئ .. كأنها غريبة عنه لا يعرفها .. حتي لا يعرف ما تحب وما تكره .. لماذا تحدثت عنها شهد اليوم ؟
غرق في النوم وهو متخبط بأفكاره تاركًا كل شئ للوقت .. الوقت سيحدد ويبين ما سيحدث في النهايه .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
وصل لمنزله وابتسامه رضا تملء وجهه ..
يتذكر ذاك اليوم الذي جلس فيه مع جود ووجده مختلف بعض الشئ وسأله عما به فأخبره ببساطه بأنه أعجب بإحداهما .. يتذكر كلماته جيدًا في هذا اليوم .. لقد قال له بالنص : " بص يا إسلام أنا مش هكدب عليك .. انا معرفهاش .. و .. وقلبي دق لمجرد حروف هي كتباها .. انا شفت الإميل بتاعها صدفه و .. ومعرفش اي السبب اللي خلاني أدخله .. وكل ما اقرأ ليها بوست قلبي يفرح بزياده وكإني حاسس انها كاتبه الكلام ده ليا .. عارف انت اللي هو احساس ان .. ان يعني طول الفتره دي .. او كل اللي حصل في حياتي كان سبب عشان أنتظرها مثلا او .. او .. مش عارف يا إسلام .. مش عارف اقولك اي او اوصفلك اللي حاسس بيه . " .. ازدادت ابتسامته وهو يتذكر ملامحه التي تحولت الي توتر حينما تحدث مروان عن الأمر ..
لكنه قضب حاجبيه سريعًا حينما تذكر بأن أخته تكتب صفحتها الشخصيه بإسمها واسم العائله .. لماذا قال بأنه لم يعرفها ؟.. تنهد قليلًا وقد عزم علي سؤاله فيما بعد .
دلف لمنزله .. وألقي السلام عليهم وجلس معهم بهدوء ..
والده بابتسامه : عامل ايه يابني في شغلك ومع مراتك؟
اسلام بابتسامه : كل خير يا حج الحمد لله .. اا .. كنت عايز افاتحكم في موضوع كده .
والدته بسرعه : قول ياحبيبي .. باينه موضوع يفرح من ابتسامة وشك .
اسلام بضحكه : ديما تقفشيني من تعابير وشي .. المهم .. مريم جايلها عريس .
والده بهدوء : مين يابني ؟.. تعرفه يعني ؟
اسلام : اي اللي اعرفه .. ده صاحبي واقرب حد ليا .
والده بعدم فهم : قصدك مين ؟
اسلام بابتسامه : جود .. جود السيوفي صاحب الشركه اللي انا شغال فيها .
والده وهو يضم حاجبيه بعدم فهم : صاحب الشركه ازاي يعني ؟.. قصدك ابنه ؟
اسلام : لا يابابا هو جود نفسه .. جود متجوزش اصلا .. عنده تمنيه وعشرين سنه وعاش عمره يربي ويكبر اخوه وراعي شركة والده الله يرحمه وكبرها .. شخصيه محترمه جدًا ويتحب من نظره بس وقلبك يرتاحله .
والدته بابتسامه : انت كلمتني عنه قبل كده .. بس هو انت بتحبه اوي كده ؟
اسلام : بحبه اكتر من كده .. هو طالب من حضرتك معاد .
والده بهدوء : بس يابني مش كبير علي مريم ؟
اسلام بتكشيره : كبير اي بس يا حج .. لسا في عز شبابه ومسئول .. اخلاق ودين ورجوله .
والده بتنهيده : انا واثق فيك يا اسلام يابني وواثق انك مش هتكلمني عن حد لاختك الا وانت عارف انه ميتخيرش عنك .. قوله يابني يحدد المعاد اللي يناسبه وبيتنا مفتوح وربنا يقدم اللي فيه الخير .
اسلام بابتسامه : طب بعد اذنك بقا ادي مريم خبر .
والده بابتسامه : اكيد يا بني .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كانت تجلس الي الحاسوب تقرأ بوستاته الجديده بابتسامه .. لا تدري لمَ كلما أخذت قرارًا بـ ألا تدخل لصفحته الشخصيه يخونها قلبها وتدخلها ..
كانت تقرأ إحدي بوستاته التي تحمل صوره لمنتقبه وملتحي يشيران الي السماء بسبابتهما ومكتوب عليها " اللهم اجعلها رفيقة دربي و إلي الجنه " .
طرق باب غرفتها فخرجت من صفحته سريعًا وقد عنفت نفسها بشده لأنها تُخطئ بما تفعله .. ان لم يكن خطأ لما خشيت هكذا ..
مريم بصوت مبحوح : اتفضل .
دلف اسلام بابتسامه : عامله ايه يابت ؟
مريم : كويسه ياخويا الحمد لله .. تعالي..
دلف بهدوء وجلس الي جانبها فوق الفراش وتحدث بهدوء : اممم .. في حاجه عايز اقولهالك .
مريم : قول علي طول .
اسلام : في عريس متقدملك .
مريم وقد احمرت وجنتيها : اا ... انت بتقولي انا ليه ؟
اسلام بضحكه : عشان تكوني عارفه ان في حد جاي وقبل ما ييجي لازم تكوني موافقه بدخوله البيت .
مريم وهي تبتلع ريقها وعقلها مع جود : مـ مين هو ؟
اسلام بابتسامه : هتفرق ؟
مريم : لا مش القصد بس يعني حد نعرفه ؟
اسلام : يعني علي الاقل انا اعرفه .
مريم : خلاص وانت مش هتقولي الا لو شخص ترتضيه ليا صح ؟
اسلام : بالظبط .. وجود خير من أرتضيه زوج ليكي .
دق قلبها بعنف وتسارعت انفاسها وهي تستمع لهذا الاسم : مـ مين جـ جود ؟
اسلام بهدوء : جود ده صاحب الشركه اللي انا شغال فيها .. جود السيوفي .. شاب مشارف علي التلاتين يعني لسا تمنيه وعشرين .. أخلاقه كويسه جدًا ورغم انه صاحب الشركه بس عمره ما اتعامل مع الموظفين وكأنهم شغالين عنده .. ديمًا يعاملهم كأنهم اصحابه مثلًا .. بس مقللش من حد ابدا .. غير انه مسئول وقد المسئوليه ماشاء الله عليه وكمان ربي اخوه وكبره لحد ما بقي في الجيش دلوقتي .. وطبعًا القرار الأول والأخير ليكي .. ادي نفسك فرصه تتعرفي عليه وتشوفيه .. وأكيد ربنا مش هيعمل غير الصالح .
اماءت مريم بهدوء فقبل اسلام رأسها ثم خرج بهدوء الي والده واتفق معه علي ان يتحدث الي جود كي يأتي غدًا واخبرهم بأن مروان سيسافر بعد الغد فوافقوا بترحاب .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
دلفت الي الجامعه بابتسامه وأمل جديد يرفرف امام عينيها وقلبها .. ولكن قبل أن تصل الي الرصيف كادت ترتطم بأحدهم .. لكنه تراجع سريعًا للخلف وهو يرفع يديه باستسلام : اسف اسف .
شهد باستغراب : مروان ؟!!
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×