![]() |
صرخة يتيمه الحلقه السادسه |
صرخة يتيمة ح6 الحلقة السادسة
صابرين وعبير رجعوا البيت، وكانت عبير متأثرة جدا.
_ هو عمو ده مسافر علشان يرجع لنا ماما يا طنط عبير؟
_ لا يا حبيبتي، ماما هنا في مصر، وهترجع قريب خالص.
_ ماما وحشتني أوي يا طنط عبير.
(عبير بتبص له بطرف عينها اللي فيها دموعها، وتلف دراعها على رقبتها وتضمها ليها)
_ يا حبيبتي .. حاسة بيكي والله .. كأني أنا اللي انحرمت من أهلي في السن ده.
_ وبابا كمان وحشني أوي .. بس بابا راح الجنة ومش عايز يرجع .. مستنينا هناك علشان نروح له.
(عبير مش مستحملة كلام صابرين .. جسمها بيقشعر منه، وبتضمها بقوة، كأنها عايزة تشيلها جوة قلبها وتخفف عنها كل ده)
عبير اللي لسانها طويل، وبتوقف تبيع الشاي ع الناصية، ومش بتخاف من حد، ولا بيهمها حد، واللي شتمت جلال بيه أول مرة، علشان تخيلت انه بيعاكسها ... عبير بكل جبروتها، مش مستحملة انكسار قلب طفلة يتيمة زي صابرين، وبتهلك نفسها علشان تساعدها.
_ ان شاء الله ماما هترجع لك يا صابرين، وهتعيشوا مع بعض في البيت بتاعكم.
_ وانتي يا طنط عبير .. هتيجي تعيشي معانا
_ لا يا حبيبتي .. انا مكتوب عليا اعيش عمري كله في الشقة دي.
(صابرين بتضربها على كتفها وبتبكي ببراءة الأطفال)
_ لا لا لا .. هتيجي تعيشي معانا.
_ يعني انتي عايزاني أعيش معاكي انتي وماما.
_ أيوة .. علشان انتي بتحبيني زي ماما ..
_ حاضر يا حبيبتي هعيش معاكم.
_ بس إلهام مرات خالي مش هتعيش معانا، علشان دي وحشة، وبتخبي الأكل مني.
(عبير اتعفرتت من سيرة إلهام)
_ ما بلاش سيرة الست دي يا صابرين .. متخلنيش أروح اضربها تاني.
_ دي ست وحشة أوي يا طنط عبير.
_ ليه؟ هي عملت معاكي ايه تاني؟
_ كانت تحبسني في الأوضة يوم الجمعة.
_ بتحبسك ليه العقربة دي؟
_ علشان بتروح عند أمها وأبوها، وبتاخد عيالها معاها، وبتقفل عليا باب الأوضة علشان مطلعش أفتح التليفزيون والتلاجة والحاجات.
_ الله يخرب بيتها المفترية دي ... وسبع البرومبة خالك عبده بيكون فين؟
_ خالي مش بيكون قاعد.
_ بيروح فين؟
_ مش عارفة.
_ إلهي تولع فيكي فرن عيش بحالها يا إلهام يا بنت الحجرية.
ــــــــــــــ #سيد_داود_المطعني ـــــــــــــــــــــــــــــ
نامت عبير ونامت صابرين، وبدأت صابرين تشوف أحلامها الوردية زي كل مرة.
شافت أبوها في المنام لابس بدلة وكرافتة وماسك شنطة وجاي عليها.
_ بابا بابا .. وحشتني يا بابا.
_ حبيبة قلب بابا ..
(أبوها بيحضنها)
_ انت ليه لابس كده زي الراجل بتاع العربية.
_ مين الراجل بتاع العربية ده يا صابرين؟
_ ده راجل حلو اسمه عمو جلال .. هيدفع فلوس الغسالة لماما علشان ترجع البيت.
_ ربنا يشفيه يارب.
_ يعني ايه يشفيه يا بابا؟
_ يعني هو عيان، وبنقول يارب خليه يروق ويخف بسرعة.
_ انت عارف حاجات كتير أوي يا بابا.
_ بكرة هتكبري وتعرفي حاجات أكتر مني.
_ هكبر في الجنة عندك؟
_ مش عارف هتكبري فين .. ربنا بس اللي عارف.
(أبوها بينزلها، وبيركب العربية وبيمشي، وهي واقفة بتشاور بإيدها)
_ بابا .. متمشيش يا بابا .. متمشيش يا بابا.
(صابرين بتبكي على أبوها اللي مشي في الحلم)
فجأة...
ظهر لها الدكتور عمرو .. جوز بنت جلال بيه..
كان لابس نفس البدلة وماسك نفس الشنطة اللي كانوا مع أبوها.
_ مالك يا صابرين بتعيطي ليه؟
_ بابا مشي تاني .. راح الجنة وسابني تاني.
_ متخافيش يا بابا، أنا مش هسيبك لوحدك..
(غريبة أوي، صابرين عمرها ما شافت الدكتور عمرو، لكن في الحلم ظهر لها بكل تفاصيله وملامحه الحقيقية)
معقول يكون الأطفال بيشوفوا أشخاص حقيقيين في الأحلام، وتكون أرواحهم متعلقة بيهم كده..
هي متعرفش خالها عمرو .. ولا شافته في حياتها..
ازاي يظهر لها في الحلم كده؟ وتشوفه بكامل أناقته، وهندمته، وملامحه الحقيقية.
_ انا مش عارفة انت مين، أنا عايزة بابا.
_ أنا بابا يا صابرين، يلا بينا نروح البيت عند ماما.
_ ماما مش في البيت أصلا.
_ ليه؟ هي ماما راحت فين؟
_ ماما محبوسة عند بتاع الغسالات علشان مدفعتش الفلوس.
_ خلاص .. أنا هروح أجيبها لك وأرجع.
( فجأة ظهر جلال بيه في الحلم، كان جاي عليهم)
(الدكتور عمرو شافه، راح مشى جري ناحيته، وبدأ يسنده، ومشى معاه بعيد عن صابرين)
صابرين بتنادي عليه..
_ يا عموو .. عمو جلال .. وانت يا عمو التاني .. رايحين فين .. هاتولي ماما .. عايزة ماما يا عمو .. انت يا بتاع العربية .. عبير جابت الورقة علشان ماما ترجع يا عمو.
(عبير اتنرفذت .. وخبطت الأرض برجلها، وانفجرت في البكاء)
_ يوووه .. مشي تاني .. كلهم مشيوا .. آآآآآآآآآآآء.
ــــــــــــــ #سيد_داود_المطعني ـــــــــــــــــــــــــــــ
عبير صحيت مفزوعة من النوم، على صوت بكاء صابرين.
_ مالك يا صابرين مالك؟ بتبكي ليه يا حبيبتي؟
(صابرين منفجرة في العياط، وقامت بتدعك عينيها وفاتحة بؤها بالبكاء والصراخ بشكل فظيع)
_ بس يا حبيبتي بس .. مالك؟ مالك؟ حصل ايه؟
(عبير بتجري تشغل النور، وتفتش جسمها، يمكن تكون قرصتها نملة، او عضها فار م اللي بيدخلوا من تحت بير السلم، أو أي حاجة)
_ قولي لي مالك يا حبيبتي .. في حاجة بتوجعك؟
_ كلهم مشيوا وسابوني يا طنط عبيرررر.
_ هما مين اللي مشيوا يا حبيبتي؟
_ بابا مشي تاني .. وعمو بتاع العربية .. والراجل اللي زي بابا مشي تاني يا طنط عبيررررررر.
(عبير تحضنها وبتطبطب عليها)
_ يا كبدي يا بنتي .. انتي كنتي بتحلمي..
_ مش بحلم .. مش بحلم .. دول كانوا هنا.
_ نامي يا حبيبتي نامي .. وبكرة تتعدل ان شاء الله.
_ لا .. مش هنام تاني.
_ ليه بس يا صابرين؟
_ علشان بيلاقوني نايمة وبيمشوا تاني .. بصحى مش بلاقيهم.
(عبير بدأت تنفخ بسبب المعاناة، وبسبب العجز اللي هي فيه، وبسبب الأسى اللي شايفاه في حياة الطفلة صابرين)
_ يارب ارحم المسكينة دي يارب.
ــــــــــــــ #سيد_داود_المطعني ـــــــــــــــــــــــــــــ
في المطار، بعد نص الليل..
جلال بيه والدكتور عمرو وبسنت..
_ يا عمرو يا ابني اسمع الكلام أرجوك .. انتي لازم تخلي بالك من شغلنا، وانا معايا بسنت أهو، وكل حاجة هناك متيسرة.
_ الشغل مش هيوقف علينا .. أنا مش هيجيني صبر أقعد هنا، وتكون انت هناك بتعمل عملية.
_ يعني هتعمل لي ايه في العملية انت بس، دي حاجة بتاعت ربنا .. يا إما شفنا بعض تاني .. يا إما نتقابل عند رب كريم بقى.
(بسنت وعمرو في نفس واحد، وفي لحظة واحدة بيقفلوا بؤ جلال بيه)
_ أرجوك بلاش كده.
_ هو انتوا خايفين من ايه؟ كأن الموت ده حاجة غريبة.
(عمرو بيبص له بعيون دامعة، وكأن انكسر)
_ تموت ازاي وانت النسمة اللي بنتنفسها علشان نعيش؟
_ عيب تقول كده قدام مراتك يا عمرو .. انت راجل قوي.
(عمرو بيعيط حرفيا .. بيبكي زي الطفل اليتيم)
_ قوي بيك .. قوي من يوم ما عرفتك .. قوي من يوم بقيت تحت جناحك .. أنا كنت متشرد، وانت اللي عملت مني بني آدم.
(جلال بيه بيمنعه من الكلام قدام مراته)
_ انت انسان عظيم يا عمرو .. وانا فخور بيك يا ابني.
_ أنا هخلص كل الشغل وهحصل لك .. ومش هسمح لحضرتك تمنعني.
(جلال بيضم شفايفه كأن مفيش فايدة)
_ خلاص يا عمرو .. أول ما البروفيسور يحدد لنا ميعاد العملية هكلمك تاخد أول طيارة.
_ وعد؟
_ وعد يا ابني.
(عمرو بيرمي جسمه كله على جلال بيه، وبيحضنه حضن صعب، حضن مليان نحيب وبكاء .. لدرجة ان جلال اتأثر وبدأ يبكي، وبسنت جنبه بدأت تغرقها الدموع)
_ يا ابني حرام عليك، مراتك مش مستحملة
(العناق كان طويل، واتفك بالعافية، ولما جلال شاف وش عمرو بعد الحضن، كان مليان حزن وألم وأسى، ودموووع ... دموع طفل)
_ لا إله إلا الله .. ينفع اللي انت عامله في نفسك ده يا عمرو ... انا سايب ورايا أسد.
(عمرو مش قادر يرد، وبيمسح في دموعه .. مسك إيد بسنت)
_ خلي بالك منه يا بسنت.
(بسنت بتهز راسها، مش قادرة ترد .. الموقف مأساوي)
_ متنساش اللي قلت لك عليه يا عمرو.
_ حاضر .. ان شاء الله هترجع تلاقي كل حاجة زي ما أمرت بالظبط.
(جلال يلقي نظرات على المطار، وبيحاول يطرف أي حاجة بعينه .. بيتلفت حواليه بنظرات الوداع)
(جلال بيهز راسه، وبيبص على عمرو، وعلى بسنت، وبيستدير بضهره، ويكمل مسيرته في اتجاه الداخل)
عمرو رجع البيت، وأخد الليل كله يدعي لجلال بيه، مش قادر ينسي فضله عليه.. مش متخيل الحياة من غيره، مش مستوعب هو كان إيه ووصل بقى ايه؟
عمرو كان من غير أهل، وفجأة بقى كل أهله، وبدأ يكبر معاه، لحد ما وصل لمنصب الرجل الثاني بعده في كل شركاته.
من الصعب ان حد يكون جواه الخير ده كله، ويقدم له الدعم ده كله، وميتأثرش بيه.
عمرو بيبكي حتى وهو بيحاول ينام على السرير.
عيونه بدأت تغمض، تعب اليوم كله بدأ يأثر فيه.
بدأ يشوف كوابيس..
(أول كابوس شاف جلال بيه بيدخل جوة صندوق، وبيتغطى بالكفن، وبينام، وبسنت بترش فوق النعش ورد وفل وياسمين)
قام عمرو مفزوع .. وصدره بينزل ويعلى تاني ومش قادر يتنفس.
(عمرو رجع ينام تاني)
شاف كابوس تاني..
ــــــــــــــ #سيد_داود_المطعني ـــــــــــــــــــــــــــــ
شاف إنه واقف في مطار القاهرة، وبيبص في الساعة، وكل شوية ينفخ ويقول عمي اتأخر أوي..
بعد شوية بيبص علي يمينه، شاف الطيارة طالعة من المطار، وداخلة قاعة كبار الزوار.
استغرب .. ازاي الطيارة دخلت القاعة ..
ونادى منادي جوة المطار، بيقول:
_ إلى الدكتور عمرو حسين عبدالله الخيشي .. قد وصل جثمان عمك جلال بيه الهادي، الرجاء القدوم لمكتب الإدارة.
عمرو بيبص على الطيارة، لقى مكتوب فيها، إنا لله وإنا إليه راجعون ... طائرة نقل الموتى.
(كابوس فظيع، وعمرو بيقوم منه مفزوع)
اتصل ببسنت، وبدأ يطمن على عمه، وبسنت مستغربة ازاي بيتصل بالسرعة دي.
ــــــــــــــ #سيد_داود_المطعني ـــــــــــــــــــــــــــــ
عمرو نام تاني..
والمرة دي شاف صابرين في الحلم..
صابرين بشحمها ولحمها، وهدومها القديمة ..
شافها بنفس ملامحها وبراءتها، واقفة قدامه في شارع طويل عريض.
_ انت روحت فين؟
_ انتي مين؟
_ اسأل عمو جلال.
_ عمو جلال مين؟
_ يوووه ده انت شكلك خايب أوي.
_ انتي مين يا بنت؟ وعايزة ايه؟
_ عايزة عمو جلال.
_ عمو جلال مشغول..
_ لو شافني هيطلع لي.
_ طيب انتي عايزة ايه؟
_ وانت مالك.
(جلال بيه ظهر لهم فجأة)
_ ايه ده انت قابلتها؟
_ هي مين دي؟
(فجأة .. جسم صابرين بدأت يتنفخ زي البالون .. وبدأت تطير في الهوا .. وبتمد إيدها ناحية عمرو)
_ إلحقني .. امسك إيدي يا عموو .. إلحقني يا عموو.
(جلال بيصرخ في عمرو بيقول له إلحقها يا عمرو)
(عمرو بيجري ناحيتها، مش قادر يلحقها .. وصابرين بتصرخ)
_ إلحقني .. إلحقني.
(عمرو قام من النوم مفزوع)
تاني يوم الصبح..
عبير واقفة عند نصبة الشاي، وصابرين قاعدة قريب منها..
وشاب صغير جاي لها من بعيد.
_ عايزة ايه يا عبير؟
_ هتوقف مكاني هنا ساعة واحدة، هروح مكان أنا والبنت، وهرجع لك.
_ هتدفعي لي كام.
_ الفلوس اللي هتبيع بيها، هتاخد نصها.
_ تمام .. روحي يلا
(عبير أخدت صابرين، وجري على الشركة)
شافوا بتوع الأمن نفسهم..
اتفاجئت عبير إن فرد الأمن هو اللي بيكلمها.
_ انتي فين يا ست انتي؟
_ أنا؟
_ أيوة ... هاتي الورقة اللي معاكي.
(عبير بتطلع الورقة من جيبها، وبتقدمها لفرد الأمن)
_ هتبعتها للباشا جلال بيه؟
_ جلال باشا سافر أوروبا هيعمل عملية، ووصى رئيس الحسابات يستلم منك الورقة.
(عبير اتخضت لما سمعت خبر العملية)
وفجأة..
ظهرت عربية عمرو .. ونزل منها، والسواق أخد العربية يركنها..
عمرو ماشي ناحية مبنى الشركة .. وأفرد الأمن بيوقفه قصاد بعض، وبيلتفتوا له..
عبير بتبص ناحية عمرو كموظف عادي جاي الشركة .. صابرين رفعت رموشها لما شافته، وابتسمت له.
هو اللي كانت شايفاه في الحلم..
(عمرو ماشي على طول، بيرمي السلام على أفراد الأمن من غير ما يبص على عبير وصابرين)
بس طرف صابرين..
وبعد ما وصل عند آخر سلم الدخول، وقف .. واستدار بضهره، وبص على صابرين تاني.
فرد الأمن طلب من عبير انها تمشي، علشان يوم العمل هيبدأ يشتغل.
_ احنا هنمشي .. بس أمانة عليك يا خويا تسلمها له، وتقول له بسرعة يخلص الاجراءات.
_ حاضر حاضر هبلغه.
(عبير مشيت ومعاها صابرين)
عمرو دخل مكتبه، وقعد..
واستغرب فجأة .. وصرخ..
_ البنت .. دي البنت اللي شفتها في الحلم امبارح..
(خرج من مكتبه، وأخدها جري على برة)
الحلقة السابعة من هنا