رواية صرخة يتيمه الحلقه الخامسة عشر

صرخة يتيمه الحلقه 15

صرخة يتيمة الحلقة الخامسة عشرة
عمرو بينزل جري على المستشفى الاستثماري، ومعاه المستشار القانوني، ودخلوا على الريسيبشن بمنتهى اللهفة، وبدأ يسأل الموظف الموجود هناك.
_ كان في عندكم نزيلة هنا اسمها نجوى حسين عبدالله الخيشي.
_ بالظبط كده يا فندم.
_ أنا أخوها الدكتور عمرو حسين عبدالله الخيشي، مدير عام شركات الجلال، و ده الأستاذ محمود زكي المستشار القانوني للشركة.
_ أهلا وسهلا بحضرتك يا فندم .. أؤمرني
_ هي نجوى جات هنا ازاي؟ وراحت فين؟
_ حضرتك هي خبطتها عربية من شهرين، كان سايقها ابن الحاج عبداللطيف أبو شويكة أكيد حضرتك تعرفه.
_ ها وبعدين.
_ الناس جابوها هنا علشان كانت أقرب مستشفى ليهم، واتضح انها مصابة بكسور في الحوض والرجل، وكان هيلزمها علاج ستين يوم.
الحاج عبداللطيف ابو شويكة جه هنا وكانت الشرطة منتظرة تحرر المحضر وتاخد أقوال المصابة، لكن الحاج عبداللطيف دخل أثر عليها، وعرض عليها فلوس ووعدها يعالجها على حسابه، وبعد ما تخرج هيدفع لها الفلوس اللي عايزاها.
_ تمام تمام وبعد كده.
_ بعد كده حضرتك بعتنا حد يسأل عن أخوها في العنوان اللي هي حددته، وكان العنوان بيطلع غلط كل مرة، والمصابة اتنازلت عن المحضر لما عرفت مفيش أهل، وبعد ما بدأت تخف، راح الحاج عبداللطيف أبو شويكة أخدها الفيلا عنده، علشان يضمن إنها مش هتخرج من المستشفى ع النيابة وبالمرة علشان يفاوضها.
_ يعني هي دلوقتي في فيلا الحاج عبداللطيف؟
_ أكيد كده يا فندم.
(عمرو والمستشار بيبصوا على بعض، وانطلقوا على فيلا المستشار عبداللطيف أبو شويكة)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
في شقة عبده، كانت إلهام راجعة من المستشفى، ومناخيرها مسدودة بالقطن، ووشها مليان باللاصقات الطبية، وفي إيدها كيس علاج، وكان عبده بيسندها.
_ أنا هاخد ورقة المستشفى واروح أعمل بلاغ في أخوك عمرو في القسم.
_ قلت لك بلاش يا إلهام.
_ والله لأحبسهولك .. بيبعت لي بلطجية يضربوني في بيتي.
_ أخويا موصلش عندك يا إلهام .. سيبيه في حاله، وابعدي عنه الشر اللي بتخططيه له.
_ أنا إلهام بنت الجيار يتعمل فيا كده.
_ يا دي النيلة السودة عليكي وعلى الجيار الحرامي اللي فالقاني بيه.
_ طبعا يا خويا، بتتريق على أهلي .. علشان أخوك بقى غني.
_ الله يخرب بيت أهلك .. الجيار الحرامي، وخالك يسري أبو طالب اللي مقبوض عليه في قضية تحرش .. وعزة بنت خالك ماهر .. اللي في الداخلة والخارجة تقول أنا عزة ماهر بنت الأصول، وفي الآخر اتضح انها بتسرق الكتب من البنات في الجامعة وتبيعها .. ولا أختك نور الصباح، اللي شبه نص الليل الأسود المنيل عليكي وعلى كل أهلك.
(عبده بيقوم من جبنها متضايق وجايب آخره)
(إلهام بتبص عليه وبتهز دماغها، وبتتكلم بزعيق وصوت عالي)
_ طيب يا عبده .. وانا مش هخلي أخوك يتهنى دقيقة، وهنزل دلوقتي حالا أقول بعت لنا بلطجية البيت يتهجموا عليا وضربوني.
_ والله ما تنزلي لتكوني طالق.
_ وماله يا خويا .. طالق طالق .. هو انا متجوزة بارم ديله، اهو يبقى قضية تعويض على أخوك .. وقضية نفقة عليك، والدنيا هتحلو.
(عبده بيجري عليها يمسكها من شعرها)
_ انتي ايه؟ شيطانة؟ ... داهية سودة .. إلهي ربنا ياخدك.
_ سيب شعري يا عبده .. واختار لك حل من الاتنين .. إما تنزل إنت .. أو هنزل أنا.
(عبده بيبص لها مستغرب)
_ هنزل أروح فين؟
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
_ هتنزل تروح لأخوك المكتب يشوف لك شغلانة بمرتب كبير
_ هو انتي ليه طمعانة في فلوس أخويا.
_ انتي اللي ربيته وصرفت عليه، يبقى لازم يرد الجميل.
_ جميل ايه يا بنت الأبالسة انت . جميل ايه؟ هو انتي نسيتي إنه طفش من البيت بسببك .
_ مليش دعوى .. معاك خمس دقايق، لو منزلتش ورحت لأخوك المكتب .. هنزل أنا واروح أعمل بلاغ ضده في القسم.
(عبده بقى محتار، شكله مش عاوز يعمل مشاكل لأخوه)
_ حاضر يا بنت المؤذية .. أنا هروح لأخويا.
_ طب انزل يلا.
_ مش دلوقتي.
_ هتنزل دلوقتي يا عبده .. متجننيش.
(عبده مغلوب على أمره، بيبص عليها بمنتهى الغضب، وبيخرج من باب الشقة)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
صابرين وعبير قاعدين في الليفينج، وصابرين بتتكلم خايفة.
_ هي ماما ممكن تكون ماتت يا طنط يا عبير؟
_ ان شاء الله كويسة ولسة عايشة يا صابرين، وهتشوفي.
_ أنا خايفة تكون راحت الجنة .
_ متخافيش يا حبيبتي، ان شاء الله كويسة .. الست العقربة اللي اسمها إلهام قالت لي انها كانت في المستشفى وخرجت.
_ انا مش عايزاها تتأخر علشان أنا رايحة الجنة، وعايزة أشوفها قبل ما اروح.
_ كلنا هنروح الجنة ان شاء الله ..
_ أنا هروح الجنة قبل ما اشوف ماما .. علشان بابا بالليل قال لي يلا يا صابرين تعالي وخلي ماما تيجي بعدك.
(عبير عيونها بتدمع، وبتحضن صابرين لحد ما اتشنجت من البكاء)
_ بعد الشر عليكي يا حبيبتي، ان شالله كل اللي يكرهوكي.
_ هتزعلي عليا يا طنط عبير؟
(عبير منهارة من العياط)
_ يا بنتي خلاص حرام عليكي، متقوليش كده تاني.
_ أنا عارفة انك هتعيطي عليا يا طنط عبير، وخالو عمرو كمان هيعيط عليا .. بس إلهام الوحشة دي هتفرح علشان هي عايزاني أموت
(عبير بتحتضن صابرين بقوة وبتحاول تسكتها)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
_ خلاص يا صابرين، خلاص متقوليش كده تاني.
_ أنا عايزة أقوم أنام يا طنط عبير.
_ تنامي؟ .. .. .. تنامي ليه؟
_ علشان رايحة الجنة عند بابا.
(عبير رفضت تخليها تقوم، وصابرين مش قادرة، بدأت تدوخ، وتشاور لها بإيدها)
_ يلا يا طنط عبير .. طلعيني أوضتي، عايزة أنام.
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
عبير شالت صابرين وهي بتبص لها بنظرات كلها خوف عليها، وجسمها بيتهز من رعشة الخوف.
وصلوا الأوضة، وعبير نزلتها على السرير بتاعها..
صابرين بدأت تمد رجلها وتفرش دراعاتها جنبها، وابتسمت للسقف بدون ما تفتح عينها، ونطقت كلمة واحدة.
_ بابا..
(عبير واقفة بتضربها على خدودها بتحاول تصحيها)
_ صابرين .. صابرين .. يا صابرين.
(صابرين مش بترد)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
عبير طلعت تليفونها وبدأت تتصل على عمرو ومش بيرد عليها، وكانت هتتجنن مش عارفة تعمل ايه.
نزلت تحت تنادي مدام ثريا مديرة البيت.
_ الحقيني يا مدام ثريا .. الحقيني.
_ في ايه .. مالك ملهوفة كده؟
_ الحقيني يا مدام ثريا، صابرين بتموت .. صابرين بتموت.
(مدام ثريا طلعت تجري ع الأوضة فوق عند صابرين)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
صابرين متمدددة، ومدام ثريا بتضربها على خدودها، بتحاول تفوقها مفيش فايدة، وطلعت التليفون واتصلت بعمرو.. لكن مفيش رد.
مدام ثريا اتصلت بالاسعاف
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
عمرو في فيلا عبداللطيف أبو شويكة.. وقاعد مع الراجل بيتكلموا ومعاه المستشار القانوني للشركة..
_ عموما حصل خير يا حاج عبداللطيف، أتمنى بس تخلي حد يروح يناديها، أو تتصل بحد هناك يكلمها تيجي.
_ حاضر يا عمرو بيه .. هي الفيلا مش بعيدة ..
_ وحياتك يا حاج عبداللطيف بسرعة، علشان أنا ليا 12 سنة مشفتهاش.
_ يااااااااااااااه 12 سنة مشفتش اختك.
_ مش وقته يا حاج عبداللطيف، ارجوك اتصل بحد يجيبها بسرعة، أو تعالى حضرتك معانا نروح لها.
_ يبقى نروح هناك أحسن .. اتفضلوا معايا.
(التلاتة بيقوموا علشان يروحوا الفيلا التانية اللي فيها نجوى ... لكن تليفون عمرو بدأ يرن، والمرة دي قرر يرد لأنه انتهى من الكلام مع الحاج عبداللطيف ابو شويكة)
_ ألوووو .. أيوة يا مدام ثريا .. خير .. مالها صابرين.
(عمرو اتفاجيء بكلام ثريا ان صابرين في المستشفى، ولونه اتخطف، وبص ع المستشار القانوني)
_ بعد إذنك يا محمود بيه، تروح معاه الفيلا التانية وتجيب نجوى ع الفيلا .
_ في حاجة ولا ايه يا عمرو بيه؟
_ صابرين بين الحياة والموت في المستشفى.
_ يا ساتر يارب.
(عمرو جري من الفيلا بدون ما يسلم على حد)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
عند مقر شركة الجلال .. كان عبده واقف بيتكلم مع أفراد أمن الشركة.
_ بقول لك عمرو بيه مش هنا.
_ طيب هييجي امتى؟
_ معرفش.
_ طيب عنوان بيته ايه؟
_ معرفش.
_ طيب عايز أكلم حد من الشركة أسيب معاه رقم تليفوني، أنا أخوه الكبير وعايز أقابله.
_ عمرو باشا الخيشي راجل محترم وبيعتبر كل الناس أخواته، وامشي بعيد بدل ما حد من الادارة يشوفك في الكاميرات يتعمل لنا مشكلة.
_ يا عم بقولك عمرو يبقى أخويا .. يعني هو الادارة والامارة هنا ومفيش حد هيؤذيك.
_ وعمرو بيه مش هنا .. والله مش هنا .. يلا امشي.
_ طيب عايز آخد ميعاد اقابله.
_ من يوم ما رجع من أوروبا ملوش مواعيد .. دايما برة الشركة.
_ خلاص انا مش همشي من هنا غير لما يحضر.
_ كده هتخلينا نضطر نتعامل معاك بشكل مش كويس.
(عبده وقف محتار، مش عارف يعمل ايه، وإلهام كانت بترن ع الفون)
عبده قفل الفون في وش إلهام ومشى.
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
في فندق جلال بيه في أوروبا، كانت بسنت بتلم الشنط، وبيجهزوا نفسهم راجعين مصر.
_ عايزك تكوني لطيفة مع جوزك يا بسنت.
_ يعني هي يتعامل معايا بالشكل ده ويبقى أنا اللي مطلوب مني أكون لطيفة يا بابا.
_ معلش يا بسنت .. انتي جرحتيه في أخته وبنت أخته.
_ هو اللي حساس زيادة عن اللزوم .. وانا مكنتش غلطانة.
(جلال بيبص عليها وزعلان من طريقة كلامها)
_ مش بسنت اللي أعرفها اللي بتتكلم.
_ لا يا بابا .. أنا بسنت اللي تعرفها .. ومش معنى إني برفض إن بيتي يكون ملجأ أيتام أبقى ست متسلطة، أو مش بحترم جوزي .. احنا فتحنا أكتر من عشرين ملجأ للأيتام في أقل من عشر سنين .. و دي حاجة تتحسب لنا .. لكن مش معنى كده بردو إننا نلم الأطفال في بيوتنا.
_ دي بنت أخته يا بسنت.
_ وحياتك يا بابا متتكلمش زيه .. وحضرتك مشفتهاش غير مرة واحدة وكنت بتعطف عليها فيها.
(بسنت كانت بتتكلم بصوت عالي)
_ خلاص خلاص اهدي .. شكلنا مش هنعرف نتناقش دلوقتي خالص وميعاد الطيارة هيفوتنا.
(جلال بيه بدأ يجمع في الحاجات بتاعته في صمت)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
في المستشفى، كان عمرو زي الملهوف، بيجري يدور على عبير ومدام ثريا، لحد ما شافهم.
_ خير يا عبير في ايه؟
_ معرفش والله .. فجأة كده قالت لي عايزة انام .. وطلعتها فوق، وكانت بتتكلم عن الموت، وانها رايحة الجنة .. ولما حطيتها ع السرير بتاعها، لاقيتها ابتسمت وبدأت تكلم باباها.
وجسمها بدأ يترخي، وراحت في دنيا تانية.
_ هي فين دلوقتي.
_ هي في العناية المركزة، والدكاترة مانعين حد يدخل عليها.
_ ومين الدكتور اللي دخلها العناية.
_ دكتور اسمه أحمد صلاح .. هتلاقيه في الأوضة اللي آخر الطرقة دي..
(عمرو مشي مندفع ناحية الأوضة، يسأل عن الدكتور أحمد صلاح، لحد ما شافه)
_ خير يا دكتور .. طمني عن الطفلة صابرين اللي اتحجزت في العناية.
_ حضرتك أبوها؟
_ أنا خالها .. حصل ايه؟ عندها ايه؟
_ متقلقش حضرتك .. هي كويسة.
_ يعني فيها ايه؟ عندها ايه؟ الدادة بتقول لي انها مش بتنطق.
(الدكتور متلخبط مش عارف يقول له ايه، لأن كل التخصصات كشفت عليها، ولقوا القلب سليم، والضغط كويس، والدم عال، والكلى شغالة، والكبد مفيهوش حاجة، والصدر تمام، وكل أعضاء جسمها شغالة بانتظام، ومش لاقيين تفسير للحالة اللي هي فيها، وسايبينها تحت الملاحظة في العناية المركزة، وهيمروا عليها دايما لحد ما يطمنوا عليها)
عمرو بينفخ .. متضايق .. مش مستوعب .. قلقان على صابرين .. متخبط .. مش عارف يتلم على أعصابه.
_ أنا لو في كابوس مش هيحصل لي كل ده .. يعني في اللحظة اللي هشوف فيها أختي، يحصل ده في أختها ... استر يا رب .. استر يا رب.
(عبير بتلطم في آخر الطرقة وبتبكي ومش قادرة تمسك لسانها من الأسى)
_ يارب ما تموت .. يارب ماتمت يارب.. ااااااااه .. يا صابرين .. يا كبدي يا بنتي
(عمرو راح مندفع عليها، وبيزعق لها)
_ اخررسي .. اياك تتكلمي كده
(عبير فوجئت بانفعال عمرو عليها، وسكتت ... وحست بالإهانة، وبدأت تبكي بدموع كتيررررررر)
سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني .. سيد داود المطعني
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×