رواية صرخة يتيمه الحلقة الثالثة عشر

صرخة يتيمه الحلقه الثالثة عشر

صرخة يتيمة الحلقة الثالثة عشر
مدام ثريا مديرة البيت، بتدي التليفون لصابرين، بتقول لها خالو عمرو عايزك.
صابرين بتاخد التليفون وبترد على خالها عمرو، سألها عن أخبارها، وعايزة ايه يجيب لها معاها.
_ انت واحشني أوي يا خالو عمرو وانا عايزاك ترجع علشان أشوفك
_ حاضر يا بابا هرجع علشان انتي كمان واحشاني.
_ بس اركب عربية حلوة يا خالو .. متركبش الميكروباص علشان الميكروباص وحش.
_ حاضر يا بابا مش هركب ميكروباص .. عايزة حاجة تانية.
_ قول لعمو جلال تعالى بسرعة، علشان صابرين بتحبك، وبتقول لك انت مش عيان، وبابا قال لي ربنا يشفيك يا عمو جلال.
_ حاضر يا بابا هقول له .. نقول سلام بئى علشان تنامي.
_ حاضر .. سلام
(عمرو أنهى المكالمة مع صابرين، وفتحت دراعاتها لعبير علشان تشيلها زي العادة وتطلع بيها فوق في أوضتها ... وكأن عبير عايشة معاها طول عمرها في الفيلا .. رغم بساطتهم كانوا سريعي التأقلم مع المكان)
(تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني)
عمرو وجلال بيه قاعدين وبسنت منتظرين الفريق الطبي اللي بيفحص التحاليل والأشعة وبيتناقشوا علشان يبلغوه بالقرار الأخير.
عمرو ماشي ناحيتهم، وبيقعد جنب جلال بيه من الناحية التانية بعيد عن بسنت، وبيكلمه بهمس.
_ صابرين بتقول لك تعالى بسرعة لأنك مش عيان.
(جلال بيه بيبتسم)
_ الطفلة دي غريبة أوي يا عمرو .. أنا من لحظة ما شفتها في المنام بتدلكني وانا حاسس نفسي كويسة، وأعصابي مرتاحة، ومعنديش أي مشاكل في جسمي.
_ ان شاء الله خير يا عمي.
(بسنت بتحاول ترمي ودنها علشان تسمعهم بيقولوا ايه، لكن مفيش فايدة)
البروفيسور الجديد طالع وهو مندهش، وملامح وشه غريبة، وتعبيراته عجب.
التلاتة قاموا يمشوا ناحيته، وبسنت بتقول بصوت عالي:
_ يارب يكونوا حددوا ميعاد نهائي للعملية علشان نرتاح.
(اتقابلوا مع البروفيسور والراجل بيضغط دماغه بصوابعه مش عارف يبدأ ازاي، وبدأ يكلمهم بالانجليزية اللي التلاتة يجيدوها كويس.
قال لهم إنه بيحاول يصدق اللي شافه لكن فعلا مش قادر يستوعب .. التقارير الجديدة كلها بتؤكد إنها لشخص سليم مية في المية، مش بيعاني من أي مشاكل عضوية في جسمه نهائي.
_ ازاي يا دكتور الكلام ده، البروفيسور باترسون أكد لنا إنه وصل لأخطر مراحل المرض ولازم يجري عملية.
_ البروفيسور باترسون كان عنده حق، لأن التقارير القديمة كلها بتؤكد إنه وصل لأخطر مراحل المرض، كأننا بنتكلم عن شخصين مختلفين.
(التلاتة بيبصوا على بعض بخوف ودهشة وارتباك، وعدم اقتناع، وتوتور)
_ ممكن يكون المركز أخطأ في التقارير واستبدلها بحاجة تانية.
_ تواصلنا معهم، وأكدولنا صحتها.
_ يعني ايه الكلام ده يا دكتور؟
_ أنا أول مرة أشوف الحالة دي، بالرغم من إني كنت في مؤتمر في ميونيخ من سنتين، وأحد الزملاء الألمان ألقى تساؤل عن حالة زي دي، وجميع الحضور سخروا من تساؤله ولم يصدقوه، لكن دلوقتي أنا بشوف الحالة بعيني.
(جلال بيبص عليهم وهو مبسوط، بالرغم من إن بسنت وعمرو مش مرتاحين)
(تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني)
_ شفتوا شفتوا .. مش قلت لكم أني خفت
_ لحظة يا بابا لو سمحت .. أكيد في حاجة غلط
(البروفيسور بيبص عليهم)
_ أحد زملائي وهو أستاذ بالجامعة الملكية في لندن، أشار علينا بتوقيع الكشف على المستر جلال من جديد، كأنه فحص لأول مرة، ونعيد طلب التحاليل والأشعة مرة أخرى.
(جلال هز راسه بالموافقة، والبروفيسور شاور له علشان يدخل بيه جوة)
جلال راح معاهم، ووراه عمرو وبسنت.

عبير بتحكي مع صابرين، بتونسها لحد ما تنام، وفجأة صابرين قعدت وبصت على عبير.
_ أنا عايزة ماما يا طنط عبير .. هو ليه خالو عمرو مش بيجيب لي ماما
_ هترجع ان شاء الله هترجع .. بس هو مش عارفها راحت فين لما طلعت من السجن .. وليه مراحتش بيت خالك
_ ماما جات بيت خالو عبده، وسألت عليا.
(عبير فتحت عيونه، واتفاجئت بالكلام، وبصت على صابرين)
_ بتتكلمي جد؟ ماما جات بيت خالك عبده؟
(صابرين هزت راسها يعني أيوة .. من غير ما تتكلم)
_ امتى؟
_ مش هقولك.
_ لازم تقولي علشان نرجعها.
_ لو قلت لك .. إلهام هتضربني
_ إلهام؟ هتضربك ليه؟
_ هي قالت لي كده.
_ متخافيش مفيش حد هيقدر عليكي هنا، أنا ممكن أجيب لك إلهام دي من شعرها، واضربها لك بالشبشب فوق دماغها.
_ يعني مش هخليها تضربني؟
_ متخافيش احكي لي يلا جات امتى.
كنا نايمين في الليل، وماما ضربت جرس الباب، وخبطت..
إلهام مرات خالي صحيت من النوم، وطلعت لها وخلتها تمشي.
_ خلتها تمشي ليه؟ قالت لها ايه؟
_ مش عارفة .. نسيت.
_ نسيتي ليه بس؟
_ نسيت علشان مش فاكرة.
_ وانتي ليه ما مش قلتي لماما إنك هنا وصاحية.
_ علشان إلهام قالت لي لو قمتي من مكانك ولا اتكلمتي هحرق ايدك بالنار .. وانا كنت خايفة.
(عبير بتضغط على اسنانها)
_ اه يا بنت الكلب يا إلهام.
_ ورجعت لكم تاني بعدها.
_ مش عارفة.
_ اومال عارفة ايه يا صابرين بس؟ عارفة ايه؟
_ انا صغيرة مش بعرف غير حاجات قليلة .. وبابا قال لي لما تكبري هتعرفي حاجات كتيرة
( عبير بتلمس لها على شعرها، وبتحاول تخليها تنام)

جلال بيه وبسنت وعمرو في الفندق وكانوا فرحانين جدا، وبسنت لازقة في حضنه مش بتسيبه، وعمرو بيتكلم في الفون وكان فرحان أوي.
_ ربنا يبارك في حضرتك يا فندم .. ألف شكر لحضرتك .. أكيد ان شاء الله هينزل مصر .. كلها كام يوم كده .. ألف شكر يا فندم .. مع ألف سلامة حضرتك.
(عمرو بيقفل الفون وبيروح ناحيته)
_ يااااااااااااااااااااااااه يا عمي .. كابوس وانزاح.
_ مش قلت لك احساسي مش بيخيب أبدا.
_ وانا قلت لك من قبل ما نوقع الكشف الاخير انك مش عيان، علشان تعرف بس ان بنتي اختي دي مش أي كلام.
_ انا نفسي موت اشوف البنت دي .. مش قادر انسى ملامحها في الحلم خالص.
(بسنت مش عاجبها الكلام، بترفع عينها لأبوها، وبسنت بتكلمه)
_ هننزل مصر بئى يا بابا
_ طبعا يا بسنت هننزل، بس هريح لي يومين .. ده أنا من يوم ما جيت هنا وانا بين الأجهزة، وحالتي صعبة.
_ وانا بقول كده يا عمي بردو .. انا هسبقك، وحضرتك تغير جو يومين تلاتة كده وترجع مصر براحتك.
(جلال بيه بيبص عليهم الاتنين مش بيكلموا بعض)
_ هو انتوا هتكلموني وحدي، وانا المفروض أرد عليكم الاتنين، ما تتكلموا مع بعض شوية.
(عمرو بيرمي عينه عليها، مش طايق يكمل نظرته ليها)
_ وهو الواحد يطول يتكلم معاك .. ربنا يعلم اعصابنا كانت عاملة ازاي الأيام اللي فاتت دي.
(جلال بيستأذن يقوم)
_ انا هقوم أنام لي شوية، واسيبكم بقى، مش بحب أكون كوبري لحد
(جلال سابهم ودخل ينام)
(تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني)
صابرين نايمة .. وبتشوف حلم جديد ..
أبوها داخل عليها الأوضة اللي هي فيها في الفيلا..
_ بابا بابا بابا .. شفت أنا رحت المكان الحلو اهو زي ما قلت لي، بس ماما مش معايا .. هي راحت الجنة عندك وسابتني؟
_ مش عارف بس هي هتيجي أكيد، وانتي هتيجي.
_ وإلهام مرات خالي عبده هتيجي عندك.
_ لا يا بابا إلهام دي وحشة مش عايزينها.
_ وخالو عمرو هيروح معانا.
_ خالو عمرو قاعد مع عمو جلال بتاع العربية اللي انتي بتحبيه، وزعلان عليه.
_ زعلان ليه.
_ علشان جلال بيه مات.
(صابرين زعلانة في الحلم وبتبكي)
_ لالالا مش مات .. مش مات .. مش كل الناس الحلوين يموتوا .. لالالالا.
_ انتي ليه زعلانة .. ما انتي هتموتي يا بابا زيه.
_ لا لا لا مش عايزة أموت أنا .. علشان عايزة اشوف ماما.
_ هي فين ماما؟
_ مش عارفة .. بس خالو عمرو هيرجعها.
_ خالو عمرو زعلان عند جلال بيه .. انا هروح له.
(أبو صابرين اختفى من قدامها)
صابرين بتدور عليه، وفجأة شافت إلهام، داخلة عليها وكان شعرها منكوش.. وشكل عيونها كان يخوف.
_ انتي ليه بتقولي لعبير ان ماما جات سألت عليكي، أنا مش قلت لك متقوليش لحد.
(صابرين بتبكي)
_ خلاص يا طنط إلهام .. أنا آسفه مش هقول تاني.
_ انتي مش بتسمعي الكلام، وأنا هلسعك بالنار.
_ لا لا لا لا .. إلحقيني يا طنط عبيررررر
(فجأة دخلت عبير الأوضة، ومسكت إلهام من شعرها وجرجرتها وفتحت البلكونة ورمتها من فوق، ورجعت تقعد جنب صابرين تحاول تهديها ... وصابرين وقفت تسقف بإيديها فرحانة إن إلهام ماتت)
_ هييييه .. إلهام ماتت .. إلهام ماتت .. ماتت
(تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني)
صابرين صحيت من النوم، وبتبص حواليها لقت عبير نايمة جنبها، وبدأت تصحيها علشان تحكي لهاالحلم..
(يبدو أنه مش حلم .. دي أضغاث أحلام، عقلها الباطن كان بيخزن أحداث اليوم والحاجات اللي صابرين خايفة منها، واتجمعت كلها في حلم واحد ملوش أي تفسير)
(حلم ملوش أي علاقة بالاحلام اللي كانت تشوفها تحصل، واللي متعلقة باتصالها بأرواح معينة زي خالها عمرو وجلال بيه)
صابرين حكت لعبير كل اللي شافته .. وعبير رغم بساطتها قالت لها انتي علشان خايفة من إلهام شفتيها في الحلم، وكأنها 
في الصبح..
كان عبده جوز إلهام رجع من الشغل، وإلهام منتظراه جنب الباب على نار، وعلى أحر أحر أحر من الجمر..
عبده دخل الباب، وقبل ما يقول صباح الخير، كانت إلهام بتجري ناحيته تشده ناحية الكنبة يقعد.
_ أخيرا جيت يا عبده.
_ جرى ايه يا ولية .. مالك مسروعة كده.
_ أخوك عمرو بقى مدير عام شركة كبيرة.
(عبده بيقفل حواجبه، مستغرب من المعلومة المفاجأة دي)
_ أخويا عمرو بقى مدير عام!! امتى وفين؟
_ ومتجوز بنت صاحب الشركة كلها.
_ وانتي عرفتي الكلام ده ازاي؟
_ امبارح كان باعت مستشار كبير أد الدنيا، يسأل عن أختك نجوى .. كان رجل هيبة كده.
(عبده بيعصر دماغه، وبيضربها بإيده تلات أربع مرات)
_ ده يبقى هو الباشا اللي كان بيكلمني من جوة العربية، وصابرين قاعدة جنبه .... ياااااه يا عمرو.
(إلهام قامت من مكانها، واتدورت تسحب كرسي تقعد عليها بحيث وشها يبقى في وشه على طول)
_ بص بقى يا عبده، انت تنزل دلوقتي حالا تقول له يشوف لك شغل إضافي في الشركة بمرتب كبير، بدل ما انت قاعد مرزوع النهار كله في البيت لا شغلة ولا مشغلة.
_ شغل ايه يا إلهام؟ ما انا بشتغل اهو .. ومرتبنا حلو.
_ يا شيخ اتنيل بلا شغل بلا زفت .. انت بتنزل تشتغل سبع ساعات بالليل وترجع لي وش الصبح، تقعد تقرفني الواحد عشرين ساعة اللي فاضلة في اليوم.
_ واحد عشرين ساعة ايه يا ولية انتي .. هو اليوم فيه كام ساعة اصلا.
_ مش مهم .. ركز معايا بقى
(تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني)
_ انت هتروح له الشركة، وتقول له انت فين، ده أنا وإلهام بندور عليك من زمان، وانك بالعافية قدرت توصل له، وتلزق جنبه في المكتب لحد ما يشوف لك مكان.
_ انا مش هروح لأخويا بعد السنين دي كلها أقول له شغلني.
_ نعم يا روح أمك ... أومال هتقعد بوزك في بوزي كده اليوم كله؟ لاااااااااااااااااااا أنا مش بستحملك ساعة في البيت بصراحة .. والعيال بيكبروا وعايزين مصاريف زيادة.
_ يا سلااام .. ومن إمتى الكلام ده ان شاء الله.
_ من زمان يا خويا.
_ زمان ايه؟ ده انتي عينك في الوظيفة اللي اخويا وصل لها، ومش عايزة تبعدي عنه.
_ بص يا عبده .. ورحمة أبويا المعلم الجيار .. لو ما نزلت دلوقتي حالا ليكون نهارك اسود.
_ المعلم مين يا اختي؟ هو الجيار بقى معلم امتى؟ الجيار ده كان حرامي .. وأهل الحارة كانوا يمشوا وراه يقولوا يا ستار يا ستار .. شوفوا يا ناس الجيار .. بقى حرامي وجاب العار ..
(إلهام اتضايقت لما جاب سيرة أبوها الجيار وقال انه حرامي)
_ بقى كده يا عبده، طيب مش هبقى إلهام بنت المعلم الجيار على سن ورمح لو ما خليتك تعرف مين هو الجيار..
_ يا شيخة روحي .. طلعتي عين أهلي من يوم ما اتجوزتك.
(عبده سابها وراح دخل أوضته)
_ ماشي يا عبده ..
(إلهام بتفكر هتعمل ايه)
_ ده انتي بقى ليكي لازمة يا نجوى.. كده الحل الوحيد في نجوى..
(إلهام دخلت أوضتها ولبست هدومها ونزلت بسرعة)
جلال بيه صحي من النوم، وخرج من أوضة وشاف بسنت قاعدة مكانها بتتصفح السوشيال ميديا على تليفونها.
_ صباح الخير يا بسنت.
_ صباح الخير يا بابا .. يارب تكون نمت كويس.
_ ياااااااااه يا بسنت .. ده النوم اللي فيه استرخاء كان واحشني بشكل.
_ الحمد لله
_ أومال جوزك فين؟
_ معرفش.
_متعرفيش ازاي؟
_ نزل بعد ما حضرتك نمت، ومرجعش من لحظتها.
(جلال بيه مستغرب)
_ راح فين ده؟
(عمرو دخل عليهم وكان لابس آخر شياكة)
(تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني) (تأليف سيد داود المطعني)
_ صباح الخير يا عمي..
_ صباح الخير يا ابني .. كنت فين؟
_ رحت اتمشيت شوية
_ بتتمشى من بالليل لحد الصبح يا عمرو.
_ النفسية كانت محتاجة تمشية تلات ايام .. كنت أتمنى الليل ميخلصش.
_ ياااااااااااااااه .. للدرجة دي مخنوق يا عمرو.
(عمرو بيبص على جلال بيه وعيونه مدمعة)
_ كنت بفكر في قرار صعب، بيتوقف عليه مصيري الشخصي.
_ قرار ايه؟
_ انا من أول ما نزلت وانا بحاول استجمع قوتي علشان أقدر أقول لحضرتك.
_ ايه ده! هو الموضوع صعب للدرجة دي.
(عمرو بيبص في الارض وبيبص على بسنت)
_ عمي .. أكيد حضرتك عارف ان بحبك أد ايه؟
_ طبعا ياعمرو .. هي دي محتاجة كلام؟
_ لما قربت من حضرتك، ووفقت تجوزني بسنت .. كانت الظروف غير الظروف .. والوضع غير الوضع .. وشوية عوامل كتير هيأوا للمناخ ده.
_ دي مقدمة صعبة .. ربنا يستر م اللي بعدها.
_ أنا هتفرغ الفترة الجاية كلها لتربية بنت أختي .. والبحث عن أختي، ولازم أجمعهم الاتنين في حضني، ومش هتخلى عنهم بعدها أبدا.
وحضرتك عرفت ان أختي كانت مسجونة .. وشفت بنتها الفترة اللي فاتت وهي مشردة مع الست دي..
و دي حاجة لا ترقى طبعا لبسنت، ولا حتى لوضع حضرتك.
(جلال بيبص له باستغراب، وبسنت بتترقب كلامه برعب)
_ ايه الكلام ده؟
_ انا هاخد اجازة مفتوحة من الشغل، وهسبق حضرتك للقاهرة، أخلي الفيلا من صابرين والست اللي معاها، وهمشي شغل الشركة لحد ما ترجع تنور مكانك .. وهكون تحت أمرك في أي وقت تطلبني فيه..
ومش هتعب هظلم بسنت معايا وهخليها تتحرر مني بدون أي مشاكل.
_ تحررها ازاي؟
_ هسيب لها حرية الاختيار، إن كانت عايزة تكمل معايا، أو ننفصل.
(بسنت سمعت لفظ الانفصال وكانت هتتجنن، وصرخت بصوت عالي)
_ ننفصل!!
(عمرو بص عليها بطرف عينه ورجع لجلال بيه)
_ أنا مش أناني علشان أجبرها تقبل تكون مرات حد أخته لسة خارجة من السجن ... وفي نفس الوقت مش هقدر أتخلى عن أختي اللي ملهاش حد في الدنيا غيري... وعلشان كده أنا قررت أسبق حضرتك على القاهرة .. وهمشي الشغل كله.. وهنتظر حضرتك ترجع ومعاك قرار الاستغناء عني في الشركة، أو الإبقاء عليا .. أو حتى تنزلني لدرجة وظيفية أقل لو تم الانفصال..
وهنتظر قرار بسنت اللي تشوفه.
(بسنت بتبص عليه وهي بترتعش)
_ عمرو احنا لازم نتكلم ... نتناقش .. الأمور مش بتتاخد كده.
(عمرو بيبص لها، ويرجع بعينه لجلال بيه كأنه يبكلمه هو)
_ أي نقاش هيتطرح فيه إني أكون بعيد عن أختي وبنت أختي غير مقبول.
_ انا مش هقول لك اتخلى عنهم يا عمرو.
_ ولا حتى يسكنوا بعيد عني يا بسنت .. مش هحرمهم مني أكتر من كده .. كفاية اللي شافوه في حياتهم .. وكفاية تقصير أخويا الكبير معاهم.
(بسنت بتنفعل مع الدموع، وبتتكلم بصوت عالي)
_ انت لازم تسمع وجهة نظري للآخر يا عمرو.
_ آدي انتي بدأتي ترفعي صوتك ... وانا للمرة التانية هفوتهالك علشان وجود عمي .. وعلشان كده هسيبك تفكري، لحد ما ترجعي انتي وجلال بيه القاهرة.
(عمرو بيهز دماغه بالاستئذان من جلال بيه)
_ بعد إذن حضرتك يا جلال بيه.
_ طيب استني يا ابني نتكلم.
_ أرجوك يا جلال بيه سيبني براحتي .. صابرين وحشتني أوي .. ولسة كمان هنزل أشوف أختي فين.
(جلال بيه بيبص على عمرو، وبيقوم له يحط إيديه على كتفه)
_ أنا هدور على أختك معاك يا عمرو .. مش هتخلى عنك لحد ما تلاقيها.
(عمرو بيحضنه، ويشد على إيديه، ويبتسم له ويسيبه ويمشي)
بسنت بتقعد خبط ع الكرسي، وبتنفخ من الانفعال وعيونها مليانة دموع
إلهام راجعة البيت جري، وهي ملهوفة، ودخلت أوضة عبده..
وبدأت تصحيه بلهفة.
_ عبده .. يا عبده .. قوم يا عبده..
(عبده قام من النوم مخضوض)
_ في ايه؟ حصل ايه؟
_ مش لاقية أختك نجوى.
(عبده بيندهش)
_ مش لاقياها فين؟ وانتي كنتي عارفاها فين؟ هو في ايه؟

الحلقة الرابعة عشر من هنا

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×