قصة ابواب لايجب ان تدخلها للكاتب مصطفي مجدي

قصص للكاتب مصطفي مجدي , قصص رعب  , قصص رعب قصيره
ابواب لايجب ان تدخلها
والدى ووالدتى تركانى فى المنزل وحيدًا وسط بوابات عديدة ، فمنزلنا كبير للغاية وانا طفل صغير لايتجاوز عمرى الخمس سنوات ، كل مايحمله عقلى من ذكريات ماهو الا بقايا صغيرة من الالعاب التى احضرها والدى الي ، قبل ان يرحل عن عالمنا الى العالم الآخر ، وحضن والدتى التى رحلت ايضًا وتركتنى وحيدًا فى هذا المنزل الكبير ، كثيرًا مااخرج من المنزل واسمع تراهات تقول ان النار اندلعت وحرقت كل مافى البيت من رجل وامرأة وطفل ، بالتأكيد لايقصدوني قط ، فأنا أعيش بينهم ، هم لايخاطبونى ولا يعيروا لى اى اهتمام وهذا يثير غضبى كثيرًا ولكن انا حي بينهم ، لست محتاجًا ان اشعر بوجودهم حولي .
لا استطيع ترتيب وتنظيف البيت فأنا طفلًا صغيرًا ، لذلك امتلئت غرف المنزل بالحيوانات اصدقائى ، فقد كانوا يخيفونى فى بادئ الأمر ولكن بعد ذلك تصادقنا ، فلقد علمت لغتهم جيدًا وأصبح التواصل بيننا سهلًا اسهل من البشر اجمعين.
وخصصت لكل منهم بابًا ، فللأفاعى بابًا ، وللخوف بابًا ، وللكره بابًا ، وللعناكب بابًا ، وللحب بابًا ، استخدم كل باب منهم فى قتل المتطفلين الذين يأتون الى منزلى ، فليس من المعقول ان يتدخلوا فيما يخصنى ، فى بادئ الأمر كنت انتظر واصمت ولكن اليوم يجب ان اضع حدًا لكل هذا ، فلقد اثاروا حفيظتى حينما علمت ان هناك بعض الأشخاص يريدون جعل منزلى مزارًا سياحيًا ومسكنًا لتجارتهم البغيضة ، فيقولون عليه انه اثري وانه يحق لهم ، لذا يجب ان ادافع عنه بكل مااوتيت من قوة ، لن اترك لهم المجال بهذه السهولة التى يعتقدونها ، ولكن سأجعلهم يندمون اشد الندم على اتخاذهم تلك الخطوة ، وحتى اذا قرروا التراجع عن الأمر ، فالأمر الآن ليس بيدهم بل بيدى ، انا من سيتحكم بكل ماهو قادم ، عليكم القدوم إلي وعلي الإستقبال.
.......................................................
مشهد خارجى: اصدقاء يجلسون فى احدى المدرجات " سامى ...ياسر ..ياسين .. سهيلة ... سمر .. عبير"
يجلس الاصدقاء الستة وبينهم سامى العاشق للجميلة سهيلة ، فهم دائمًا مايقولون عنه انه عاشق ولهان بها ، تتلخص حياته فى حب سهيلة ، فالجامعة بأكملها تراهم من العُشاق القليلين المرور على الحياة ، وايضًا دائمًا ماكانوا يتعجبون من وجود كره شديد يتمثل فى شخص ياسين وياسر ، ورغم انهم من ضمن مجموعة مترابطة من الاصدقاء إلا ان النفوس تحمل بغضًا دفينًا ، فإن استطاع احدًا منهم القضاء على الآخر ، سيفعل دون تردد
سامى موجهًا حديثه للمجموعة قائلًا :
= ياشباب لازم نخرج مع بعض آخر يوم فى الإمتحان ، لازم نحتفل
ردت عبير بخبث :
.. ياعم قول انك عايز تخرج مع سهيلة وتحبوا فى بعض وتغيظونا
= اكيد بموت فى سهيلة ، بس مش ده السبب انا عايز نخرج كلنا ونتجمع فى مكان ونفرح سوا
ياسين بطريقة سمجة :
... انا اوت من الموضوع ده ، روحوا لوحدكم
سامى = ايه ياابنى الرخامة دى ، هو انت على طول معترض كده
سريعًا ماتدخل ياسر مؤيدًا لسامي :
.... ايوة هو على طول كده ماتفهملوش هو عايز ايه
سامى = اقولكم على حاجة ، انا هروح لوحدى انا وسهيلة ، مش عايز وجع دماغ
نظر الى سهيلة فى رومانسية وحب ، ثم استطرد حديثه قائلًا:
= حتى اعرف احب فيها براحتى
قاطعته سمر قائلة :
.. هتروح "منزل الابواب " ازاى والحكومة لسه مااعلنتش عن افتتاحه
= انا سألت وعرفت ان اول يوم هيفتحوه فيه ، هيوافق اخر يوم فى امتحاناتنا ، يعنى احنا اول اتنين عاشقين هنروح
.. ماشى ياعم الحبيب
حان وقت نهاية الامتحان، فهاهي اللحظة التى تمناها دوما سامى وسهيلة حتى يتجها سويا لزيارة منزل الابواب، قد تغير المنزل قليلاً عما رأوه فى السابق، فقد اهتمت به الحكومة كثيرا عن ذى قبل، مظهره الخارجي اصبح اكثر اناقه.
الجمع يقف فى انتظار قص الشريط وافتتاح المنزل الاثري للزيارة، وانا ارى واشاهد كل هذا وانوي ان اجعله للزوار، مزارا للنهاية، من يختار باباً ليدخله، سيكون بوابةً لجحيمه، جحيم صنعته له خصيصاً حتى يُدرك الخطوة التى كتبت نهايته جيداً.
...........
مشهد خارجى
سامى وسهيلة ممسكان بأيادى بعضهما البعض، ينظر كلا منهما للاخر نظرة اعجاب وحب شديدة، يقفان امام بوابة الدخول للمنزل
نظر سامى الى سهيلة بكل حب وفتون ثم قال:
= انا حبيت نخلد جوه ذاكرتنا، اننا اول ناس دخلت المزار العظيم ده، علشان نحكي عنه لاولادنا، واصحابنا وكل الناس اللى بنحبهم
.. انا كفاية عليا انك تفضل جنبي على طول
دخلا سويا الى داخل منزل الابواب وبدءا يتفقدانه جيدا، فقد قامت هيئة الاثار بتنظيفه فقط، تاركة كل معالمه كما كانت في السابق، ولكنها وضعت على كل باب ملصقاً يحمل اسماً له يجسد ماشاهدوه بداخله من رسومات
بعد ان تفقدت سهيلة وسامى معظم الابواب، نظر سامى الى سهيلة فى عشق واشار بيده الى باب الحب ثم قال:
= لازم نحفر اسمنا في باب الحب، احنا ندخل جوه الباب ونتصور وانا ببوسك، علشان تبقى اول بوسة لاتنين عشاق جوه باب الحب
امتلأ وجه سهيلة بالإحمرار من الخجل ودخلا سوياً واغلقا الباب خلفهما حتى يتمكنا من الحصول على صورة وهم يقبلا بعضهما البعض فى خلسة، ولم يكنَ يعلما ان ماهم قادمون عليه هو نهاية لعشق لم يتركه الزمن يدوم طويلاً.
امسك سامى بهاتفه وضبطه كي يقوم بالتقاط الصورة الكترونيا، ثم قام بتقبيل سهيلة بكل قوة وكانه كان ينتظر تلك اللحظة طوال حياته.
بعد ان انتهيا من القبلة التى استمرت بعد التقاط الصورة بقليل، امسك سامى بهاتفه مرة اخرى ليرى الصورة، وقد كانت الصاعقة.
فقد رأى سامى صورته وهو يقبل شيطانه دميمة وطفل صغير دميم يضحك فى الخلف، التف مسرعا الى سهيلة فلم يجد سوى الشيطانة التى وجدها في الصورة
اتجه سامى مسرعا تجاه الباب للخروج، حاول فتحه مرارا وتكرارا ولكن لم يفلح الامر،علت الاصوات وبدأت الشيطانه فى اخراج سم من لسانها الذي يشبه كثيرا لسان الافعى اثناء اتجاهها لتقبيل سامي، الذي بدء في الصراخ قائلا:
= انجدونى، سهيلة، سهيلة، ساعدونا
تبسمت الشيطانة فى مكر ودهاء ثم قالت:
.. محدش هيسمعك، هتموت هنا وهتدفن هنا، ومتقلقش مش هتموت لوحدك، باب الحب مش بينسى العشاق، زى ماعيشتوا تحبوا بعض هتموتوا وانتوا بتحبوا بعض
اشارت الشيطانه بيدها لسامى حتى يرى معشوقته سهيلة، يقوم باغتصابها شخصا دميما، وبجانبه فأساً يبدو انه استعمله لجرح راس سهيلة به جرحا صغيرا.
اندفع سامى بكل قوة تجاه الشخص الدميم لانقاذ محبوبته، وامسك بالفأس جيدا ثم قام بتوجيهه تجاه الشخص الدميم الذي كان يعتلي سهيلة وقام بضربه بكل قوة.
وكأن الصاعقة قد نالت من سامى حينما رأى الدم ينهال من سهيلة بعدما اصابها بالفأس، فقد اختفى الشخص الدميم والضربة اخترقت جسد سهيلة البرئ.
بدء سامى فى الصراخ اثناء احتضانه لسهيلة واثناء ذلك وجد الشيطانة تقف امامه، ثم قالت فى مكر
= لازم قصة حبكم تخلد في التاريخ زى مااتمنيتوها
نزعت الشيطانة الفأس من جسد سهيلة، واعطته لسامى، الذى نظر الى دم سهيلة السائل منه ثم قال:
.. لازم دمك يختلط بدمى ياسهيلة ونتقابل يوم الدين علشان نعيش مع بعض على طول.
ضرب سامى الفأس فى قلبه، وفارق هو ايضا الحياة، ولكنى لم اتركهما هكذا، انا طفل صغير ولكن لدى الكثير والكثير من الاستطاعة لتحقيق اكبر الاشياء، قمت بدفنهم واخفيت كل ملامح قتلهم، ولم انس ابدا ان امحيهم من كل لقطات كاميرات المراقبة،،ثم فتحت الباب مجددا.
... اهلا بالجميع

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×