رواية صرخة يتيمه الحلقه التاسعه

صرخة يتيمه الحلقه التاسعه

صرخة يتيمة الحلقة التاسعه
عمرو أخد صابرين معاه في العربية، وراح بيها على الشركة..
صابرين كانت مطنشاه خالص، وبتبص عليه وبتضحك، وهو بيمشي بإيده فوق شعرها.
_ انتي اسمك ايه؟
_ صابرين.
_ اللي اسمها عبير تقرب لك ايه؟
_ تقرب لي طنط.
_ طنط ايه؟
_ طنط عبير.
_ لأ .. هي تقرب لك ايه؟ عمتك؟ خالتك؟ مرات عمك؟ مرات خالك؟
_ مرات خالي وحشة .. بتضربني، وبتحرقني بالنار.
(عمرو جسمه بيقشعر)
_ يا ساتر يارب.. بتحرقك بالنار ليه المجنونة دي؟
_ علشان هي مش بتحبني.
(عمرو بيضم شفايفه ضمة أسى، وعينه تدمع، ويتمتم بكلمات)
_ لا حول ولا قوة الا بالله..
(السواق بيشاركه في الحوار)
_ يا عمرو بيه الناس بقت وحشة .. والعيل لما أمه وأبوه يموتوا، مفيش حد بيرحمه.
(صابرين بتبص على السواق)
_ بابا بس اللي مات وراح الجنة .. لكن ماما عايشة مش ميتة.
(عمرو بيبص عليها)
_ ماما دي اللي هي عبير؟
_ يوووووووه .. قلت لك مش عبير.
_ طيب أخت عبير.
_ لأ مش أخت عبير.
_ يعني ماما ملهاش أخوات.
_ ليها.
_ مين؟
_ ماما تبقى أخت خالي..
_ وماما وخالك دول فين؟
(صابرين لسة هتجاوب تقول له ماما في السجن، راح تليفون عمرو بدأ يرن)
عمرو بيطلع الفون من جيبه، وبيرد ع المتصل..

المكالمة كانت صعبة للغاية، كان المستشارالقانوني بيسأله ان كانت السجينة تبقى أخته، ولا ده تشابه أسماء.
وعمرو بيرد بمنتهى الجدية.
_ أيوة أختي يا معالي المتسشار..
_ أنا فوجئت بالبيانات وتوقعت كده.
_ أتمنى بعد ما عرفت انها أختي تخرجها النهاردة.
_ صعب يا دكتور عمرو .. احنا يدوب هنسدد عنها الفلوس، وبعد كده هتمشي في الاجراءات القانونية للافراج عنها، للنهاية.
_ ازاي الكلام ده يا معالي المستشار، حضرتك محامي كبير، ومستشار قانوني، وهتعجز انك تفرج عنها في نفس اليوم.
_ يا عمرو بيه .. دي اجراءات قانونية لازم تاخد دورتها .. أنا مش هروح لمدير السجن، واقول له خد الفلوس وافرج لي عن السجينة.
_ فاهم يا معالي المستشار، لكن أكيد هيكون معاك اذن نيابة.
_ هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال يا دكتور عمرو؟
_ اتفضل ..
_ هو حضرتك مكنتش تعرف انها مسجونة ولا ايه؟
_ ولا كنت اعرف أي حاجة عن أخبارها يا مستشار .. عندك أسئلة تاني.
_ أنا آسف يا فندم .. مش قصدي اتدخل في شئون حضرتك.
_ معلش يا محمود بيه، أنا بعتذر لحضرتك .. بس أعصابي متوترة والله، أنا آسف بجد.
_ ولا يهم حضرتك يا عمرو بيه، ولو اني عندي اقتراح.
_ اتفضل!
_ هو ليه حضرتك متروحش تزورها في السجن، وتطمنها انك جنبها، وهتخرجها.
_ مش هينفع أروح لها يا مستشار .. ممكن يحصل لها صدمة.
_ صدمة ازاي؟ مش فاهم؟ وصدمة ليه أساسا؟
_ لو حضرتك قريب من المكتب، ياريت تشرفني نحكي هناك، وتبقى فرصة أزيح من على قلبي الهم ده.
_ وهو كذلك، مسافة السكة واكون عند حضرتك.
عمرو بينهي المكالمة مع المستشار القانوني للشركة

رجع عمرو يبص على صابرين، مش عارف كان يحكي معاها في ايه؟
صابرين سرحانة في العربيات، وفي الطريق، وفي العربية اللي هي ركباها، وفجأة بصت على عمرو.
_ أنا عايزة أروح عند عبير.
_ عبير راحت مشوار وراجعة.
_ هي رجعت عند الشاي بتاعها .. ومش هتلاقيني وهتزعل.
_ في ناس هتجيبها عندنا في المكتب.
_ فين المكتب ده؟
_ اللي احنا رايحين له.
_ هنروح عند عمو جلال بتاع الورقة.
_ أيوة هنروح عند جلال بتاع الورقة.
_ أنا بحب عمو جلال أوي.
(عمرو بيكتم الحزن)
_ ربنا يرجعهولنا بالسلامة.
_ بابا قال لي ربنا يشفيه.
(عمرو اتفاجيء بالجملة دي)
_ بابا قالك ربنا يشفيه؟
_ اه
_ هو مش بابا راح الجنة.
_ اه
_ أومال قال لك ربنا يشفيه ازاي؟
_ لما كنت نايمة عند عبير، شفت بابا وقال لي ربنا يشفيه، وشفت عمو جلال ..
(عمرو هيتجنن .. ايه اللي الطفلة بتقوله ده .. مستحيل تكون بتكدب، لأنها متعرفش ان جلال بيه عيان .. ده أكيد حلم فعلا، وأبوها قال لها ربنا يشفيه)
_ وشفتك انت كمان
(عمرو صرخ صرخة لا إرادية، لانه هو كمان شافها في الحلم)
_ أوووووووه..
_ كنت لابس البدلة دي
(عمرو، بيبص حواليه، مش مستوعب اللي بيحصل)
السواق بيبص عليه من المراية
_ يا عمرو بيه .. دي طفلة .. ممكن تكون بتقول أي حاجة وخلاص.
_ أنا متأكد إنها صادقة يا عم سليم.
_ يااه .. وحضرتك جبت التأكيد ده منين؟
_ متأكد وخلاص يا عم سليم بعد إذنك.
(سليم يبص قدامه .. وعمرو يحضن صابرين حتى كاد أن يعتصرها)

عبير ماشية على رجليها لحد قسم الشرطة، كانت جايبة آخرها من التعب.
شافت أمين شرطة ع الباب بيسألها رايحة فين.
_ عايزة أبلغ عن بنت تايهة؟
_ بنت تايهة؟  دي بنتك ولا ايه؟
_ لا مش بنتي.
_ أومال صلتك بيها إيه؟
_ تبقى طليقتي
(أمين الشرطة اتفاجيء بالكلمة)
_ طليقتك؟ انتي بتستعبطي؟
_ قصدي بنت طليقتي؟
_ بنت طليقتك ازاي يا ولية انتي؟
_ يوووه .. متآخذنيش يا باشا والله تعبانة .. أقصد بنت طليقي.
_ وطليقك ميبلغش عن فقدانها ليه؟ أو أم الطفلة متبلغش بنفسها ليه؟
_ أبوها مات في حادثة حضرتك .. وأمها في السجن.
_ وانتي عندك ما يثبت صلتك بيها؟
_ لا يا باشا معنديش .. بس دي طفلة يا باشا.
_ ما اهو انا مش هعمل محضر، وبعد بحث وتحريات عن طفلة مجهولة، مش يمكن تكوني بتستعبطي بشكلك ده.
_ لا يا باشا .. والله ما بستعبط.. دي بنت كانت في رعايتي، وضاعت مني.. أرجوك يا باشا تساعدوني .. قلبي واجعني عليها.
_ يا ست انتي لازم حد من ذويه هو اللي يبلغ..
(عبير بتجري على إيد أمين الشرطة علشان تبوسها)
_ أرجوك يا باشا .. أنا عارفة اسمها بالكامل، وعارفة عمرها، وعارفة أوصافها.
(ظابط شاب كان داخل القسم، وبيبص عليها)
_ ايه مالها الست دي؟
_ دي جاية تبلغ عن طفلة تايهة يا إسلام بيه.
_ وسايبها تتوسل كده ليه؟
_ لأن البنت مش بنتها، ولا ليها صلة بيها أساسا.
(الظابط بيشاور لها تدخل وراه)
_ تعالي جوة
(عبير دخلت وراه، والأمين وقف يبص لها متضايق)

جلال بيه في المستشفى بيعمل آخر الفحوصات، وكان البروفيسور الانجليزي واقف بيشوف آخر التقارير بنفسه، وبسنت واقفة بتراقب.
ملامح البروفيسور الانجليزي كانت حزينة بعض الشيء.
بسنت بتسأله عن سبب القلق اللي في عينه ... والبروفيسور بيرد عليها إن الحالة صعبة للغاية..
بسنت بتهتز .. وبتحس إن الأمل في حياة أبوها بيروح..
وبتبص عليه من بعيد بمنتهى الأسى..

في مكتب الدكتور عمرو في الشركة، وكان معاه المستشار القانوني، وصابرين قاعدة على جنب وبتاكل..
_ مش هينفع أروح لها يا محمود بيه لأكتر من سبب.
_ ينفع أعرف الأسباب اللي تمنعك إنك تروح تزور أختك في السجن، وتطمنها بوجودك.
(عمرو بيتحرك من مكانه، وكان في قمة التوتر، وبدأ يحكي)
_ كنت طالب في رابعة كلية تجارة، والدنيا ماشية معايا زي الفل، وكنت ساكن أنا وأختي نجوى دي مع بعض في بيت عيلة في حارة هنا..
وكان ساكن معانا أخويا الكبير عبده..
(صابرين سمعت اسم عبده ورفعت عينها ناحية الدكتور عمرو تركز في الحكاية)
_ عبده كان بيصرف عليا وعلى أختي نجوى، لأنها بنت مش بتشتغل، وأنا بحكم إني طالب، وكنت متفوق في الكلية، ومش هضيع مستقبلي علشان الشغل..
لكن لما اخويا عبده اتجوز .. جات مراته بوظت لنا حياتنا..
كانت تتعمد تشغل أغاني التليفزيون بصوت عالي، علشان تضايقني، وتخليني أخرج من الشقة، وأسيبها لها.
(المستشار القانوني بيقاطعه)
_ هو أخوك اتجوز معاكم في نفس الشقة؟
_ أيوة
_ ازاي ده؟
_ الشقة كانت كبيرة، وكانت ملكنا، مش ايجار.
_ تمام ... وبعدين.
_ كانت دايما تتخانق معايا بسبب وبدون سبب علشان تطفشني، وكل مرة أقول لأخويا إن مراته بتضايقني، وبتتعمد تزعجني، ألاقيه بيقول لي ارحمني، مش كل يوم شكوى، مش كل يوم تقول لي مراتك مراتك ..
_ معقول أخوك يعمل كده.
_ للأسف .. كانت شخصيته ضعيفة أوي قصادها.
_ وبعدين.
_ بعد كده سمعتها بتقول له بصوت عالي، يا أنا يا أخوك في البيت ده.
كلامها صعقني .. وانتظرت عبده يقول لها مثلا ده بيته زي ما هو بيتي ... أو حتى يقول لها أخويا قاعد في حاله وبيذاكر..
لكن للأسف، محصلش أي حاجة من الكلام ده.
_ أومال حصل ايه؟
_ فوجئت بأخويا عبده بيفكر يفتح معايا الحوار ازاي؟ وبيتلخبط ومش بيعرف يفتح الحوار، وبيمشي..
رحت أخدها من قصيرها، وجمعت هدوم في يوم بعد الفجر كده، ومشيت من البيت.
_ وبعد كده؟
_ أخدتني الدنيا وشالتني .. وهبدتني .. واتمرمطت .. لحد ما طلعت الأول على الكلية، ورفضوا طبعا يعينوني معيد في الجامعة، علشان ابن عميد الكلية كان معانا في الدفعة..
رحت اشتغلت محاسب هنا في الشركة مع جلال بيه..
_ أيوة أيوة أعرف انك كنت محاسب هنا، ولما أخدت الماجستير في إدارة الأعمال، عمل لك مكافأة .. ولما سمع إنك بتشتغل على الدكتوراه، طلب يقابلك، وأصر انك تاخد الدكتوراه من أوروبا على حسابه الشخصي.
_ بالظبط كده .. ومن يومها والعلاقة بدأت تزيد يوم بعد يوم بيني وبين جلال بيه، وأطلق عليا لقب الدكتور، وبدأت اترقى معاه..
_ فاهم فاهم.. ومن يومها متعرفش حاجة عن اهلك..
_ أنا سمعت ان أختي اتجوزت، وانه باع بيت العيلة، قبل ما أسافر أوروبا .. وكل واحد عايش فيهم حياته.
_ ودلوقتي عرفت ان اختك محبوسة
_ بالظبط كده.
_ ومش عايز تروح تزورها في السجن ليه؟
_ حاسس انها هتتصدم، أو مش هتكون متوقعة المفاجأة ... يعني زيارتي ليها هتكون في غير صالحها تماما.
_ ما هي لازم هتعرف بوجودك .. وانك في المركز ده.
_ ساعتها هيكون في حد بيمهد لها إن اللي عمل كده أخوكي، وإنه حاليا مدير عام شركة كبيرة، وانه منتظرك ... وتيجي هنا وهي شغوفة تشوفني ... مش تتفاجيء بيا في السجن.
_ ولو اني مش مقتنع بكلام حضرتك يا عمرو بيه، لكن ما علينا.
مشى المستشار القانوني، وكانت صابرين بتبص على عمرو..
_ انت أخوك اسمه عبده؟
_ أيوة
_ أنا خالي اسمه عبده.
(عمرو مبتسم لها)
_ بجد؟
_ ومراته إلهام وحشة، وكانت تحبسني في الشقة.
(عمرو اندهش، وحملق عيونه، وبص فيها)
_ مرات خالك اسمها إلهام؟
_ اه
_ ماما اسمها ايه؟
_ ماما اسمها نجوى.
(عمرو بيفرز عرق من وشه، وبيجري ناحية صابرين)
_ ماما فين دلوقتي.
_ ماما في السجن عند بتاع الغسالات.
_ غسالات ايه؟
_ الراجل اللي بتاع الغسالات وداها السجن علشان مش معاها فلوس
(عمرو بيترعش، وبيبكي، وبيدمع، وخدوده بتحمر، وبينفجر في البكاء بصوت طفل صغير وبيحضن صابرين)
_ انتي بنت نجوى؟ بنت أختي .. بنت أختي... آآآآآآآآآآآء
(عمرو بيحضن حتى الاعتصار، وبيلف بيها في المكتب)
_ ااااااااااااااااااه يا بنتي ... كل ده وانا معرفتش استنبط انك تخصي نجوى ... اااااااااااااااااااااااااه..
_ دلوقتي بس اللي أعرف .. دلوقتي..
(عمرو بيبكي زي الطفل، وصابرين بتبص عليه مش فاهمة حاجة)
_ انت بتعيط ليه؟ انت باباك مات في الميكروباص.
_ أنا أبقى خالك يا صابرين .. أنا أبقى خالو
_ تؤتؤ .. خالي اسمه عبده.
_ وانا خالو عمرو .. أنا أبقى خالك يا بابا خالك.
(عمرو بيحضنها ويطوف بيها حوالين نفسه، مش مصدق اللي بيحصل له)
... #سيد_داود_المطعني .... سيد داود المطعني ... سيد داود المطعني....

عبير بتكتب المحضر في قسم الشرطة، وبتمضي عليه، والظابط الشاب بيسألها:
_ متأكدة انك كتبتي عنوانك بالظبط؟
_ أيوة يا باشا متأكدة
_ خلاص تقدري تمشي دلوقتي، ولو عرفنا حاجة هنبلغك.
_ بجد يا باشا؟
_ يلا بقى .. قلت لك خلاص.
_ حاضر يا باشا .. ربنا يخليك يا باشا.
(مشت عبير، ورجعت البيت، وعيونها بحر من الدموع على صابرين)

المستشار القانوني اشتغل على الاجراءات القانونية علشان يفرج عن نجوى أخت الدكتور عمرو..
وبعد السؤال عنها في نزلاء سجن القناطر، اتقال له إن السجينة دي خرجت من السجن ليها أكتر من شهرين..
_ ازاي ده؟
_ في جمعية لمساعدة الغارمات، سددت ديون 500 غارمة، وكانت الست دي منهم، ومش موجودة في السجن..
_ مش معقول؟ والست راحت فين؟
_ الله أعلم
المستشار القانوني اتصل الدكتور عمرو وبلغه ان أخته تم الإفراج عنها من شهرين..
وهنا كانت الصاعقة..

الحلقة العاشرة من هنا

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×