صرخة يتيمة ح11 الحلقة الحادية عشرة
عمرو واقف منهار من الخوف على عمه، وبيتكلم في التليفون.
_ ماله يا عمي يا بسنت .. حصل ايه؟
_ لازم تيجي يا عمرو بأي شكل، حتى لو هتاخد طيارة خاص.
(عمرو بينهي المكالمة، وكان لون وشه مخطوف، وبيجري على أوضته فوق)
صابرين وعبير بيبصوا عليه، مبلمين، مش بيتكلموا، وصابرين بدأت تبكي.
عبير واقفة متنحة، مش فاهمة ايه اللي بيحصل، ومش عارف نفسها أصلا فين، ولا مين ده..
هي تسمع عن عمرو أخو عبده اللي طفش زمان بسبب إلهام، لكن عمرها لا شافته ولا تعرفه.
ومش عارفة انها في بيت جلال بيه.
صابرين بتبص لعبير بتسألها:
_ هو عمو جلال مات؟
_ جلال مين؟
_ عمو جلال اللي بيجب لك فلوس كتيرررة.
_ بعد الشر ع الراجل يا صابرين متقوليش كده.
_ أومال خالو عمرو زعلان أوي كده ليه؟
_ خالو عمرو مين يا حبيبتي، ومين الراجل ده؟
_ انت مش عارفة حاجة يا عبير .. مش عارفة حاجة.
(عبير لسة تايهة، مش فاهمة حاجة، وبتبص على صابرين، وتنزل لها)
_ هو مين الراجل ده؟ وانتي جيتي هنا ازاي؟
_ ده خالو عمرو .. اخو ماما نجوى، واخو خالو عبده.
(عبير بتضرب نفسها بالقلم)
_ يا نهار اسود ومنيل، هو ده عمرو اللي كان طفشان من الهام.
_ أيوة علشان هي مش بتحب خالو عمرو وكانت تحرقه بالنار لما يجوع.
_ يعني هو عيل هتحرقه بالنار يا صابرين ..
_ هي وحشة بتحرق كل الناس إلهام الوحشة، وبتحبسهم في الأوضة
_ وانتي عرفتيه ازاي؟ وشفتيه فين؟
_ هو جه خدني من عند الظابط.
_ ظابط ايه؟ وانتي رحتي للظابط ليه؟
_ الظابط كان هيوديني عن السجن في الغسالات زي ماما، بس خالو عمرو قال للظابط سيبها.
_ وانتي عرفتي خالك عمرو ازاي؟
(صابرين بتحرك شفايفها يمين وشمال، مع حركة صوابعها، كأنها بتستهزأ بعبير، لأنها مش عارفة ولا حاجة)
_ خالو عمرو ده قريب عمو جلال بتاع العربية اللي بيدينا الفلوس
_ قريبه ازاي؟
_ يوووووه .. انت مش عارفة ولا حاجة يا طنط عبير.
_ وهو عرف ماما فين؟
_ هو هيدفع فلوس عند الغسالات ويخليهم يسيبوا ماما.
(عبير متلخبطة، والدنيا دايرة بيها ومش عارفة نفسها فين، وايه المتاح انها تعمله)
(صابرين بتشاور لها ع الكرسي)
_ اقعدي يا طنط عبير علشان رجلك متوجعكيش.
(عبير مستغربة وبتضحك، صابرين بتضايفها كانها صاحبة البيت)
_ عيب يا صابرين، قومي علشان محدش يزعق لنا.
(صابرين بتضحك على عبير وسذاجتها)
_ انتي مش عارفة ولا حاجة يا طنط عبير، ده بيت خالو عمرو، ومفيش هنا في البيت إلهام الوحشة اللي بتحرقني بالنار.
_ أومال فيه مين؟
_ فيه سوميني الحلوة اللي بتجيب لي كل حاجة عايزاها.
(عبير بتقفل وشها، مش فاهمة الاسم)
_ مين؟ مين الحلوة؟
_ سوميني .. استني أنادي لك عليها.
(صابرين بتنادي على سوميني بنفس طريقة خالها عمرو)
_ سوميني .. يا طنط سوميني
(جات الخادمة الفلينية، ووقفت عند صابرين وقفة مهذبة، وعبير بتبص عليها مستغربة، أول مرة تشوف الملامح الفلبينية في حياتها)
_ بسم الله الحفيظ .. دي بحق وحقوق ولا الكتروني يا صابرين.
_ حرام عليكي يا طنط عبير، دي طنط سوميني حلوة وبتحبني.
_ أهلا وسهلا يا اختي .. تشرفنا.
(صابرين بتدي أوردر لسوميني انها تعمل أكل لعبير)
_ اعملي أكل كتير كل حاجة لطنط عبير.
(سوميني بتبص لعبير بتشوفها تاكل ايه، منتظراها تطلب حاجة معينة)
عمرو بيقاطعهم نازل من فوق لابس هدومه ومعاه شنطة سفر.
ركن الشنطة على الأرض، وبص على عبير.
_ مدام عبير.
_ افندم يا سعادة الباشا.
_ انا متأكد ان صابرين هتكون معاكي في أمان، لأن شفت هي أد ايه بتحبك الأيام اللي فاتت دي، وتعبنا على ما وصلنا لك
_ وانا والله بحبها أوي يا سعادة البيه.
_ انا مضطر اسافر حالا، ومش عارف هقعد برة أد ايه؟
_ أؤمرني سعادتك يا باشا.
_ انتي هتقعدي مع صابرين هنا، وهتلاقي كل طلباتك مجابة، وعندك جنينة الفيلا كبيرة وواسعة، تقدروا تخرجوا كل يوم فيها، وهتلاقي كل طلباتك هنا مجابة، بس البنت أمانة بين إيديكي.
_ متخافش يا سعادة الباشا.
(عمرو بينزل يبوس صابرين)
_ هتقعدي ساكتة مع عبير، ومفيش عياط
_ هو عمو جلال مات؟
(عمرو جسمه بيقشعر وراسه بتتهز من الرعشة المفاجأة)
_ بعد الشر عليه يا بابا .. ربنا يشفيه.
_ قول له تعالى، ومتموتش، علشان صابرين بتحبك أوي، ومش عايزاك تروح الجنة زي بابا.
(عمرو بيخطف صابرين على صدره ويحضنها)
_ ان شاء الله هيرجع، هيرجع.
(عبير اللي دايما مسحوبة من لسانها، بتسأله رغم ان الظرف صعب)
_ هو حضرتك تقرب لجلال باشا يا سعادة الباشا.
_ جلال بيه يبقى حمايا .. أبو مراتي.
_ يا العز يا ولاد .. انت ابن حلال وتستاهل كل خير يا سعادة الباشا
_ ادعي له يا عبير .. الباشا عيان أوي.
(صابرين سمعته بيقول كده، وبدأت تبكي وتخبط الأرض برجلها خبطات زعل ورا بعض)
_ مش قلت لك .. اهو هيموت .. هيموت.. وانا مش عايزاه يموت.
(صابرين اتفتحت في العياط)
(عمرو بيحاول يهديها، ويسكتها)
_ متبكيش يا بابا .. ان شاء الله هيرجع بالسلامة.
(عمرو حضنها، ووقف، وبعدين رجع تاني لصابرين، وهو مذهول .. أكتر من مرة صابرين تكلمه عن جلال بيه، من غير ما يسألها هي تعرفه منين)
_ انتي تعرفي جلال بيه منين يا صابرين.
_ هو كان عايز يديني فلوس عند الشاي طنط بتاع عبير، وانا قلت له مش عايزة ... وهو زعلان مني.
(عمرو بيبص على عبير)
_ هي بتقول ايه مش فاهم؟
_ بتقول لسيادتك ان الباشا جلال بيه كان عند نصبة الشاي بتاعتي، وعرض عليها فلوس يساعدها، وهي رفضت سعادتك.
(صابرين بتمسك بنطلون عمرو)
_ قول له تعالى، علشان صابرين هتاخد منك الفلوس، ومتزعلش تاني.
_ حاضر يا بابا حاضر.
(عبير بتبص لعمرو)
_ مفيش أخبار عن أم صابرين يا باشا.
(عمرو بيضم شفايفه من الأسى)
_ ادعي لها يا عبير ادعي لها، ان شاء الله هنلاقيها.
(عمرو بيرفع شنطته ويمشي لبرة، وكل هموم الدنيا فوق كتافه)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
في فندق اقامة بسنت وأبوها جلال بيه..
بسنت قاعدة منهارة من العياط، وجلال بيه قاعد على كرسي قصادها، ساكت مش بيتكلم..
فاتح عينه، بيبص قدامه على حاجة، والعين ثابتة، مش بتتحرك يمين ولا شمال.
قاعد قعدة واحد يائس..
_ يا بابا رد عليا أرجوك .. كلمني.
(جلال بيه بيبص عليها في صمت، مش قادر يتكلم، وبيضغط إيدها، كأنها بيواسيها)
_ يا بابا اتكلم ... قول حاجة .. قول لي انك كويس طيب.
(جلال بيهز راسه، يعني كويس)
_ أبوس إيدك تنزل معايا المستشفى، نطمن.
(جلال بيبص لها بغضب، إنه مش هيروح مستشفيات .. لكن بدون ما يتكلم بكلمة واحدة)
_ حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده.
(جلال بيحط صوابعه على حلقه، كأنه بيقول لها أنا اتخنقت ... وبيهز إيده وراسه، يعني مش هروح لدكاترة تاني)
(بسنت بتطلع التليفون تتصل بعمرو)
_ يا عمرو اتحرك ارجوك .. اتحرك.
_ انا في الطريق للمطار يا بسنت..
_ بابا بيضيع مني يا عمرو .. بابا بيضيع مني.
_ لسة ساكت؟
_ مش بيتكلم خالص يا عمرو .. ودايما باصص قدامه .. نفسيته اتدمرت يا عمرو .. نفسيته اتدمرت.
(جلال بيشاور بإيديه للسما، وكأنه بيدعي ربنا إنه يموت بسرعة، بدل العذاب ده)
بسنت بتشوفه وبتزود في البكاء.
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
_ ماله يا عمي يا بسنت .. حصل ايه؟
_ لازم تيجي يا عمرو بأي شكل، حتى لو هتاخد طيارة خاص.
(عمرو بينهي المكالمة، وكان لون وشه مخطوف، وبيجري على أوضته فوق)
صابرين وعبير بيبصوا عليه، مبلمين، مش بيتكلموا، وصابرين بدأت تبكي.
عبير واقفة متنحة، مش فاهمة ايه اللي بيحصل، ومش عارف نفسها أصلا فين، ولا مين ده..
هي تسمع عن عمرو أخو عبده اللي طفش زمان بسبب إلهام، لكن عمرها لا شافته ولا تعرفه.
ومش عارفة انها في بيت جلال بيه.
صابرين بتبص لعبير بتسألها:
_ هو عمو جلال مات؟
_ جلال مين؟
_ عمو جلال اللي بيجب لك فلوس كتيرررة.
_ بعد الشر ع الراجل يا صابرين متقوليش كده.
_ أومال خالو عمرو زعلان أوي كده ليه؟
_ خالو عمرو مين يا حبيبتي، ومين الراجل ده؟
_ انت مش عارفة حاجة يا عبير .. مش عارفة حاجة.
(عبير لسة تايهة، مش فاهمة حاجة، وبتبص على صابرين، وتنزل لها)
_ هو مين الراجل ده؟ وانتي جيتي هنا ازاي؟
_ ده خالو عمرو .. اخو ماما نجوى، واخو خالو عبده.
(عبير بتضرب نفسها بالقلم)
_ يا نهار اسود ومنيل، هو ده عمرو اللي كان طفشان من الهام.
_ أيوة علشان هي مش بتحب خالو عمرو وكانت تحرقه بالنار لما يجوع.
_ يعني هو عيل هتحرقه بالنار يا صابرين ..
_ هي وحشة بتحرق كل الناس إلهام الوحشة، وبتحبسهم في الأوضة
_ وانتي عرفتيه ازاي؟ وشفتيه فين؟
_ هو جه خدني من عند الظابط.
_ ظابط ايه؟ وانتي رحتي للظابط ليه؟
_ الظابط كان هيوديني عن السجن في الغسالات زي ماما، بس خالو عمرو قال للظابط سيبها.
_ وانتي عرفتي خالك عمرو ازاي؟
(صابرين بتحرك شفايفها يمين وشمال، مع حركة صوابعها، كأنها بتستهزأ بعبير، لأنها مش عارفة ولا حاجة)
_ خالو عمرو ده قريب عمو جلال بتاع العربية اللي بيدينا الفلوس
_ قريبه ازاي؟
_ يوووووه .. انت مش عارفة ولا حاجة يا طنط عبير.
_ وهو عرف ماما فين؟
_ هو هيدفع فلوس عند الغسالات ويخليهم يسيبوا ماما.
(عبير متلخبطة، والدنيا دايرة بيها ومش عارفة نفسها فين، وايه المتاح انها تعمله)
(صابرين بتشاور لها ع الكرسي)
_ اقعدي يا طنط عبير علشان رجلك متوجعكيش.
(عبير مستغربة وبتضحك، صابرين بتضايفها كانها صاحبة البيت)
_ عيب يا صابرين، قومي علشان محدش يزعق لنا.
(صابرين بتضحك على عبير وسذاجتها)
_ انتي مش عارفة ولا حاجة يا طنط عبير، ده بيت خالو عمرو، ومفيش هنا في البيت إلهام الوحشة اللي بتحرقني بالنار.
_ أومال فيه مين؟
_ فيه سوميني الحلوة اللي بتجيب لي كل حاجة عايزاها.
(عبير بتقفل وشها، مش فاهمة الاسم)
_ مين؟ مين الحلوة؟
_ سوميني .. استني أنادي لك عليها.
(صابرين بتنادي على سوميني بنفس طريقة خالها عمرو)
_ سوميني .. يا طنط سوميني
(جات الخادمة الفلينية، ووقفت عند صابرين وقفة مهذبة، وعبير بتبص عليها مستغربة، أول مرة تشوف الملامح الفلبينية في حياتها)
_ بسم الله الحفيظ .. دي بحق وحقوق ولا الكتروني يا صابرين.
_ حرام عليكي يا طنط عبير، دي طنط سوميني حلوة وبتحبني.
_ أهلا وسهلا يا اختي .. تشرفنا.
(صابرين بتدي أوردر لسوميني انها تعمل أكل لعبير)
_ اعملي أكل كتير كل حاجة لطنط عبير.
(سوميني بتبص لعبير بتشوفها تاكل ايه، منتظراها تطلب حاجة معينة)
عمرو بيقاطعهم نازل من فوق لابس هدومه ومعاه شنطة سفر.
ركن الشنطة على الأرض، وبص على عبير.
_ مدام عبير.
_ افندم يا سعادة الباشا.
_ انا متأكد ان صابرين هتكون معاكي في أمان، لأن شفت هي أد ايه بتحبك الأيام اللي فاتت دي، وتعبنا على ما وصلنا لك
_ وانا والله بحبها أوي يا سعادة البيه.
_ انا مضطر اسافر حالا، ومش عارف هقعد برة أد ايه؟
_ أؤمرني سعادتك يا باشا.
_ انتي هتقعدي مع صابرين هنا، وهتلاقي كل طلباتك مجابة، وعندك جنينة الفيلا كبيرة وواسعة، تقدروا تخرجوا كل يوم فيها، وهتلاقي كل طلباتك هنا مجابة، بس البنت أمانة بين إيديكي.
_ متخافش يا سعادة الباشا.
(عمرو بينزل يبوس صابرين)
_ هتقعدي ساكتة مع عبير، ومفيش عياط
_ هو عمو جلال مات؟
(عمرو جسمه بيقشعر وراسه بتتهز من الرعشة المفاجأة)
_ بعد الشر عليه يا بابا .. ربنا يشفيه.
_ قول له تعالى، ومتموتش، علشان صابرين بتحبك أوي، ومش عايزاك تروح الجنة زي بابا.
(عمرو بيخطف صابرين على صدره ويحضنها)
_ ان شاء الله هيرجع، هيرجع.
(عبير اللي دايما مسحوبة من لسانها، بتسأله رغم ان الظرف صعب)
_ هو حضرتك تقرب لجلال باشا يا سعادة الباشا.
_ جلال بيه يبقى حمايا .. أبو مراتي.
_ يا العز يا ولاد .. انت ابن حلال وتستاهل كل خير يا سعادة الباشا
_ ادعي له يا عبير .. الباشا عيان أوي.
(صابرين سمعته بيقول كده، وبدأت تبكي وتخبط الأرض برجلها خبطات زعل ورا بعض)
_ مش قلت لك .. اهو هيموت .. هيموت.. وانا مش عايزاه يموت.
(صابرين اتفتحت في العياط)
(عمرو بيحاول يهديها، ويسكتها)
_ متبكيش يا بابا .. ان شاء الله هيرجع بالسلامة.
(عمرو حضنها، ووقف، وبعدين رجع تاني لصابرين، وهو مذهول .. أكتر من مرة صابرين تكلمه عن جلال بيه، من غير ما يسألها هي تعرفه منين)
_ انتي تعرفي جلال بيه منين يا صابرين.
_ هو كان عايز يديني فلوس عند الشاي طنط بتاع عبير، وانا قلت له مش عايزة ... وهو زعلان مني.
(عمرو بيبص على عبير)
_ هي بتقول ايه مش فاهم؟
_ بتقول لسيادتك ان الباشا جلال بيه كان عند نصبة الشاي بتاعتي، وعرض عليها فلوس يساعدها، وهي رفضت سعادتك.
(صابرين بتمسك بنطلون عمرو)
_ قول له تعالى، علشان صابرين هتاخد منك الفلوس، ومتزعلش تاني.
_ حاضر يا بابا حاضر.
(عبير بتبص لعمرو)
_ مفيش أخبار عن أم صابرين يا باشا.
(عمرو بيضم شفايفه من الأسى)
_ ادعي لها يا عبير ادعي لها، ان شاء الله هنلاقيها.
(عمرو بيرفع شنطته ويمشي لبرة، وكل هموم الدنيا فوق كتافه)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
في فندق اقامة بسنت وأبوها جلال بيه..
بسنت قاعدة منهارة من العياط، وجلال بيه قاعد على كرسي قصادها، ساكت مش بيتكلم..
فاتح عينه، بيبص قدامه على حاجة، والعين ثابتة، مش بتتحرك يمين ولا شمال.
قاعد قعدة واحد يائس..
_ يا بابا رد عليا أرجوك .. كلمني.
(جلال بيه بيبص عليها في صمت، مش قادر يتكلم، وبيضغط إيدها، كأنها بيواسيها)
_ يا بابا اتكلم ... قول حاجة .. قول لي انك كويس طيب.
(جلال بيهز راسه، يعني كويس)
_ أبوس إيدك تنزل معايا المستشفى، نطمن.
(جلال بيبص لها بغضب، إنه مش هيروح مستشفيات .. لكن بدون ما يتكلم بكلمة واحدة)
_ حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده.
(جلال بيحط صوابعه على حلقه، كأنه بيقول لها أنا اتخنقت ... وبيهز إيده وراسه، يعني مش هروح لدكاترة تاني)
(بسنت بتطلع التليفون تتصل بعمرو)
_ يا عمرو اتحرك ارجوك .. اتحرك.
_ انا في الطريق للمطار يا بسنت..
_ بابا بيضيع مني يا عمرو .. بابا بيضيع مني.
_ لسة ساكت؟
_ مش بيتكلم خالص يا عمرو .. ودايما باصص قدامه .. نفسيته اتدمرت يا عمرو .. نفسيته اتدمرت.
(جلال بيشاور بإيديه للسما، وكأنه بيدعي ربنا إنه يموت بسرعة، بدل العذاب ده)
بسنت بتشوفه وبتزود في البكاء.
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
عبير أخدت صابرين على أوضتها علشان تنام، وصابرين كانت بتبكي علشان عمرو سافر، وعلشان جلال عيان.
_ انا مش عايزة عمو جلال يموت يا طنط عبير .. خلي إلهام هي اللي تموت يا طنط يا عبير.
_ يا بنتي كفاية كده حرام عليكي.
_ انا مش عايزة عمو جلال يموووووت.
(نامي انتي بس، وان شاء الله ربنا يرجعه بألف سلامة)
(صابرين بدأت تتحشرج من البكاء، وتهدى، وتبكي تاني، لحد ما عيونها راحت في النوم)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
_ انا مش عايزة عمو جلال يموت يا طنط عبير .. خلي إلهام هي اللي تموت يا طنط يا عبير.
_ يا بنتي كفاية كده حرام عليكي.
_ انا مش عايزة عمو جلال يموووووت.
(نامي انتي بس، وان شاء الله ربنا يرجعه بألف سلامة)
(صابرين بدأت تتحشرج من البكاء، وتهدى، وتبكي تاني، لحد ما عيونها راحت في النوم)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
صابرين نامت، وبدأت تشوف حلم جديد من أحلامها، اللي كانت تشوفها كل ما تزعل على حد.
شافت أبوها داخل عليها، وماسك في يده حقنة كبيرة، وبيفرغ منها الهوا.
_ بابا بابا .. ايه ده؟
_ دي الحقنة بتاعت عمو اللي عيان.
_ هو عمه راح عندك في الجنة يا بابا.
_ لا يا بابا .. عمو في مكان تاني.
_ هو ليه كل الحلوين بيموتوا يا بابا .. وإلهام الوحشة مش بتموت.
_ دي حاجة بتاعت ربنا يا بنتي .. عيب متقوليش كده.
_ وماما جات عندك.
_ مش عارف .. مش عارف
_ انت مش كبير وعارف كل حاجة؟
_ أيوة .. بس معرفش ماما راحت فين.
_ وعمو جلال يا بابا عملتوله بيت حلو علشان هو جاي.
_ مش عارف يا صابرين مش عارف.
_ أصل خالو عمرو بيقول انه عيان أوي، وهيموت.
(أبوها بيقدم لها الحقنة)
_ خدي يا صابرين الحقنة دي، وحطيها جنب سرير عمو جلال، وهو هيقوم على طول.
_ يعني عمو جلال مش هيموت.
_ مش عارف يا صابرين .. مش عارف يا بنتي.
_ يوووه .. كل حاجة مش عارف مش عارف.
(أبو صابرين اختفى من قدامها)
_ بابا .. انت رحت فين يا بابا .. يا بابا .. يووووه هو انت مت تاني يا بابا.
(صابرين قامت وهي ماسكة الحقنة الكبيرة، وراحت بيها عند أوضة كبيرة، وكان جلال نايم جوة حفرة في الأوضة)
_ عمو جلال، انت ليه نايم في الحفرة.
_ امشي يا صابرين لتوقعي في الحفرة.
_ انا جاية اضرب لك الحقنة علشان تخف.
_ لالالا مش عايز حقنة .. روحي نادي عمرو وخليه يرمي التراب الكتير عليا علشان انا ماشي.
(صابرين بترمي الحقنة من إيدها، وبتضرب رجليها على الارض وبتعيط)
_ لا لا لا .. مش هخليك تموت .. علشان انا بحبك .. آآآآآآآآآآآآآء
(صابرين اتفتحت في العياط وقامت من النوم وهي بتصرخ)
عبير قامت على صراخها.
_ مالك يا صابرين مالك مالك؟
_ عمو جلال مات في الحفرة .. وراح عند بابا.
_ لا حول ولا قوة الا بالله .. هو انتي كل ما تتعلقي بحد تشوفيه في المنام كده.
_ انا مش عايزاه يموت .. انا بحب عمو جلال ومش عايزاه يموت يا طنط عبيرررررررر.
(عبير بتحضنها علشان تخفف عنها)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
شافت أبوها داخل عليها، وماسك في يده حقنة كبيرة، وبيفرغ منها الهوا.
_ بابا بابا .. ايه ده؟
_ دي الحقنة بتاعت عمو اللي عيان.
_ هو عمه راح عندك في الجنة يا بابا.
_ لا يا بابا .. عمو في مكان تاني.
_ هو ليه كل الحلوين بيموتوا يا بابا .. وإلهام الوحشة مش بتموت.
_ دي حاجة بتاعت ربنا يا بنتي .. عيب متقوليش كده.
_ وماما جات عندك.
_ مش عارف .. مش عارف
_ انت مش كبير وعارف كل حاجة؟
_ أيوة .. بس معرفش ماما راحت فين.
_ وعمو جلال يا بابا عملتوله بيت حلو علشان هو جاي.
_ مش عارف يا صابرين مش عارف.
_ أصل خالو عمرو بيقول انه عيان أوي، وهيموت.
(أبوها بيقدم لها الحقنة)
_ خدي يا صابرين الحقنة دي، وحطيها جنب سرير عمو جلال، وهو هيقوم على طول.
_ يعني عمو جلال مش هيموت.
_ مش عارف يا صابرين .. مش عارف يا بنتي.
_ يوووه .. كل حاجة مش عارف مش عارف.
(أبو صابرين اختفى من قدامها)
_ بابا .. انت رحت فين يا بابا .. يا بابا .. يووووه هو انت مت تاني يا بابا.
(صابرين قامت وهي ماسكة الحقنة الكبيرة، وراحت بيها عند أوضة كبيرة، وكان جلال نايم جوة حفرة في الأوضة)
_ عمو جلال، انت ليه نايم في الحفرة.
_ امشي يا صابرين لتوقعي في الحفرة.
_ انا جاية اضرب لك الحقنة علشان تخف.
_ لالالا مش عايز حقنة .. روحي نادي عمرو وخليه يرمي التراب الكتير عليا علشان انا ماشي.
(صابرين بترمي الحقنة من إيدها، وبتضرب رجليها على الارض وبتعيط)
_ لا لا لا .. مش هخليك تموت .. علشان انا بحبك .. آآآآآآآآآآآآآء
(صابرين اتفتحت في العياط وقامت من النوم وهي بتصرخ)
عبير قامت على صراخها.
_ مالك يا صابرين مالك مالك؟
_ عمو جلال مات في الحفرة .. وراح عند بابا.
_ لا حول ولا قوة الا بالله .. هو انتي كل ما تتعلقي بحد تشوفيه في المنام كده.
_ انا مش عايزاه يموت .. انا بحب عمو جلال ومش عايزاه يموت يا طنط عبيرررررررر.
(عبير بتحضنها علشان تخفف عنها)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
بسنت وعمرو في الأوضة عند جلال بيه، وبيحاولوا يقنعوه ينزل معاهم للدكتور، وهو بيهز راسه بالرفض.
عمرو بيقول لها هنتصل بأي دكتور ييجي يشوفه هنا .. راح جلال بص عليه بمنتهى الغضب، وهو بيشاور له لاء..
وبيشاور على السرير، يعني هموت هنا في المكان ده..
كانت أعصابه متوترة، وتعبانة خالص.
مفيش حد يستحمل كل ده ..
كان جاي من مصر وعارف نفسه هيموت، ومع ذلك كان متفائل جدا..
لكن لما البروفيسور عمل حادثة بالعربية، والأمور بدأت تتعقد، والمستشفى طلبت انهم يعرضوه على بروفيسور تاني، ويعيدوا الكرة من البداية، نفسيته تعبت.
(جلال شاور لهم انهم يطفوا النور علشان عايز ينام)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
عمرو بيقول لها هنتصل بأي دكتور ييجي يشوفه هنا .. راح جلال بص عليه بمنتهى الغضب، وهو بيشاور له لاء..
وبيشاور على السرير، يعني هموت هنا في المكان ده..
كانت أعصابه متوترة، وتعبانة خالص.
مفيش حد يستحمل كل ده ..
كان جاي من مصر وعارف نفسه هيموت، ومع ذلك كان متفائل جدا..
لكن لما البروفيسور عمل حادثة بالعربية، والأمور بدأت تتعقد، والمستشفى طلبت انهم يعرضوه على بروفيسور تاني، ويعيدوا الكرة من البداية، نفسيته تعبت.
(جلال شاور لهم انهم يطفوا النور علشان عايز ينام)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
بسنت بتعيط، وعمرو بيحاول يهديها، وعيونه غرقانة دموع، وأخدها، وخرجوا من الأوضة، علشان جلال بيه ينام
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
جلال عيونه راحت في النوم، وبدأ هو راخر يشوف حلم لأول مرة في حياته.
شاف نفسه نايم على سرير من الحديد..
إيديه ورجليه الاتنين، مربوطين بالسلاسل الحديد في السرير، ومش قادر يقوم.
دخلت عليه صابرين بمنتهى البراءة، بتفتح له الباب وبتقول له تعالى افطر معانا
_ انا مربوط بالحديد يا بابا مش هعرف اقوم .. هاتولي الفطار هنا
_ انت مش مربوط .. انت عادي قوم يلا.
_ يا بنتي بقولك مش عارف اقوم.
(صابرين راحت عند طرف السرير، ومسكت إيده المربوطة، وبدأت تشده.
_ يلا قووووم ... قوووووم
(جلال بدأ يقاوم ومش قادر)
صابرين طلعت فوق السرير، وبدأت تفك الحديد والسلاسل بمنتهى البساطة والسهولة.
_ يلا قوم بقى، أنا فكيت السلاسل.
(بيحاول جلال بيه انه يقوم .. لكن مفيش فايدة)
_ مش قادر اقوم مش قادر .. جسمي كله مربوط.
(صابرين خرجت من الأوضة، وجابت معاها إزازة مية، وطلعت فوق السرير)
بدأت صابرين تبل يدها بالمية من الإزازة .. وتدهن بيها جسم، إيديه ورجليه .. ورقبته، وصدره، وبطنه، وراسه.
_ قوم يا عمو يلا ..
(جلال حس ان جسمه بدأ يفك فعلا .. وقام من مكانه)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
شاف نفسه نايم على سرير من الحديد..
إيديه ورجليه الاتنين، مربوطين بالسلاسل الحديد في السرير، ومش قادر يقوم.
دخلت عليه صابرين بمنتهى البراءة، بتفتح له الباب وبتقول له تعالى افطر معانا
_ انا مربوط بالحديد يا بابا مش هعرف اقوم .. هاتولي الفطار هنا
_ انت مش مربوط .. انت عادي قوم يلا.
_ يا بنتي بقولك مش عارف اقوم.
(صابرين راحت عند طرف السرير، ومسكت إيده المربوطة، وبدأت تشده.
_ يلا قووووم ... قوووووم
(جلال بدأ يقاوم ومش قادر)
صابرين طلعت فوق السرير، وبدأت تفك الحديد والسلاسل بمنتهى البساطة والسهولة.
_ يلا قوم بقى، أنا فكيت السلاسل.
(بيحاول جلال بيه انه يقوم .. لكن مفيش فايدة)
_ مش قادر اقوم مش قادر .. جسمي كله مربوط.
(صابرين خرجت من الأوضة، وجابت معاها إزازة مية، وطلعت فوق السرير)
بدأت صابرين تبل يدها بالمية من الإزازة .. وتدهن بيها جسم، إيديه ورجليه .. ورقبته، وصدره، وبطنه، وراسه.
_ قوم يا عمو يلا ..
(جلال حس ان جسمه بدأ يفك فعلا .. وقام من مكانه)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
بمجرد ما جلال بيه قام في الحلم، راح صحي من النوم .. وشاف نفسه قايم من على السرير فعلا..
مشى ناحية الباب، وفتحه وخرج)
كان بسنت وعمرو قاعدين قصاد بعض ساكتين..
بسنت بتبكي، وعمرو عيونه بتدمع وحاطط إيده على خده، وعيونه كانت دبلانة من كتر العياط.
(جلال وقف عنده، وكان وشه منور، وكأنه مش عيان ولا زعلان ولا متضايق)
_ مالكم يا ولاد .. قلبتوها محزنة كده ليه؟
(بسنت بصت عليه، وفتحت بؤها بابتسامة وجريت عليه)
_ بابا..
(عمرو اتفاجيء وقعد متسمر مكانه)
_ مالك يا عمرو متنح لي كده ليه؟
(عمرو قام عليه وهو بيجري من الفرحة وبيحضنه)
_ خضيتنا عليك يا عمي ..
_ من إمتى الجبل بيتخاف عليه يا عمرو.
(بسنت مش بتتكلم، بتحضن أبوها وتبوسه في كل حتة في جسمه)
_ ايه يا بسنت .. هو انا راجع من سفر ولا ايه؟
(جلال مشى ناحية الأنتريه وبيقعد)
_ حاسس ان جسمي ردت فيه الروح من جديد.
_ بجد يا بابا .. يعني نفسيتك ارتاحت.
_ مش نفسيتي بس يا بنتي، انا حاسس نفسي أحسن بكتير.
_ يا ريت يا بابا يا ريت
_ احنا لازم نروح المستشفى النهاردة.
(عمرو بيقوم من مكانه)
_ مش النهاردة يا عمي ... دلوقتي حالا.
_ لالا يا عمرو .. مش بالسرعة دي
_ وحياتك ياعمي لتنزل معانا .. نستغل فرصة هدوءك دي.
_ اه يا بابا .. وحياتك لتقوم تنزل، وانا هكلم المستشفى أبلغهم اننا في الطريق.
(جلال هز راسه مع ابتسامة انه موافق
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
مشى ناحية الباب، وفتحه وخرج)
كان بسنت وعمرو قاعدين قصاد بعض ساكتين..
بسنت بتبكي، وعمرو عيونه بتدمع وحاطط إيده على خده، وعيونه كانت دبلانة من كتر العياط.
(جلال وقف عنده، وكان وشه منور، وكأنه مش عيان ولا زعلان ولا متضايق)
_ مالكم يا ولاد .. قلبتوها محزنة كده ليه؟
(بسنت بصت عليه، وفتحت بؤها بابتسامة وجريت عليه)
_ بابا..
(عمرو اتفاجيء وقعد متسمر مكانه)
_ مالك يا عمرو متنح لي كده ليه؟
(عمرو قام عليه وهو بيجري من الفرحة وبيحضنه)
_ خضيتنا عليك يا عمي ..
_ من إمتى الجبل بيتخاف عليه يا عمرو.
(بسنت مش بتتكلم، بتحضن أبوها وتبوسه في كل حتة في جسمه)
_ ايه يا بسنت .. هو انا راجع من سفر ولا ايه؟
(جلال مشى ناحية الأنتريه وبيقعد)
_ حاسس ان جسمي ردت فيه الروح من جديد.
_ بجد يا بابا .. يعني نفسيتك ارتاحت.
_ مش نفسيتي بس يا بنتي، انا حاسس نفسي أحسن بكتير.
_ يا ريت يا بابا يا ريت
_ احنا لازم نروح المستشفى النهاردة.
(عمرو بيقوم من مكانه)
_ مش النهاردة يا عمي ... دلوقتي حالا.
_ لالا يا عمرو .. مش بالسرعة دي
_ وحياتك ياعمي لتنزل معانا .. نستغل فرصة هدوءك دي.
_ اه يا بابا .. وحياتك لتقوم تنزل، وانا هكلم المستشفى أبلغهم اننا في الطريق.
(جلال هز راسه مع ابتسامة انه موافق
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)
(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)(سيد داود المطعني)