قصة انتقام مابعد الموت ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم محمد عبد القادر

حكايات من الكتاب الاسود

قصة انتقام مابعد الموت ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم محمد عبد القادر 

صحيت من النوم لقيت البيت كُله بيعيط مش عارف ليه، بس لمّا ركزت مالقتش أختي وسطهُم، سألتهُم عن سبب دموعهُم دي فَقرر والدي يصدمني باللي حصل، أبويا أخد أختي لمُستشفى علاج السرطان من غير ما يقول لحد عشان عارف أن كُلنا رافضين القرار ده ، وصدمنا أكتر لمّا قال أن الدكاترة مانعين عنها الزيارة لمدة أسبوع أو اتنين على الأقل، حالة من الحُزن مسيطرة على البيت، كُنت بَبص لأبويا بنظرات لوم وعِتاب لأنه عارف أن حالة أختي مَيؤس منها ومالهاش علاج لكن مفيش في أدينا قرار تاني. 

عدى يوم و التاني و أنا مش طايق حتى الهوا اللي بتنفسه، كُنت مِحتاج أغير جو، خصوصًا أننا لسة بانين بيت جديد من دورين في الأرض الزراعية بتاعتنا، فاعتقد أن دي فُرصة مُناسبة جدًا، بالفعل جَهزت شنطتي وبلغت أهلي أني رايح البيت الجديد، في البداية أبويا رفض لكن مع مُحاولات من أمي أخيرًا وافق . 

سافرت و وصلت البيت على العشاء، أول حاجة فكرت فيها هي السرير، اترميت عليه من كُتر التعب ونمت نُوم عَميق، حلمت أني واقف في تُرب و أبويا واقف قُدام تُربة مُعينة مكتوب على الشاهد بتاعها اسم العيلة بتاعتنا وبيدفن حد، لكنه بمجرد ما شافني لقيت مَلامحه بتتبدل لشيء أشبه ما يكون بالشيطان،قرب نحيتي لحد ما وصل ليِّ و صحيت.

صحيت قلقان ومَخنوق وحاسس بعطش، بصيت على تلفوني لقيت الساعة 3 الفجر،قومت من على السرير عشان أروح للمطبخ و أشرب، نزلت السلم و بدون مبرر نور البيت كُله قَطع، حَسيت بقلق فَنورت كشاف التليفون بتاعي وبمجرد ما نورته شُوفت بنت في وشي، بتضحك ضحكة شيطان، سنانها كُلها دم، عنيها حمرا، شعرها منكوش و هدومها متقطعة، لساني مبيتحركش وحاسس إن قلبي من كتر نبضه هيخرج من صدري، مرة واحدة صَرخت في وشي و جريت للدور التاني، للحظة فوقت و أدركت الموقف وطلعت وراها بهدوء لحد ما وصلت لباب الأوضة اللي كُنت قاعد فيها، استغربت أني لَقيته مقفول، شُعوري بالخوف زاد بس قررت أواجه مخاوفي و أفتح الباب، قربت بالكشاف للباب واحدة واحدة، و أول ما مسكت (أوكرة) الباب سمعت صوت ضرب نار من الأوضة.

وقعت على الأرض من الخضة، خدت تلفوني بسرعة وزَحفت لحد السلم ونزلت تاني للصالة، قعدت على الكنبة بفكر في اللي حصل ده كله ،كُل شوية بخاف أكتر و بتوتر أكتر ، جربت أكلم أهلي مرة و اتنين وتلاتة بس محدش بيرد، وأنا قاعد بدأت أسمع أصوات غريبة و صوت نَكش من فوق، وجهت النور للسلم لقيتها فجأة بتجري نحيتي على أديها ورجيليها زي الحيوانات بسرعة جدًا لحد ما وصلت لنُص الصالة واختفت. 

سمعت صوت حركة جنبي فَوجهت الكشاف نحية الصوت، حوالي أكتر من 15 كائن شبه القرد بس وشوشهُم مُرعبة بيقربوا مني، كل أما بيقربوا خطوة برجع لورا أكتر، فضلت أرجع أرجع لحد ما ضهري اتخبط في (النيش)، في اللحظة دي سكتوا وبصوا ليِّ بتحدي أوي، وفي حركة مُفاجئة نطوا كُلهم عليّا وعلى النيش وكسروه حتة حتة و طبعًأ كان ليّا نَصيب من الضرب، بمجرد ما النيش اتكسر اختفوا تمامًا....

وسط كُل اللي  أنا فيه ،لفت أنتباهي حاجة خلتني أنسى الموقف اللي حصل ده، لمحت جزء من باب خشب على هيئة مُربع في الأرض وفيه مَقبض حديد، قُومت ونفضت هدومي و بدأت أشيل بقايا النيش لحد ما الباب كُله ظهر، خدت نفس عميق و استجمعت قوتي وفتحته......

سلم...
سلم خشب قديم بينزل لتحت وشكل المكان اللي تحت ضَيق، حاولت أشوف المكان من فوق لكن مَعرفتش فَقررت أنزل، نزلت و مع كُل درجة بنزلها بترعب أكتر، الريحة صَعبة تكاد لا تُحتمل، نزلت نُص السلم و وجهت الكشاف نحية الأوضة الغريبة اللي اكتشفتها لكن كانت المُفاجة، لقيت البنت المُرعبة اللي ظهرت ليِّ في البيت ومعاها الكائنات الغريبة دي، بس كان فيه قُدامهُم جُثة على الأرض في أولى مراحل تحليلها، ما استحملتش المَنظر وخرجت أجري من الأوضة و من البيت كُله، فضلت اجري لحد ما وصلت للطريق و لحُسن حَظي كان فيه شبكة، فَكرت في حاجة واحدة بس، رقم الشُرطة .....

بعد وصول الشُرطة والتحقيقات أخدنا أكبر صدمة في حَياتنا، الجُثة دي كانت جُثة أختي، طيب أية اللي حصلها ؟!

أبويا أخد أختي و أحنا نايمين وقتلها بمُسدسه الخاص في البيت عشان ماكنش قادر يشوفها وهي بتتعذب بسبب المرض اللعين ده وكلام الدكاترة بسبب الحالة الميؤس منها كَبر الفكرة في دماغه أكتر  وخلاه يبني البيت ده مَخصوص عشان محدش يعرف بالجريمة دي، أنا مش عارف أزعل على مين، على اختي ولا على أبويا ولا على نفسي، وهل اللي حصل ليِّ ده كُله عشان اكشف جريمة أبويا اللي خباها عن عيون البشر، حقيقي دي أكبر و أسوء صدمة أخدتها في حياتي  ........

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×