رواية جريمة عائلية الفصل الثاني بقلم محمود الأمين
كنت ماسك في ايدي دبله، دبله رجالي وكان مكتوب عليها بخط رفيع رحيم، ورغم ان الموقف متوتر أصلاً الا اني ابتسمت، فعلاً صدق اللي قال ان ما فيش حاجه اسمها جريمه كاملة
بكل سهولة رحيم وقع خلاص هو اللي عمل كده في ابن اخوه وخلص عليه واكيد اللي اسمه عاطف ده شريكو في الجريمة واكيد لما نقبض عليهم ومع شويه ضغط مننا هيعترفوا بتفاصيل الجريمة، كنت سرحان في خيالاتي وفرحان ان القضية اتحلت لكن في نفس الوقت زعلان على الطفل اللي اتقتل بالطريقه الوحشيه دي.. رجاله المعمل الجنائي كانت بتفحص المكان كويس ورجاله الطب الشرعي كانت بتحاول تتعامل مع الموقف اللي قدامها رغم صعوبته
خرجت بره طلعت سيجارة وشربتها وانا بفكر، اكيد الموضوع مش موضوع انتقام بس، ياما الاخوات بيحصل بينهم مشاكل بس ما توصلش ان الاخ يقتل ابن اخوه بالوحشيه دي.
اكيد دي تجاره اعضاء مش محتاجه كلام، وعشان رحيم متخانق مع اخوه اول ما جتله المصلحه دي، قال يخلص الانتقام من اخوه في ابنه وفي نفس الوقت اكيد الاعضاء دي هتتباع بسعر كبير وهيبقى هو المستفيد
...
وبعد ما الناس خلصت شغلها اتنقلت الجثه او بقايا الجثه على المشرحة، وبصراحه ما كنتش عارف هبلغ الست صابرين والاستاذ اسامه جوزها بالمصيبه دي
رجعت على مكتبي وانا بفكر وطبعا الحاجه اللي لقيتها اتسلمت للنيابة وطلع امر ضبط واحضار لرحيم عشان هو متهم رئيسي في القضيه دلوقتي
وفي عز ما انا محتار ابلغ الست صابرين وجوزها ازاي؟.. الباب خبط ولقيت العسكري داخل يبلغني ان الست صابرين واقفه بره ومصممه انها تقابلني
كنت مش عارف اقول ايه بس طلبت منه انه يدخلها واول ما دخلت اتكلمت وقالت
_ يا فندم، أنا ابني مختفي من أسبوع وما أعرفش عنه أي حاجة، وجيت وعملت محضر ولحد دلوقتي ابني ما تلاقاش.
= إحنا لقينا ابنِك يا مدام صابرين، وإحنا النهارده مكلمينِك عشان تيجي تتعرّفي عليه.
_ بجد يا باشا؟ طيب هو فين؟
= تعالي معايا.
...
ده كان أصعب موقف مريت بيه، تخيل معايا إنك واخد أم عشان تشوف جثة ابنها. ما قدرتش أقولها في وشها إن إحنا لقينا جثة ابنِك أو أجزاء من الجثة.
ما قدرتش أقولها إن إحنا دلوقتي رايحين المشرحة.
الكلام كان صعب عليّا جداً، لكن أول ما وصلنا قدّام المشرحة الست فهمت، دموعها نزلت على طول. دخلنا المشرحة وطلبت من الراجل يطلع الجثة من التلاجة، والست بمجرد ما شافته وقعت من طولها.
كتر خيرها نقلناها على المستشفى بسرعة، والدكتور قال انها اتصابت بصدمه عصبية حادة ولما رجعت من المستشفى لقيت الاستاذ اسامه مستنيني في المكتب وده طبعا بعد ما اطمن على مراته.. كان قاعد وباين عليه العصبيه وكان لازم يهدى عشان يستوعب الكلام اللي هقوله
_ استاذ اسامه انا عايزك تهدى عشان الكلام اللي هقوله ما ينفعش فيه لا توتر ولا عصبيه ولا قله عقل
= اتكلم يا باشا انا سامعك
_ احنا لقينا جثه ابنك في الشقه اللي مملوكه ليك، الشقه اللي باسمك اللي في مصر الجديده هنا اللي انت مأجرها لواحد اسمه عاطف وده على حسب كلام البواب طبعاً
= يعني عاطف ده هو اللي قتل ابني؟
_ لسه ما نعرفش، احنا بندور عليه لكن هو مختفي بس اكيد ليه علاقه بالقضية، بس اللي انا عاوز اقولهولك مش ده
= هو في مصيبه اكبر من كده؟
_ احنا لقينا على الارض، دبله والدبله دي رجالي وكان مكتوب عليها رحيم
...
الراجل برق وما كانش عارف ينطق واتكلم وقال
_شوفت يا باشا كان عندي حق لما اتهمته، قولتلك ان هو اللي ورا خطف في الواد، ودلوقتي ثبت ان هو اللي قتله
= استاذ اسامه انا عايزك تهدى، انا مقدر الموقف اللي انت فيه كويس، بس انا عايز اقولك على حاجة وجود الدبله فعلا دليل ولكن مش دليل قاطع، في اذن ضبط واحضار طلع لاخوك وكلها شويه وهيتحقق معاه بس احنا لحد دلوقتي ما عندناش دليل قاطع ان هو اللي قتل ابنك، يعني ملهوش لازمه التوتر ولا العصبيه اللي انت فيها، ومش عاوزك تاخد قرار وبعد كده ترجع تندم عليه اخوك لو هو اللي عملها هيتحاسب وبالقانون
_ وتفتكر القانون هيشفي غليلي، والله العظيم لو طلع هو اللي عاملها لاهخليه يندم على اليوم اللي اتولد فيه
...
قام الاستاذ اسامه بعد ما قال كده وخرج من مكتبي، في الوقت ده كانت اتحركت قوه وقبضت على اخوه رحيم اللي كان مستغرب القبض عليه وبيقول انه ما عملش حاجة وبعد ساعة كان واقف قدامي والكلبشات في ايديه وبدأت أنا الكلام معاه
_ ها يا رحيم، هتتكلم على طول ولا ناوي تتعبنا؟
= انا مش فاهم حاجه، انا مقبوض عليا بتهمه ايه؟
_ انت متهم بقتل ابن أخوك، والمره دي الكلام مش كلام مرسل، احنا معانا دليل عليك، واضح انك كنت مستعجل والدبله كانت واسعه عليك عشان كده وقعت من ايدك بس حظك الاسود بقى انها وقعت في مكان الحادثة
= دبلة ايه يا باشا، انا مش بلبس دبله.. وبعدين معقول الحكومه مش عارفه اني مطلق من 3 سنين فمعلش يعني هلبس دبله ليه؟
_أومال ايه اللي جاب دبلتك في المكان اللي لقينا فيه جثه ابن اخوك؟
= ما اعرفش، انا من يوم ما قلعت الدبله دي مالبستهاش تاني، وما اعرفش حتى راحت فين؟
_ انت عرفت ان ابن اخوك اتقتل، واتشرح واتاخدت اعضائه ولما وصلنا لقينا حرفيا جسم من غير اي اعضاء، متخيل البشاعه يا استاذ رحيم
= ربنا يرحمه يا بيه، والله لو عرفت اللي عملها لاشرب من دمه
_ يعجبني فيك ادائك العالي في التمثيل، انت اللي قتلت ابن اخوك ما تحاولش تنكر لو اعترفت جايز الحكم يتخفف عنك وجايز يكون عندك اسباب رغم ان انا ما عنديش خالص سبب انه شخص يقتل ابن اخوه عشان خلافات شخصيه مع اخوه
= قسما بالله العظيم ما قتلته، يا باشا ده اكيد حد عايز يلفقلي التهمه
_ ابقى قول الكلام ده في النيابه
...
امرت بحبسه اربع ايام على ذمه التحقيق، وكنا بندور على عاطف وقلبين عليه الدنيا، بس كان مختفي زي ما تكون الارض اتشقت وبلعته، وبعد يومين ظهر تقرير الطب الشرعي وتقرير البصمات
والمفاجاه في تقرير الطب الشرعي ان اللي عمل كده واحد خبير في التشريح، التقرير كان بيقول ان التشريح تم بحرفيه عالية، بس كل اللي قدر يحدده من الجسد الفاضي هي اثار المقاومه اللي كانت على الجلد، واضح ان الولد قاوم القاتل على قد ما يقدر
لكن اللي صدمني بجد، ان تقرير البصمات ما كانش في اي بصمه تدل انه رحيم كان في مسرح الجريمة كل البصمات راجعة لعاطف صاحب الشقه او المستاجر بمعنى اصح
وبكده رحيم هيخرج من النيابة، موضوع الدبله مش دليل ممكن يكون القتل سرقها ورماها في بيت عاطف عشان يثبت التهمه على رحيم، كنت حاسس اني في دوامه
لكن في الوقت ده جت اخباريه عن مكان عاطف، الاخباريه كانت بتقول انه مستخبي في شقه في المعادي، بسرعه اتحركت انا وقوه من المديريه على المكان، الاخباريه كانت بتقول انه قاعد في الدور الرابع شقه رقم 8
وصلنا قدام العماره وحصرناها بالكامل عشان مايقدرش يهرب، واتحركنا بحرص لحد ما وصلنا لباب الشقه خبطنا مره واتنين بس ما حدش رد، فاضطرينا نكسر الباب، وبمجرد ما الباب اتفتح سمعت صوت واحد جاي من جوه وكان بيتكلم في التليفون، وقفنا قدام الاوضه واقتحمنا الاوضه بسرعة بس كانت في انتظارنا مفاجأة خارج كل التوقعات اللي كان قدامنا كان..
