رواية حارة الربيع الفصل السابع عشر 17 بقلم جميلة القحطانى


 رواية حارة الربيع الفصل السابع عشر 

جلست في طرف الصالة، بعيد عن الأنظار، لكنها شعرت بأن كل الأنظار تراقبها، على الأقل بداخلها.
في المقابل، دخل شهاب المكان من جهة أخرى.
لم يكن ينوي الجلوس، بل كان يتابع شخصًا مشبوهًا ظن أنه سيقابل أحد أعضاء العصابة داخل الكافيه.
لكنه تفاجأ بأن الشخص المقصود سلّم كيسًا لأحد العاملين ثم خرج سريعًا.
شهاب بهدوء في السماعة:المصدر طلع فالصو. هكمّل مراقبة من الداخل ولو حصل جديد، بلغوني.
جلس في ركن مظلم، مراقبًا كل شيء إلى أن وقعت عينه على هدير.
نظرة… واحدة فقط.
كانت لحظة عابرة.
هي شعرت أن هناك من ينظر، فرفعت رأسها.
هو كان يراقب محيطه، لكنها جذبت انتباهه دون قصد.
عينانها تشبه صفحة لم تُقرأ بعد.
وشهاب، رغم كل تدريبه، توقف للحظة.
هدير خفضت عينيها سريعًا، وشعرت بالارتباك.
"مين دا؟ شكله مش من النوع اللي يهتم بنادي قراءة.
وفي اللحظة نفسها، سمعت صوته وهو يطلب من النادل بصوت منخفض:قهوة سادة من غير سكر. وممكن تجيبلي رواية من الرف؟ أي حاجة ليوسف إدريس.
هدير تفكر:يوسف إدريس؟ مش متوقعاه يقرأله يمكن أنا اللي حكّمت بسرعة.
بعد دقائق، وقفت فتاة من منظّمي النادي وسألت بصوت واضح:هل في حد جديد حابب يشارك؟ ممكن تقولنا اسمك؟
هدير انتبهت، ارتبكت، لكنها رفعت يدها بهدوء:اسمي هدير.
شهاب رفع عينيه كتب الاسم في ذهنه دون أن يشعر.
هدير الاسم مش غريب.
في مكان آخر مناسبة عيد زواج سامر ونهى
 مساء يوم الجمعة  أمام العائلة والأصدقاء
ضحكات، أنوار، ورود تملأ المكان،
ونهى تقف بجوار سامر بفستان أنيق، تبتسم بامتنان، وتمد يدها لتقطع معه تورتة كتب عليها:سنة ورا سنة وحبنا بيزيد.
الناس حواليهم:ما شاء الله، أجمل كابل!
سامر ده مثال للرجولة.
نهى محظوظة بيك يا سامر!
سامر يضحك بثقة، يحيّي الضيوف، يطبع قبلة خفيفة على خد نهى قدّام الكاميرات.
ونهى تبتسم، لكن في عينيها سؤال:هو أنا لسه هنا؟
 بعد ساعتين في السيارة
الطريق مظلم، سامر يقود السيارة، ونظراته في الطريق، وصوته بارد:كنتِ ممكن تلبسي حاجة أنعم من كده فستانك مش عاجبني.
نهى بهدوء خائف:أنا جربت كذا واحد حسيت ده أكتر واحد مناسب.
سامر بسخرية:مناسب لمين؟ لنفسك؟ انتي بتلبسيلي، مش لنفسك.
نهى عضّت شفتها، وسكتت تعرف إن أي رد ممكن يولّع الليلة.
بمجرد ما دخلوا، خلع سترته ورماها على الأريكة.
سبيها، ما تلمسيش حاجة خدامة داخلة بكره.
سار نحو غرفته، دون أن !


تعليقات