(الفصل الرابع)
خرجت من بيت ليلى وانا بفكر فيها حسيت بشعور غريب نحيتها .. معقول اكون بدئت اح...
فجأة لقيت الساحر اللى ضربته فى السوق بيهجم عليا هو و ٣ تانيين وشدوا درعاتى الاتنين فنزل الساحر بالسيف على درعاتى وقطعهم !!!!
صرخت بعلو صوتى وأنا ببص على أيدى المقطوعه.. بس لقتها مابتنزلش دم !!! بصيت تانى لقيت دراعى زى ماهو , بلف بعينى حواليا مالقتش حد من اللى كانوا بيقطعوا أيدى , بس لقيت نصير الجنى قاعد على الصخر بيضحك
وبيقول :
ما أنت بتخاف أهوه !!
قولتله :
يأبن اللذينا !!! هى حلوه , بس ماتعملهاش تانى .. أيه اللى جابك مش أنا صرفتك ؟
فقالى:
مش أنا قولتلك أنى مابتصرفش وأنى ورث .. ومفيش سبب جابنى ياسيدى أنا لقيتك مبسوط على غير العاده فقولت أجى أعكنن عليك شويه أنا وأخواتى .
ولف بعينه فظهرت خيالات حواليه لجن كتير لدرجه أنى معرفتش أعدهم .
غمضت عينى وقلت تعزيمه تانيه أنهتها بالطاعه لله ... الطاعه لله .. فلقيت نصير والجن اللى حواليليه بيصرخوا وبيترجونى أوقف .
فقولتلهم :
واحده بواحده والبادى أظلم ....
وكملت طريقى ناحية أوضتى ,ورجعت ليلى تانى فى دماغى ... أظاهر أن ربنا هيكافئنى بيها على سنين عمرى اللى كانت كلها عذاب وذل .
تانى يوم الصبح خدت ورقه فى أيدى وروحت ناحية بيت ليلى ووقفت بعيد وأستنيتها تكون خارجه لوحدها من البيت علشان أكلمها .
فضلت مستنى فتره كبيره عديت فيها كل الحصو و الطوب اللى حوالين بيتها
لحد مالعصر أذن ولقيتها طالعه وفى أيدها شنطه سوق فاضيه , أول ماشوفتها قلبى دق جامد ونفسى كان بيتقطع وبطنى بدأ يجيلها مغص تقريبا دى أعراض الحب !!!
جريت وراها لحد مابقيت جمبها و لقيتها أتخضت لما قلتلها:
أزيك ياليلى ؟!!
اخدت شويه لحد ماادركت وجودى وبعدين أبتسمت وقالت بخبث :
ناير!!!؟ أيه اللى جابك هنا؟!! خير فيه حاجه !!؟
لما بصيت فى عينيها الواسعه , أتوترت أكتر وبدأت ألخبط فى الكلام وقلتلها :
مفيش كنت معدى جمبكم وجيت أطمن على الشنطه .. قصدى على عم صادق
قالتلى بخبث تانى:
طيب ...عمك صادق فى البيت لوحده .. أتفضل أدخل أطمن عليه .. أنا هروح أجيب حبة خضار وطماطم وراجعه تانى .
وسابتنى ومشيت قدام !!!
جريت وراها وقولتها :
طيب ينفع أجى أنقى معاكى الطماطم , وابقى أرجع معاكى أطمن على عم صادق ؟
بصتلى وابتسمت بخجل , وهزت راسها بالموافقه , مشيت جمبها وطول الطريق للسوق ,محدش مننا أتكلم , كنت ببص بطرف عينى عليها من الحين للحين وأحنا ماشين , كنت عايز أديها الورقه اللى فى أيدى , بس مالقتش وقت مناسب .
روحنا السوق ونقينا الطماطم ورجعنا تانى بس المره دى أنا اللى كنت شايل الشنطه اللى محمله طلبات البيت
قبل مانوصل بيتها بشويه , وقفت والحمد لله جاتلى الجرأه أنى أديها الورقه من غير ماأقول كلمه , أخدتها منى ولسه هتسألنى على اللى فيها ... لقينا فى وشنا أبوها عمى صادق !!
أول ماشافنا مع بعض أتوترت , وهى خفت الورقه فى هدومها ودخلت جوه بعد ما اخدت الشنطه منى وسابتنى لوحدى مع عم صادق قدام البيت ...
باصلى عم صادق من فوق لتحت وبان عليه أن أتضايق وقالى :
خير يابنى فيه حاجه !!؟
قلتله :
مفيش حاجه ياعم صادق أنا قابلت ليلى فى السوق بالصدفه وجيت أوصلها للبيت علشان الشنط كانت تقيله ..
بصلى بشك وقالى :
طيب يابنى شكرا كتر خيرك
قولتله :
هستأذن انا بقى سلام ....
وخدت نفسى وطيران على أوضتى , قفلت باب الأوضه , ورميت جسمى على سريرى , وبصيت فى السقف , وأنا بتخيلنى عايش فى بيت واحد مع ليلى بعد ماتقرا اللى فى الورقه بقى وتحبنى وكده ,
كنت كاتبلها فى الورقه :
"كل يغني على ليلاه من شغف ... يطوي السنين بأحلام وآمالِ."
هستناكى كل يوم الساعه 6 عندى سارى السفينه المكسور اللى فى أول النجع سواء جيتى او لأ....
قطع أحلامى الورديه" نصير" الجن برده واللى لقيته قاعد قدامى
وبيقولى :
ياروقانك ياعم ناير
قولتله :
هو أنت مش هتسيبنى فى حالى خالص .. بترتاح يعنى وأنا برمى عليك تعزيمه!!؟
فقالى:
ياناير لو مشغلتناش فى حاجه .. هنشتغل عليك أنت !!
عرفت أنى خلاص فى فترة التعارف واللى كان هكالى عنها عمى دياب قبل كده ,
لو أنت ورثت جن عن أى حد قريبك بالدم , بتحصل حاجه أسمها فترة التعارف و دى بتبقى مناوشات بينك وبينهم
بتعرف فيها قدرات الجن اللى معاك , والجن معاك بيعرفوا قدراتك برده , فلازم تعاملهم بحزم وبقوه و لو لقوك ضعيف هيوروك اللى عمرك ماشوفته !!!!
التعزيمات اللى بقراها عليهم دى من أول التعزيمات اللى علمهالى عمى دياب , كان عارف أنهم هيجولى بعد مايموت ومكنش عايزنى أتعذب عذابه فأدانى خلاصة التعزيمات اللى خلتوا يقدر يتحكم فيهم .
فمسيت عليه بتعزيمه خلته بيتنطط قدامى , وسبته وكملت نومى ..
تانى يوم دخلت استحميت وحطيت برفان وظبط نفسى علشان أقابل ليلى عند سارى السفينه زى ماكنت كاتبلها فى الورقه،
وانا طالع من باب أوضتى , شميت ريحه وحشه جداا وفايحه , دورت على مصدر الريحه مالقتهاش , شميت نفسى كان هيغمى عليا من الريحه الوحشه , قفلت الباب وقلت لنصير الجن :
عيب كده يانصير أنا نازل أقابل , ودى مش حركة جدعنه !!!
فقالى وهو بيضحك بصوت مستفز :
لو مشغلتناش.. هنشتغل عليك ....
وأختفى قبل ماأقرى عليه التعزيمه , وسابنى بريحتى المعفنه مش عارف أخرج من البيت وأقابل ليلى !!
فضلت على كده يجى أسبوع مش عارف أخرج من البيت وطول الأسبوع ده لا هما سابونى فى حالة ولا أنا سبتهم فى حالهم , قاعدين فى مناوشات طول النهار والليل .
سلطوا عليا كوابيسى خلونى أشوف راس عمى دياب وهى بتتقطع , بس المره دى وانا اللى بقطعها بالسيف مش السياف !!
خلونى أشوف ليلى مكان عمى دياب وراسها هى اللى بتتقطع !!
خلونى أشوف أبويا وأمى وأخواتى وهما بيتحرقوا وخلونى أحس أنى بتحرق معاهم !!!
وانا مسكتش دوقتهم من عذابى , ومن تعزيماتى وفاجأتهم بحركة جديده عليهم وأول مره يشوفوها قايمه على فكرة أجسادهم اللى مخلوقه من النار يعنى طاقه والطاقه بتتأثر بالطاقه والى ماتعرفوش عن الجن أنك ممكن تكهربه بالكهربا بس بتيار معين , تيار متردد ...
جبت محول كهربا وسلك نحاس طويل وسيخين حديد كبار, وحطيت المحول فى أول الأوضه و حطيت سيخين الحديد الكبار فى أخر الأوضه , ولفيت سلك النحاس على سيخين الحديد بطريقه معينه ووصلتهم بالمحول وظبت حبة توصيلات ورميت تعزيمه كمان على السلوك النحاس
وأستدعيتهم , دخلوا الاوضه وكانوا بيتصعقوا من الكهربا زى الناموس بس من غير مايموتوا طبعا .
اللى رحمهم سلك النحاس اللى سخن أوى والمحول اللى فرقع لما ماأستحملش كمية الطاقه اللى خارجه منهم !!!
عدى على الحال ده 10 أيام يرازوا فيا وأرازى فيهم
وفى يوم لقيت بابى بيخبط , بببص من خرم الباب اندهشت لما لقيت ليلى واقفه على بابى وبتأفف من الريحه وبتبص يمين وشمال علشان تعرف مصدرها ...
عرفت مكان أوضتى أزاى ؟!! .. شميت ريحتى كان هيغمى عليا من القرف , فمفتحتش الباب , وقولتها من ورا الباب وانا عامل نفسى بكح :
مين بره ؟
فقالتلى :
انا ليلى يا ناير عايزاك ضرورى جدا ...
قولتلها من ورا الباب :
معلش ياليلى مش هعرف افتح الباب علشان أنا تعبان وعندى دور برد جامد وخايف اعديكى .
قالتلى :
بنت عمى تعبانه أوى وشكلها كده لابسها جن ومش عارفه أروح لمين ؟!! على العموم شكرا ياناير .
بصيت من خرم الباب ولقييتها بتلف ضهرها وماشيه ,غمضت عينى وناديت عليها من ورا الباب وقلتها :
أستنى .. هاجى معاكى ...
وناديت على نصير , وقولته :
مش أنت كنت عايز شغل , أهوه جاتلك طالعه أهوه ياسيدى
فقالى وهو فرحان :
أيه خلاص هتبطل تكهربنا وهتشغلنا معاك !!؟
قولتله :
أها بس زى عمى دياب فى الخير بس .
قالى :
ماشى , أى حاجه يله بينا .
قولتله :
بينا على فين أنت مش شامم ريحتى !!! ,, هقابل البت اللى بره أزاى كده
فقالى :
خلاص .... مفيش ريحه ..
شميت نفسى لقيت الريحه راحت , لبست وأتشيكت وطلعت علشان اقابل ليلى
وأول حاجه قولتها ليها :
أنا أسف أنى مكنتش بروح عند السارى , والله انا كنت تعبان جدا ..
فقالتلى بأستغراب:
سارى أيه ؟
فقولتلها وأنا بغمز بعينى :
الورقه ... الورقه أياها اللى أديهالك
قالتلى :
أها الورقه ... أنا نسيت أقولك أنى مبعرفش أقرأ ولا أكتب أصلا !!!!
وصلنا بيت بنت عمها ,دخلت هيا الأول وسابتنى على الباب , وبعدين رجعت دخلتنى وهى بتقول :
الشيخ ناير الساحر !!
سلمت على ابو البنت وأمها وأخوها الكبير واللى كان مرسوم على وشهم الهم والخوف على بنتهم .
دخلونى الأوضه على بنتهم اللى كانت على السرير متكتفه ومربوطه من أيديها ورجليها
البنت كانت بتتلوى فى السرير وكانت بتطلع اصوات غريبه , مره صوت كلب!!! مره صوت قطه !!!
مره صوت خنفره الخنزير !!
سألتهم على الحمام ودخلت أغتسلت واتوضيت ورجعت اوضة البنت الملبوسه .
وقفت فى نص الأوضه و صفيت نيتى وتوكلت على الله .
قريت صورة الزلزله من غير ما اكرر ولا أية وجيت عند أية "يومئذ يصدر الناس أشتاتا " كررت كلمة أشتاتا سبع مرات علشان أصرف جن عمار البيت , وفضلت أكرر اللى بعمله
لحد مافجأه هبت رياح خفيه فى الأوضه مع أننا قافلين الشبابيك ,وسمعنا صوت خبطه ورجلين بتجرى فوق البيت , ووقف شعر راس أخو البت اللى واقف فى الأوضه .. فعرفت أن دى علامات صرف جن عمار البيت ...
قربت من البنت اللى لسه ملبوسه , حطيت أيدى على راسها لقيت حرارتها مرتفعه جدا وحاولت تعض أيدى !!!
قولتلها:
أنت مين ؟
طلعت أصوات غريبه من البت وكلمات سمعت منها :
أحنا كتيييير وبدأت تقول أرقام 47 ,23,36,28
مفهمتش حاجه فأستعنت بنصير , واللى قالى :
دول عيله من الجن لابسينها عددهم بالظبط 11 جنى
قولته وسط دهشة اللى فى الأوضه وأنا بكلم الهوا
تعرف تخلص يانصير ؟!!!
فقالى :
عيب عليك دى شوية عيال مايخدوش فى أيدينا غلوه , محضرتش أنت أيام عمك دياب كنا..
قطعت كلامه وقولتله:
أخلص يانصير , طلعهم من البت .
شويه ولقيت البنت بتتنفض وبتصرخ أكتر , ولقيت نصير بيقولى :
جاهزين يطلعوا ..
قولتله :
أيه ده بسرعه كده !!!
قربت من البنت وقلت لعيلة الجن اللى ركباها :
تطلعوا من صوباع رجليها الكبير , الرجل الشمال , فاهمين ياكلاب ؟!! ومسكت صوباع البنت واللى أتجمع فى أخره دم اسود , وشكيت صوباعها بأبره فطلع الدم الأسود من رجليها ,وأغمى عليها
خليتهم يحيبوا ميه وقريت عليها , وخليتهم يسندوها ويشربوها منها, ويرشوا شويه على وشها , ففاقت وسألت بصوتها الطبيعي على اللى حصل !!!
أبوها وأمها حضنوها وهما بيعيطوا ,فأستأذنت وخرجت بره الأوضه فلقيت أخوها طالع ورايا وبيمد أيده فى جيبه وبيطلع فلوس وبيديهالى وهو بيشكرنى , رفضت طبعا وبحزم وقولتله :
أنا مباخدش فلوس فى خير , شكرنى وباس على راسى فطلعت بره البيت , وأستنيت ليلى اللى أطمنت على بنت عمها وجات ورايا وهى بتقولى :
مش عارفه أقولك أيه !!؟ منتصر كمان أخو مريم بنت عمى قال أنك ماردتش تاخد فلوس !!
طيب ليه ده حقك ؟! ولا بتجاملنى ؟!! لو بتجاملنى خليها المره اللى جايه , البلد كلها عفاريت وجن ...
قولتها :
أنا مباخدش فلوس فى الخير
قالتلى :
طيب كنت كاتبلى فى الورقه أيه ؟!!
قلتلها :
ولا حاجة .. خلطه...كنت كاتبلك خلطه من العطار تجبيها لأبوكى.
قالت :
وايه علاقه الخلطة اللى من عند العطار بسارى السفينه المكسور ؟!!
لقيتنى بقولها زى الدبش:
بصى أنا مبعرفش ألف وأدور ومن اول ماشوفتك فىى السوق , وانا معجب بيكى ولما جيت عند البيت أخر مره كنت مستنيكى من الصبح !!! وشكلى كده بحبك ...
أيه اللى أنا بقوله ده !!! خدت نفسى ومشيت من قدامها من غير حتى ماأعرف رد فعلها , ومشيت بعنف نفسى على أندفاعى وسذاجتى .
تانى يوم لقيتها بتخبط على باب أوضتى , بصيت من خرم الباب لقيتها فى كامل زينتها وفاحت منها ريحة عطر دوختنى وأنا ورا الباب فتحت الباب وأنا قلبى بيدق .
فلقيتها بتقول :
مريم بنت عمى قريتلى الورقه أمبارح ,حلو بيت الشعر ده , بس انا ماليش فى الشعر أد كده
,وسكتت شويه وقالتلى :
هتتأخر على معادك اللى عند السارى .
دخلت غيرت هدومى بسرعه وأنا قلبى بيدق جامد و بيضخ الدم كله فى جسمى ,كانه هيحرقه , فرحان ... أول مره أفرح فى حياتى ..
خرجت معاها وبقيت بخرج معاها كل يوم عند سارى السفينه , حكتلى عن كل حاجه تخصها ,وعرفت أد أيه وهى بتحكيلى أنها بريئه وطيبه زى الأطفال , حكيت لها عن قصتى الحقيقه وعن أبويا الساحر اللى أذى ناس كتيره وخد عقابه وعن معاناة أبنه اللى أتربى عبد فى بيت اللى قتلوه , ساعتها حضتنى ودى كانت أول مره تحضنى فيها !!
أتفقت معاها أجى أقابل أبوها , وأتقدم لها و بالفعل أتقدمتلها وطلبت منى ليلى أحكى لأبوها قصتى المزيفه , وأنى ابن الشيخ طلب أمام جامع نجع الشرفاء , أبوها كان فرحان بيا لما دخلت البيت من بابه وكان متساهل معايا بس طلب منى زى كل أب , بيت لبنته تعيش فيه وده كان شرطه الوحيد , قولتله أنى هبيع أرض أبويا اللى فى نجع الشرفاء, وأجى اشترى بيت هنا فى نجع الأكارم ....
وبالفعل نزلت النجع بعد 5 سنين غياب , النجع زى ماهو والناس هيا هيا , وفكرتهم هينسونى ,بس للأسف أى حد كان بيشوفنى فى النجع اما بيتف على الأرض ومنهم اللى كان بيبصلى بقرف .. محدش نسى يوم المنصه لما أبن الساحر نمير طلع وقال أنه هو اللى لعن النجع كله ....
محدش رضى يشترى منى الأرض , مش بس كده , كانوا بيطفشوا أى حد من بره النجع عايز يشترى الآرض .. وطلعوا أشاعه ان الأرض ملعونه علشان محدش يشتريها !!!
رجعت نجع الاكارم , وحكيت ل ليلى اللى حصل , فهونت عليا وقالتلى :
طيب ماتبنى أرض أبوك ونعيش هناك !!!!
قولتلها :
أنا مكروه فى النجع , وكمان انا مش عايز أرجع أعيش فى نجع الشرفاء تانى !!
قالتلى :
أنت قولتلى أن الأرض متطرفه عن النجع , يعنى هنبقى بعيد عن نجع الشرفاء ومش هيبقى لينا دعوه بحد , حتى أحتياجتنا هنجبها من أقرب نجع جمبنا ومش هننزل نجع الشرفا ده أبدا....
مكنش قدامى غير أنى أنفذ فكرتها , وبالفعل نزلت نجع الشرفا علشان أبنى بيت أبويا , ومحدش برده رضى يساعدنى فى بناية البيت لا من جوه النجع ولا من براه ,فقررت أبنى البيت كله لوحدى زى مابنى نوح سفينته ....
أديت لعمى صادق كلمه ان بيتى هيبقى جاهز كمان سنه علشان نتم الجواز ..
ورسمت البيت بطابقين , طابق لمحل ولقمة عيش ليا ونويت أكتب عليه "بعمل كل حاجه "وطابق تانى للسكن وللجواز .
عملت كل حاجه , المونه والطوب والبنايه والأساس والعمدان ,والخشب والحديد ....
طبعا نصير ساعدنى شويه بس وهو مضايق أنه شغال فى البنايه , كان شايف أنى مشغله فى كار غير كاره ...
أتعرضت لمضايقات كتيره من أهل النجع وأنا ببنى البيت , مره أصحى الآقيهم وقعوا الطوب قبل ماينشف ومره كانوا بيخلوا العيال الصغيره تزقلنى وترمينى بالحجاره !! وبالرغم من كده
الحمد لله تميت بناية بيتى فى نص سنه بس !! وأتجوزت ليلى وجات تعيش معايا على حدود نجع الشرفاء وكنا عايشين فى البيت أنا وهيا وغرابى غداف واللى حب ليلى أوى وكان بياكل ويشرب من أيديها ويلعب ويهزر معاها عادى !!.
الغربان بتعرف اللى فى نفوس الناس .. وبتعرف اللى قلبه أبيض واللى قلبه معمى بالسواد
طبعا المحل بتاعى مجالوش ولا زبون من نجع الشرفاء غير ٣ الدكتور عمر و خالتى عفاف والحاج فكرى العياطى ..
باقى النجع كان مقاطعنى و مش بس كده كانوا بيطفشوا الزباين اللى بيجولى من بره النجع !!! بس برده لا حيله فى الرزق و ربنا كان بيبعتلى رزقى ورزق مراتى ليلى ورزق أبنى أو بنتى اللى فى بطنها ....
حياتى كانت مستقره اللى حد ما , بشتغل وبحمد ربنا على كل اللى يبعتهولى وأخر الأسبوع كنت أروح الكهف اللى فيه كتب السحر بتاعت عمى دياب ,أقرأ وأحفظ , بس مش علشان أبقى ساحر كبير لأ ...
علشان أنا كان عندى شغف أنى أقرأ فى السحر وأكتشفت أنى عمرى ماهقدر أبعد عنه ....
أتعلمت حاجات كتيره من كتب السحر وخاصة من كتاب كبير وعدد صفحاته كانت معديه 1500 صفحه بيتكلم عن سحر الفراعنه ,أقوى أنواع السحر ,أقوى من السحر الأسود نفسه , قريت فيه خدع و وأتعلمت منه تعزيمات كتيره زى تعزيمة تماثيل الشمع ....
ودى تعزيمات كان بيقراها الكهنة على تماثيل حيوانات مفترسه مصنوعه من الشمع وبيحولوها لحيوانات فعلا وبتدب فيها الروح !!!
وبيستخدموها فى القتل أو الانتقام , يعنى مثلا فى كاهن أكتشف خيانة مراته مع شاب , فصنع تمثال لتمساح من الشمع وأستنى الشاب ينزل البجيره وقرى علي التمساح الشمع التعزيمه فتحول لتمساح حقيقى , نزل التهم الشاب وهو فى البحيره !!!
وفى مره قريت عن خدعه فى الكتاب عملها ساحر للملك خوفو, فقررت أعملها قدام ليلى مراتى كنوع من الترفيه والهزار , فجبت معايا وزه من السوق ,ورحت البيت وناديت على ليلى الى كانت فى المطبخ , وقولتها :
بصى الحركه دى ...
وجبت الوزه ومسكت سكينه و طيرت رقبتها , وقعت رقبة الوزه على الأرض ،شويه ورقبة الوزه المقطوعه نطت فى الهوا وفضلت تتنطط لحد ما رجعت تانى مكانها على جسم الوزه ولا كأنها أتقطعت وبعد كده جريت الوزه عادى فى البيت كأن محصلش حاجه !!
طبعا أندهشت ليلى وخافت شويه وقالتلى:
أيه ده!! عملتها أزاى!! أنت قلبك جابك أزاى تعمل فى الوزه كده !!!
قولتها وأنا بضحك :
أنت خوفتى وأنا عاملك الحركه فى وزه ... تعرفى أن الفراعنه كانوا بيعملوها على بنى أدمين ؟!!
فقالت ببراءه :
ياقلبهم ,وافرض اللى بيقطعوا رقبته مات !!!
ضحكت وخدتها هى وابنى اللى فى بطنها فى حضنى
وفى يوم تانى كنت جايب معايا فسقية زرع جواها ثمره أسمها "تفاحة الجن"
ودى ثمره موجوده فى أماكن معينه وبتبقى شكلها شكل البنى أدم بالظبط ليها راس وأيدين ورجلين وبتعتبر منشط قوى جدا وعلاج لبعض الامراض, بس أستخدامها بصورة مفرطه بيسبب هلوسه كبيره ورعب وممكن يوقف قلبك!!!
كانت مستغربه أوى من شكلها وكانت خايفه منها و وقالتلى :
يعنى يوم ماتزرع تقوم تزرع "تفاحة الجن" , ماكنت زرعت طماطم ولا خيار ولا حتى ريحان , أشمعنى دى يعنى !!!!
قولتلها :
عشان سمعت أنك لما تيجى تقطف الثمره دى , بتصرخ بصوت عالى وهيا بتموت زى البنى أدم ,فعايز أتأكد من المعلومه ..
قضيت أحلى سنتين من عمرى مع ليلى , لحد مافى يوم كنت جاى من الكهف وراجع على النجع , شوفت سرب كبير من الغربان بيطير على أرتفاع واطى وقريب من الأرض ... ودى علامه أن المرض جاى النجع !!!
وبالفعل حصل!!! تانى يوم قامت فره تانيه فى النجع .
يوميها كنت قاعد مع ليلى بنتعشى على الترابيزه وجمبنا شباك البيت مفتوح
قاعده قدامى على الكرسى تعبانه بعد ما جتلها الحمى خاصة أن مناعتها كانت ضعيفه بسبب الحمل , ذهنها شارد ومش بتاكل .
مديت أيدى وطبطبت على أيديها اللى فوق الترابيزه وأنا بقولها :
مالك ؟ سرحانه فى أيه ؟ على فكره ده دور برد عادى وهيعدى ....
بصتلى وعينيها كلها أرهاق وقالتلى بصوت مبحوح :
انا مش خايفه من دور البرد.... أنا خايفه أهل النجع يفكروا أن أنت اللى مرضتهم ويجوا ينتقموا منك زى ماحكتلى قبل كده عن أبوك وعمك دياب ...
قولتلها وانا مبتسم :
قومى أرتاحى ياليلى .. ومتشغليش بالك .. أنا بعيد عن أهل النجع من بدرى أوى وماليش صله بيهم , ماتقلقيش مش هيحصل حاج.......
مكلملتش جملتى وفوجئت بشعلة نار كبيره بتدخل من الشباك المفتوح اللى جمبنا وبتنزل على ليلى اللى قاعده قدامى بتحرقها................................................................................
بتحرقها ..............................................................
بتحرق ليلى !!!!!
قومت من مكانى مفزوع وشديت الفرشه اللى على الترابيزه وحاولت أطفى ليلى فلقيت أكتر من شعلة نار تانيه بتترمى جوه البيت , وشويه وسيل من الشعل بيترمى جوه البيت ...
ليلى بتولع ومش عارف أطفيها !!!!
ناديت وأنا بصرخ على نصير ...اللى حضر ولقيته بيبصلى ويبقولى :
ماتت !!!!!
أخرج بسرعه بره البيت بدل ماتتحرق أنت كمان ...
وقفت مكانى متسمر ومصدوم ,مش مصدق اللى حصل
من دقيقه , لقيت نصير لف دراعاته حواليا ونقلنى بره البيت اللى كان كله بيولع زى بيت أبويا بس المره دى جواه مراتى !!!!!
أنهرت وقعدت أصرخ و أبكى وكنت عايز أنك فى النار اللى بتاكل البيت ..................
اتجننت ومبقتش بفكر غير فى حاجه واحده بس وهيا أنى انتقم من كل القريه وأدوقهم عذاب يتمنوا الموت علشان يرتاحوا منه , صرخت فى وش نصير وقولته :
خد كل الجن الى معاك وأقفل النجع ومتخليش حد يخرج أو يدخل , واللى يخرج بره النجع يموت واللى يدخل النجع يشوف من الأهوال اللى تخليه يجرى برا النجع .
وطلعتلهم سليم من النار ,كانوا واقفين وماسكين شعل النار ومش مصدقين عينهم أنى لسه حى وماتحرقتش !!!!
مشيت وسطيهم ناحية النجع وأى حد كان بيحاول يرمى عليا شعله عشان يحرقنى كانت بترجع فيه تحرقه , كنت محمى بقوة السحر والجن , أفتكرت وأنا ماشى كل اللى عملوه فيا وابويا وعمى ومراتى .. جوايا كره وغضب هسقطه عليهم لعنات ....
جريوا ورايا يشوفونى رايح فين !!!
روحت على باب خالتى عفاف وسيبت علامه على بيتها , وطلعت على بيت الدكتور عمر وسيبت نفس العلامه على بابه وروحت على آخر باب , باب الحاج فكرى العياطى وحطيت نفس العلامه على بابه ..
البلد كلها كانت ماشيه ورايا ومرعوبه وأترعبوا أكتر لما ناس حاولوا يخرجوا بره النجع علشان يحيبوا ساحر يقف ضدى وماتوا قبل مارجليهم تخطى بره النجع !!!
طلعت من قدام بيت الحاج فكرى على الجامع , فتحت باب الجامع ومسكت الميكرفون
وقلت :
أنا نــــاير أبن نمير الساحر , أنا الساحر اللى أتربى فى بيوتكم وعرف كل أسراركم , أنا نـــاير ومن النهاردة انا عذابكم على الأرض ... و من بكره هتتعمل قرعه جديده فى الساحه الكبيره بس المرة دى قرعة عليكم انتوا وعلى عذابكم اللى هتشوفوه , وهتتعمل كل يوم ....
وكل يوم ورقه جديده بعذاب جديد , هتختاروه أنتوا .... واللى مش هيجى الساحه هوقع عليه من عذابى اللى أختاره أنا..... وهيبقى عذاب أشد وسكت شويه
وقلت وأنا بصرخ فى الميكرفون :
مات فى القرية ساحرا فأرتاح الناس من أذاه ... خلف الساحر أبنا فاق فى السحر أباه !!!